8 يناير، 2025

بغداد/المسلة: في إطار التحركات الدبلوماسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني

المباحثات تزامنت مع لقاء آخر جمع  رئيس حزب حراك الجيل الجديد، شاسوار عبد الواحد، ، في الخارجية التركية في أنقرة.في مشهد يعكس تعاظم الدور التركي في ملفات الشمال العراقي.

ركزت المحادثات بين إردوغان وبارزاني على الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة في إقليم كردستان عقب الانتخابات التي أجريت في أكتوبر الماضي. كما تناولت سبل تعزيز التعاون لمكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني، في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية التي تمثل مصدر قلق مشترك للطرفين.

تتزايد المؤشرات على أن تركيا باتت تمتلك نفوذاً متنامياً في شمال العراق، وهو ما يتجلى من خلال الدور الذي تلعبه أنقرة في ملف تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم، وسط غياب واضح للتأثير الإيراني وضعف حضور بغداد في هذا الملف. هذا التحول يعزز الرؤية التي ترى أن النفوذ التركي، الذي برز في سوريا بعد سقوط  نظام بشار الأسد، أصبح أكثر رسوخاً في كردستان العراق.

زيارة بارزاني لأنقرة، التي جاءت بدعوة رسمية من إردوغان، تحمل دلالات استراتيجية، خاصة في ظل التلويح بتحركات عسكرية تركية تهدف إلى إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. كما تأتي الزيارة مع انطلاق عملية تركية جديدة تستهدف حل حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.

اللافت أن هذه الزيارة هي الثانية لبارزاني إلى أنقرة خلال أقل من ثلاثة أشهر، حيث سبق أن زارها في أكتوبر الماضي، قبل أيام من الانتخابات التشريعية في إقليم كردستان. تواتر هذه اللقاءات يؤكد أهمية التنسيق التركي-الكردي في هذه المرحلة الحرجة، خاصة أن تركيا تبدو عازمة على تعزيز نفوذها الإقليمي عبر الأبواب الكردية، سواء في العراق أو سوريا.

وفقد الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، الأغلبية، التي كان يتمتع بها سابقاً، رغم حصوله على 39 مقعداً، فيما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني، برئاسة بافل طالباني، على 23 مقعداً.

ولم يتم تشكيل حكومة جديدة في كردستان، حتى الآن، ويواجه الحزبان صعوبة في عقد تحالفات مع المعارضة التي أعلنت رفضها المشاركة في أي حكومة تقودها الأحزاب التقليدية.

ويتطلب تشكيل الحكومة تنازلات متبادلة بين الأحزاب، في ظل سعي كل حزب لتحقيق أقصى مكاسب ممكنة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: شمال العراق فی شمال

إقرأ أيضاً:

الموصل تطرق أبواب التراث العالمي عبر بوابة شمس.. والطاقة الشمسية تجتاح العراق

قالت هبة التميمي، مراسلة القاهرة الإخبارية من بغداد، إنه تتواصل الجهود المحلية والدولية لإعادة إحياء الإرث الثقافي لمدينة الموصل، في إطار خطة شاملة لإدراج عدد من مواقعها الأثرية على لائحة التراث العالمي. 

التجمع يدعو القوى السياسية العربية إلى تبني رؤية الرئيس السيسي بقمة بغدادجمال الكشكي: كلمة الرئيس السيسي في قمة بغداد جرس إنذار للمنطقة والإقليم

ومن بين هذه المواقع، يبرز موقع "بوابة شمس" الواقع في الجانب الأيسر من المدينة، والذي تعرض لتدمير واسع خلال اجتياح تنظيم داعش في عام 2017، وتشير وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية إلى أن أعمال التنقيب والترميم الجارية هناك تمثل الموسم الثالث من مشروع كبير يهدف لإعادة المدينة إلى مكانتها الحضارية والتاريخية.

وأضافت خلال رسالة على الهواء، أنه يعود تاريخ بوابة شمس إلى أكثر من 2700 عام، وتحديداً إلى عهد الملك الآشوري سنحاريب الذي أمر ببناء تحصينات هائلة لعاصمة الدولة الآشورية، وتُظهر البوابة الباقية ملامح معمارية فريدة من جدران ضخمة وأعمدة حجرية ونقوش أثرية، إضافة إلى بقايا نظام دفاعي متطور كان يستخدم لحماية المدينة من الغزوات، وتنفذ هذه الأعمال تحت إشراف بعثة أمريكية وبالتعاون مع منظمة اليونسكو وعدد من المؤسسات المحلية والدولية، وفق معايير علمية معتمدة عالمياً للحفاظ على الإرث الثقافي.

وتابعت أنه من المنتظر أن يتم افتتاح الموقع أمام الزوار بعد استكمال مراحل التنقيب والترميم الجارية حالياً، في خطوة تتماشى مع خطة أكبر تشمل أيضاً إعادة تأهيل معالم بارزة مثل جامع النوري ومنارة الحدباء وكنيسة الطاهرة، وقد خصصت الحكومة العراقية ميزانية أولية تزيد عن 50 مليون دولار لهذا المشروع، مع مشاركة أكثر من 30 فريقاً متخصصاً من مهندسين، خبراء آثار، وطلاب من جامعة الموصل، في إطار تعزيز القدرات الوطنية في مجال صون التراث.

واستطردت أن الحكومة العراقية تؤكد على أن إعادة إحياء هذه المواقع ليست فقط خطوة للحفاظ على الهوية الثقافية، بل أيضاً دفعة قوية لدعم السياحة واستقطاب الاهتمام الدولي بالموصل كوجهة تراثية عالمية، ويبقى الأمل أن تعود المدينة القديمة، بعد سنوات من الدمار، إلى موقعها الريادي كمركز حضاري وتاريخي بارز في المنطقة.

طباعة شارك بغداد الإرث الثقافي التراث العالمي

مقالات مشابهة

  • أردوغان يهاتف زيلينسكي: تركيا ستواصل جهودها لتحقيق سلام عادل ودائم
  • بارزاني والسوداني بين السطور.. الرواتب تكتب فصلاً جديداً من الصراع
  • بالوثائق..المالية تعلن بالأرقام تجاوز حكومة إقليم كردستان على حصتها المحددة بالموازنة
  • الولايات المتحدة تستعد لإزالة سوريا  من قائمة “الدول الداعمة للإرهاب”
  • الأولمبي يبدأ مشوار تصفيات أمام آسيا من بوابة كمبوديا
  • المالية: يتعذر الاستمرار بتمويل كردستان لتجاوزه حصته من الموازنة
  • بارزاني: واشنطن أكدت دعمها ضمان المستحقات المالية للإقليم
  • تركيا تتقدم في تصنيف صادم: بين أسوأ السائقين في العالم… وهذا هو ترتيبها!
  • رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا.. بوابة للتغيير والتحديات
  • الموصل تطرق أبواب التراث العالمي عبر بوابة شمس.. والطاقة الشمسية تجتاح العراق