بوابة الوفد:
2025-06-24@11:43:36 GMT

حكم تخصيص بعض الأيام والليالي بالعبادة

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز شرعًا تخصيص بعض الأيام أو الليالي بمجموعة من الأذكار أو غيرها من الطاعات.

وتخصيص ليلة من الليالي أو يوم من الأيام بالذكر أو غيره من الطاعات والتزام ذلك- أمرٌ حسنٌ لا حرج فيه ولا منع؛ لا على جهة التحريم، ولا على جهة الكراهة.

الأدلة على جواز تخصيص بعض الأيام والليالي بالعبادة

الدليل على تخصيص بعض الأيام والليالي بالعبادة، هو ذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء، كل ذلك مشروعٌ مطلوبٌ شرعًا؛ قال الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].


وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وقد روى الشيخان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا».

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/ 69، ط. دار المعرفة): [وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك] اهـ.

وقد دلت الأدلة الشرعية على أنَّ ما شهد الشرع لمشروعية نوعه من العبادات، فإنَّ أفراد هذا النوع تكون تابعة له في تلك المشروعية. من ذلك: ما رواه مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ».

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (7/ 104، ط. دار إحياء التراث العربي) -عند الكلام على هذا الحديث-: [فيه الحثُّ على الابتداء بالخيرات وسنّ السنن الحسنات، والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات.. وفي هذا الحديث تخصيصُ قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة، وكُلُّ بِدْعَة ضَلَالَةٌ»، وأن المراد به المحدثات الباطلة والبدع المذمومة] اهـ.

وقال العلامة السِّندي في "حاشيته على سنن ابن ماجه" (1/ 90، ط. دار الجيل): [قوله: «سنة حسنة» أي: طريقة مرضية يقتدى فيها. والتمييز بين الحسنة والسيئة بموافقة أصول الشرع وعدمها] اهـ.

وروى الشيخان عن رفاعة الزُّرَقي رضي الله عنه قال: كنَّا يومًا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلمَّا رفع رأسه من الركعة قال: «سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ»، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف، قال: «مَن المُتَكَلِّمُ؟» قال: أنا، قال: «رَأَيتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يبتَدِرُونَهَا أَيُّهم يَكْتُبُهَا أوَّل». وهذا الحديث دالٌّ على جواز إحداث أمر في العبادة إذا كان موافقًا لأدلة الشرع؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعنّف الرجل المذكور، بل أقرَّه على نفس الفعل من حيث هو، وكذلك على إقدامه عليه قبل مراجعته.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأذكار الأذكار الشرعية الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم هذا الحدیث رضی الله

إقرأ أيضاً:

هذا الفعل أفضل عمل عند الله بعد الصلاة المكتوبة .. الأزهر للفتوى يوضحه

قال مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ان الإحسان إلى الوالدين أفضل عمل عند الله تعالى بعد أداء الصلاة على وقتها، فعن عَبْد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أنَّه سأل النبي ﷺ فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى مِيقَاتِهَا»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. [متفق عليه]

بر الوالدين بين أعظم عملين فى الإسلام

قال الله تعالى-: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا و بالوالدين إحسانًا »، وقوله - عز وجل-: « ووصينا الإنسان بوالديه حسنًا».

فالقرآن يضع منهجًا في كيفية معاملة الأبوين عندما يبلغان مرحلة الهِرَم و الشيخوخة، قال -تعالى-: « إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ....»، فإذا لا حظنا قول الله جيدًا لوجدناه يقول { يبلغن عندك} أي: في رعايتك وحمايتك وحفظك.

دعاء هلال شهر محرم.. بهذه الكلمات نستقبل العام الهجري الجديددعاء آخر السنة الهجرية للرزق.. 5 كلمات تصب عليك الخير صبا

ومن السنة المؤكدة لهذا المعنى القرآني، فقد روى الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود- رضى الله عنه- قال: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت ثم أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله ».

فرسولنا - صلى الله عليه وسلم- المربي العظيم وضع بر الوالدين بين أعظم عملين في الإسلام: الصلاة على وقتها، والجهاد في سبيل الله ، وفي الصحيحين: "أن رجلا جاء فاستأذن الرسول -صلى الله عليه وسلم -في الجهاد، فقال" أحي والداك؟ "قال:نعم، قال " ففيهما فجاهد".

وفي الحديث الصحيح: "هل أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور".

عقوق الوالدين عواقبه شديدة ووخيمة

قالت دار الإفتاء المصرية، إن عقوق الوالدين ينزع البركة من الحياة والمال والولد فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( من أحب أن ينسأ له فى أجله ويبارك له فى رزقه فليصل رحمه)) كذلك عندما تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر ذكر منها أن من أعظم الكبائر عقوق الوالدين كما جاء في الصحيح من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثًا؟ قالوا: بلى -يا رسول الله-، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين بل إن القرآن الكريم قرن الشرك بالله بعقوق الوالدين.

وأضافت دار الإفتاء، فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الله تعالى نهى عن عقوق الوالدين، وجعل عواقبه شديدةً ووخيمةً؛ ففيه عقوبة في الدُّنيا قبل الآخرة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا: البَغْيُ، والعقُوقُ» رواه الحاكم.

ما عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة ؟

حث الشرع الحنيف على بر الوالدين ورغب فيه، وحرم عقوق الوالدين وعده من كبائر الذنوب، وجاءت النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة حاثّةً على البرّ ومحذّرةً من العقوق في حقّ الوالدين في مواطن كثيرةٍ.

طباعة شارك بر الوالدين بين أعظم عملين فى الإسلام بر الوالدين عقوق الوالدين عواقبه شديدة ووخيمة ما عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة

مقالات مشابهة

  • هذا الفعل أفضل عمل عند الله بعد الصلاة المكتوبة .. الأزهر للفتوى يوضحه
  • حكم اختصار الصلاة على النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم).. الإفتاء تجيب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • كيف أحقق الخشوع في الصلاة؟ 5 خطوات تنهي على الوسواس
  • لماذا نحتفل بالسنة الهجرية في في شهر المحرم؟ اعرف آراء العلماء
  • هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة؟.. الإفتاء تجيب
  • من هم الملائكة السيّاحين .. وماذا يفعلون؟
  • متى ينتهى وقت صلاة الضحى؟.. اعرف وقتها وفضلها وعدد ركعاتها
  • دعاء الاستفتاح في الصلاة.. اعرف ما ورد عنه في السنة النبوية
  • “نحن أولو قوة وأولو بأس شديد” .. البأس اليمني بين النص القرآني والتاريخ الإسلامي