يمانيون ـ تقرير

كثّفت القوات المسلحة اليمنية مؤخرًا هجماتها النوعية على مواقع العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” والمرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو.

يأتي تكثيف القوات المسلحة لهجماتها وغاراتها التي وصلت إلى عمق العدو الصهيوني وتسببت بأضرار لم يعد بمقدوره إخفائها كما هو ديدنه في مثل هذه الضربات منذ دخول اليمن معركة “طوفان الأقصى” نصرة للشعب الفلسطيني وإسنادًا للمقاومة في غزة.

استمرار استهداف القوات المسلحة لكيان العدو، لم يأت من فراغ، وإنما ردًا على استمرار ما يرتكبه من مجازر وحرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة وما يمارسه من تهجير قسري لسكان القطاع، وصولًا إلى إحراق مستشفيات ومنشآت مدنية تقدّم خدمات للمحاصرين في القطاع، وما حصل بمستشفى كمال عدوان غير بعيد، وكذا ما تتعرض له الأعيان المدنية في اليمن من استهداف ممنهج لتدمير البنية التحتية للشعب اليمني ومقدراته التي جرّم استهدافها القانون الدولي الإنساني.

على مدى الأسبوعين المنصرمين، تعددّت الهجمات العسكرية والعمليات النوعية في منع عبور سفن العدو الأمريكي، والبريطاني وتلك المرتبطة بالكيان الصهيوني، إلى جانب تكثيف الضربات الصاروخية والطيران المسير على منطقة “يافا” الفلسطينية المحتلة، لردع العدو وإجباره على التوقف عن جرائمه الوحشية التي يقترفها في غزة وكل فلسطين.

الاستهداف العسكري اليمني لكيان العدو، لم يعد تأثيره نسجًا من الخيال أو تجسيمًا للفعل، وإنما أصبح ماثلًا للعيان نقلته شاشات الفضائيات العربية والعالمية، وهو ما تجلّى في مشاهد هروب الصهاينة وارتطامهم ببعضهم جراء تدافعهم للملاجئ، فضلًا عن اشتعال الحرائق في المواقع الصهيونية المستهدفة وأبرزها إغلاق مطار بن غوريون لساعات حسب اعتراف إعلام كيان العدو الصهيوني، واستهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقة النقب جنوبيَّ فلسطين المحتلة.

ونتيجة لتلك المعطيات، تغيرت نغمة وسائل الإعلام الصهيونية وأحاديث المحللين العسكريين والإستراتيجيين ذات الصلة بالعمليات العسكرية اليمنية، التي فرضت نفسها بقوة على الواقع وباتت تقض مضاجع العدو الصهيوني، الأمريكي، البريطاني، من حالة التسويف والتقليل من تأثيرها العملي إلى انزعاج العدو منها واستجداءه بالأمم المتحدة في حالة نادرة لم تحصل منذ نشأة الكيان، ما يؤكد احساسه بالخطر الداهم القادم من اليمن.

كيان العدو الصهيوني المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا لم يكن يتوقع مدى قدرة اليمن العسكرية وما يمتلكه من تقنية حديثة ومتطورة ودقيقة تصل إلى مدايات بعيدة وتصعب على منظومات السهم وثاد ومقلع داوود والقبة الحديدية وغيرها من أنظمة باتريوت الأمريكية المتطورة في التصدي لها، وأصبح مفعولها أمام صواريخ اليمن الباليستية فرط صوتي غير مجد.

وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية واسعة الانتشار في تقرير لها، فإن “اليمن ما يزال قادر على إنتاج صواريخ وطائرات مُسيرة، وعلى إسرائيل إدراك أن اليمن بمقدوره الاستمرار في إطلاق الصواريخ يوميًا والتقديرات تؤكد أن هذا ما سيفعلونه”.

لم يدرك العدو الصهيوني، أن استهدافه للأعيان والمنشآت المدنية في اليمن، سيكون له ما بعده، من تداعيات كارثية ليس على الكيان الصهيوني فحسب وإنما على المصالح الأمريكية والمنطقة برمتها، خاصة في ظل المسار العملياتي للقوات المسلحة وخططها في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي.

ومما له دلالة أن استهداف عمق الكيان الصهيوني بالصواريخ والمُسيّرات، غيّر من قواعد الاشتِباك ونقل الحرب إلى معركة استنزاف طويلة ذات أبعاد اقتصادية وأمنية خطيرة على الكيان، سيما في ظل تعنته واستمرار رفضه وقف الحرب وجرائم الإبادة في غزة، ما يجعل اليمن وقواته المسلحة في حالة جاهزية واستعداد لتلقين العدو ضربات لم تكن في حسبانه.

لن يخشى اليمنيون بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، من أي تحرك للعدو الأمريكي، البريطاني، الصهيوني، وأدواتهم خاصة وقد وصل تحرك أبطال القوة الصاروخية والطيران المسير إلى البحار الأبيض المتوسط والعربي والأحمر والمحيط الهندي وإلى “يافا” الفلسطينية المحتلة، ولا توجد لدى القوات المسلحة اليمنية خطوط حمراء ما دام أبناء اليمن يُقصفون ويُستهدفون، وما دامت حرب الإبادة مستمرة في غزة.

المصدر :وكالة سبأ

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة العدو الصهیونی فی غزة

إقرأ أيضاً:

تكاليف الحرب تفجّر أزمة اقتصادية في كيان الاحتلال.. وعمليات اليمن تفرض معادلة الاستنزاف

يمانيون../
يتعمق الانهيار المالي داخل كيان الاحتلال الصهيوني يومًا بعد آخر، في ظل اتساع نفقات الحرب وتضاؤل موارد الدخل، ما أدى إلى تآكل متسارع في التوازن المالي، وتحوُّل الإنفاق العسكري إلى عبء غير مسبوق على الاقتصاد الصهيوني، الذي يرزح أصلًا تحت وقع الضربات المركّبة، داخليًا وخارجيًا، لا سيما من جبهة اليمن التي أصبحت أحد أبرز عوامل الاستنزاف المتصاعد.

ميزانية تحت الحصار.. والدفاع يبتلع كل شيء

وفق معطيات حديثة نُشرت في الصحف العبرية، وعلى رأسها “هآرتس” و”كالكاليست”، فقد بلغ الإنفاق العسكري خلال عام 2024 ما يقرب من 168.5 مليار شيكل، بزيادة تتجاوز 70 مليار شيكل مقارنة بالعام السابق، وهو ما يمثل أكثر من 8.4% من الناتج المحلي، وهي نسبة لم تُسجل منذ عقود. هذا التصعيد في النفقات يأتي نتيجة مباشرة لحالة الاستنزاف المستمرة منذ 7 أكتوبر، واستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط، وتمديد فترة التجنيد الإجباري، والاعتماد المكثف على القبة الحديدية ووسائل الدفاع الجوي، في ظل كثافة القصف من عدة جبهات.

الاقتصاد تحت خط النار

وبموازاة هذا التوسع في الإنفاق، سجل الاقتصاد الصهيوني انكماشًا بنسبة 1.5%، وهو ما انعكس على تراجع الإيرادات الضريبية، مع انخفاض الصادرات وتجمّد الاستثمارات. وتشير تقديرات وزارة المالية الصهيونية إلى أن العجز المالي قد يتجاوز 25 مليار شيكل، أي نحو 7 مليارات دولار، ما يضع الحكومة أمام خيارات صعبة كرفع الضرائب وتقليص الإنفاق الاجتماعي، وهي خطوات قد تشعل موجات من الغضب الشعبي.

اليمن: ساحة استنزاف استراتيجي

وفي تحول لافت ضمن مفاعيل الحرب، برزت العمليات العسكرية اليمنية بوصفها عنصر ضغط مستمر على الاقتصاد الصهيوني. ووفق ما أوردته القناة 12 الصهيونية، فإن القصف المتكرر للمطارات والمنشآت الحيوية، خصوصًا استهداف مطار بن غوريون، أدى إلى خسائر يومية مباشرة، وعطّل حركة الملاحة الجوية، وأربك حركة النقل الداخلي والدولي، مع تسجيل شلل نسبي في قطاعات الإنتاج والخدمات.

