قال موقع "المونيتور" أمريكي سيطرة الانفصاليون الجنوبيون (المجلس الانتقالي الجنوبي) على حضرموت كشف عن تنامي الخلاف بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

 

وذكر الموقع في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن تقدم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في حضرموت مخاوف بشأن احتمال تفكك اليمن.

 

وأضاف أن يومي الأربعاء والخميس، أظهرت عدة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مواكب مسلحة للانفصاليين الجنوبيين في حضرموت وكذلك محافظة المهرة، أقصى شرق البلاد، رافعين علم جنوب اليمن على مدخل الغيضة، عاصمة المحافظة، لأول مرة منذ توحيد اليمن عام 1991.

 

وقال التقرير إن القتال في حضرموت يشير إلى توترات بين الإمارات والسعودية، وكلاهما جزء من التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين. تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة، التي تسعى إلى استقلال جنوب اليمن. بينما تدعم السعودية القوات القبلية في جنوب اليمن، بالإضافة إلى القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا.

 

وفي سياق موازٍ قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن استيلاء تشكيلات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا، على محافظة حضرموت (شرق اليمن) الغنية بالنفط كشف بوضوح عن تباين أهداف قوتين خليجيتين: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن أحداث هذا الأسبوع بحضرموت تنذر بتآكل كبير في النفوذ السعودي في حضرموت، لصالح الإمارات.

 

وتابعت "لطالما ارتبطت محافظة حضرموت بعلاقات وطيدة مع السعودية، التي تشترك معها في حدود. تدعم المملكة بشكل عام الحكومة المعترف بها دوليًا ومفهوم الدولة اليمنية الموحدة. لكن مصلحتها الرئيسية تتمثل في تعزيز أمنها وحماية حدودها غير المستقرة مع اليمن".

 

وذكرت أن أولويات الحكومة الإماراتية في اليمن غامضة. وقالت "عادةً ما يقول المسؤولون الإماراتيون إنهم يدعمون تطلعات الشعب اليمني، سواء كان ذلك يعني دولة واحدة أو دولتين".

 

وختمت صحيفة نيويورك تقريرها بالقول إن الإمارات تسعى إلى بناء هلال نفوذ على طول الساحل الجنوبي لليمن. سيسمح لها ذلك بالسيطرة على طرق التجارة البحرية من خلال تأمين الموانئ والجزر الاستراتيجية.

 

وصبيحة الأربعاء استيقظ سكان مدينة سيئون وأخواتها من مدن وحواضر وادي حضرموت (شرق اليمن)، على أصوات انفجارات واشتباكات عنيفة بين قوات المنطقة العسكرية الأولى (تابعة للدولة اليمنية) من جهة، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى.

 

واجتاحت قوات الانتقالي مدينة سيئون، ثاني أكبر مدينة حضرمية، معلنة عن بدء ما أسمته بعملية "المستقبل الواعد" للسيطرة على وادي وصحراء حضرموت، وتمكنت خلال ساعات من دخول المدينة والسيطرة على المواقع المهمة مثل المطار ومقار إدارة الأمن والمجمع الحكومي وقيادة المنطقة العسكرية الأولى.

 

وحضرموت هي أكبر محافظات اليمن، حيث تُغطي أكثر من ثلث مساحة البلاد. وتشير التقديرات إلى أنها تحتوي على أكثر من 80% من احتياطيات البلاد النفطية، بالإضافة إلى موارد أخرى كالمعادن. وتضم موانئ رئيسية، مثل المكلا ومحطة الدهبة النفطية، الواقعة على ساحلها الممتد على طول 450 كيلومترًا (280 ميلًا) على بحر العرب. وتحدها المملكة العربية السعودية من الشمال.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن حضرموت السعودية الامارات مليشيا الانتقالي المجلس الانتقالی الجنوبی فی حضرموت

إقرأ أيضاً:

إعادة هندسة العدوان على اليمن

 

تتكشّف في حضرموت والمهرة السطور الأولى من صفحات مخطط عدواني واسع تحضّره واشنطن والكيان الصهيوني ولندن لإعادة ترتيب مسرح العدوان على اليمن، في محاولة جديدة لصياغة معركة كبرى تُخاض بأدوات يمنية مرتهنة فشلت طوال سنوات العدوان الإماراتي السعودي الأمريكي خلال السنوات العشر الماضية، ويحاول العدو اليوم إحياءها عبر الطعوم والوعود والمكافآت السياسية والعسكرية.

فالمشهد في حضرموت والمهرة يختصر القصة ويقدّم صفحة من المخطط الواسع ضد اليمن، ولم يكن نفوذاً بين أدوات العدوان كما يُصوَّر ظاهريًا في الوسائل الإعلامية والتناول السطحي للأحداث، بل ما هو إلا بداية عملية فك وتركيب وهيكلة للأدوات وتوزيع الأدوار عليها في المعركة لتكون في كتلة واحدة تُدفع لاحقًا نحو مواجهة صنعاء.

العدو الإسرائيلي الأمريكي البريطاني، الذي عبّر قادته مؤخرًا عن حالة خوفهم ورعبهم من تنامي قوة اليمن ودور صنعاء في معادلة الإسناد لغزة ومعركة طوفان الأقصى، يسعى اليوم إلى هندسة مشهد جديد يوزّع فيه الطعم على كل أذرعه المحلية.

