مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف لـ يمانيون :

• القصف الصهيوني وقع أثناء هبوط طائرة يمنية قادمة من الأردن تحمل 153 راكباً، وتزامن مع تجهيز رحلة لطائرة أممية تقل مدير عام منظمة الصحة العالمية
• استهداف مطار صنعاء عزل اليمن عن العالم ويعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية.
• أكثر من ثلاثين غارة في يوم واحد دمرت مرافق حيوية للمطار وألحقته بأضرار جسيمة.


• الأمم المتحدة والمنظمات الدولية دورها سلبي في ملف المطار وتجاهلت حتى استهدافها أثناء الرحلات الأممية
• الخطة المستقبلية لإعادة تأهيل المطار صنعاء تحتاج تكلفة 100 مليون دولار منها 30 مليون دولار لإصلاح حقل الطيران
• السعودية استوعبت درس الصواريخ اليمنية ما أدى إلى تقليص دورها المباشر في العدوان
• واجهنا تعقيدات وتأجيلات في تنفيذ الاتفاقات بشأن الرحلات إلى الأردن والقاهرة والهند
• إحصائيات مرعبة: 150 ألف حالة وفاة و10 آلاف طالب ومغترب 3000 عامل و15 شركة طيران في مهب الريح جراء إغلاق المطار. 150 مليون دولار خسائر مباشرة و3.5 مليار دولار خسائر اقتصادية غير مباشرة لإغلاق المطار

” كشف مدير عام مطار صنعاء الدولي، خالد أحمد الشايف، عن تفاصيل جريمة العدوان وآثاره المدمرة على المطار، الذي يعد أول منشأة مدنية تربط اليمن بالعالم الخارجي، وكان هدفًا رئيسيًا للعدوان منذ مارس 2015 وحتى الغارات الصهيونية الأخيرة التي استهدفت برج المطار وعدد المرافق وأسفرت عن استشهاد عدد من موظفي المطار والمواطنين من المسافرين والمودّعين.
وفي حوار مع موقع “يمانيون” أوضح مدير المطار أهمية الدور الحيوي للمطار في تسهيل حركة المواطنين.. مشيراً إلى أن استهدافه وتعطيله لفترات طويلة كان جزءاً من استراتيجية العدوان لعزل اليمن عن العالم، مما زاد من معاناة الشعب اليمني.
تناول الشايف أيضا الجهود التي تبذلها إدارة المطار لإصلاح الأضرار، والضغط الدولي لفتح المطار في إطار المفاوضات، بالإضافة إلى التحديات المستمرة نتيجة الحصار الجوي المفروض على البلاد.
كما سلط الضوء على الأزمات التي عاشها المطار والشعب اليمني، والموقف السلبي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية تجاه الاستهدافات المستمرة للمطار. بالإضافة الى رؤية إعادة تأهيل المطار بشكل كامل، ومدى التزام القيادة السياسية والهيئات الحكومية بإعادة تأهيله ليعود إلى سابق عهده، خدمةً لأبناء الشعب اليمني”.

