سلط تقرير غربي الضوء على نشر منظومة الدفاع العالي الارتفاع "ثاد" في إسرائيل واعتراضها الصواريخ الباليستية التي تطلقها جماعة الحوثي على تل أبيب، دعما لقطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعة منذ أكثر من عام.

 

وقالت صحيفة "Bulgarian Military" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن نشر نظام الدفاع الصاروخي عالي الارتفاع [ثاد] في إسرائيل خطوة حاسمة في تعزيز الأمن الإقليمي، وخاصة ضد التهديدات المتزايدة من هجمات الصواريخ الباليستية.

 

وأضافت أن "هذا القرار الاستراتيجي جاء من جانب الولايات المتحدة في أعقاب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مع القلق بشكل خاص بشأن إيران ووكلائها، بما في ذلك المتمردون الحوثيون في اليمن، الذين أظهروا قدرتهم على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار لمسافات شاسعة".

 

وتابعت "مع تزايد قدرة الحوثيين في اليمن على إطلاق الصواريخ على أهداف داخل الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، أصبح نشر نظام ثاد أكثر أهمية".

 

وزادت "لقد أدركت إسرائيل، التي كانت هدفًا لهجمات صاروخية من جهات فاعلة إقليمية مختلفة، الأهمية الاستراتيجية لدمج نظام ثاد في إطار دفاعها، خاصة مع استمرار التوترات مع إيران وحلفائها في الارتفاع".

 

وتطرقت الصحيفة إلى الهجوم الأخير الذي نفذته جماعة الحوثي على تل أبيب، وأفاد مسؤولون في قوات الدفاع الإسرائيلية بأن الصاروخ اعترض بنجاح قبل أن يتمكن من دخول المجال الجوي الإسرائيلي".

 

وذكرت الصحيفة "لكن في ذلك الوقت، لم يكن من الواضح على الفور ما إذا كان الاعتراض تم بواسطة نظام ثاد أو أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، مثل القبة الحديدية أو مقلاع داود.

 

وحسب الصحيفة فقد أثار هذا الغموض حول دور نظام ثاد في عملية الدفاع الصاروخي اهتمامًا وتكهنات كبيرة.

 

وأردفت "على الرغم من التقارير الأولية التي تشير إلى اعتراض الصاروخ قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي، كانت هناك روايات متضاربة حول نظام الدفاع المسؤول عن الاعتراض".

 

وأكد مسؤول عسكري أميركي لم يكشف عن هويته أنه بحلول نهاية الأسبوع، كان لا يزال من غير الواضح ما إذا كان نظام ثاد أو نظام إسرائيلي آخر مسؤولاً عن إسقاط الصاروخ. ويثير هذا الغموض أسئلة مهمة بشأن التنسيق بين أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية والإسرائيلية.

 

تضيف الصحيفة "كان الهدف من تركيب نظام ثاد في إسرائيل هو تعزيز قدرات الدفاع الجوي للبلاد، والتي كانت مهددة منذ فترة طويلة من قبل الخصوم الذين لديهم إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا الصواريخ المتقدمة".

 

من خلال نشر نظام ثاد، سعت الولايات المتحدة ليس فقط إلى حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية المحتملة ولكن أيضًا إلى تعزيز مكانتها كحليف رئيسي في المنطقة، وضمان حصول إسرائيل على أحدث تكنولوجيا الدفاع الصاروخي المتاحة.

 

جاء قرار نشر نظام ثاد بعد سنوات من التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في برامج الدفاع الصاروخي، بما في ذلك نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، والذي أثبت فعاليته العالية في اعتراض الصواريخ قصيرة المدى.

 

ومع ذلك، ومع تطور التهديدات وانتشار الصواريخ ذات المدى الأطول والقدرات التدميرية الأكبر، أدركت إسرائيل الحاجة إلى نظام دفاعي متقدم قادر على اعتراض الصواريخ على ارتفاعات أعلى وعلى مسافات أكبر.

 

في أكتوبر 2024، اتخذت الولايات المتحدة قرارًا بنشر نظام ثاد في إسرائيل لمعالجة هذه التهديدات الناشئة. وقد اعتُبر وضع النظام جزءًا من جهد أوسع لحماية إسرائيل ليس فقط من الهجمات الصاروخية ولكن أيضًا لمواجهة النفوذ المتزايد لإيران في المنطقة، التي شكلت برامجها الصاروخية تهديدًا كبيرًا لأمن إسرائيل.

 

كما يعمل الوجود العسكري الأمريكي في إسرائيل كدليل على الالتزام الأمريكي بدفاع إسرائيل، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

 

نظام ثاد هو نظام دفاع صاروخي متقدم مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى ومتوسطة المدى خلال مرحلتها النهائية من الطيران. وفي حين أنه معروف بقدرته على استهداف الصواريخ على ارتفاعات عالية، فإن قدراته تهدف أيضًا إلى منع الضربات الصاروخية من الوصول إلى مواقع رئيسية على الأرض.

 

حدث أول نشر حقيقي لنظام ثاد في إسرائيل في 26 ديسمبر 2024، عندما أطلق المتمردون الحوثيون صاروخًا باليستيًا متوسط ​​المدى باتجاه إسرائيل، مستهدفًا على وجه التحديد مطار بن جوريون في تل أبيب، أكبر وأهم مطار دولي في البلاد.

