اليوم 24:
2025-06-26@18:33:09 GMT

2024: تنظيم "المونديال" وتشييد مقر "فيفا" في الرباط

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

باتت الرياضة وفي مقدمتها كرة القدم، نقطة قوة للمغرب تدعم قوته الناعمة التي تروج للبلاد، وتقدم صورة إيجابية تمنحه إشعاعا عربيا ودوليا، وتجذب له المزيد من السياح والمستكشفين.

وقطع المغرب أشواطا كبيرة في الدبلوماسية الرياضية، آخرها فوزه بتنظيم نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025، ونهائيات كأس العالم 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال، مع إقامة ثلاث مباريات في أمريكا الجنوبية، ناهيك عن منحه تنظيم العرس الإفريقي لأقل من 17 سنة في نسختي 2025 و2026.

استضافة المغرب لهذه التظاهرات، جاءت بعدما نجح المغرب في استضافة عدد من البطولات الدولية، وبروز فرقه ولاعبيه في مسابقات عالمية، فضلا عن الحضور البارز لمسؤولين في المنظمات الدولية الرياضية.

« كاف » يقرر إجراء كأس إفريقيا المغرب شهري دجنبر 2025 ويناير 2026

كان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قد أعلن يوم الجمعة 21 يونيو، عن موعد نهائيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025، خلال اجتماع لجنته التنفيذية، بعدما كثر القيل والقال عن تاريخ إجراء المسابقة، نظرا لتزامنها مع كأس العالم للأندية في نسخته الجديدة.

وقرر «كاف» إجراء العرس الإفريقي المقرر في المغرب، خلال الفترة الممتدة ما بين 21 دجنبر 2025، و18 يناير 2026.

وسبق للمغرب أن نظم كأس الأمم الإفريقية سنة 1988، في بطولة عرفت مشاركة ثمانية منتخبات، وفاز بلقبها المنتخب الكاميروني، بعد فوزه على نيجيريا بهدف نظيف في المشهد الختامي، علما أن أسود الأطلس كانوا قد غادروا المسابقة من نصف النهائي.

وبدأ المغرب في الإعداد لاستضافة نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 مبكرا، بعدما قام بهدم مركب مولاي عبد الله بالرباط، لبناء ملعب آخر مكانه بدون مضمار، وكذا إعادة تهيئة ملعب ابن بطوطة بطنجة، مع إغلاق كلٍ من مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، والملعب الكبير لمراكش، قصد إعادة تهيئتهما، في انتظار إغلاق ملعب أدرار بأكادير هو الآخر، دون إغفال ملاعب التداريب التي سيبلغ عددها 24 ملعبا، إلى جانب وجود ملعب خاص بتداريب الحكام.

وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قد أعلن، خلال اجتماع مكتبه التنفيذي في مراكش بالمغرب، برئاسة باتريس موتسيبي، أن قرعة نهائيات كأس الأمم الأفريقية المغرب 2025 ستقام بالرباط، المغرب، في 27 يناير المقبل.

وستقام المباراة الافتتاحية لكأس الأمم الأفريقية المغرب 2025، يوم الأحد 21 دجنبر 2025؛ فيما ستقام المباراة النهائية يوم الأحد 18 يناير 2026، علما أن المغرب سينظم قبل ذلك كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة، حيث سيكون الافتتاح يوم الأحد 30 مارس 2025، على أن تقام المباراة النهائية يوم السبت 19 أبريل 2025.

وأوضح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في تقرير له، أن تعيين المغرب كدولة مستضيفة لكأس الأمم الأفريقية 2025، ليس مفاجئا، نظرا لمهاراته في تنظيم أحداث كرة القدم الدولية».

وتابع « كاف »، أن المغرب نظم بطولة « الشان » سنة 2018، وكأس الأمم الأفريقية للسيدات 2022، وكأس العالم للأندية سنة 2023، وأثبت قدرته على استضافة بطولات كرة القدم الأولى.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذه التجربة، جنبًا إلى جنب مع الشغف العميق بكرة القدم والبنية التحتية الحديثة، تعد بجعل هذه النسخة من كأس الأمم الأفريقية واحدة من أكثر النسخ التي لا تنسى.

واختتم تقريره، بالتأكيد على أنه بفضل بنية تحتية ذات مستوى عالمي، وجمهور متحمس، وخبرة حديثة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، فإن المغرب مستعد لتقديم كأس أفريقيا للأمم التي ستضع معايير جديدة للمنافسة.


مونديال 2030 في المغرب والبرتغال وإسبانيا وثلاث مباريات في أمريكا الجنوبية

كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قد أعلن يوم الأربعاء 11 دجنبر 2025، خلال اجتماعه الاستثنائي الافتراضي، عن منح المغرب وإسبانيا والبرتغال، شرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، بشكل رسمي، بعدما حظي بالإجماع، باستثناء الاتحاد النرويجي الذي امتنع عن التصويت.

وفي هذا الصدد قال لقجع خلال معرض حديثه، ضمن المؤتمر الافتراضي لـ « الفيفا»، « إنها لحظة حافلة، هذا تمثيل عالمي نادرا ما نراه في مجالات أخرى، باحتضان المغرب وإسبانيا والبرتغال لكأس العالم 2030».

وتابع لقجع، «هذه الثقة التي وضعها أعضاء «الفيفا» في المغرب تشهد على التقدم المُحرز سواء من حيث التحضيرات أو التنمية الشاملة للبلاد بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله».

وأضاف رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، «هذا الترشيح الثلاثي لتنظيم كأس العالم 2030 سيصنع لنفسه مكانا في التاريخ. ستساهم هذه الاستضافة في جعل الرياضة رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية.

وعودة لحيثيات ترشح المغرب لاستضافة المغرب لنهائيات كأس العالم 2030، في ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال، كان الملك محمد السادس قد أعلن يوم الثلاثاء 14 مارس 2023، أن المملكة المغربية قررت، بمعية إسبانيا والبرتغال، تقديم ترشيح مشترك لتنظيم مونديال 2030، مضيفا أن هذا الترشيح المشترك، «يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، وسيحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوربا».

وفي 4 أكتوبر 2023، زف صاحب الجلالة الملك محمد السادس للشعب المغربي خبر اعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإجماع، ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم.

وفي 29 نونبر 2023، وقعت كل من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والاتحاد الملكي الإسباني، والاتحاد البرتغالي، اتفاقية مشتركة تخص تنظيم مونديال 2030، وكانت الجامعة الملكية المغربية ذكرت، في بلاغ نشرته على موقعها الرسمي، أن هذه الاتفاقية تحدد «التوجهات الخاصة بالجوانب التقنية لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030″، وأنها بمثابة «التزام من قبل الاتحادات الكروية الثلاثة باحترام الضوابط والإطار العام لملف الترشيح».

وفي 29 يوليوز الماضي، قدم المغرب وإسبانيا والبرتغال، رسميا، ملف ترشحها المشترك لاستضافة مونديال 2030، إلى الاتحاد الدولي، حيث ذكر بلاغ للجامعة أنه تم تسليم ملف الترشح الرسمي إلى رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو، من قبل رؤساء اتحادات كرة القدم الثلاثة التي قدمت ترشيحها لاستضافة البطولة، وهم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وفرناندو غوميش، رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، وبيدرو روشا، رئيس الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم الذي ناب عنه الأمين العام للاتحاد، ألفارو دي ميغيل.

وفي 30 من الشهر ذاته، نشر «فيفا» تقريره النهائي عن ملف الترشح المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، بعد «دراسة شاملة تخللتها زيارات تفقدية إلى البلدان المعنية، حيث أشار في تقريره، إلى أن ملف الترشح المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال «يتجاوز الحد الأدنى من متطلبات الاستضافة».