حوار – عمار الكحلاني

بداية حدثنا ما تأثير استهداف مطار صنعاء الدولي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير؟
القصف وقع أثناء هبوط طائرة يمنية قادمة من الأردن تحمل 153 راكباً، وتزامن مع تجهيز رحلة لطائرة أممية تقل مدير عام منظمة الصحة العالمية.
قمنا حينها بتنفيذ خطة طوارئ نفذت لإجلاء الركاب بسرعة، مما قلل عدد الضحايا رغم الاستهداف المباشر. طبعا الغارات أسفرت عن استشهاد 4 أشخاص، بينهم اثنان من موظفي برج المراقبة، وإصابة حوالي 20 شخصاً، منهم 6 موظفين والبقية مسافرون ومودعون. القصف تسبب بخسائر مادية كبيرة، شملت تدمير برج المراقبة وصالات المطار وبعض الأجهزة الملاحية.
كيف أثّر استهداف العدوان على مطار صنعاء الدولي كمرفق مدني؟
من باب التذكير كان مطار صنعاء الدولي أول هدف للعدوان منذ فجر يوم الخميس، 26 مارس 2015، حيث تم استهداف مدرج المطار بأربعة صواريخ أدت إلى خروجه عن الجاهزية الكاملة وتعطيل حركته تماماً. والغاء أربع رحلات مدنية كانت مقررة تلك الليلة.
استمر الاستهداف بشكل متقطع من ذلك اليوم وحتى أبريل 2022، حيث تعرض المطار لأكثر من ثلاثين غارة في يوم واحد، أثناء محاولة استقبال طائرة إيرانية مخصصة لنقل المصابين في حادثتي استهداف جامع الحشحوش ومركز بدر. شمل القصف المدرجين الرئيسيين، ساحة الطيران، وثلاث طائرات مدنية، بالإضافة إلى المرافق الحيوية للمطار مثل جامع المطار، محطة الكهرباء الجنوبية، مبنى الحجر الصحي، ومعهد الطيران.
كما شملت الأضرار أيضاً مداخل المطار وأسواره والنقاط الأمنية، إضافة إلى تدمير كامل لصالة كبار الضيوف ومبنى المناوبين. وألحقت أضرار جسيمة بالشاشات، الزجاج، شبكات الإنارة، المياه، الاتصالات الهاتفية، ومحطة الإطفاء. كذلك الكثير من المعدات الحيوية التي يعتمد عليها المطار تضررت أو دُمرت بالكامل.
العدوان استهدف المطار على مراحل متعددة، وتم توثيق هذه الجرائم بالتواريخ والصور لتوثيق حجم الدمار الذي لحق بهذا المرفق المدني الحيوي، الذي كان يخدم ملايين اليمنيين.
عزل اليمن عن العالم
معلوم بان هكذا استهداف يُعد إنتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية.. برأيكم ماهي الرسالة التي أراد العدوان إيصالها من خلال استهداف مطار صنعاء الدولي كمرفق مدني؟
استهدف العدوان مطار صنعاء الدولي لتحقيق عدة أهداف رئيسية، أهمها عزل اليمن عن العالم الخارجي كونه المطار الرئيسي والشريان الحيوي للبلاد، وإخفاء الجرائم المرتكبة من خلال منع وصول الصحفيين والمنظمات الحقوقية والإنسانية.
كما سعى العدوان إلى تعطيل البنية التحتية للمطار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والأدوية التي تحتاج نقلاً جوياً سريعاً، مما تسبب في تفاقم معاناة المرضى ووفاة الآلاف منهم. بالإضافة إلى ذلك، أدى إغلاق المطار إلى منع سفر الطلاب والمغتربين ورجال الأعمال، وتعطيل حركة الصادرات والواردات، مما زاد من الحصار الاقتصادي على اليمن.
إجمالاً هذا الاستهداف يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية التي تحظر استهداف المنشآت المدنية.
تسليط الضوء على خطورة الاستهداف
ما هي الخطوات التي قامت بها إدارة مطار صنعاء الدولي للتعامل مع الاستهداف المستمر وضمان استمرارية العمل؟
قامت إدارة مطار صنعاء الدولي باتخاذ عدة إجراءات للتعامل مع الاستهداف المستمر والحفاظ على الحد الأدنى من جاهزية المطار.
أولاً، تم تقليل عدد المناوبين إلى الحد الأدنى لضمان سلامتهم مع استمرار تسيير الرحلات الأممية. ثانياً، أجرت الإدارة عمليات إصلاح دورية للأضرار التي لحقت بالمدرجات لتجنب إغلاق المطار بشكل كامل ولتفادي الادعاءات بعدم جاهزيته. ثالثاً، تم إخراج التجهيزات والأجهزة المهمة غير المتضررة للحفاظ عليها وضمان بقاء الحد الأدنى من المعدات اللازمة. رابعاً، وثّقت الإدارة جرائم العدوان بعد كل غارة وقامت بعمليات معالجة سريعة لإعادة المطار إلى الجاهزية.
بالإضافة إلى ذلك، نظمت الإدارة وقفات احتجاجية وحملات إعلامية خلال السنوات التسع الماضية، وعقدت لقاءات متكررة مع المبعوث الأممي لطرح مخاطر إغلاق المطار وآثاره السلبية على المسافرين وأبناء الشعب اليمني.
كما تم مخاطبة الجهات المعنية مثل وزير النقل ووزير الخارجية لمخاطبة الأمم المتحدة، منظمة الطيران المدني، منظمة الطيران العربي، واتحاد الطيارين، بهدف تسليط الضوء على خطورة استهداف المطار الذي يخدم أكثر من 15 محافظة يمنية. وتم توثيق جميع جرائم العدوان لضمان عدم سقوطها بالتقادم.
آثار إغلاق مطار صنعاء الدولي
هل هناك إحصائيات توضح الآثار الإنسانية الناجمة عن إغلاق مطار صنعاء الدولي؟
نعم، يمكننا تقديم إحصائيات دقيقة حول الآثار الإنسانية والاقتصادية لإغلاق مطار صنعاء الدولي. كان القطاع الصحي هو الأكثر تضرراً، حيث فقد أكثر من 150 ألف مريض حياتهم بسبب عدم تمكنهم من السفر للعلاج في الخارج. هؤلاء المرضى كانوا يعانون من أمراض مستعصية مثل أمراض الكلى والكبد والفشل الكلوي، بالإضافة إلى مرض السرطان الذي يشكل 80% من الحالات التي كانت بحاجة للسفر. من بين هؤلاء، كان هناك أكثر من 20 ألف مريض يعانون من الفشل الكلوي و15 ألف مريض بحاجة لزراعة الكبد.
