جماهير العنابي عنوان الرحلة الحاسمة نحو المونديال.. مــدرجــنا «غــير»
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
تعيش جماهير كرة القدم القطرية هذه الأيام أجواء من الحماس والترقب الكبيرين مع اقتراب موعد المرحلة الحاسمة في مشوار منتخبنا الوطني “العنابي” نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، حيث يستعد لخوض مواجهتين مصيريتين أمام منتخبي عُمان والإمارات يومي 8 و14 أكتوبر الجاري على استاد جاسم بن حمد بنادي السد، ضمن الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال.
الحدث لا يُعد مجرد مباراتين في جدول التصفيات، بل يمثل محطة مفصلية في طريق العنابي نحو إنجاز جديد يطمح من خلاله لتكرار تأهله إلى المونديال بعد مشاركته التاريخية في النسخة الماضية “قطر 2022”.
منذ أسابيع، بدأت ملامح الدعم الجماهيري تتضح بقوة، حيث تعمل روابط الأندية ومدرج العنابي وروابط المشجعين على تنظيم حملات تشجيعية واسعة تهدف إلى حشد أكبر عدد من الجماهير خلف المنتخب الوطني.
وعبر حسابات مدرج العنابي في وسائل التواصل الاجتماعي، وُجهت الدعوة إلى جمهور العنابي للتجمع بعد اليوم الثلاثاء في سوق واقف ضمن فعالية جماهيرية ضخمة، استعدادًا للمباراتين المرتقبتين تحت شعار:“مدرجنا غير».
كما أطلقت روابط ناديي السد والريان مبادرات جماهيرية لتوحيد الصفوف خلف العنابي، إلى جانب تنظيم فعاليات تشمل توزيع الأعلام والشالات وتنسيق “تيفوهات” ضخمة ستزين مدرجات استاد جاسم بن حمد، ليكون المشهد احتفاليًا يعكس روح الانتماء والوحدة الوطنية.
وتشارك الأندية القطرية بدورها في تعزيز الحضور الجماهيري من خلال حملات تحفيزية لمشجعيها، عبر توفير حافلات مجانية من مقرات الأندية إلى الاستاد، والمساهمة في حملات الاتحاد القطري لكرة القدم تحت شعار “كلنا العنابي”، تأكيدًا على أن المنتخب هو ممثل الوطن بأسره.
من جانبه، كثّف الاتحاد القطري لكرة القدم استعداداته التنظيمية والإعلامية لإنجاح المباراتين، حيث تم التنسيق مع مختلف الجهات لتأمين أفضل الأجواء للجماهير داخل وخارج الاستاد.
وأكد مسؤولو الاتحاد أن المدرج القطري سيكون كلمة السر في مشوار التأهل، وأن حضور الجماهير ودعمها هو السلاح الأهم في مواجهة منتخبات تمتلك بدورها جماهير متحمسة، مثل عمان والإمارات.
كما أطلق الاتحاد حملة إعلامية رقمية واسعة بالتعاون مع الإعلام الرياضي والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر رسائل الدعم والتحفيز، وتشجيع الجماهير على الحضور المبكر ورفع الأعلام في المدرجات.
مواجهتان بطابع خليجي خاص
تحمل المواجهتان أمام عُمان والإمارات نكهة خليجية استثنائية، لطالما اتسمت مباريات المنتخبات الثلاثة فيها بالإثارة والتنافس الشريف، ما يمنح المباراتين أهمية مضاعفة على الصعيدين الفني والجماهيري.
ويدخل العنابي اللقاءين وهو مدرك أن النقاط الستّ ستكون مفتاح التأهل المباشر، وهو ما يجعل الدعم الجماهيري مطلبًا وطنيًا في هذه المرحلة المفصلية من التصفيات.
المدرج يستعد… والدوحة تتزين
شهدت الأيام الأخيرة تفاعلًا كبيرًا من الجماهير القطرية عبر وسوم مثل
#كلنا_العنابي و*#رحلة_المونديال* و*#العنابي_قدها*، مع دعوات واسعة للحضور والمساندة.
كما أعلن مدرج العنابي عن تنظيم تجمع جماهيري مميز في سوق واقف مساء الثلاثاء، يتضمن فقرات حماسية وأهازيج وطنية استعدادًا للمباراتين، في مشهد يعكس الترابط الكبير بين الجماهير والمنتخب.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الجهاز الفني بقيادة جولين لوبيتيجي واللاعبون تحضيراتهم الفنية المكثفة، تتواصل التحضيرات الجماهيرية على نفس الوتيرة، لتكون الدوحة في أبهى صورها خلال المباراتين الحاسمتين.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات قطر جماهير العنابي تصفيات مونديال 2026 الأكثر مشاهدة
إقرأ أيضاً:
أيام شتوية في لوسيرن السويسرية.. حين يلتقي الجبل بالماء
لوسيرن – كان الشتاء قد بدأ يشدّ قبضته على العاصمة الفرنسية حين خرجت فجرا نحو محطة القطار للتوجه إلى مدينة لوسيرن السويسرية التي طالما سمعت عنها دون أن أمتلك تصورا واضحا لما يمكن أن يُقدَّم فعليا لزائر يأتيها من مدينة كبيرة مثل باريس.