تأثير الهجمات اليمنية لا يقتصر على الخسائر المادية، بل يمتد إلى تفكك منظومة الطمأنينة الداخلية في الكيان، حيث يضطر ملايين المستوطنين للبقاء في الملاجئ لساعات طويلة، ما يعطّل الحياة الاقتصادية والتعليمية، ويضرب الثقة الشعبية بالمؤسسة الأمنية، ويعمّق الشعور بعدم الأمان داخل المدن.

توتر بين المالية والجيش.. وكشف الحساب المؤجل

في ظل هذا الواقع، تشهد أروقة الحكومة الصهيونية خلافات حادة بين وزارة المالية ووزارة الدفاع، حيث رفض وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش تلبية طلبات الجيش برفع ميزانيته، متهمًا قيادة الجيش بـ”سوء الإدارة المالية وانعدام الشفافية”، وموضحًا أن الجيش يخفي معلومات مالية حساسة عن القيادة السياسية. هذه المواجهة ليست جديدة، بل تكررت في أكثر من مناسبة، لكنّ حدتها تعكس احتدام الصراع بين المؤسسة الأمنية التي تطالب بالمزيد، والمالية التي تواجه شبح الإفلاس.

معضلة الاستدامة: سؤال المرحلة القادمة

في ظل استمرار العمليات في غزة، والتأهب على جبهات لبنان واليمن، ووجود تهديد دائم من تصاعد العمليات في الضفة الغربية، يواجه صانع القرار في كيان الاحتلال معضلة وجودية: هل يمكن الاستمرار في تمويل هذه الحروب المتعددة؟ وهل يتحمّل الاقتصاد الصهيوني كلفة استنزاف مفتوح دون سقف زمني واضح أو أفق استراتيجي؟

البيانات والمؤشرات تفيد بأن كيان الاحتلال دخل في مرحلة استنزاف اقتصادي مركب، تتجاوز الحسابات المالية البسيطة، وتلامس حدود الانهيار في بنية الثقة السياسية والشعبية. فبينما يتم الترويج للردع والصلابة، تكشف الأرقام هشاشة غير مسبوقة، وتآكلًا عميقًا في قدرة النظام على إدارة حرب طويلة دون تداعيات بنيوية.

معادلة الردع تتبدل

لقد نجحت صنعاء، عبر عملياتها النوعية، في فرض معادلة جديدة على كيان الاحتلال: الإنفاق مقابل العجز، والهجوم مقابل الفوضى، والردع مقابل التآكل الاقتصادي. وإذا استمرت هذه المعادلة دون كبح، فإن الكيان سيجد نفسه أمام خيارين أحلاهما مر: إما الانكفاء والتفاوض، أو الغرق في مستنقع استنزاف لا قرار له.

مقالات مشابهة

  • من فرض المعادلة إلى شلّ مطار “بن غوريون” .. اليمن يقود الحظر الجوي على كيان الاحتلال بجدارة
  • اليمن تستهدف مطار “اللد” وهدفا حيويا آخر شرق منطقة يافا المحتلة
  • بيان مهم للقوات المسلحة بعد قليل
  • إعلام العدو : رصد صاروخين أُطلقا من اليمن
  • كيف تضع العمليات اليمنية العدو الصهيوني بين فكي كماشة وتمنح المقاومة الفلسطينية فرصة الانتصار؟
  • صور| أبناء مديريات صنعاء يؤكدون ثبات موقفهم في نصرة المقاومة الفلسطينية ويؤيدون عمليات القوات المسلحة اليمنية
  • تكاليف الحرب تفجّر أزمة اقتصادية في كيان الاحتلال.. وعمليات اليمن تفرض معادلة الاستنزاف
  • صور| قبائل المصلي يؤكدون موقفهم الداعم والمساند للقوات المسلحة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس
  • قناة صهيونية: العمليات اليمنية تتسبب بأضرار اقتصادية وتعطل الحياة اليومية
  • شاهد| بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي