منحت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية إلى سوريا، المراقبين، عدة دلالات على أنها زيارة "غير اعتيادية"، حملت معان كثيرة، حللناها في الموضوع التالي.

وسافرت أنالينا بيربوك، مع نظيرها الفرنسي جان نويل بارو، إلى سوريا، الجمعة، بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي.

الطائرة العسكرية

البداية "الغريبة" كانت من رحلة السفر، حيث قررت بيربوك السفر إلى سوريا، على متن طائرة عسكرية، برفقة عناصر عسكرية.

ولم تكتف بيربوك باختيار الطائرة الحربية للسفر، بل جرى تصوير "فيديو" للوزيرة من داخل الطائرة، وهي تقوم بتحية العناصر العسكرية، وارتداء السترة المضادة للرصاص.

هذه اللقطة كان من الواضح إنها تهدف لإرسال رسالة معينة، فالزيارات الألمانية إلى الدول الأخرى، لا تحمل في طياتها "فيديو من داخل الطائرة".

سترة واقية

اللقطة الغريبة الثانية، كانت لحظة نزول بيربوك في مطار دمشق، حيث ترجلت من الطائرة العسكرية، مرتدية سترة واقية للرصاص.

هذه اللقطة حملت رسالة أخرى، مفادها أن ألمانيا لا زالت "حذرة" من سوريا الجديدة، ولا تأمن بأن تكون هناك دون "واق" يحميها من المخاطر المقبلة.

 ملابس "كاجوال"

بعدها جاءت لحظة دخول القصر، ولقاء قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، حينها ظهرت بيربوك بزي لا يناسب الزيارات الدبلوماسية، وفقا لنقاد.

اختارت بيربوك ارتداء ملابس "كاجوال"، أو ملابس يومية عادية، وهي القميص البيج الفاتح وبنطال بنفس اللون، وحذاء شتوي يومي، وابتعدت عن الملابس الرسمية التي يتم ارتداؤها في الزيارات بين الدول.

ملابس بيربوك "الكاجوال" اعتبرها البعض أنها رسالة على أن ألمانيا لا تعترف بحكومة سوريا الجديدة بعد، كي تمنح وزيرتها الملابس الرسمية التي ترتديها عند زيارة زعماء دول العالم.

الرسالة الثانية، التي فسرتها مصادر ألمانية، هي أن بيبروك أرادت أن ترتدي زيا يعبر عن "انفتاح المرأة"، لتواجه الشرع المعروف بخلفيته الإسلامية.

ملابس بيربوك في المقابل، لاقت انتقادات واسعة بين نشطاء ألمان، قالوا أنها "أحرجت" نفسها وظهرت بشكل سخيف، ولم ترسل رسالة حقيقية كما أرادت.

تصريحات "حذرة" وملامح حادة

الرسالة الألمانية الرابعة من الزيارة، كانت عبر ظهور الوزيرة بملامح حادة لم توزع فيه الابتسامات أمام الكاميرات كما يحدث في اللقاءات الدبلوماسية المعتادة لكن الأهم كانت  تصريحات بيربوك، بعد لقاء الشرع.

بيربوك قالت إن ألمانيا ستقف "إلى جانب البلاد إذا تحركت نحو مستقبل سلمي ومنفتح، إلا أنها لن تدعم أسلمة سوريا"، كما قالت إنها جاءت لتقييم الوضع، وإن الأموال الأوروبية لن تذهب إلى "هيئات إسلامية".

وقالت في تصريح صحفي، إن انطباعها الأول تمثل في وجود مجتمع منقسم، فمن ناحية، هناك أمل في الحرية بعد سنوات الحرب الأهلية والتعذيب والقمع. ومن ناحية أخرى، يشعر الكثيرون بالقلق من أن الآمال قد تتبدد بالنسبة للنساء والأقليات الدينية والعرقية.

وكشفت بيربوك أنه في نهاية المناقشات، كان الحكام السوريون الجدد قد أكدوا بشكل قاطع أنهم يفهمون ذلك ويريدون النظر في مسألة مشاركة المرأة.

كل هذه التصريحات، مثلت "تشكيكا" ألمانيا وأوروبيا تجاه سوريا الجديدة، وأشارت إلى أن ألمانيا لن تمد يدها للشرع إلا إذا تحققت مطالبها وزالت شكوكها.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات سوريا بيربوك طائرة عسكرية مطار دمشق أحمد الشرع ألمانيا سوريا الأقليات الدينية طائرة بيربوك أنالينا بيربوك أحمد الشرع ألمانيا سوريا دمشق الاتحاد الأوروبي سوريا بيربوك طائرة عسكرية مطار دمشق أحمد الشرع ألمانيا سوريا الأقليات الدينية إلى سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا .. حرائق الغابات تلتهم مساحة أكبر من دمشق وتشكل اختبارا للحكومة الجديدة

(CNN)-- اجتاحت حرائق غابات هائلة منطقة جبل التركمان الساحلية السورية منذ، الخميس الماضي، مدمرة آلاف الهكتارات من الغابات، وإرهاق جهود فرق الطوارئ.

وقال عبدالكافي كيال، مدير الدفاع المدني في محافظة اللاذقية، إن جهود السيطرة على الحرائق قد أعاقتها الرياح القوية والتضاريس الوعرة وخطر الألغام الأرضية التي خلّفتها سنوات الحرب.

وتأتي هذه الحرائق في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية الجديدة إلى دفع عجلة تعافي البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب والعقوبات المنهكة، مع غياب الخدمات الأساسية في أجزاء كثيرة من البلاد.

واشتعلت الحرائق على طول خط يبلغ طوله 20 كيلومترًا (12 ميلًا)، مما أدى إلى قطع الطرق وإجبار الآلاف على الفرار من منازلهم. كما تركت بعض المناطق بدون كهرباء.

وأظهر مقطع فيديو من طائرة بدون طيار الحرائق وهي تتقدم على طول جبهة واسعة في منطقة وعرة، وتشتعل من حين لآخر عندما تقترب من الغابات الجافة.

وقال كيال لشبكة CNN، السبت: "هذا الحريق صعب للغاية"، وأضاف أنه تم استدعاء تعزيزات من جميع أنحاء البلاد.

وامتدت الحرائق الآن إلى أجزاء من محافظة طرطوس، رغم جهود أكثر من 60 وحدة إطفاء.

وناشدت السلطات السورية المجتمع الدولي لتقديم المساعدة. وأرسلت تركيا طائرتي هليكوبتر و11 مركبة إطفاء، وعبرت فرق الدفاع المدني الأردنية الحدود، الأحد للانضمام إلى جهود احتواء الحرائق.

وتشير بيانات الأقمار الصناعية من خدمة FIRMS التابعة لوكالة "ناسا" إلى أن المساحة المحترقة تتجاوز الآن 180 كيلومترا مربعا، وهي مساحة أكبر من العاصمة دمشق.

وبحسب أرقام الحكومة السورية لعام 2023، تبلغ مساحة الغطاء الحرجي "الأحراش" في البلاد حوالي 5270 كيلومترا مربعا، مما يعني أن هذه الحرائق قد التهمت أكثر من 3% من إجمالي الأراضي الحرجية في البلاد في 3 أيام فقط.

كما تعاني البلاد من جفاف طويل الأمد. وفي العام الماضي، ذكر برنامج الشرق الأوسط التابع لمؤسسة كارنيغي أن منطقة حوض الفرات بأكملها، ولا سيما المناطق الصحراوية الجنوبية والشرقية من سوريا، عانت من انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة بشكل استثنائي لمدة 4 سنوات.

مقالات مشابهة

  • مشاهد متداولة بزعم أنها لحرائق اللاذقية في سوريا.. هذه حقيقتها
  • ألمانيا تتهم سفينة صينية بتهديد إحدى طائراتها في البحر الأحمر
  • برلين تستدعي السفير الصيني بعد استهداف طائرة ألمانية بالليزر قبالة السواحل اليمنية
  • ليزا لاك نيلسون عن أزمتها مع مها الصغير : جالى 6 الاف رسالة اعتذار من المصريين وقالولي دي مش اخلاق
  • رئيس سوريا الجديد يحط في الإمارات بزيارة ثانية تحمل رسائل غامضة.. تفاصيل
  • حاولت مها الصغير سرقة لوخاتها.. تشكيلية دنماركية توجه رسالة للمصريين
  • سيدة ألمانية أرادت زيارة قلعة سياحية دون إزعاج فوضعت كلبها داخل خزانة وأقفلت عليه!
  • وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تمثل سوريا الحرة والمستقرة والموحدة
  • سوريا .. حرائق الغابات تلتهم مساحة أكبر من دمشق وتشكل اختبارا للحكومة الجديدة
  • المفتي دريان: إذا كانت سوريا بخير لبنان بخير