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم، قد أشاد بالملف الثلاثي المغرب البرتغال إسبانيا، المحتضن لنهائيات كأس العالم 2030، في تقرير تقييم نشره عبر موقعه الرسمي، في أعقاب إجراء دراسة شاملة للملف، تخللتها زيارات تفقدية إلى البلدان المترشحة المعنية.

وحصل ملف تنظيم مونديال 2030، على تقييم 4.2 من أصل 5، ليستوفي بذلك الشروط اللازمة لاستضافة الحدث، حيث اعتبر «فيفا» هذا الملف، متجاوزا للحد الأدنى من متطلبات الاستضافة، وذلك استنادا إلى الخلاصات التي توصل إليها التقرير، وطبقا للوائح تقديم ملفات الترشُّح ونظام النقاط المعمول به.

وكان المغرب قد تقدم بستة ملاعب لاحتضان مباريات كأس العالم سنة 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، ويتعلق الأمر بملعب الحسن الثاني في بنسليمان نواحي الدار البيضاء، المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، فضلا عن ملعب طنجة وملعب مراكش الكبير وملعب أكادير وملعب فاس.

توقيع اتفاقية بين إنفانتينو وأخنوش فتح مكتب « فيفا » في إفريقيا بالرباط

واستمر نجاح الدبلوماسية الرياضية المغربية بعدما جرى يوم الإثنين 16 دجنبر بمراكش، توقيع اتفاقية بين جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعزيز أخنوش، رئيس الحكومة، على هامش حفل جوائز «الكاف» المقام بالمدينة الحمراء، «توقيع» اتفافية فتح مكتب «فيفا» في إفريقيا بالمغرب.

وسيكون مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في الرباط، وفق ما قاله جياني إنفانتينو رئيس «الفيفا»، حيث حضر لتوقيع الاتفاقية، كلُّ من عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وباتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي للعبة، وجياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي للعبة.

ويندرج توقيع هذه الاتفاقية، في إطار دور الاتحاد الدولي لكرة القدم، لتطوير وتنمية كرة القدم، على المستوى التربوي والثقافي، كما تهدف هذه الاتفاقية التي تم توقيعها بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش، إلى مواكبة ودعم كل المبادرات والمشاريع الهادفة لتنمية كرة القدم بإفريقيا.

ويجسد توقيع هذه الاتفاقية، الانخراط الدائم للمملكة المغربية لإشعاع لعبة كرة القدم، ويؤكد الدور الحيوي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بصفتها عضوا بالاتحاد الدولي لكرة القدم.

وبموجب هذه الاتفاقية، تعتزم الحكومة المغربية، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وضع إجراءات لدعم ومواكبة مشاريع الاتحاد الدولي لكرة القدم خاصة:

1- مواكبة الاتحاد الدولي لكرة القدم في كل المسائل المتعلقة بإنشاء هذا المقر.

2- وضع المغرب رهن إشارة الاتحاد الدولي لكرة القدم لمزاولة أنشطته الإدارية.

3- تسهيل إجراءات الإقامة بالمغرب بالنسبة لمستخدمي الاتحاد الدولي لكرة القدم الأجانب.

4- مواكبة كل الإجراءات الإدارية الخاصة بأنشطة مكتب « الفيفا » بأفريقيا، ومستخدميه الأجانب داخل التراب المغربي.

كلمات دلالية الديبلوماسية الرياضية المغربية حصيلة 2024 نهائيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025 نهائيات كأس العالم المغرب إسبانيا البرتغال 2030

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: حصيلة 2024 نهائيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025 الجامعة الملکیة المغربیة لکرة القدم نهائیات کأس الأمم الإفریقیة المغرب وإسبانیا والبرتغال الاتحاد الدولی لکرة القدم نهائیات کأس العالم 2030 کأس الأمم الأفریقیة إسبانیا والبرتغال الاتحاد الإفریقی هذه الاتفاقیة رئیس الاتحاد موندیال 2030 کرة القدم المغرب 2025 دجنبر 2025 قد أعلن

إقرأ أيضاً:

متحف الشاي بمراكش: رحلة عبر نكهات رفيق المجالس المغربية

مراكش – ما أن تخطو قدماك عتبة متحف الشاي بمدينة مراكش، حتى تسمع صوت صبيب الماء المغلي في "البراد"، وتشم رائحة نباتات عطرية فواحة لا يخطئها أصحاب الذوق الرفيع.

