محاولات لإسكاته بعد انتقاده الفساد في لبنان والعراق.. ما الذي يحصل مع ياسر عودة؟
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
قال الداعية الشيعي، ياسر عودة، الذي أغضب السياسيين والمراجع الدينية في لبنان والعراق، الجمعة، إن هناك جماعات من بينها حزب الله اللبناني المسلح تحاول إسكات الأصوات المعارضة داخل الطائفة، بما فيها صوته.
وخلال السنوات الأخيرة، اكتسب عودة شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب انتقاده للفساد في العراق ولبنان.
كما عارض استخدام العنف الذي تمارسه الجماعات المدعومة من إيران ضد خصومها في البلدين المأزومين.
وتعهد عودة خلال مقابلة مع الأسوشيتد برس، الجمعة، بعدم الرضوخ حتى لو كلفه ذلك حياته.
جاءت تعليقاته بعد يومين من إصدار هيئة داخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وهو أعلى سلطة دينية شيعية في البلاد، بيانا يحدد 15 داعية ويصفهم بأنهم غير مؤهلين لتقديم الإرشاد الديني.
وكان عودة على رأس القائمة وكاد أن يُجرَّد من مكانته الدينية، لكن المجلس أصدر في وقت لاحق بيانا يقول فيه إن موقف الهيئة العامة للتبليغ الديني لا تمثل وجهة نظره.
وقال عودة في غرفة الجلوس بشقته المتواضعة في ضاحية المريجة الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية في العاصمة اللبنانية، بيروت: "لا أعترف بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان".
وأكد عودة أنه يرفض "فساد السياسيين الذين تحميهم السلطات الدينية"، في إشارة واضحة إلى المجلس.
وألقى عودة باللوم في الانقسامات داخل المجلس، المتعلقة بالبيان الذي ينص على عدم أهليته لتقديم الوعظ الديني، على التنافس بين الدعاة الذين يأملون في ترأس المجلس يوما ما.
جاء أحد أقسى تعليقات عودة التي انتشرت على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أغضبت السياسيين اللبنانيين والعراقيين، خلال خطاب ألقاه، أواخر الشهر الماضي، حين قال: "أيا كان المدافع، وحتى ولو بكلمة واحدة، أي مشرّع، أو وزير أو قائد في لبنان والعراق، فهو كاذب، وفاسد وشريك معهم".
وأضاف عودة "انتشر هذا الخطاب في العراق وأثار غضب السياسيين والمنتفعين وخاصة الشيعة"، متسائلا كيف يمكن أن تعاني دولة غنية بالنفط من بنية تحتية متداعية ويعيش الكثير من مواطنيها في فقر.
كما انتقد عودة بعض القادة الدينيين في الحوزة، المدرسة الدينية بمدينة النجف العراقية المقدسة لدى الشيعة، وهو ما أثار غضب بعض الشخصيات المؤثرة في المدينة التي تضم أحد أقدس الأضرحة الشيعية.
وذكر مسؤول عراقي في بغداد للأسوشيتد برس أن بعض المراجع الدينية في النجف طلبوا منع عودة من الإدلاء بتصريحات عامة.
وأشار مسؤول آخر إلى أن بعض كبار أعضاء الجماعات المدعومة من إيران وبعض السياسيين أرسلوا شكاوى إلى بيروت عبر ممثل جماعة حزب الله اللبنانية لدى العراق، الشيخ محمد كوثراني، مطالبين بتهميش عودة.
وتحدث المسؤولان العراقيان شريطة عدم الكشف عن هويتيهما لأنهما غير مخولين الحديث عن الأمور الدينية.
ونفى حزب الله اللبناني أي تدخل في قضية عودة، قائلا إن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان هو المسؤول.
وقال عودة إن هناك ضغوطا هائلة تُمارَس عليه في لبنان من حزب الله وحركة أمل الشيعية، التي يتزعمها رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري.
وأشار إلى الجماعتين بوصفهما "الثنائي الشيعي"، الذي قال إنهما "يمنعان بصرامة أي انتقاد".
وأيد عودة الاحتجاجات المناهضة للفساد، التي اندلعت في العراق ولبنان عام 2019، والتي تم قمعها في الأغلب من قبل الجماعات الشيعية المدعومة من إيران في العراق، وحركة أمل وحزب الله في لبنان.
وقال عودة: "الثنائي الشيعي لا يحبونني، لأني أتهمهما بسوء الإدارة والفشل والمشاركة في الفساد في البلاد بالتوقيع على جميع القوانين التي تهدر الأموال العامة"، مشيرا إلى عقود من الفساد وسوء الإدارة التي ألقت بلبنان في أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ الحديث.
ووصف عودة الهجمات الأخيرة ضده، بما في ذلك بيان الهيئة العامة للتبليغ الديني، بأنها "قتل معنوي، قتل بلا رصاصة". وردا على سؤال عما إذا كان خائفا على حياته، قال إنه لا يخشى الموت.
وأضاف "أنا مستعد لدفع الثمن لكن لا تؤذوا أسرتي. لا أريد أكثر من ذلك".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی العراق فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
عودة: العبادة الحقيقية جهاد دائم لإتحاد إرادتنا بإرادة الله
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.بعد الإنجيل ألقى عظة بعنوان "المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور".
قال فيها: "تقيم كنيستنا المقدسة في الأحد الرابع بعد الفصح تذكارا للمرأة السامرية التي التقاها الرب عند بئر قرب القرية التي أعطاها يعقوب لابنه يوسف. ليس الموضوع مجرد سرد حادثة معينة، كأننا أمام مسرحية نقف فيها متفرجين، إنما هو نقل للتعليم المترافق مع بشرى الخلاص، ودعوة للسلوك وفق هذا التعليم. هدف القراءات الكتابية إدخالنا في القصة، لنأخذ موقعا فيها، ونتماهى مع شخصياتها، كي نتخذ في النهاية موقفا بقبول البشارة أو رفضها، لذا يسألنا الرب أحيانا: "أتؤمن بابن الله؟" (يو 9: 35). عند قراءة إنجيل السامرية نقف أمام عدة أشخاص: الرب يسوع المعلم، التلاميذ المهتمون بشؤون الجسد، السامرية التي يتخطى اهتمامها أمور الحياة الأساسية، والسامريون الذين يطلبون الرب بناء على شهادة المرأة، إضافة إلى مكان الحدث الذي هو بئر مسماة على اسم يعقوب ابن إسحق ابن إبراهيم، والزمان الذي هو الظهيرة في توقيتنا الحالي".
أضاف: "لم يكن اليهود يقيمون اعتبارا للسامريين لأنهم كانوا على خلاف معهم. السامرة إقليم في فلسطين، تقع جنوبي الجليل، غزاها الأشوريون عام 721 ق. م. وقادوا آلافا من سكانها إلى السبي، وأحلوا مكانهم آخرين. لذا، احتقر اليهود السامريين، معتبرينهم عرقا مختلطا. كذلك عمد السامريون، الذين يعيدون أصلهم إلى يعقوب (يو 4: 12)، إلى بناء هيكلهم الخاص على جبل جريزيم الذي أشارت إليه السامرية خلال حديثها مع الرب (4: 20) عوض المجيء إلى أورشليم للعبادة. وقد طبق السامريون كل التقاليد التي نسبها اليهود إلى هيكل أورشليم، ظانين أنهم يكملون مسيرة الإيمان النقي، معتبرين اليهود جماعة منشقة، ولم يعترفوا إلا بالتوراة. أثار حديث الرب مع المرأة وطلبه الماء ليشرب حيرة في نفسها. لم يكن جائزا أن يتكلم معها وهي امرأة سامرية وهو رجل يهودي، والمرأة كانت تعتبر كائنا دون الرجل في المجتمع اليهودي، ما دفع السامرية لأن تماشيه في الحديث لترى من هذا الذي كسر التقاليد والحواجز، ليس فقط ليكلمها، بل ليطلب منها أمرا حيويا قائلا لها: "أعطيني لأشرب". اللافت أن يسوع هو الذي بادر إلى الحديث مع المرأة لكي يشعرها بأنها ليست كائنا هامشيا بل لها مكانتها في عيني الرب. يسوع، الراعي الصالح، يخرج لملاقاة النفوس التي أضاعت السبيل القويم ويخاطبها ليقودها نحو الأسمى". وتابع: "قد تكون الحاجة المادية ذريعة لبدء الحوار. هذا ما حصل مع السامرية التي جاءت لتستقي فسألها يسوع أن تعطيه ماء ليشرب، وجذبها إلى معرفته بطريقته الساعية لطلب الخروف الضال، رغم كشفه أسرار حياتها، ربما غير المشرفة، إذ كانت متزوجة من خمسة رجال، وتعيش الآن مع رجل ليس زوجها. لم تخجل من حالها، بل اندفعت إلى رؤية ما هو خلف المنظور، إلى ما هو مخفي. إعترفت السامرية بصراحة وتواضع بحالتها وقالت: "يا سيد أرى أنك نبي" وحاورته حول مكان العبادة ثم تركت جرتها وانطلقت لتخبر أبناء جنسها عمن أخبرها خفياتها. ومع إدراكها أنه المسيح المنتظر، إلا أنها لم تؤكد الأمر بل تركت الباب مفتوحا، داعية إياهم أن يستنتجوا بأنفسهم ما أعلنه لها قائلة "تعالوا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح". مع كونها امرأة، إلا أن أهل مدينتها أصغوا إليها وجاؤوا ليروا من أخبرتهم عنه، فقبلوه فيما بينهم واعترفوا به مخلصا للعالم".
