الأولوية لإيقاف الحرب … وبعد ذلك لكل حادث حديث !!..
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
قلنا وسنظل نكرر ولن نمل الحديث أن الأولوية لإيقاف الحرب ... وبعد ذلك لكل حادث حديث !!..
أن الوضع الذي تعيشه بلادنا الحبيبة الآن يستلزم من كل مواطن أن يضع أعصابه في ثلاجة وان يوزن كلامه بميزان الذهب وان يوجه كل تفكيره وتصرفاته الي الخروج من هذا المازق الوجودي والتاريخي غير المسبوق !!..
ماذا يفيد الذين فقدوا أرواحهم من أشد الضربات دموية من اي جهة كانت ، هل الموقف هنا يحتاج الي اصطفاف مثلما يحدث في ضروب الرياضة المختلفة وخاصة كرة القدم التي فطنت لخطورتها بعض الأنظمة فصارت توظفها في أشغال المواطن عن أولوياته والاتجاه به نحو التعصب الأعمى ، فإذا كانت كرة القدم التي يطلقون عليها اسم اللعبة الشعبية الأولي في عالم اليوم فيها تتجسد سياسة فرق تسد فما بالك بالسياسة التي استحقت لقب انها لعبة قذرة !!.
وماذا يفيد من تقطعت بهم السبل وتاهوا بالداخل وضاعوا بالخارج وفقدوا كل مايملكون من حطام هذه الدنيا الفانية ومنهم من علت أجسادهم وأنفسهم جروح لاتندمل يحملونها معهم اينما حلوا وينظرون الي حالهم الصعب فتزداد النار عندهم لهيبا ويتلفتون فلا يجدون تعزية ولا مؤاساة فيعظم عندهم الخطب ولا نقول ينسد أمامهم الأفق لأنهم مازالوا علي درجة من الايمان تحميهم من كل هول وخطب !!..
نناشد الذين يخرجون علينا في ( لايفات ) أو أي وسيلة إعلام أن يهونوا علي أنفسهم وعلينا وان لايصبوا الزيت علي حريقنا المشتعل منذ قرابة السنتين بأن يكفوا عن تصنيف المواطن فهذا كما يدعون مع الجهة الفلانية وذاك مع الضفة الأخري ومنهم من يتوعد البعض بعد أن يستلموا الزمام بالويل والثبور وعظايم الأمور ويصرحون بالصوت العالي ( الما معانا احسن يشوف ليه بلد تاني ) !!..
ظهر أحدهم في ( لايف ) وتناول مشروع اتفاقية زعم أنها سيتم التداول حولها بين السودان والإمارات وانتقد هذه الاتفاقية التي تلبس طاقية الاخفاء واعطي نفسه الحق السيادي وكأنه رئيس دولة منتخب مفوض من الشعب فسرح يقرظ هذا الفريق ويشتم الآخرين بألفاظ أقل مافيها أنها لاتمت لأدب الحوار والنقاش بادني صلة !!..
المهم اذا كانت هنالك اتفاقية لإيقاف الحرب فمن باب أولي مرحبا بها من غير تحفظ لأنها إن شاء الله سبحانه وتعالى ستضع حدا لمعاناة الملايين من شعبنا الموزع مابين الصحراء وغابات كينيا واحراش الجنوب وفي بلاد تموت من البرد حيتانها !!..
يجب أن لا نسبق الحوادث وضروري نفهم السؤال اولا ثم نجيب ... فالشفقة تطير !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
"مشِّ حالك".. مجرد كلام!
د. سيف بن سالم المعمري
قبل عشرين عامًا، كنت أتبادل أطراف الحديث مع مُقيم عربي كنَّا نعمل معًا في ذات المؤسسة، قال لي ذات يوم: في أيامي الأولى في بلدكم، كرهت العمل! وكنت أخطط للعودة إلى بلدي في أقرب فرصة، قلت له: لماذا؟! قال: كنت استمع للكثير من الزملاء في المؤسسة، يقولون لك: أعمل كذا و"مشِّ حالك"، وتندرت منها بعد أن عرفت معناها والظروف التي تقال فيها، إلا أنني تعايشت معها لاحقًا، بعد أن وجدتها مستساغة مجتمعيًا، وأن العمل لديكم لا يستحق أن يتجاوز حدود هذه القناعة!
حديث المقيم العربي، ذكرني بموقف آخر، وهذه المرة من ابن بلدي، ففي العام 2020م ومع تفشي جائحة كوفيد-19، تنامى توظيف التقنيات الحديثة في العمل، وكنت أحاور أحد المتخصصين في مجال مُعين عبر تقنية الاتصال المرئي، وبعد أن انتهى من إلقاء ورقته العلمية، طرحت عليه مجموعة من التساؤلات في المحاور التي تطرق إليها، وكانت إجاباته بأسلوب علمي رصين شكلا ومضمونًا، وبعد الانتهاء من الجلسة الحوارية، اتصل بي هاتفيًا على الفور، قائلاً: لماذا أثقلت عليَّ بأسئلتك؟! قلت: ليستفيد منها كل من حضر ورقتك العلمية، ومحاورك المتميزة في الورقة، قال لي: ما سمعته مجرد كلام، أم الواقع فغير ذلك! قلت له: ولم كنت تدافع عن مؤسستك، وتُكابر على إنها عملت، وتعمل، وستعمل، وفق ما كنت تطرحه في محاورك، قال لي: هم يريدون كذا، مجرد كلام و"مشِّ حالك"!!
أصبت بحالة ذهول مما سمعت منه، وقلت في نفسي: ليتني لم أطرح عليه تلك التساؤلات؟ فقد كنت أوهم نفسي أن كل من يتكلم بكلمة يتحمل أمانتها، لكنني تذكرت المقيم العربي الذي كان على حق، عندما قال لي إنِّه كره العمل معنا، وبقناعتنا!!
الموقفان السابقان، يتقاطعان مع أحاديث مسؤولين بمستويات وظيفية عُليا، بعد أن تناقضت أقوالهم مع أنفسهم تارة ومع بعضهم البعض تارة أخرى.
ترى ماذا لو كل من تكلم بكلمة استشعر مسؤوليتها أمام الله أولا والقانون ثانيًا إن ثبت أنها مجرد كلام، و"مشِّ حالك"!
رابط مختصر