لذلك، قررت السفر إليها في هذا الفصل للبحث عن تجربة مختلفة وإيقاع خاص يعيش بين بحيرة صافية وجبال شاهقة تتبدل ملامحها مع تغير الطقس والضوء.
كان الطريق إلى لوسيرن رحلة انتقال من مدينة كبيرة إلى مكان يشبه القصص التي تريد أن تُروى أكثر من أن تُسكن. وفي كل محطة من خلف زجاج نافذة القطار، بدأت قمم الجبال البيضاء تتكشف تدريجيا، كأنني أقترب من صفحة جديدة من يوميات السفر.
وككل مرة، بحثت قليلا لأتعرف عليها لأكتشف بحيرتها وجسورها الخشبية وجبالها التي تقف كحراس الزمن، وكنت واثقة بأن المدن التي تحوي ماء وجبالا لا تخذل الزوار. عندما وصلت، كان الهواء باردا منعشا بما يكفي لإيقاظ الحواس كلها. بدت لوسيرن صغيرة جدا ومنظمة كما لو أن يدا خفية رتبتها، كل قطعة فيها موضوعة بعناية: البيوت، والساحات، وحجارة الرصيف، وحتى وجوه الناس الهادئة.
أما الرحلة بالقطار، فكانت مزيجا من بساطة التنقل الأوروبي ورفاهية التفاصيل السويسرية، انطلقت من محطة دو ليون إلى زيورخ، ثم ركبت قطارا آخر لمسافة قصيرة نحو لوسيرن. وتتراوح التكلفة بين 80 و160 يورو للتذكرة الواحدة في الشتاء، بحسب الوقت ونوع القطار، وقد تزيد قليلا مع اقتراب موسم الأعياد، إذ تعد أسواق عيد الميلاد في هذه المدينة من أجمل الأسواق السويسرية وأكثرها شهرة.
لطالما اعتقدت أن الطريق بحد ذاته جزء من الرحلة، فنوافذ القطار الواسعة توفر لك مشاهدة فيلم متحرك تتغير فيه المشاهد من بقايا خريف باريس البارد إلى قمم الجبال البيضاء. ويلعب المسافر دور المراقب الصامت لتفاصيل تمر أمامه دون استعجال، القرى الصغيرة وغابات تنحني تحت ثقل الجليد وأنهار متجمدة.
وفي أول لحظة تصل فيها إلى لوسيرن، تشعر أنك دخلت مدينة شُيدت للإقامة الهادئة. المواصلات المحلية مريحة وفعالة لكن كل شيء يبدو قريبا بما يكفي للمشي. وذلك ما يزيدها جمالية إذ تستطيع أن تكتشفها خطوة خطوة دون الحاجة إلى انتقال طويل متعب.
إعلانيُعتبر معلم جسر تشابل السياحي أقدم جسر مسقوف في أوروبا. بُني في القرن الـ14، وكان في الأصل جزءا من تحصينات المدينة. كما تحتوي اللوحات التصويرية، التي أُدمجت في القرن الـ17، على مشاهد من التاريخ السويسري وتاريخ لوسيرن، بما في ذلك سيرة القديسيْن الراعيَين للمدينة، ليوديجار وموريس.
ويمتد هذا الجسر اليوم من المدينة الجديدة على الضفة الجنوبية لنهر رويس إلى راتهاوسكواي في المدينة القديمة التي تعود للعصور الوسطى، متعرّجا عند مروره ببرج المياه المهيب.
ويُعد برج المياه في لوسيرن بناء قويا وجذابا في آن واحد. وقد بُني هذا البرج المثمن -الذي يزيد ارتفاعه عن 34 متراـ حوالي عام 1300 كجزء من سور المدينة، واستُخدم كأرشيف وخزانة وسجن وغرفة تعذيب.
واليوم، يضم الطابق الأوسط مقر جمعية لوسيرن للمدفعية. وتستقر تحت السطح مستعمرة من طيور السمامة الألبية منذ عقود، وعندما تعود هذه الطيور السوداء والبيضاء من موطنها الشتوي في أفريقيا، تحمل معها الربيع إلى المدينة.
وعند مصب نهر رويس، يُنظم سدّ إبريٌّ تاريخي، بُني عام 1860، مستوى مياه البحيرة. وتضم المدينة القديمة المجاورة قاعة بلدية تعود إلى أواخر عصر النهضة، بالإضافة إلى كنيسة يسوعية، هي أقدم كنيسة باروكية في سويسرا.
تعد قائمة الأنشطة التي يمكن القيام بها في لوسيرن طويلة، تبدأ من جسر "تشابل" الخشبي الذي يضيء المساء بصفاء خاص في قلب المدينة ووسط بحيرة تبدو كمرآة شتوية ضخمة.
