ربع مليون زائر لـ"ليالي مسقط" في أسبوع.. والفعاليات المتنوعة تُبرز معالم الهوية العُمانية
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
◄ تجارب تفاعلية من ثقافات متعددة بالقرية العالمية في "منتزه القرم"
◄ عروض رياضية حماسية على شاطئ السيب
◄ عروض الدرون تخطف أنظار الزوّار
◄ أمسيات شعرية تجمع نخبة من الشعراء
◄ مشاركة 700 مؤسسة صغيرة ومتوسطة بالفعاليات
مسقط- الرؤية
تشهد فعاليات "ليالي مسقط" إقبالًا واسعًا من الزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها؛ وذلك بـ7 مواقع مختلفة تقام فيها هذه الفعاليات؛ إذ تجاوز عدد زوار الفعاليات ربع مليون زائر منذ افتتاحه.
وتعد فعاليات "ليالي مسقط" منصة فريدة للاحتفاء بالثقافة والفنون والإبداع، مقدمًا برنامجًا متنوعًا يناسب مختلف الفئات العمرية.
وفي إطار دعمها المستمر للمبادرات الشبابية ورواد الأعمال، تضم فعاليات ليالي مسقط هذا العام مشاركة أكثر من 700 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، بالإضافة إلى عدد كبير من رواد الأعمال والأسر المنتجة، وتسلط هذه المشاركة الكبيرة الضوء على تنوع المنتجات والخدمات المحلية التي تعكس التراث الثقافي العُماني بلمسات عصرية، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص للتواصل بين الزوار والمنتجين.
وتشهد الفعاليات هذا العام عروض الدرون المبهرة التي تأسر أنظار الحاضرين، حيث تقدم هذه العروض مزيجًا رائعًا من الإبداع الفني والتكنولوجيا الحديثة، حيث تتحرك الطائرات المضيئة بتنسيق فريد لتروي قصصًا بصرية رائعة في سماء مسقط، وهذه الفعالية أصبحت محط إعجاب الزوار، كونها تعكس التطور التقني والانفتاح على الابتكار.
وفي مشهد يبرز جمال الكلمة وتأثيرها، شهدت الفعاليات تنظيم أمسيات شعرية مميزة، بمشاركة نخبة من أبرز الشعراء الذين أبدعوا في تقديم قصائدهم بأسلوب يلامس القلوب، إذ تنوعت موضوعات القصائد بين الوطنية، الاجتماعية والغزلية، مما جعل هذه الأمسيات واحدة من أبرز المحطات الثقافية في الفعاليات.
وفي كل يوم جمعة وسبت، يصبح شاطئ السيب وتحديدًا في منطقة "سور آل حديد" وجهة لعشاق الرياضة والمغامرة، حيث تُقام عروض مشاهدة ركاب الدراجات التي تستقطب جماهير كبيرة من محبي التشويق والإثارة، وهذه الفعالية تعكس شغف العُمانيين بالرياضات الحديثة وتضفي على الفعاليات أجواء مليئة بالحماس والطاقة.
ويُعد منتزه القرم الطبيعي أحد أبرز المواقع المستضيفة للفعاليات؛ حيث يحتضن "القرية العالمية"، وهي مساحة ثقافية وترفيهية تجمع تحت مظلتها تنوعًا فريدًا من الأنشطة والعروض التي تمثل مختلف دول العالم. وتقدم القرية تجارب تفاعلية من ثقافات متعددة تشمل الأطعمة العالمية، الفنون التقليدية، والعروض الموسيقية، مما يتيح للزوار فرصة استكشاف العالم دون مغادرة مسقط.
وبفضل التنوع الكبير في فعالياته، تُعد "ليالي مسقط" وجهة عائلية بامتياز، كما يتميز بوجود مناطق مخصصة للأطفال تتيح لهم قضاء أوقات ممتعة وآمنة، إلى جانب الأنشطة الترفيهية التي تناسب جميع الأعمار. وقد حرص منظمو الفعاليات على تقديم خدمات متكاملة للزوار، تشمل مواقف سيارات واسعة، إجراءات أمنية وتنظيمية متطورة، ومناطق للراحة والاسترخاء.
وتساهم فعاليات ليالي مسقط في تعزيز مكانة السلطنة كوجهة سياحية وثقافية رائدة في المنطقة، فهو لا يقتصر على تقديم الترفيه فقط، بل يُبرز الهوية العُمانية الغنية بعناصرها المتنوعة، كما تعكس الفعاليات اهتمام السلطنة بتقديم تجارب متكاملة تجمع بين الأصالة والحداثة؛ مما يعزز من جاذبية السياحة الداخلية والخارجية.