إضافة إلى ذلك، فقد أكثر من 5000 مغترب القدرة على العودة إلى وطنهم لزيارة ذويهم، وكذلك رجال الأعمال الذين كانوا بحاجة للسفر. كما تأثر أكثر من 5000 طالب كانوا بحاجة للسفر لإكمال دراستهم في الخارج.
خسائر بأكثر من 5 مليار دولار
مقاطعا: كيف أثر إغلاق مطار صنعاء الدولي على الاقتصاد الوطني وحركة الواردات والصادرات؟
كما أسلفت إغلاق مطار صنعاء الدولي كان له تأثير كبير على الاقتصاد الوطني، حيث يعد المطار رافداً أساسياً للاقتصاد اليمني. فقد تسببت هذه الإغلاق في منع وصول السلع الثمينة والأدوية، فضلاً عن توقف تصدير المنتجات الزراعية واللحوم والأسماك. كما فقد أكثر من 3000 عامل في المطار وظائفهم بسبب الإغلاق، وأغلقت أكثر من 15 شركة طيران محلية وأجنبية كانت تعمل في المطار. كما أغلقت مكاتب السفر والسياحة والأسواق الحرة، وكذلك توقفت العديد من الشركات التي كانت تعمل في المطار مثل شركات النقل والنفط.
أما الخسائر الاقتصادية المباشرة، فقد قدرت بحوالي 150 مليون دولار نتيجة استهداف حقل الطيران وتدمير المرافق الحيوية في المطار. فيما تجاوزت الخسائر غير المباشرة، 3.5 مليار دولار، تشمل توقف الإيرادات المتعلقة بالمطار وقطاعاته المختلفة. فضلا عن قطاعي الواردات والصادرات التي تأثرت جراء توقف شحن السلع الأساسية والمنتجات الزراعية.
غياب التعاون الدولي
كيف كان التعاون بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لدعم جهودكم لإستئناف جاهزية المطار أثناء العدوان؟
للأسف، منذ اليوم الأول للعدوان، تعرضت كافة منشآت الدولة للاستهداف، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي. ورغم أهمية المطار الحيوية في خدمة اليمن وشعبه، إلا أن المطار لم يتلق أي دعم أو مساعدة من المنظمات الدولية أو المانحين. كل الدعم الذي تم تقديمه كان من بعض الجهات الحكومية، مع العلم أن المطار كان يعمل بشكل رئيسي على خدمة الطائرات الأممية. وحتى فيما يتعلق بتوفير الوقود، لم يحصل المطار على أي دعم دولي، وهو ما يوضح غياب التعاون الدولي الفاعل مع المطار خلال فترة العدوان.
مطار الأمم المتحدة
وهل ما زال مطار صنعاء الدولي يعمل تحت إشراف الأمم المتحدة حتى الآن؟ وكيف كان الدعم المقدم خلال الفترة السابقة؟
حتى بعد اتفاق الهدنة، لا يزال المطار يستقبل رحلات يمنية، ولكن من أغسطس 2016 إلى أبريل 2022، كان يطلق عليه “مطار الأمم المتحدة” وكان يقتصر عمله على خدمة طائرات المنظمات الدولية فقط مثل الصليب الأحمر، أطباء بلا حدود، وبرنامج الغذاء العالمي. خلال هذه الفترة، لم يتلق المطار أي دعم دولي حقيقي باستثناء توفير الوقود وصرف مرتبات العاملين وبعض التجهيزات والصيانة من قبل هيئة الطيران المدني اليمنية.
للأسف، ورغم احتياجات المطار الماسة لتجهيزات ومعدات خاصة، لم تقدم المنظمات الدولية المساعدة المطلوبة أو تتعاون في تسهيل وصول هذه المعدات الضرورية لتطوير المطار رغم كونها هي المستفيد الوحد منه حينها، كما كان المطار يتعرض للاستهداف من قبل العدوان في ظل وجود المبعوث الأممي، مما يعكس التحدي المباشر الذي كان يواجهه المجتمع الدولي في الحفاظ على المطار كمنشأة مدنية.
لم نسمع أي إدانة لجرائم استهداف المطار
مما هو دور الأمم المتحدة في ملف مطار صنعاء الدولي؟
للأسف الشديد، كان دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في ملف مطار صنعاء الدولي سلبياً، إن لم يكن مؤيداً للعدوان في بعض الأحيان. لم نسمع أي إدانة لجرائم العدوان التي طالت المطار أو المدنيين، رغم أن تحالف العدوان كان يستهدف المطار في ظل وجود رحلات أممية. لم يصدر أي استنكار من الأمم المتحدة أو من المنظمات الدولية بشأن هذه الاستهدافات، ولم يكن هناك دور مشرف من الأمم المتحدة لحماية المطار أو تقديم أي دعم حقيقي له. منذ اليوم الأول للعدوان وحتى اليوم، كان الموقف الأممي سلبيا للغاية، ولم يسجل أي تحرك فعّال لحماية المطار أو دعم تشغيله.
تقييم جاهزية المطار وأمنه
لا شك أن القيادة الثورية والسياسية تتعامل بحرص مع مسألة فتح المطار في إطار جولات المفاوضات. برأيك، ما هي الأسباب التي تجعل قوى العدوان ترفض فتحه حتى الآن؟
صحيح.. كانت القيادة الثورية والسياسية حريصة على سلامة وجاهزية مطار صنعاء الدولي، وكان فتحه أحد الشروط الأساسية لبناء الثقة في جميع المفاوضات السلمية، سواء في مفاوضات الكويت أو جنيف. بالنسبة للقيادة، كان المطار يمثل شريان حياة لليمن، وإغلاقه حول البلاد إلى “سجن كبير”. رغم إصرار القيادة على فتح المطار، كانت الأطراف التابعة للعدوان ترفض هذا المطلب بمبررات واهية تارة بادعاء أن المطار غير جاهز فنياً، وتراه أخرى بذريعة أنه يُدار لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى ادعاءاته باطلة تم دحضها بالحقائق، حيث كانت طائرات الأمم المتحدة، التي كانت تصل المطار، تقوم بتقييم جاهزية المطار وأمنه، ولم يثبت أن المطار كان يستخدم لأغراض عسكرية، بل كان يعمل وفقاً للمعايير الدولية.
كما أن كل من زار المطار من منظمات دولية مثل منسق الشؤون الإنسانية، رئيسة الهجرة الدولية، وسفراء الاتحاد الأوروبي، أكدوا على جاهزية المطار وأمنه، وهو ما يجعل من غير المنطقي أن يقوموا بالمخاطرة بالهبوط فيه إذا كان غير آمن أو غير جاهز.

