أستاذ فقه : لا تدعوا على أولادكم فقد تصادف الدعوة استجابة
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
شدد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أهمية التحلي بالتفاؤل وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن الإنسان قد يجلب البلاء لنفسه بما ينطق به أو يعتقده.
جاء ذلك خلال ظهوره في برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، حيث أشار إلى قول الصحابة الكرام: "البلاء موكل بالمنطق"، مما يعكس ضرورة الانتباه إلى ما نقوله ونفكر فيه، لأن الكلمات والتوقعات السلبية قد تكون سببا في حدوث ما لا نرغب فيه.
وأوضح الدكتور تمام أن السلف الصالح كانوا دائمًا حريصين على تجنب النطق بالكلام السيئ أو الاعتقاد في أمور مكروهة، خشية أن يبتلوا بما يتلفظون به.
وأضاف: "كان أحدهم يقول: والله إن نفسي لتحدث مني بشيء فلا أنطق به خوفا أن أبتلى به". ولفت إلى أن هذه القاعدة تنطبق أيضًا على الأفكار السلبية، حيث يجب على الإنسان أن يتخلص منها فورًا حتى لا تؤثر على حياته بشكل سلبي.
وفي سياق حديثه، حذر تمام من خطورة الدعاء على النفس أو الآخرين بالسوء، مشيرًا إلى الحديث النبوي الشريف: "لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم، فقد يصادف الدعاء استجابة".
وأكد أن الدعاء قد يتحقق إذا جاء في وقت الاستجابة، وهو ما يجعل من الضروري اختيار الكلمات بعناية وتجنب التفوه بالدعاء الضار.
كما استشهد الدكتور هاني تمام بموقف للنبي صلى الله عليه وسلم، حينما زار رجلًا مريضًا فقال له: "لا بأس، طهور إن شاء الله"، ولكن الرجل رد قائلًا: "حمى تفور تأخذني إلى القبور".
وهنا أكد النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم، إذا كنت تريد ذلك، فسيحدث".
وأوضح تمام أن هذا الموقف يعكس أهمية التفاؤل بالله والثقة في رحمته، مهما كانت الظروف.
وتطرق تمام أيضًا إلى مسألة التشاؤم بالأرقام وغيرها من الأمور، مؤكدًا أن المسلم لا ينبغي أن يتشاءم أو يعتقد في الطيرة، لأن الإيمان بالله يقتضي الرضا بقضائه والتفاؤل بالخير دائمًا.
وأضاف: "الله سبحانه وتعالى هو مالك الأمر كله، والمسلم يجب أن يرضى بما قدره الله ويثق في أنه خير".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور هاني تمام وقت الاستجابة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر المزيد
إقرأ أيضاً:
كثرة السجود.. من الصحابي الذي أوصاه النبي بهذا السلوك ؟
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثرة السجود تكون بكثرة الصلاة، وكان النبي يُكثر من الصلاة، فكان يحافظ على الرواتب، ولم يدعها إلا في نحو سفر، وهي سبع عشرة ركعة فرضًا، ومثلها سنةً مؤكدةً.
واستشهد علي جمعة، في منشور له عن كثرة السجود، بما روي عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ. فَقَالَ لِي : «سَلْ». فَقُلْتُ : «أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ». قَالَ : «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ : «هُوَ ذَاكَ». قَالَ : «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
وتابع: كان النبي يقوم الليل، امتثالًا لأمر ربه سبحانه وتعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 2 - 4].
وكان يأمر بصلاة الضحى، ويُرغِّب فيها، ويقول: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ». وقد ثبتت عنه من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة.
وأشار علي جمعة، إلى أن الصلاة في لغة العرب تعني "الدعاء بخير"، ومن هنا كان دعاؤنا لرسول الله جزاءً على تبليغه، فنقول: "اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيًّا عن أمته"، ونقول كذلك: "اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله".
وقد يظن بعض الناس -من غير المسلمين، أو منهم ممن جهلوا- أن الله يُصَلي على النبي كما نصلي نحن له، وليس الأمر كذلك؛ فالصلاة من الله على عبده معناها: الثناء عليه، والدعاء له بالرحمة والرفعة. فـ "فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" تعني: "اللهم أنزل عليه مزيدًا من الرحمات، وأعلِ درجته"، وعلو الدرجات لا نهاية له، وكلما صلّى عليه أحد من أمته، زاده الله شرفًا ورفعة، وهو أهلٌ لذلك بما صبر وبلّغ وترك.
وذكر أن الصلاة موطن لاستجابة الدعاء، وقد دلَّنا رسول الله على ذلك فقال: « وأما السجودُ فاجتهدوا فيه في الدعاءِ، فإنه قَمِنٌ أن يُستجابَ لكم ». أي: جدير بأن يُستجاب، بل يُستجاب فورًا بقوة.
وفي الحديث الآخر: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه، وهو ساجد» فصلّوا، فإن الصلاة ركن الدين، وعموده، وذروة سنامه، والعمود هو الذي تقوم عليه الخيمة، فإذا قام، قام الدين، وإذا هُدم، هُدم الدين.