وتستمر "ليالي مسقط" في استقطاب المزيد من الزوار خلال الأيام المقبلة، مع استمرار تقديم فعالياته المتنوعة التي تجعل كل زيارة تجربة مميزة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مهرجان ظفار السياحي والفعاليات الثقافية المنتظرة
دأبت بلدية ظفار المشرفة على مهرجان ظفار السياحي على إقامة برامج ثقافية متنوعة حافلة بالمحاضرات والندوات والحوارات المفتوحة ضمن أنشطة المهرجان، بالإضافة إلى استضافة العديد من الكتَّاب والمثقفين والصحفيين من الوطن العربي لزيارة محافظة ظفار والتعرُّف على معالمها الأثرية وأنشطة المهرجان، أو إقامة محاضرات ثقافية متنوعة تلبي رغبة الجمهور المتعطش للمثاقفة والحوار المباشر مع الضيف الكاتب والمفكر.
لكن ذلك النشاط الثقافي توقف لأسباب غير معلومة وبالتأكيد ليس الجانب المالي هو العائق؛ بدليل أن إدارة المهرجان لا تزال ترعى العديد من الأنشطة التي تتطلب تكاليف مالية مثل النسخة الأولى من مهرجان ظفار المسرحي الدولي الذي أقيم العام الماضي في مدينة صلالة. وهنا لا يتّسع لنا المجال للحديث عن أهمية المهرجان ولا عن الجهة الرسمية التي يفترض بها حسب تخصصها الإداري الإشراف على المهرجان وإدارته، وإنما نتساءل عن غياب الفعاليات الثقافية ضمن أجندة المهرجان، كالندوات الفكرية والجلسات السردية والشعرية، مما يعني غيابها حرمان شريحة كبيرة من المجتمع من حضور الفعاليات الثقافية التي أثبتت أن الجمهور متشوق لها ويرغب في حضورها، وقد رأينا ذلك في مناسبات مماثلة سواء في معرض مسقط الدولي للكتاب، أو خلال الأيام الماضية التي تتوافد فيها أعداد غفيرة من الجنسين تجاوزت الألف ومائتي شخص لحضور ندوة فكرية في مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة، ولم تتجاوز الكلفة المالية للمحاضرة ألف ريال عُماني.
تمثل الثقافة عنصر جذب سياحيا ولعلها من أهم الصناعات السياحية التي اتخذتها الخطط التنموية والرؤى الاستراتيجية ضمن أجنداتها لخلق سياحة ثقافية مستدامة كالمؤتمرات والندوات والمهرجانات الفنية والموسيقية والسينمائية، ولا يمكن استعراض الأمثلة ولا التذكير بالتجارب الناجحة والناجعة لقيام صناعات ثقافية ضمن مهرجانات سياحية دولية.
نأمل من إدارة مهرجان ظفار السياحي الاهتمام بالأنشطة الثقافية المستدامة، ويمكن لإدارة المهرجان إشراك الكيانات الثقافية في المحافظة المتمثلة في المبادرات الثقافية وفرع الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء ومكتبة دار الكتاب ومركز ظفار للثقافة والإبداع، في إدارة بعض الفعاليات ضمن الهوية الترويجية لمحافظة ظفار، مما يساهم في بناء عناصر بشرية وطنية تدير وتنشط الندوات والملتقيات، كإقامة معرض صلالة للكتاب بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب واتحاد الناشرين العرب ليكون مناسبة ثقافية دائمة، بالإضافة إلى إدراج فعاليات ثقافية كالأيام الثقافية الخليجية تتضمن فعاليات ثقافية خليجية، يتعرَّف الزائر خلالها على أبرز الأنشطة على الساحة الخليجية وأهم الإنتاجات الأدبية والفكرية والفنية، وهذا بحد ذاته عنصر جذب للجمهور من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
إن المطلوب من المهرجانات السياحية أن تعمل مع المثقف والمؤسسة الثقافية جنبًا إلى جنب لتفعيل الخطط والاستراتيجيات الوطنية التنموية، وتحمّل المسؤولية لتحقيق أهداف الهوية الترويجية لكل محافظة، وبالتأكيد فإن النتائج المرجوة ستتحقق طالما تُنفذ الأعمال حسب الخطط الواضحة لخدمة الإنسان والوطن.