“الرحلة اليتيمة ”
وماهي الأسباب التي تحول دون تنفيذ الاتفاقات السابقة بفتح المطار لواجهات محددة؟
فعلاُ.. سبق أن تم طرح فتح مطار صنعاء الدولي كأحد شروط بناء الثقة في جميع المفاوضات التي جرت من 2017 إلى إبريل 2022. حيث قدمت حكومة صنعاء أدلة قاطعة تُثبت أن المطار جاهز وآمن ويعمل وفقاً للاشتراطات الدولية، مع التأكيد على أن إغلاق المطار يعد انتهاكاً للأعراف والمواثيق الدولية، وهو المطار الوحيد الذي أُغلق بقرار من غرفة عمليات العدوان في الرياض، وليس بقرار أممي، حيث لم يُشر القرار 22/16 إلى إغلاق المطار.
استمرت المفاوضات والمشاورات لعدة سنوات، وكان للوفد الوطني بقيادة الأستاذ محمد عبد السلام دور بارز في تقديم الأدلة التي تثبت جاهزية المطار.
مع تقدم اليمن في مجال الطيران المسير، أصبحت صنعاء تمتلك ورقة ضغط فعالة في المفاوضات، حيث لم يعد المجتمع الدولي يعترف إلا بالقوة. في إبريل 2022 تم الاتفاق على فتح المطار إلى وجهتين: الأردن والقاهرة. رغم الاتفاق، تم تنظيم رحلات إلى الأردن فقط بعد أكثر من 20 يوماً، بينما توقفت رحلات القاهرة تماماً بعد رحلة واحدة سُميت “الرحلة اليتيمة”، حيث كانت غالبية اليمنيين يفضلون العلاج في القاهرة.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوفد الوطني لزيادة الرحلات إلى الأردن، فإن الرحلات إلى القاهرة توقفت، وتستمر المطالبة بفتح وجهات جديدة. في 2023 تم الاتفاق على تنظيم رحلات إلى القاهرة والهند وزيادة الرحلات إلى الأردن، ولكن للأسف لم تُنفذ هذه الاتفاقات بالكامل بسبب استمرار العراقيل التي يفرضها تحالف العدوان.
تنصل تحالف العدوان من الاتفاق
مقاطعاً: حدثنا أكثر حول ماذا تم في الاتفاق الأخير بشأن فتح المطار وزيادة عدد رحلاته اليومية؟
في الاتفاق الأخير، تم التأكيد على ما ورد في الاتفاق الأول بشأن قبول الجوازات المعتمدة للسفر إلى كافة الوجهات. تم الاتفاق على زيادة الرحلات إلى الأردن بمعدل رحلتين يومياً، مما يعني 14 رحلة في الأسبوع، مع إمكانية زيادتها إلى ثلاث أو أربع رحلات في اليوم حسب الحاجة والجدولة. كما تم الاتفاق على فتح رحلات إلى القاهرة بمعدل رحلتين يومياً، وإلى الهند بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً أو حسب الحاجة.
تم استكمال الترتيبات اللازمة لبدء هذه الرحلات، وتم وضع جدول للرحلات، لكن للأسف في ليلة تنفيذ الرحلات إلى القاهرة، تنصل تحالف العدوان من الاتفاق ولم يسمح بتنظيم رحلات القاهرة حتى الآن، رغم ضمانات من المجتمع الدولي والأمم المتحدة. كما تم الاتفاق مع الوفد الوطني والرياض على أن المرتزقة ليس لديهم الصلاحية لإيقاف هذه الرحلات.
أما بالنسبة لرحلات الهند، فقد أصر الجانب الهندي على شروط تعجيزية للحصول على التأشيرة، مثل ضرورة وجود رصيد بنكي ساري المفعول لمدة ستة أشهر قبل السفر، وحساب بنكي متحرك، بالإضافة إلى تقرير طبي يتطلب التواصل مع المستشفى في الهند. هذه الشروط المعقدة أدت إلى تعطل تنفيذ الرحلات إلى الهند أيضا.
إجراء الجانب الهندي لم تكن جديدة
وهل كانت الإجراءات المتعلقة بالحصول على التأشيرات للسفر إلى الهند موجودة سابقاً، وهل من هناك جدوى من تسيير الرحلات؟
الإجراءات التي فرضها الجانب الهندي لم تكن جديدة، لكنها كانت صعبة للغاية على المسافرين، حيث كانت تتطلب شروطاً معقدة مثل وجود رصيد بنكي ساري لمدة ستة أشهر قبل السفر، وحساب بنكي متحرك، بالإضافة إلى تقرير طبي يتطلب التواصل مع المستشفى في الهند. نتيجة لهذه الشروط الصعبة، لم يتمكن سوى عشرة أو عشرين مسافراً من الحصول على التأشيرة بعد استيفاء تلك الشروط.
وبسبب قلة عدد المسافرين الذين تمكنوا من الحصول على التأشيرات، لم تكن هناك جدوى اقتصادية من تسيير الرحلات إلى الهند. في المقابل، كانت الرحلات إلى الأردن تسير بشكل طبيعي بمعدل رحلتين إلى ثلاث يومياً حسب الحاجة، وقد استمرت هذه الرحلات في تلبية احتياجات المواطنين اليمنيين. لكن للأسف، لم تُفتح بعد وجهات جديدة مثل القاهرة والهند، مما جعل الوضع مستمراً كما هو حتى اليوم.