وأول الطعوم يُجرى تقديمه اليوم لما يسمى بـ”المجلس الانتقالي” عبر تصوير ما يحدث في حضرموت والمهرة على أنه “حق الجنوب” و“مرحلة ما قبل الانفصال”، في محاولة لتوريطه في معركة لا يملك قرارها ولا نتائجها، وجعله رأس حربة في مشروع السيطرة على منابع الثروة والتمويل للمعارك القادمة، وتوسيع الوصاية الأمريكية – الصهيونية في المنطقة.

الطعم الثاني يأتي لطارق عفاش، عبر منحه الضوء الأخضر للتمدد نحو تعز وتسليمها له بوصفها مكافأة مسبقة وضمانة لولائه، تمهيدًا لاستخدامه لاحقًا كقوة ضغط تتحرك من الساحل الغربي باتجاه الحديدة وتعميق الحصار الاقتصادي. أما الطعم الثالث فهو ما يُقدَّم لحزب الإصلاح عبر وعود سعودية – أمريكية – صهيونية سرية، شبيهة بما قُدِّم لتلميذ الصهيوني الإخواني المدّعي بالجولاني في سوريا، بإعادتهم إلى المشهدين العسكري والسياسي، وتعزيز حضورهم في مارب والجوف وجبهات الحدود، ودفعه نحو الاعتقاد بأن طريقه إلى صنعاء قد يُفتح إذا ما خاض المعركة المطلوبة منه وفق ما يخدم الأجندة الصهيونية أولًا.

وبين هذه الطعوم الثلاثة، تعمل واشنطن والكيان الغاصب ولندن على تجميع كل البنادق نحو هدف واحد هو صنعاء، فمن الانتقالي في الشرق، إلى طارق عفاش في الغرب، إلى الإصلاح في الشمال الشرقي، يجري صياغة طوق عسكري يحاول العدو رسمه حول اليمن بهدف إرباك موازين القوى وإعادة تعويم مرتزقته.

وهذه العملية يمكن تسميتها إعادة بناء هندسة عسكرية كاملة تشرف عليها غرف عمليات مشتركة وتحركات مكثفة لصَهْيَنة المعركة المقبلة عبر دمج العناصر القبلية والسلفية والعسكرية تحت راية واحدة يرسمها الكيان الصهيوني.

لكن ما يغيب عن حسابات الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين أنّ يمن 21 سبتمبر ويمن الإسناد لغزة يختلف كليًا عما كان قبل عقد من الزمن، وأن صنعاء، التي أصبحت مركز قرار حقيقي وفاعل في معادلة الإقليم، تراقب هذه التحركات بدقة، وتدرك أن إعادة تدوير أدوات مهترئة لن تغيّر في حقيقة الميدان شيئًا، وأن ما تُقدّمه واشنطن وأدواتها من طعوم ووعود، ليس إلا محاولة يائسة لصناعة معركة يستحيل أن تُفرض على شعب قرر أن يكون حرًّا وسيّدًا على أرضه.

إن ما يحدث في حضرموت والمهرة وما سيلحقه في تعز ومأرب وحدود الجوف وصعدة وحجة المقابلة للعدو السعودي هو فصل أول من التحضير لمعركة كبرى يريدها العدو الإسرائيلي بالدرجة الأولى، ومعه الأمريكي البريطاني ضد صنعاء، عبر تجميع أدوات محلية وإقليمية متهالكة في جبهة واحدة.

غير أنّ تلك الأدوات، مهما اجتمعت وتزيّنت بالوعود، ستتبدد عند أول مواجهة مع شعب أثبتت الأحداث والوقائع أنه يستمد قوته من نهج رسالي لا يمكن هزيمته، وأنه يدرك كل تحركات العدو ومخططاته ويمسك بخيوط اللعبة كاملة، ويمتلك اليوم مفاعيل الردع والقوة أكثر من أي وقت مضى. ولن يجد العدو في نهاية المطاف إلا حقيقة واحدة: اليمن عصيّ على الانكسار، وصنعاء خارج كل الحسابات، واليمن بكل ترابه الوطني مقبرة للغزاة ونهاية محتومة لكل الإمبراطوريات، ومن كذّب فليُعِد التجربة لعله يفيق… أو يسقط إلى الأبد.

 

مقالات مشابهة

  • إعادة هندسة العدوان على اليمن
  • نيويورك تايمز: استحواذ الانتقالي على حضرموت ضمن مساعٍ إماراتية لبناء هلال بحري على طول الساحل الجنوبي لليمن (ترجمة خاصة)
  • اليمن.. محافظ حضرموت يدعو «المجلس الانتقالي» لسحب قواته
  • اليمن... الانتقالي الجنوبي يؤجج الصراع على ثروات حضرموت
  • المجلس الانتقالي يسيطر على معسكري للجيش اليمني ويوسع في حضرموت والمهرة
  • سياسيون وباحثون: ما يحدث بحضرموت والمهرة مخطط بريطاني–أمريكي
  • بضوء أخضر من الإمارات.. الانتقالي الإنفصالي يتحدى السعودية وينقلب على اتفاق التهدئة
  • الانتقالي الجنوبي: تأمين وادي حضرموت قطعت شريان الإمداد الحوثي وكسرت نفوذ الإرهاب
  • اشتباكات بين الجيش اليمني وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت