إعلام إسرائيلي: مصيدة اليمن حرب استنزاف طويلة ستنتهي بهزيمتنا
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على الهجوم الإسرائيلي الرابع على اليمن، مؤكدا أن هذا التصعيد يعكس دخول إسرائيل في حرب استنزاف طويلة ذات تبعات اقتصادية وأمنية خطيرة.
وبحسب محللين، فإن جماعة الحوثي نجحت في استدراج إسرائيل إلى مواجهة معقدة يصعب الانسحاب منها، في حين أكد بعضهم أن إسرائيل ستكون الخاسرة في هذه الحرب الاستنزافية.
وكان الهجوم الإسرائيلي على اليمن -أمس الخميس- الرابع في إطار المواجهة المستمرة بين الحوثيين وإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إثر عملية طوفان الأقصى.
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نحو 100 طائرة إسرائيلية شاركت في الهجوم على اليمن، وقالت إن سلاح الجو الإسرائيلي شن 7 غارات على صنعاء و3 غارات على الحديدة.
دائرة ضيقةوأوضح مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان 11" سليمان مسودة أن القرار بشن الهجوم اتخذ ضمن دائرة مصغرة ضيقة تضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، دون عرض الموضوع على المجلس المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.
وأكد نتنياهو أن الهجوم استهدف مواقع تابعة لجماعة الحوثي الإرهابية، مشيرا إلى أن قادة الجماعة سيكونون الهدف المقبل لإسرائيل، في إشارة إلى تغيير في إستراتيجية المواجهة.
إعلانوفي هذا السياق، انتقد أفيف بوشينسكي المستشار الإعلامي السابق لنتنياهو الأداء الاستخباري الإسرائيلي، موضحا أن الجيش لم يستعد بشكل مناسب لهذا النوع من التهديدات، مضيفا "لم يكن لدى إسرائيل فهم كاف لجماعة الحوثي، باستثناء كونهم يمنيين".
وأشار مراسل الشؤون العسكرية في قناة "12" نير دفوري إلى أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى دخول البلاد في حرب استنزاف قد تمتد لأسابيع، إذ تواصل جماعة الحوثي إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة بشكل يومي، مما يؤدي إلى إرهاق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.
وتوقع الخبير في شؤون الخليج يوئيل جوجانسكي أن تستغل جماعة الحوثي هذا الوضع لاستنزاف إسرائيل بشكل أكبر، مؤكدا أن الجماعة تدرك تماما تأثير هجماتها على السياسة الإسرائيلية والمجتمع.
وأضاف "إسرائيل تقع تدريجيا في المصيدة اليمنية، وأنا قلق من أن هذه الحرب قد تنتهي بهزيمتنا".
ضعف الدعم الأميركيوتطرقت القناة الـ14 إلى ضعف الدعم الأميركي لإسرائيل في هذا الصراع، إذ أشار مراسل الشؤون السياسية تامير موراغ إلى مشكلتين رئيسيتين: الأولى هي غياب رغبة الإدارة الأميركية في تصعيد العمليات الهجومية ضد الحوثيين، والأخرى نقص الصواريخ الاعتراضية، مما يزيد صعوبة التصدي للهجمات اليمنية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، نبه الخبير في إيران والمحور الشيعي داني سيترينوبيتش بمركز أبحاث اﻷمن القومي إلى أن تعطيل ميناء إيلات بالكامل بسبب الهجمات البحرية الحوثية يمثل ضربة قاسية لإسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تعد تمتلك القدرة نفسها على الردع كما كان الحال في الماضي.
واعتبر سيترينوبيتش أن الوضع الحالي يعيد إلى الأذهان أزمات إستراتيجية مثل إغلاق مضيق تيران في عام 1967، لكنه أشار إلى أن إسرائيل اليوم تفتقر إلى القدرة على مواجهة هذه التحديات بشكل فعال.
وفي الأشهر الماضية شن الحوثيون هجمات عدة بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل، وذلك في إطار عمليات مستمرة منذ أواخر العام الماضي، ويقولون إن هدفها إسناد المقاومة في غزة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: هذه خطة الكابينت بغزة وحماس لن ترفع الراية البيضاء
ركزت وسائل إعلام إسرائيلية على الجدل الداخلي بشأن توجهات حكومة بنيامين نتنياهو وأزمة مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في ظل دعوات وزراء إلى الخيار العسكري النهائي في قطاع غزة.
ويتزامن هذا الحديث مع مفاوضات يجريها المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في إسرائيل في محاولة "شبه يائسة" من أجل تحريك الصفقة، كما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية.
ووفق مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ12، فإن ويتكوف جاء إلى إسرائيل من أجل الضغط قدر استطاعته على الأطراف للتوصل إلى اتفاقات، لكنه يعتقد في الوقت ذاته بأن حركة حماس "ليست مستعدة للتوصل إلى صفقة".
وقد يعود ذلك -حسب القناة- إلى أسباب عدة، من بينها الحملة التي تواجهها إسرائيل بسبب تفشي الجوع في قطاع غزة، والموجة العالمية التي دفعت دولا غربية للاعتراف بدولة فلسطين.
وبناء على هذا المشهد، يدرس المستوى السياسي والأمني في إسرائيل (الكابينت) خططا عدة مثل الدخول إلى مناطق يحتجز فيها الأسرى وامتنع الجيش الإسرائيلي عن العمل فيها سابقا، ورجحت القناة ذاتها "الذهاب في هذا الاتجاه إن لم يتم التوصل إلى صفقة".
بدوره، قال مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ14 إن المنظومة الأمنية لا تزال تنتظر تعليمات المستوى السياسي، مشيرا إلى أن "المستوى الأمني لا يقرر منفردا، فهو يتلقى التعليمات ويعمل وفقها".
وفي هذا السياق، نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤول إسرائيلي أن ويتكوف اتفق مع نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– على "مبادئ الحل" في غزة.
وبيّنت الشبكة أن الاتفاق شمل بحث وقف إطلاق نار "يفرج عن الرهائن، وينزع سلاح حماس" كما تضمن أن تعمل إسرائيل والولايات المتحدة على "زيادة المساعدات" إلى غزة.
وكذلك، عرض الإعلام الإسرائيلي تصريحات لوزراء في الائتلاف اليميني الحاكم قالوا فيها إن المحتجزين في قطاع غزة "أسرى حرب" واستعادتهم ليس الهدف الأهم، وطالبوا بضرورة بدء "معركة حاسمة في كل المناطق التي لم يصلها الجيش في القطاع".
إعلانمن جانبه، وصف إيلان سيغف، وهو عضو في طاقم مفاوضات صفقة جلعاد شاليط التي أبرمت عام 2011، حديث وزراء إسرائيليين بشأن ضرورة هزيمة حماس حتى النهاية بأنهم "أشخاص منفصلون عن الواقع، ولا يفهمون شيئا عن الإرهاب".
وحسب سيغف، فإن إسرائيل تحارب حماس منذ 1988 في الضفة الغربية المحتلة، ولم ترفع الراية البيضاء ولن ترفعها أبدا.
بدوره، قال باراك سري، وهو مستشار وزير الدفاع سابقا، إن إسرائيل تتبع الوزير بتسلئيل سموتريتش "الذي قادنا إلى الانهيار"، متهما رئيس الوزراء نتنياهو بأنه يتبعه في كل جنونه، في حين لا يرفع الجيش ورئيس أركانه صوتا بشأن العواقب.