العدوان لم يمنح تصاريح للشركات
معلوم ان الرفع الجزئي عن الحصار المفروض يجب ان يشمل عودة ولو جزء من شركات الطيران لإستئناف نشاطها.. ما لمانع الذي حال دون ذلك؟
صحيح رفع الحصار الجزئي كان يُتوقع أن يُحسن حركة الطيران بشكل كبير، خاصةً مع رغبة العديد من شركات الطيران في تشغيل رحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي، نظراً للجدوى الاقتصادية الكبيرة بفضل الكثافة السكانية في اليمن، حيث أن معظم المسافرين هم من المناطق المحررة. على الرغم من ذلك، ورغم تقديم العديد من الشركات طلبات لتشغيل رحلات، إلا أن تحالف العدوان لم يمنح التصاريح لهذه الرحلات، وما زال الحظر الجوي قائما على الأجواء اليمنية حتى اللحظة.
في إطار اتفاق الهدنة، كان من المفترض أن يُفتح المطار على ثلاث مراحل: الأولى تشمل رحلات إلى الأردن والقاهرة، الثانية تشمل إضافة الهند، والثالثة كانت تشمل وجهات إضافية مثل عمان، بومباي، الدوحة، وجيبوتي، ليتم بعدها فتح المطار بشكل كامل. ولكن، بسبب موقف حكومة صنعاء الداعم لأخوتنا في غزة، تم فرض عقاب على الشعب اليمني بعدم فتح هذه الوجهات الجديدة، وهو ما حال دون فتح المطار بشكل كامل حتى الآن.