تستقبلك شابة في مقتبل العمر بزيها التقليدي وبابتسامة ترحيب وحفاوة طبيعية، وقبل أن تطلب أي شيء يأتيك كأس شاي أول، يفوح منه عبق النعناع، وتعلوه رغوة، علامة على حسن إعداده.

يقول الشاب طارق آيت بنعبد الله أحد مسيري المتحف للجزيرة نت "نحرص أن نقدم في هذا المكان التاريخي المميز بهندسته المعمارية المغربية الأصيلة تجربة رائدة وفريدة لتذوق الشاي، تجمع بين أصالة الترحاب وتنوع إعداده، وتمنح شعورا بالراحة والاستجمام".

في متحف الشاي تستقبلك شابة في مقتبل العمر بزيها التقليدي وبابتسامة ترحيب وحفاوة طبيعية (الجزيرة) طقوس شعبية

يحيل الشاي أو "أتاي" كما يسميه المغاربة، إلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وأيضا إلى جلسات الأنس العائلية، بل إلى هوية جماعية وذاكرة إنسانية لا يمكن تجاهلها.

ولأن الشاي هو أشهر مشروع شعبي في المغرب، فهو يؤثث جميع مشاهد الحياة، ولأن تذوق شيء فريد يسعى إليه كل زائر أو مسافر للبلاد، فإن فكرة متحف مراكش للشاي تتخلص في جمع كل عناصر التجربة في مكان واحد، ليفتح أمام الزائر والسائح فرصة التعرف على هذا التنوع.

المتحف يقدم الشاي على طريقة شمال المغرب صب الماء مباشرة في كؤوس كبيرة بها شاي ونعناع وسكر (الجزيرة)

يقول الباحث في تاريخ المغرب هشام الأحرش إن إعداد الشاي في المغرب كان منحصرا عند سادة القوم وعليتهم بطقوس خاصة، قبل أن يصير مشروبا شعبيا لا تخلو منه أية مناسبة، بل أصبح عادة يومية.

ويبرز الأخرس في حديث للجزيرة نت أنه لا يمكن لأي كان أن يرشح نفسه لإعداد الشاي عند التجمعات الأسرية والقبائلية، فالناس يحرصون، بل يأتمنون على إعداده من له الكفاءة على ذلك، وأيضا له المكانة الاجتماعية والتقدير بين أفراد المجتمع. أما في متحف الشاي فالزائر يتحول من متذوق للشاي، إلى معده في أجواء من الاسترخاء والراحة.

إعلان فكرة المتحف

يعد متحف الشاي في كبرى حواضر السياحة في المغرب جوهرة فريدة، وهو الأول من نوعه في المملكة، إذ يقع وسط المثلث الذهبي الذي يضم مسجد ابن يوسف ومدرسة ابن يوسف والقبة المرابطية، قريبا جدا من الإقامات السياحية بكل أصنافها، وأيضا من الأسواق الشعبية.

فكرة تحويل رياض إلى متحف للشاي استلهمها الأب عبد اللطيف من أسفاره إلى اليابان (الجزيرة)

يحمل المتحف اسم العدد "1112"، يرمز إلى تاريخ إنشائه في التقويم الهجري، وهو العدد الذي اكتشف منقوشا بشكل بارز على أحد سقوفه، وهو أمر نادر في المباني التقليدية.

أما فكرة تحويل هذا الرياض إلى متحف للشاي، فقد استلهمها صاحب الفكرة عبد اللطيف آيت بنعبد الله من أسفاره إلى اليابان، حيث رأى كيف يحافظ اليابانيون على طقوسهم التقليدية في تقديم الشاي رغم التطور التكنولوجي الذي وصلوا إليه.

