شكرًا للعين الساهرة
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
د. خالد بن علي الخوالدي
احتفال شرطة عُمان السلطانية في الخامس من يناير من كل عام بيومها السنوي، ليس مجرد احتفال، وإنما هو إبراز للدور الكبير الذي يقدمه هذا الجهاز الحيوي والمهم في مختلف الجوانب الأمنية والمرورية والتحريات والتحقيقات ومتابعة المطارات والحدود والجمارك وغيرها من الأعمال الكبيرة المنوطة بهم.
ويأتي الخامس من يناير والاحتفال به، تتويجًا لهذه الجهود وتعزيزا لما وصل إليه جهاز الشرطة من تقدم وتطور في مختلف القطاعات خاصة الإلكترونية منها والتي أصبحت حديث الشارع وعلامة فارقة في توظيف التكنولوجيا للتسهيل والتبسيط للمراجعين، ويذكرنا الاحتفال بيوم الشرطة بأهمية الدور الذي تلعبه الشرطة في تعزيز الأمن والاستقرار، وضمان شعور المواطنين والمقيمين بالأمان والاطمئنان.
وفي عالم متغير مليء بالتحديات تظل شرطة عُمان السلطانية متيقظة، فهي "العين الساهرة" التي تراقب وتحمي، وتعمل بلا كلل من أجل سلامة المجتمع، وإن وجودها الفعال في مختلف أنحاء البلاد يعكس التزامها العميق بتحقيق العدالة وتوفير بيئة آمنة للجميع؛ فمهمة الشرطة تتجاوز حدود تعزيز الأمن، فهي تسعى إلى بناء علاقة وثيقة مع المجتمع، من خلال برامج التوعية والتثقيف، وتنظيمهم لحملات توعية (أسبوع المرور مثالًا) تسلط الضوء على أهمية التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة وتعزيز السلامة، وهذه المبادرات لا تهدف فقط إلى نشر الوعي؛ بل تهدف أيضًا إلى بناء جسور من الثقة بين المواطنين والشرطة، مما يُسهم في تعزيز روح الانتماء والمشاركة.
شرطة عُمان السلطانية تُظهر احترافية عالية في التعامل مع الأزمات والمواقف الطارئة؛ فسرعة الاستجابة للحوادث تمثل جزءًا أساسيًا من عملها، وفي كل مرة يحدث فيها طارئ نجد أفراد الشرطة يتواجدون في الموقع بسرعة، يتعاملون مع الموقف بكفاءة، مما يبعث الاطمئنان في نفوس المواطنين، وأن هذا الاستعداد الدائم والعمل الجماعي يُظهر التزام الشرطة بحماية المجتمع.
وكما ذكرنا، تسهم التكنولوجيا الحديثة أيضًا في تعزيز قدرات شرطة عُمان السلطانية، فمع استخدام أنظمة المراقبة المتطورة، والاتصالات الفعالة، تتمكن الشرطة من متابعة الأحداث بشكل لحظي، مما يساعدها في اتخاذ القرارات السريعة والصائبة، وهذا الاستخدام الذكي للتكنولوجيا يعكس تطور العمل الشرطي ويعزز من شعور الأمان لدى المواطنين.
وفي إطار الاحتفال بيوم الشرطة، يجب علينا جميعاً أن نتذكر أن الأمن لا يتحقق إلا بالتعاون بين أفراد المجتمع وشرطة عُمان السلطانية، وإن كل فرد في المجتمع يعتبر شريكا في تحقيق الأمان، وهذه الشراكة تعزز من استقرار الوطن؛ فالمواطنون الذين يشعرون بالأمان هم أكثر قدرة على الإسهام في بناء مجتمع مزدهر.
ونحن نحتفل بهذه المناسبة، يجب أن نتوجه بالشكر والتقدير لكل فرد من أفراد شرطة عُمان السلطانية الذين يعملون بجد واجتهاد، مقدرين تضحياتهم وجهودهم التي لا تقدر بثمن، فهم يتحملون المسؤولية الكبرى في حماية الوطن والمواطنين، ويستحقون منا كل الاحترام والتقدير، وهو دعوة للجميع لتقدير الجهود المبذولة من قبل هذا الجهاز، وعلينا أن نكون فخورين بما تحقق من إنجازات، وأن نواصل دعم هذه المؤسسة العظيمة، فهي تمثل الأمل والأمان لمستقبل أفضل.
وتبقى شرطة عُمان السلطانية هي العين الساهرة التي تحرس الوطن، وعلينا جميعًا أن نكون عونًا لها، لنستمر في بناء مجتمع آمن ومزدهر، فلنجعل من يوم الشرطة مناسبة لتجديد العهد، بأن نبقى دائمًا متعاونين، وأن نعمل معًا من أجل أمن وسلامة عُمان.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
برعاية أحمد بن محمد.. «ملتقى الأمين 2025» يناقش تعزيز منظومة «الأمن المجتمعي»
دبي (وام)
أخبار ذات صلةبرعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، تنظم خدمة الأمين في 21 أكتوبر الجاري، الحدث السنوي «ملتقى الأمين» الذي يأتي في هذه النسخة ضمن إطار «عام المجتمع»، ويعقد في فندق «أتلانتس ذا رويال»، تحت شعار «الأمن المجتمعي».
ويجسد الملتقى رؤية القيادة الرشيدة، وإيمانها بأن تحقيق الأمن والاستقرار بمفهومه الشامل، مرتبط بصورة أساسية بالمشاركة المجتمعية الفاعلة، إذ تبرز أهمية تلك المشاركة في عصر التحولات الثقافية والرقمية الراهنة التي يشهدها العالم، وتؤثر بدورها في كيفية تفاعل مختلف فئات المجتمع في ترسيخ عوامل الأمن والاستقرار.
ويأتي انعقاد الملتقى في إطار «عام المجتمع»، ليسهم في ترسيخ قيم التلاحم والتعاون والمسؤولية المشتركة للمجتمع في تأكيد مقومات الأمن، ويعكس الرؤية الوطنية من خلال ترجمة أهداف «عام المجتمع» إلى نتائج ملموسة عبر حوار يجمع التفاعل الفكري والرؤية العملية، مع التركيز على حقيقة أن قوة المجتمع وتماسكه يشكلان حجر الزاوية في منظومة الأمن الشامل والمستدام للدولة.
كما يعكس الملتقى جهود جهاز أمن الدولة بدبي برئاسة معالي الفريق طلال حميد بالهول الفلاسي، وإيمانه الراسخ بأن «الأمن المجتمعي» يقوم في جوهره على وعي المجتمع وتلاحمه كأكبر داعم للاستقرار وضامن للمستقبل المزدهر، في حين يواصل الجهاز تأكيد الأثر الإيجابي لـ«خدمة الأمين» بتوجيهات الفريق عوض حاضر جمعة المهيري، نائب رئيس جهاز أمن الدولة بدبي، والمتابعة المستمرة من اللواء تميم محمد المهيري، مدير عام جهاز أمن الدولة بدبي. ويمثل الملتقى منصة فعالة لتأكيد هذا الدور المحوري للمجتمع، بما لهذا النهج من أثر في تعزيز مسيرة التقدّم والازدهار في دبي ودولة الإمارات، وترسيخ مكانتها نموذجاً عالمياً في أمن المجتمعات واستقرارها.
ويستضيف الملتقى نخبة من كبار المسؤولين لمناقشة محاور استراتيجية تبحث الأدوار التكاملية للمؤسسات الحكومية لبناء منظومة أمن مجتمعي مستدامة، ومن أبرز الحضور معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع في دبي، كما يشارك في النقاشات كل من المهندس مروان أحمد بن غليطة، مدير عام بلدية دبي، وعمر بوشهاب، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي، ومطر الحميري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الرقمية، وغيث السويدي، المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء بهيئة دبي الرقمية.
ومن المنتظر أن يتم الكشف عن مبادرة نوعية مبتكرة لـ«خدمة الأمين» تتمثل في إطلاق أداة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ بهدف تعزيز جسور التواصل مع الجمهور، وتوظيف أحدث التقنيات لترسيخ مفهوم الأمن المجتمعي.