رؤية وتحديات استئناف تأهيل المطار
هل لديكم رؤية حول المدة الزمنية اللازمة لإعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي بشكل كامل؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجه هذه العملية؟
تم تقديم دراسة شاملة لإعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي تتكون من محورين رئيسيين. المحور الأول يتعلق بإعادة تأهيل الصالات وتقسيمها وتنظيمها بشكل أفضل مما كانت عليه قبل العدوان، وهو مخطط تم وضعه في عهد المرحوم زكريا الشامي. يشمل هذا المخطط تحديث الكاونترات وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار بحيث تكون الحركة ضعف ما كانت عليه قبل العدوان.
أما المحور الثاني، فهو يتعلق بإعادة تأهيل حقل الطيران، الذي يحتاج إلى تجديد شامل يشمل الزفلتة، الإنارة، الأجهزة الملاحية، وتوفير التجهيزات الفنية اللازمة.
مع العلم أن مشاريع تأهيل المطارات عادة ما تكون مكلفة للغاية، فإن تقديرات إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي تقدر بحوالي 100 مليون دولار على الأقل. ويحتاج حقل الطيران وحده إلى حوالي 30 مليون دولار لإصلاح الأضرار في المدارج وتنفيذ الأعمال الفنية الأساسية مثل أنظمة الصرف والمداخل والمخارج.
ومع ذلك، يواجه مشروع التأهيل تحديات كبيرة، أهمها استمرار التهديدات على المطار، خاصة في الأيام الأخيرة، مما يعرقل عملية التأهيل ويجعل البدء في الأعمال الإنشائية أمرا صعبا في الوقت الحالي. كون تحالف العدوان ربما يعد العدة لمعاودة الهجوم على الجمهورية اليمنية، وذلك ردا على موقف اليمن المشرف في الوقوف مع إخواننا في غزة.
وإجمالاً فإن القيادة حريصة أولاً على سلامة العاملين في المطار وتقليل الخسائر المادية، وفي حال توقف العدوان بشكل كامل مع ضمانات بعدم استهداف المطار، فإن الهيئة العامة للطيران المدني ووزارة النقل والأشغال العامة جاهزة لإعادة تأهيل المطار بالشكل الأفضل مما كان عليه قبل العدوان.
“أضرب الوطاف يفهم الحمار”
ما هو تقييمكم لدور السعودية في العدوان على اليمن في المرحلة الراهنة؟
في المرحلة الراهنة، لم يعد للسعودية أي دور مباشر في العدوان على اليمن. السعودية استوعبت الدرس بعد استهداف منشآتها الحيوية مثل أرامكو، حيث أظهرت قدرات الشعب اليمني على ضرب الأهداف الحساسة داخل المملكة. لدينا مثل يقول “أضرب الوطاف يفهم الحمار”، وهو ما يعكس رسالة واضحة للنظام السعودي ولكل من يحاول فرض حصار أو عدوان على اليمن: الشعب اليمني قادر على تأديب ومعاقبة هذه الأنظمة.
السعودية لم تعد ترغب في المشاركة المباشرة في العدوان على اليمن، ولكن هناك ضغوط أمريكية، خاصة من إدارة ترامب، تحاول تحفيز بعض الأدوات والمرتزقة في المنطقة لشن عدوان جديد ضد الشعب اليمني. ومع ذلك، تغيرت المعادلة تمامًا. الآن، الشعب اليمني يمتلك خبرة كبيرة في القتال والتصنيع الحربي، حيث أصبح لدينا طائرات مسيرة وصواريخ لم تكن موجودة في السابق. على سبيل المثال، تم إسقاط الطائرات الأمريكية (إم كيو 9) في أراضينا، وأصبحت مياهنا الإقليمية آمنة.
حكومة صنعاء اليوم ليست كما كانت في السابق، ونحن نحذر تحالف العدوان وكل من يفكر في العدوان على اليمن. الشعب اليمني اليوم مجند بالكامل، وأصبح مستعدا لمواجهة أي عدوان جديد. لدينا قوة ضاربة، وحتى الأطفال في اليمن لا يخافون، ونحن مستعدون لمواجهة أي تصعيد. إذا حاولت السعودية أو أي جهة أخرى تنفيذ سيناريو أمريكي جديد، فإن الشعب اليمني سيهزمهم هزيمة نكراء.
هل هناك سؤال كان يجب طرحه في هذا الحوار؟
الموضوع عن مطار صنعاء الدولي هو موضوع شائك وعميق، ويحتاج إلى عدة حلقات لتغطية كافة جوانبه ، ونعتذر عن عدم التطرق إلى كل التفاصيل في هذا اللقاء ونتمنى تخصيص حلقات قادمة لتناول هذا الموضوع بشكل موسع، مع تقديم الأرقام والوثائق التي توضح مراحل استهداف المطار وتواريخها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: إغلاق مطار صنعاء الدولی فی العدوان على الیمن الرحلات إلى الأردن رحلات إلى القاهرة المنظمات الدولیة رحلات إلى الأردن الیمن عن العالم استهداف المطار تم الاتفاق على الأمم المتحدة تحالف العدوان الشعب الیمنی إغلاق المطار لإعادة تأهیل تأهیل المطار بالإضافة إلى ملیون دولار هذه الرحلات قبل العدوان حقل الطیران فتح المطار أن المطار فی المطار إلى الهند حتى الآن مدیر عام أکثر من لم تکن أی دعم