ويقول المثل المغربي "لا يشبع المرء من أمرين أثنين، رضا الوالدين، وكؤوس الشاي"، لذلك وبعد كأسك الأول لك أن تطلب ما تريد، وأنت تجلس بين الأشجار الباسقة، تسمع خرير مياه النوافير التي تزين بهو الدار، مستمتعا بزرقة السماء وأنغام الطيور.

لك أن تطلب كأس شاي معطرا بزهر الشيبة (الأفسنتين) أو الخزامى والقرنفل أوالنافع أو اللويزة أو السمسق والزعتر (الجزيرة)

يجعل سحر المكان تجربتك غير مقتصرة على زيارة واحدة، فمقامك في المدينة يمكن أن يكون طيلة أسبوع أو أكثر، ولذلك يمكن أن تجعل تذوق الشاي عادتك اليومية في المتحف، قبل أن تنغمس في مشاريع زياراتك اليومية.

نكهات متعددة

ساعة واحدة أو ساعتان أقل أو أكثر تمنحك الطاقة، وتشعرك بالرغبة في اكتشاف المزيد من التقاليد والعادات المغربية، وربما تمنحك الرغبة في زيارة مناطق تذوقت شايها هنا في مراكش.

يقول الباحث في تاريخ المغرب هشام الأحرش إن الشاي مشروب ساخن يعد أمام الضيوف بمهارة عالية، فهو يعد بثلاث مكونات أساسية، هي الشاي والنعناع والسكر، ويعود مزجها بكيفية صحيحة إلى الخبرة والدربة.

ثقافة إعداد الشاي في المغرب تتنوع فيما يتصل بالنكهات التي تضاف إلى الشاي والنعناع (الجزيرة)

ويضيف أن استقبال الضيوف يبدأ عادة بتقديم كأس صغير من الشاي الصافي دون إضافات، ثم يقدم لهم ذلك شايا بسكر، أبدع المغاربة كل في منطقته، بإضافة أعشاب عطرية أخرى، تضفي عليه لمسة محلية.

في المتحف، لك أن تطلب شاي الصحراء بنكهة العلك تزيد فيه من السكر ما تريد دون ان تتغير رغبتك في احتساء كأسك كاملا، أو شاي جهة سوس المعطر بالزعفران، أو شاي قلعة مكونة برائحة الورد الفواحة، أو شاي طنجة المعد مباشرة في كؤوس الشاي الكبيرة بالنعناع دون حاجة إلى "براد" (إبريق الشاي).

لك أن تطلبه أيضا شايا معطرا بزهر الشيبة (الأفسنتين) أو الخزامى والقرنفل أوالنافع أو اللويزة أو السمسق (مردقوش أو المرددوش كما يسميه المغاربة) والزعتر، أو زهر النارنج والبرتقال ورعي الحمام، أو مزيجا من كل تلك النكهات التي تعكس تنوع وثراء ثقافة الشاي في المغرب.

الأواني التقليدية

تشد انتباهك في المتحف بلا شك مجموعة قيمة من الأواني التقليدية، والتي كانت تستخدم في تحضير وتقديم الشاي، والمعروضة بعناية في جناح خاص، بدءا بأباريق الشاي الفضية اللامعة، وصواني التقديم المزخرفة، وكؤوس الشاي الملونة، وأيضا أدوات تكسير السكر التقليدية.

يضم المتحف الأواني التقليدية مثل أباريق الشاي الفضية اللامعة وصواني التقديم المزخرفة وكؤوس الشاي الملونة(الجزيرة)

يعود تاريخ بعض هذه الأواني إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وتحمل بصمات صناعة مدينة مانشيستر البريطانية، بينما البعض الآخر هو من إبداع الصناع المغاربة المهرة.

إعلان

ويشرح الباحث الأحرش أن حكام مانشيستر آنذاك اعتادوا إرسال تلك الهدايا الى السلاطين المغاربة، قبل أن تصبح صناعة تلك الأواني موجهة إلى كل المغاربة.