ولا تكتمل الرحلة إلى سويسرا بدون جولة بحرية على متن قارب في بحيرة لوسيرن، سواء كانت رحلة غداء على متن سفينة "إم إس ديامانت" الحديثة أو رحلة رومانسية عند غروب الشمس على متن باخرة مجداف عتيقة.
وتُقدم شركة بحيرة لوسيرن للملاحة رحلة بحرية مثالية تُرضي جميع الأذواق. حتى عالم جبال الألب في وسط البلاد يُمكن استكشافه عبر الممرات المائية، أي بالقارب من لوسيرن إلى فيتزناو، ثم على متن سكة حديدية مُسننة وصولا إلى ريجي.
وهناك تجربة فريدة أخرى هي الرحلة البانورامية على متن قطار غوتهارد بانوراما إكسبريس، وهو الفاخر الوحيد والفريد في سويسرا الذي يجمع بين رحلتين. فبعد القيام بالأولى بالقارب والتي تستغرق نحو 3 ساعات عبر البحيرة، ينتقل الركاب بشكل مريح إلى القطار البانورامي وينطلقون عبر طريق جوتهارد التاريخي نحو تيسينو مع طابعها المتوسطي.
وبمجرد أن تصل إلى لوسيرن، سيخبرك سكانها بضرورة زيارة جبل "ريجي"، أو كما يلقبونه بـ"ملكة الجبال"، وهو خيار رائع لمحبي المسارات الهادئة.
وتُعد الرحلة إليه -بالقارب والسكك الحديدية الجبليةـ تجربة فريدة بحد ذاتها. وعند الوصول إلى القمة، ستتمكن من الاستمتاع بجولات مشي بانورامية وجلسات استجمام في منطقة ريجي كالتباد. كما يمكنك القيام برحلات مميزة في المنطقة المحيطة بالمدينة وبحيرة لوسيرن.
كما تشتهر هذه المنطقة بينابيع الجبل التي بدأ الاستحمام فيها منذ 600 عام. ومنذ يوليو/تموز 2012، استعيد تقليد الاستحمام في حمامات ريجي كالتباد المعدنية لفوائدها التي لا تقدر بثمن للجسد والروح.
وبالقرب من لوسيرن، ستجد جبل "بيلاتوس" المهيب الذي يحمل اسم "التنين الأحمر"، وهو أحد أشهر وجهات الرحلات في المنطقة. وتضمن عربات التلفريك والسكك الحديدية الجبلية ومسارات المشي القيام بتجربة زيارته، خاصة لعشاق التزلج والمغامرات.
إعلانوحينما كنت أتمشى في البلدة القديمة التاريخية، شعرت وكأنني في متاهة ممتعة من الأزقة الحجرية والمحلات الصغيرة والمقاهي التي تغريك بالجلوس طويلا.
أما الطعام، فسويسرا لا تبخل كعادتها في تقديم نكهاتها التقليدية، مثل الفوندو والراكليت والشوكولاتة الساخنة أو الحساء السويسري. وفي لوسيرن، يمكن تذوق كل هذه الأطباق في مطاعم صغيرة داخل المدينة القديمة، أو في مطاعم مطلة على البحيرة، حيث يصبح الطعام جزءا من المشهد.
من بين الأمور التي تسهل الرحلة إلى المدن السويسرية بشكل عام، هي وجود تذاكر مناسبة مهما كان مكان الإقامة والمدة، أو عدد المرات التي تسافر بها في القطار أو الحافلة أو القارب، أو حتى عدد الرحلات الجبلية التي ترغب بها.
تُتيح بطاقة "نصف الأجرة السويسرية" (Half Fare Card) للزوار السفر بالقطار والحافلة والقارب ومعظم خطوط السكك الحديدية الجبلية بنصف السعر وصلاحية تصل إلى شهر واحد، وهي متاحة كتذكرة إلكترونية للأشخاص المقيمين خارج البلاد وإمارة ليختنشتاين. ويبلغ سعرها 120 فرنكا سويسريا.
وتوفر هذه البطاقة خصما يصل إلى 50% على استخدام وسائل النقل العام في أكثر من 90 مدينة وبلدة. ويتمتع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات وحتى سن 16 عاما بسفر مجاني مع بطاقة العائلة السويسرية المجانية، في حين يسافر الأطفال دون سن 6 أعوام مجانا.
أما بطاقة "السفر السويسرية المرنة" (Swiss Travel Flex) فتعتبر التذكرة المثالية لمن يتخذون قراراتهم بسرعة. وتسمح بسفر غير محدود بالقطار والحافلة والقارب ودخول مجاني لأكثر من 500 متحف، فضلا عن عدة خصومات. ويتراوح سعرها بين 279 و479 فرنكا سويسريا (346 و594 دولارا) للدرجة الثانية، وبين 445 و755 فرنكا (552 و937 دولارا) للدرجة الأولى.
وفي نهاية هذه الرحلة، هكذا بدت لوسيرن لي، مدينة لا تفتعل الجمال، بل تكتفي أن تكون كما هي، وتترك زوارها يكتشفونها ببطء ويغادرونها بالطمأنينة أكثر من الصور. وربما هذا ما يجعل العودة إليها قابلة للتكرار دائما.