 

بالإضافة إلى تقارير اعتراض الصواريخ، ظهر مقطع فيديو مثير للاهتمام على الإنترنت بعد وقت قصير من الحادث، يُظهر على ما يبدو الإطلاق الأول لنظام ثاد في سيناريو قتالي حقيقي. وقد التقط الفيديو صوت شخص خلف الكاميرا، ادعى أنه "أمضى 18 عامًا في انتظار هذا"، في إشارة إلى الوقت منذ إنشاء أول بطارية THAAD العاملة في عام 2008.

 

تقول الصحيفة "رغم أن هذا البيان غامض إلى حد ما، إلا أنه كان بمثابة اعتراف بالتاريخ الطويل لتطوير الدفاع الصاروخي من قبل الجيش الأمريكي، والذي بدأ في التسعينيات من القرن الماضي بأبحاث وتطوير THAAD.

 

تعود الصحيفة وتؤكد أن الوجود المتزايد للميليشيات المدعومة من إيران، مثل الحوثيين في اليمن، يزيد من تعقيد البيئة الأمنية".

 

وخلصت إلى القول إن "استخدام نظام ثاد في سياق إطلاق الصاروخ في ديسمبر 2024 من قبل الحوثيين بمثابة تذكير بالتهديدات المتزايدة التي تواجهها إسرائيل في المنطقة".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اسرائيل أمريكا الحوثي صواريخ الولایات المتحدة الدفاع الصاروخی نشر نظام ثاد نظام ثاد فی الصاروخی ا فی إسرائیل فی ذلک

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: استحواذ الانتقالي على حضرموت ضمن مساعٍ إماراتية لبناء هلال بحري على طول الساحل الجنوبي لليمن (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن استيلاء تشكيلات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا، على محافظة حضرموت (شرق اليمن) الغنية بالنفط كشف بوضوح عن تباين أهداف قوتين خليجيتين: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن أحداث هذا الأسبوع بحضرموت تنذر بتآكل كبير في النفوذ السعودي في حضرموت، لصالح الإمارات.

 

وتابعت "لطالما ارتبطت محافظة حضرموت بعلاقات وطيدة مع السعودية، التي تشترك معها في حدود. تدعم المملكة بشكل عام الحكومة المعترف بها دوليًا ومفهوم الدولة اليمنية الموحدة. لكن مصلحتها الرئيسية تتمثل في تعزيز أمنها وحماية حدودها غير المستقرة مع اليمن".

 

وذكرت أن أولويات الحكومة الإماراتية في اليمن غامضة. وقالت "عادةً ما يقول المسؤولون الإماراتيون إنهم يدعمون تطلعات الشعب اليمني، سواء كان ذلك يعني دولة واحدة أو دولتين".

 

وختمت صحيفة نيويورك تقريرها بالقول إن الإمارات تسعى إلى بناء هلال نفوذ على طول الساحل الجنوبي لليمن. سيسمح لها ذلك بالسيطرة على طرق التجارة البحرية من خلال تأمين الموانئ والجزر الاستراتيجية.

 

وصبيحة الأربعاء استيقظ سكان مدينة سيئون وأخواتها من مدن وحواضر وادي حضرموت (شرق اليمن)، على أصوات انفجارات واشتباكات عنيفة بين قوات المنطقة العسكرية الأولى (تابعة للدولة اليمنية) من جهة، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى.

 

واجتاحت قوات الانتقالي مدينة سيئون، ثاني أكبر مدينة حضرمية، معلنة عن بدء ما أسمته بعملية "المستقبل الواعد" للسيطرة على وادي وصحراء حضرموت، وتمكنت خلال ساعات من دخول المدينة والسيطرة على المواقع المهمة مثل المطار ومقار إدارة الأمن والمجمع الحكومي وقيادة المنطقة العسكرية الأولى.


مقالات مشابهة

  • بكين تعلن عن ثالث مناورة مشتركة مع موسكو في مجال الدفاع الصاروخي
  • تعاون دفاعي.. الصين وروسيا تنفذان ثالث تدريب مشترك لاعتراض الصواريخ
  • الصين وروسيا تجريان مناورات ضد الصواريخ الباليستية
  • موقع بريطاني: الإمارات تتخذ موقفاً حذراً من واشنطن في فرض جودها في بؤر التوتر في اليمن والسودان (ترجمة خاصة)
  • تحليل أمريكي: غزو الانتقالي لحضرموت أحد مظاهر الحرب بالوكالة بين السعودية والإمارات (ترجمة خاصة)
  • مجلة أمريكية: حرب الحوثيين على الأمم المتحدة.. يعضون اليد التي تطعم الشعب اليمني (ترجمة خاصة)
  • القوات الوسطى الأمريكية: إحباط تهريب أسلحة من سوريا إلى حزب الله.. ما القصة؟
  • موقع أمريكي: تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة كشفت عن تنامي الخلافات بين السعودية والإمارات (ترجمة خاصة)
  • نيويورك تايمز: استحواذ الانتقالي على حضرموت ضمن مساعٍ إماراتية لبناء هلال بحري على طول الساحل الجنوبي لليمن (ترجمة خاصة)
  • بعد غموض وتكهنات.. قوات أبو شباب تكشف كيفية مقتله