ساعة واحدة أو ساعتان في المتحف قد تكفيك، وقد تكون محقا إذ قررت أن تقضي أكثر من ذلك في هذا المكان الجميل في قلب المدينة القديمة.

هندسة معمارية فريدة على الأسقف والجدران يضمها متحف الشاي  (الجزيرة)

حجتك في البقاء أطول مدة ستكون قوية إذا علمت أنك ستعيش تجارب فريدة ستحتار من تختارها أولا.

تقودك التجربة الأولى إلى اختبار مهارتك في تذوق النكهات المختلفة وتدوين ملاحظاتك، بل في مائدتك توجد أيضا حلويات محلية حلوة ومالحة.

تجربة عملية

تقتضي التجربة الثانية أبعد من ذلك، إذ ستكون مدعوا لصنع الشاي بيديك، بالطريقة المغربية التي تناسبك، وبالنكهات القريبة إلى قلبك، تقلب أوراق الأعشاب والزهور والتوابل المجففة بين يديك، تأخذ وقتك الكافي في الإعداد والتأمل وتقود نفسك الى الهدوء والاسترخاء، مستحضرا كافة قوتك الذهنية والعاطفية.

تجربتك الثانية تقتضي أبعد من ذلك إذ ستكون مدعوا لصنع الشاي بيديك بالطريقة المغربية التي تناسبك (الجزيرة)

ستعود حتما في يومك الموالي لتحضر تجربتك الثالثة، عبارة عن جلية احتساء الشاي، مصاحبة بالرسم بالألوان المائية أو التطريز على الأقمشة التقليدية، بل أيضا بفن الزخرفة الإسلامية والخط المغربي.

كل ذلك في قاعة استقبال يعود بناؤها لأكثر من 320 عاما، يميزها سقوف خشبية أصلية بزخرفة مغربية مبدعة، تشكل لك مصدر إلهام حقيقي، بينما تحتسي الشاي وتستمتع بالجو الهادئ، لتختتم الجلسة بمناقشة حول الفوائد التأملية للإبداع الفني.

يضم المتحف قاعة يعود تاريخ بناؤها لأكثر من 320 عاما تعكس مهارة الصانع الحرفي المغربي (الجزيرة)

تجعل كل هذه الورشات المتنوعة زيارة "متحف الشاي 1112" تجربة غامرة وشاملة، لا تقتصر على المشاهدة والتذوق، بل تتعداها إلى التفاعل والإبداع والتعلم، مما يمنحك فهما أعمق لثقافة الشاي المغربية الغنية، وتجعل نهاية تجربة أشبه بمغادرة مكان ستقرر حتما العودة إليه كلما سنحت لك الفرصة.

مقالات مشابهة

  • الميناء بطلاً لدوري شباب العراق لكرة القدم تحت 19 عاماً
  • “المالية” ترحّب ببيان خبراء صندوق النقد الدولي حول مشاورات المادة الرابعة للعام 2025
  • الاتحاد السكندري يعتمد تشكيل جهاز الفريق الأول لكرة القدم بقيادة أحمد سامى
  • فريق السويحلي بعد تتويجه بكأس السوبر يتوج بكأس ليبيا لكرة القدم داخل الصالات
  • سليمان البوسعيدي رئيسا للاتحاد العُماني لكرة القدم للفترة 2025 - 2029
  • متحف الشاي بمراكش: رحلة عبر نكهات رفيق المجالس المغربية
  • اليونانية فاليدا مدربة لناشئات السعودية لكرة القدم
  • المغرب يضع خطة استراتيجية للسياحة استعدادًا لمونديال 2030
  • سالم الوهيبي يعلن مغادرته رئاسة الاتحاد العُماني لكرة القدم بعد دورتين متتاليتين
  • المغرب يعلن تنشيط الاستثمار بالهيدروجين الأخضر لتعزيز السيادة