وقال: "في المقابل، نرى التلاميذ، وهم من اليهود، يتعجبون من كلام المعلم مع امرأة سامرية، لكنهم لم يسألوه عن الموضوع. يقول الإنجيلي: "تعجبوا أنه يتكلم مع امرأة ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها". نجد في إنجيل يوحنا موقفين آخرين لليهود من تعليم الرب: موقف نيقوديموس، المعلم اليهودي الذي اكتفى بالتعجب من كلام يسوع ولم يفهم قصد الرب (3: 1-21)، ولم يقم بما فعلته السامرية بإخبار الآخرين، وموقف القادة اليهود الذين اتهموه بأنه خاطئ، لا بل به شيطان، وأهانوه وأهانوا من قبله (يو 9). يعلمنا القديس يوحنا الذهبي الفم أنه إذا كانت السامرية الغريبة مهتمة بسماع المسيح دون أن تعرفه، لكي تتعلم منه شيئا مفيدا، فما حجتنا نحن الذين نعرفه، ولسنا بقرب بئر ولا في البرية ولا في وسط النهار نتحمل حر الشمس، بل في الصباح الباكر وتحت سقف الكنيسة، نتمتع بالفيء والراحة؟ لكننا قد لا نتحمل شيئا مما يتلى على مسامعنا، بل نستثقله. المرأة كانت منشغلة بكلام الرب، ودعت آخرين لسماعه فيما البعض في أيامنا منشغلون بأعمالهم ومصالحهم وحقدهم، والبعض الآخر بفراغ حياتهم وثرثرتهم وأنانياتهم. يحث القديس يوحنا سامعيه على الخجل من سامرية لها خمسة رجال، تاقت إلى المعرفة الإلهية، ولم يعقها الوقت والحر ولا الغاية الأساسية من مجيئها إلى البئر، بل سعت إلى المعرفة وإلى الخلاص. أما نحن فلا يكفي أننا لا نتوق إلى المعرفة، بل نقف موقف اللامبالاة. فأي مسيحي يذهب إلى بيته، ويتناول الكتاب المقدس ليتصفح محتواه، أو يقرأ سير القديسين إلا ما ندر. هل أعطينا الكتب المقدسة لنحفظها في مجلدات أم لنحفرها في قلوبنا".
أضاف: "الرب يسوع، محور إنجيلنا، هو جوهر عبادتنا وطريق خلاصنا. العبادة الحقيقية جهاد دائم لإتحاد إرادتنا بإرادة الله، وختن الشر والخطيئة من قلوبنا، وأن ندع الروح القدس يقودنا فلا نعود نفكر إلا بفكر المسيح ولا ننطق إلا بما هو حق. كلمات يسوع يرفضها كل من يريد سلطة أرضية ومجدا عالميا، أما من يبتغي خلاص نفسه فيطلب الماء الحي الذي إن شربه لا يعطش إلى الأبد".
وختم: "تدعونا الكنيسة اليوم إلى التمثل بالسامرية التي لم تهتم بموقعها الإجتماعي، ولا بالوقت، ولا انتظرت المكان المناسب لتتقبل الرب، بل تخطت حاجاتها الأرضية ساعية وراء مصدر الحياة الحقيقي، ينبوع الماء الحي، يسوع المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة". مواضيع ذات صلة وزير الخارجية الإيراني: القرار بشأن المفاوضات بات في واشنطن ويمكن تحقيق نتيجة إذا امتلكت إرادة حقيقية Lebanon 24 وزير الخارجية الإيراني: القرار بشأن المفاوضات بات في واشنطن ويمكن تحقيق نتيجة إذا امتلكت إرادة حقيقية