الصورة أرشيفية

تشهد محافظة تعز، الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الجريمة بشقيها القتل والاعتداءات، حيث تحتمي الجريمة فيها خلف بزة عسكرية وعباءة دينية، تشرعن لنفسها هتك الأعراض وانتهاك الحرمات فيما يشبه قانون الغاب.

ووفقاً لتقارير حقوقية، يُعزى هذا التدهور الأمني إلى سيطرة حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) على المؤسسات العسكرية والمدنية في المحافظة، حيث تورطت عناصر وقيادات أمنية بشكل مباشر وغير مباشر في ارتكاب سلسلة جرائم مما أدى إلى انتشار الفوضى وغياب القانون.

وفي وقت سابق، وصف تقرير صادر عن منظمة حق للحقوق والحريات، الأجنحة العسكرية التابعة لحزب الإصلاح "طائفية وأغلب قياداتها مدنية"، مؤكداً أن تغلغلها في إطار الألوية العسكرية التابعة لمحور تعز أفقد الجيش الوطني من شرعيته كجيش رسمي.

ورصد التقرير ارتكاب 30 ألف انتهاك متنوع، وإنشاء 30 سجناً غير نظامي، وتأسيس جيش مؤدلج خاص، وتشييد 16 معسكراً تدريبياً ومراكز تسجيل غير نظامية في عموم المحافظة، وكذا ظاهرة اغتصاب الأطفال، وابتزاز العائلات الفقيرة، مما جعلها تبدو كـ"إمارة إخوانية" خارج سيادة الدولة.

هذا الوضع الأمني المتردي ساهم في زيادة الجرائم وتوسعها على نطاق كبير دون تدخل فعّال من السلطات المختصة. لطالما أكد التقرير أن "حزب الإصلاح سعى جاهداً لإسقاط السلطات الدستورية والتشريعية في المحافظة، على مراحل امتدت منذ اندلاع الحرب في 2015 وحتى 2020".

هتك أعراض

وفي أحدث الشواهد على الجرائم الإخوانية في تعز، حادثة مقتل المواطن سيف حمود فرج الشرعبي، والد الصحفية غدير الشرعبي، مساء الإثنين الماضي، أمام باب منزله وزوجته وبناته بحي المسبح وسط تعز، في حادثة هزت أرجاء المدينة، وأثارت موجة سخط عارمة ضد جماعة الإخوان المسلمين التي تحكم قبضتها العسكرية والأمنية على المحافظة.

الجريمة، التي ارتكبها تحديداً جندي محسوب على المؤسسة العسكرية والأمنية ويدعى "وليد كامل عبدالرقيب"، تضاف إلى سلسلة إدانات ضد جرائم جماعة الإخوان التي تحكم سيطرتها العسكرية والأمنية منذ اندلاع الحرب عام 2015 إثر انقلاب مليشيا الحوثي في سبتمبر 2014، وخوض الجماعتين سباقا محموما نحو السيطرة على المحافظة انتهت بتقاسمها في الجغرافيا والجريمة.

ووفقا لمصادر حقوقية، يكشف سلوك الجندي "وليد عبدالرقيب" المعروف بـ"جنديته البلطجية" حتى بات معروفا بـ"شعلة" وهي الكنية التي تعكس "نارية اجراميته" لا أكثر، حد وصف الحقوقيين، لمجرد دفاع الضحية عن حرمة عرضه (زوجته وبناته) ومنزله، بعد أن اتخذ الجندي "شعلة" من جدار المنزل استراحة لمضغ أعواد القات في جلساته الليلية، واستراقه سمع الزوجة والفتيات من النافذة المطلة على الشارع.

وتؤكد المصادر لوكالة "خبر" أن جماعة الإخوان لا تختلف في شيء عن مليشيا الحوثي الإيرانية من حيث الإمعان في الجريمة المنظمة ضد المواطن لتركيعه وإذلاله بدلا من حمايته.

قيود حقوقية

في السياق، تؤكد مصادر أمنية لوكالة "خبر" أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن الجرائم والانتهاكات الإخوانية ضد المواطنين والإعلاميين والناشطين والمعايير المزدوجة، نظرا للقيود المفروضة ضد المنظمات الحقوقية وفرق الرصد الميدانية، غير أن تعز تحتل المرتبة الأولى مقارنة ببقية المناطق المحررة باستثناء محافظة مأرب التي تتشابه الانتهاكات بحق سكانها مع فوارق بسيطة تخضع لمعايير طبوغرافية المحافظة.

واستعرضت المصادر، من بين أبرز الجرائم البشعة التي هزت تعز، حادثة اغتصاب الطفلة القاصر مصباح الجابري على يد أحد أقارب مدير مدرستها، واستمرار الاعتداء عليها لسنوات تحت التهديد والابتزاز. وهذه الجريمة كشفت عن فساد متأصل في النظام القضائي وتواطؤ شخصيات نافذة في التستر على الجناة، وفقاً للمصادر.

في حادثة أخرى، قُتل المواطن محمد علي مهدي أثناء محاولته استعادة ممتلكاته التي استولت عليها عناصر مسلحة تابعة لحزب الإصلاح. ورغم التفاعل الشعبي مع قضيته، لم يتم تقديم الجناة للعدالة، مما يعكس تعطيل القضاء وهيمنة الحزب على المؤسسات.

ومؤخراً، شهدت تعز جريمة قتل الطفل غالب محمد غالب البركاني أمام والدته في حي المطار القديم. ورغم بشاعة الجريمة، لم تتمكن الأجهزة الأمنية من القبض على الجاني، مما أثار انتقادات واسعة لتقاعس السلطات في حماية المدنيين.

وفي ظل هذا الانفلات الأمني، تتعالى الأصوات المطالبة بتعزيز سيادة القانون ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وارتباطاتهم العسكرية، معتبرة العديد من المصادر الحقوقية تحقيق العدالة ومكافحة الإفلات من العقاب خطوة أساسية نحو استعادة الثقة بين المواطنين والسلطات المحلية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

فتاة تستدرج ضحيتها بـ«عصير مُخدّر».. وأمن ببني سويف يفك لغز الجريمة

نجحت الأجهزة الأمنية في بنى سويف في كشف غموض واقعة العثور على جثة شخص مكتوف اليدين والقدمين بالحبال، وموضوع على فمه شريط لاصق، داخل سيارة ملاكي متروكة بطريق بني سويف – القاهرة الصحراوي، أمام مركز الواسطى شمال المحافظة.

بداية الواقعة كانت ببلاغ تلقاه اللواء أسامة جمعة، مدير أمن بنى سويف، يفيد بوجود سيارة متوقفة أمام منطقة المصانع بدائرة مركز الواسطى شمال بني سويف، وبداخلها جثة رجل موثّق اليدين والقدمين، وملصق على فمه شريط لاصق، في صورة تحمل بصمات جريمة قتل مدبّرة.

استلام 180ألف طن قمح بالصوامع والشون في بني سويفإصابة شاب إثر سقوطه من أعلي بناية في بني سويف"أوقاف بني سويف" تطلق حملة تفتيشية موسعة لضبط العمل الدعوي ومتابعة المساجدأخبار بني سويف| فحص وتوفير العلاج لـ 1250 حالة وتوريد 173 ألف طن قمح

تم تكليف اللواء محمد الخولي، مدير المباحث الجنائية، بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف ملابسات الجريمة. وبالفحص والتحري، توصلت الأجهزة الأمنية إلى مفاجأة مدوية، تمثلت في أن الضحية كان قد تعرّف عبر الإنترنت على فتاة طلبت منه أن تقوم بتنظيف منزله وتعمل خادمة، ليقع في فخ أسري خطير.

وتبين من التحقيقات أن الفتاة وتُدعى «ن. م» (24 سنة، من القاهرة) تعمل خادمة، وطلبت لقاءه، فالتقى بها لتتعرف على عنوان منزله، وحددت موعدًا عبر “فيس بوك” أمام منطقة الرماية، حيث استدرجته، وأعطته داخل سيارته عصيرًا يحتوي على مادة مخدّرة. ثم التقت بشقيقيها "م. م" (25 سنة) و"ب. م" (19 سنة)، واستقلوا السيارة معًا، وتوجهوا بالضحية إلى قريتهم بإحدى قرى الجيزة، حيث التقوا بوالدهم واثنين آخرين من أقاربهم هما "ش. ن" (30 سنة) و"رجب. ن" (25 سنة).

وهناك قاموا بتوثيق الضحية من يديه وقدميه، ووضعوا شريطًا لاصقًا على فمه، وسرقوا منه مبلغ 10 آلاف جنيه، وبعد ارتكاب جريمتهم تخلّصوا من الجثة بإلقائها داخل سيارته في منطقة صحراوية بمركز الواسطى، قبل أن يغادروا المكان هاربين.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطهم جميعًا خلال 24 ساعة من وقت العثور على الجثة. وأمرت النيابة العامة، بإشراف المستشار أحمد عطية، المحامي العام الأول لنيابات بني سويف، بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، واستدعاء الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان ما بها من إصابات، والتحفظ على الأحبال والشريط اللاصق وأدوات الجريمة وسيارة المجني عليه.

طباعة شارك بني سويف أمن بني سويف جريمة

مقالات مشابهة

  • عمار بن حميد يبدأ اليوم زيارة إلى مدينة تشونغتشينغ الصينية
  • حادثة النجف تفتح ملف تربية الحيوانات المفترسة في العراق
  • حادثة مثيرة في انتخابات الأرجنتين.. ميكروفون يضع الرئيس في موقف محرج
  • عمار بن حميد يبدأ غدا زيارة إلى مدينة تشونغتشينغ الصينية
  • عمار بن حميد يبدأ زيارة إلى مدينة تشونغتشينغ الصينية
  • حدث غريب في أفجلار إسطنبول
  • بوتين: النتيجة التي تنشدها روسيا من العملية العسكرية الخاصة هي القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة
  • الأمير عبدالعزيز بن سعد رعى الانطلاقة.. 34 مليار ريال فرصاً استثمارية بمنتدى حائل
  • فتاة تستدرج ضحيتها بـ«عصير مُخدّر».. وأمن ببني سويف يفك لغز الجريمة
  • قتل شقيقته وصهره وأصاب ابن أخيه في بارتين.. تفاصيل الجريمة!