إقرأ أيضاً:

النهضة العلمية الإيرانية… سلاح السيادة في وجه الهيمنة ومصدر هلع للعدوان الصهيوني-الأمريكي

يمانيون | تقرير
في خضم تصاعد التوترات الإقليمية وانكشاف حجم تبعية الدول العربية للغرب، تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية كنموذج مغاير، يترجم خياراته الاستقلالية عبر مشروع علمي شامل، لا يتوقف عند حدود المختبرات، بل يتمدد ليصبح سلاحاً سيادياً يرعب العدو الصهيوني ويستفز الإدارة الأمريكية، ويُعيد تشكيل خريطة موازين القوى في المنطقة.

ليست النهضة العلمية في إيران مجرد نتاج طبيعي لمسار أكاديمي متطور، بل هي نتاج رؤية استراتيجية تبنّتها القيادة الإيرانية منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979م، حين قررت طهران أن معركة الاستقلال تبدأ من استعادة القدرة على إنتاج المعرفة، بعد قرون من الارتهان لنماذج تعليمية وعلمية غربية صُمّمت خصيصًا لتكريس التبعية وإدامة السيطرة.

نهضة علمية في وجه الهيمنة..  العلم بوصفه معركة تحرير
فمنذ اللحظة الأولى، أدركت القيادة الثورية أن بناء الجامعات والمراكز البحثية ليس ترفاً، بل ضرورة وجودية في معركة مصيرها الاستقلال أو التبعية.. لذلك، تحول التعليم العالي والبحث العلمي في إيران إلى أولوية وطنية، فارتفع عدد الجامعات من أقل من 20 مؤسسة عام 1979 إلى أكثر من 2600 جامعة ومركز بحثي اليوم.

النتائج كانت استثنائية: في عام 1990، لم يكن لإيران أي حضور يُذكر في الأوساط البحثية العالمية، بإجمالي لا يتجاوز 800 ورقة علمية سنويًا، بينما تخطّى عدد منشوراتها العلمية في عام 2022 حاجز 78 ألفاً، لتقف في المرتبة 15 عالمياً، متقدمة على كثير من الدول الأوروبية التي كانت تُعد مراكز للعلم والابتكار.

هذا الصعود لم يكن موضع ترحيب في الغرب، بل قوبل بقلق متصاعد، لأنهم أدركوا أن دولة شرق أوسطية، مستقلة القرار، تُنتج المعرفة وتُعيد تصنيع أدوات القوة، تعني ببساطة تهديداً لأسس الهيمنة الغربية التي قامت على احتكار العلم وتصديره على شكل خدمات وسلع خاضعة للوصاية.

النووي الإيراني… العلم الذي لا يُغفر
أحد أبرز محاور القلق الغربي تمثل في البرنامج النووي الإيراني، الذي التزمت طهران فيه بخط سلمي واضح، وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. غير أن مجرد امتلاك المعرفة النووية شكّل فوبيا مزمنة لدى العدو الصهيوني وحلفائه في الغرب، لما يمثله من كسر لاحتكار طويل الأمد في أهم تقنيات العصر.

لم يتوانَ الكيان الصهيوني، بدعم أمريكي مباشر، عن استخدام كافة وسائل التخريب لعرقلة البرنامج النووي الإيراني، بدءاً من عمليات اغتيال العلماء – كالعالم محسن فخري زاده – مروراً بهجمات سيبرانية كـ”ستاكس نت”، وانتهاءً بقصف مباشر لمنشآت مثل نطنز وفوردو.

هذه الحرب الخفية لم تكن تستهدف قنبلة نووية مفترضة، بل كانت تستهدف استقلالًا علميًا يخشون تمدده.

من الأرض إلى السماء.. الفضاء ساحة جديدة للمواجهة
وفي الوقت الذي كانت فيه بعض دول المنطقة تحتفل بإطلاق أقمار صناعية بتمويل أجنبي وبأيدٍ غربية، كانت إيران تطلق “أميد” عام 2009، كأول قمر صناعي صُنع بالكامل بأيادٍ محلية، دون الاستعانة بأي طرف خارجي.

هذا الإنجاز، الذي أعقبه إطلاق العديد من الأقمار مثل “فجر”، “نور”، و”سورايا”، أثار غضب الغرب وقلق العدو الصهيوني، ليس فقط لما يحمله من تطور تقني، بل لأنه يؤكد أن إيران أصبحت تملك ناصية المعرفة، وباتت قادرة على إنتاج ما كانت تستورده لعقود.

في الحسابات الغربية، الفضاء ليس فقط مجالًا علميًا، بل ميدانًا استخباراتيًا وسياديًا. لذلك، لا يُقبل بسهولة أن تدخل دولة مثل إيران نادي الدول الفضائية دون إذن أو شراكة، بل بأسلوب سيادي خالص.

تقنيات النانو.. تفوق ناعم يُربك الصناعات الغربية
ومن الفضاء إلى عالم أدقّ، تقدّمت إيران في مجال تقنية النانو، حتى أصبحت تحتل المرتبة الرابعة عالميًا من حيث عدد الأبحاث، والأولى بين الدول الإسلامية، وتُصدر منتجات نانوية متقدمة إلى نحو 48 دولة حول العالم.

اللافت أن هذا التفوق تحقق رغم العقوبات الغربية، التي حظرت توريد المواد الأولية والأجهزة المتقدمة إلى إيران، إلا أن ذلك لم يُثنِ الباحثين الإيرانيين عن مواصلة العمل، بل حفّزهم على ابتكار أدواتهم الخاصة، وبناء منظومات إنتاج محلية، ما كشف هشاشة سياسة “الخنق العلمي” الغربية، وزيف مزاعمهم حول دعم البحث العلمي في العالم الثالث.

الطب والتقنية الحيوية.. مقاومة الحصار بالابتكار
وفي ميدان الطب والتقانة الحيوية، كان التقدم الإيراني أكثر من لافت.. ففي الوقت الذي كانت فيه الدول الخاضعة للهيمنة الغربية تستجدي الأدوية والمستلزمات الطبية، كانت إيران تطور تقنيات الطباعة الحيوية للعظام، وتحقق الاكتفاء الذاتي في أكثر من 95% من الأدوية، وتُصنّع 67% من المستلزمات الطبية.

كما أصبحت من بين الدول الخمس الأولى عالميًا في مجال الطب الإشعاعي، وتمتلك أكثر من 200 مركز علاجي متخصص.. وكل ذلك في ظل حصار كان يستهدف مباشرة تعطيل هذا القطاع، ومنع إيران من الحصول حتى على عقاقير الأمراض المزمنة.

الخلايا الجذعية.. ريادة في علم المستقبل
أحد أبرز إنجازات إيران العلمية يتمثل في مجال الخلايا الجذعية، حيث باتت بين الدول العشر الأولى عالميًا، والأولى إقليميًا.

وقد أنشأت العشرات من المراكز البحثية والشركات المعنية، لتدخل في سباق عالمي نحو تطوير علاجات جذرية لأمراض مستعصية، في وقت ما تزال فيه أغلب دول المنطقة تعتمد كليًا على الخارج.

العلم والعسكرة.. معادلة جديدة في ميزان الردع
النهضة العلمية الإيرانية لم تظل حبيسة المختبرات، بل وجدت طريقها إلى الصناعات الدفاعية، فكان أن طوّرت إيران طائرات مسيّرة تتفوق على نظيراتها الغربية، وصواريخ دقيقة قادرة على تغيير قواعد الاشتباك، وأنظمة حرب إلكترونية باتت ترعب منظومات الدفاع الصهيونية.

وفي المواجهة الحالية، أثبتت الطائرات المسيّرة الإيرانية والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، أنها ثمرة مباشرة لتلك النهضة العلمية التي لا تعترف بالحدود التي يرسمها الغرب، ولا تقف عند خط أحمر يرسمه العدو الصهيوني. 

العدوان الحالي.. علمٌ يُقصف لأنّه سيادة
اليوم، بينما يشنّ الكيان الصهيوني عدوانًا شاملاً على الجمهورية الإسلامية، بدعم أمريكي معلن، تبرز الحقيقة الواضحة: هذا العدوان يستهدف رأس المشروع السيادي الإيراني، ويطمح إلى كسر إرادة الاستقلال التي تجسدت في المعادلة العلمية الإيرانية.

القصف الصهيوني لمواقع العلماء والمنشآت النووية، واغتيال الكفاءات البحثية، ليس معزولًا عن مشهد المواجهة الأشمل، بل هو تأكيد على أن الغرب، ومعه كيان الاحتلال، لا يخشون السلاح بحد ذاته، بقدر ما يخشون العقل الذي يصنع السلاح، والجامعة التي تنتج التقنية، والمختبر الذي يُبدع في ظل الحصار.

 نهضة تكتب ملامح معركة الوعي والسيادة
النهضة العلمية الإيرانية ليست مجرد قصة نجاح أكاديمية، بل هي مشروع تحرر فكري وسياسي كامل، يستهدف اقتلاع جذور التبعية من العمق، ويطرح نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه دولة ذات سيادة حقيقية في الشرق الأوسط.

ولهذا، لا تُغفر لطهران هذه القفزات، ولا يُسامح علماؤها، ولا يُسمح لمختبراتها أن تعمل بسلام، لأنها تكشف زيف الصورة التي روّجها الغرب لعقود: أن المعرفة لا تُولد إلا في واشنطن وباريس وتل أبيب.

لكن إيران، في قلب الحصار والعدوان، قالت كلمتها: السيادة تبدأ من العقل، والمواجهة الحقيقية تُخاض بالعلم، ومن يمتلك أدوات الابتكار لا يمكن أن يُهزم، حتى وإن تواطأ عليه العالم.

مقالات مشابهة

  • النهضة العلمية الإيرانية… سلاح السيادة في وجه الهيمنة ومصدر هلع للعدوان الصهيوني-الأمريكي
  • خبيرة سفر تحذر من خطأ شائع قد يعرض هاتفك للسرقة في المطار
  • طائرة مسيرة مفخخة تسقط في الأردن والجيش يكشف تفاصيل الحادث
  • إعفاء مدير مطار البصرة الدولي.. وثيقة
  • مراسل سانا: وصول أول طائرة تقل الحجاج السوريين إلى مطار دمشق الدولي
  • خاص.. طائرة مسيّرة قادمة من الكويت تنفذ استطلاعاً في أجواء جنوب العراق (فيديو)
  • مصر في مواجهة الصمت الدولي: لا للعدوان على غزة.. ونعم للسلام العادل والشامل
  • السماح لحاملي جواز السفر العراقي بالدخول إلى أراضي الأردن عبر مطار الملكة علياء الدولي دون تأشيرة مسبقة
  • ضمن عملية "العودة الآمنة".. وصول أول رحلة إنقاذ إلى إسرائيل
  • وصول اول طائرة عراقية من البصرة إلى مطار رفيق الحريري الدولي