أنجلينا جولي في ماريا.. تجسيد معقد لحياة أسطورة الأوبرا
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
عادت النجمة الأميركية أنجلينا جولي إلى عالم التمثيل بعد استراحة متعمدة استمرت قرابة 3 سنوات، من خلال فيلم "ماريا" (Maria)، حيث جسدت شخصية المغنية الأوبرالية اليونانية-الأميركية ماريا كالاس.
وحققت جولي عن هذا الدور ترشيحات لجوائز مرموقة، أبرزها جائزة أفضل ممثلة رئيسية من "غولدن غلوب"، فيما اعتبر العديد من النقاد أن هذا الأداء هو الأفضل في مسيرتها الفنية الممتدة لأكثر من 40 عامًا.
نجحت جولي في تقديم أداء تميز بقدرته على التعبير عن التعقيدات النفسية لشخصية السوبرانو الأيقونية بطريقة سلسة وعميقة، مع إبراز روح الشخصية وإحساسها دون الوقوع في فخ التقليد الحرفي لحركاتها أو تصرفاتها، وهو خطأ شائع في أداء أدوار السير الذاتية.
ورغم الجدل الذي أثير حول اختيار جولي لتجسيد شخصية ماريا كالاس بسبب كونها ليست مغنية، فإن تدريبها المكثف على الغناء الأوبرالي على مدار شهور أدهش المشاهدين. وتمكنت في مشاهد معينة، التي دُمج فيها صوتها مع صوت كالاس، من إقناع الجمهور حتى بات من الصعب التفرقة بين الصوتين.
الفيلم من تأليف الكاتب البريطاني ستيفن نايت وإخراج المخرج التشيلي بابلو لارين، المعروف بشغفه بسرد قصص نساء ملهمات، فقد قدم سابقًا فيلمي "سبنسر" (Spencer) عام 2021 عن الأميرة ديانا، و"جاكي" (Jackie) عام 2016 عن جاكلين كينيدي، السيدة الأولى الأميركية السابقة.
إعلانومع ذلك، اعتُبرت تجربة "ماريا" الأضعف من الناحية الإخراجية والتقنية بين أعمال لارين السابقة، إذ عانى الفيلم من عيوب فنية واضحة لم ينجح في تجاوزها إلا الأداء الاستثنائي لجولي.
حصل الفيلم على تقييم 6.5/10 على موقع "IMDb"، بينما نالت تقييماته النقدية على موقع "روتن توميتوز" نسبة 52% فقط، مما يعكس الانقسام في آراء النقاد والجمهور تجاه العمل.
كالاس تستحق الأفضلتتناول أحداث فيلم "ماريا" الأسبوع الأخير من حياة المغنية الأوبرالية ماريا كالاس عام 1977، بعد اعتزالها المبكر نتيجة تدهور حالتها الصحية واستقرارها في باريس.
يعتمد الفيلم على تقنية الفلاش باك لاسترجاع بعض المحطات المهمة في حياتها، مثل بداياتها في عالم الأوبرا، وإجبارها على الغناء أمام ضباط نازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
إضافة إلى تفاصيل علاقة كالاس المعقدة مع رجل الأعمال اليوناني الشهير أريستوتل أوناسيس. ومع ذلك، ركز الفيلم بشكل أساسي على حالتها النفسية المتدهورة، مما أضفى على الأجواء طابعًا من الكآبة والملل.
هذا التوجه المحدود في السرد حرم الجمهور من التعرف على جوانب أعمق وأكثر أهمية في حياة ماريا كالاس المأساوية، فقد غاب عن الفيلم استعراض علاقتها المضطربة مع والدتها المتسلطة ووالدها الذي استغل شهرتها لتحقيق مكاسب مالية.
فضلا عن معاناتها مع زوجها الأول والصراعات التي واجهتها مع منافسيها. كما لم يُسلط الضوء بشكل كافٍ على إرثها الفني، أو كواليس إنتاج أشهر مقطوعاتها الأوبرالية التي شكلت جزءا كبيرا من تأثيرها الثقافي والفني.
يميل المخرج بابلو لارين إلى استخدام الرموز للتعبير عن الحالات النفسية في أعماله، لكن في فيلم "ماريا" طغى الغموض على المشهد. ولجأ لارين إلى رمزيات معقدة قد تكون مبهمة بالنسبة لبعض فئات الجمهور، على سبيل المثال، تتكرر المشاهد التي يظهر فيها انعكاس ماريا في المرايا، وهو ما يعبر عن عزلتها الداخلية.
إعلانكما ظهر طائر داخل قفص في عدة مشاهد، في إشارة إلى الحرية المقيدة التي تعاني منها بسبب شهرتها الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت ماريا وهي تكتب رسائل دون الكشف عن محتواها، وهو ما قد يرمز إلى الأسرار الدفينة التي تخفيها.
أما نهاية الفيلم المفتوحة، التي ترمز إلى أن إرث ماريا الفني سيظل خالدًا، فقد أثارت استغراب بعض المشاهدين الذين كانوا يتوقعون مشهدًا ختاميًّا يسلط الضوء على اللحظات الأخيرة في حياة هذه السوبرانو الأسطورية.
افتقار الديناميكية الحواريةواجه النص السينمائي للفيلم انتقادات عديدة بسبب ميله إلى الجمود، إذ أضعفت قلة الشخصيات المحيطة بالشخصية الرئيسية من حيوية الحوارات. كما غابت التحولات الدرامية القوية والتفاعلات العاطفية المتصاعدة، حيث تم الاعتماد بشكل كامل على الأداء التمثيلي لأنجلينا جولي، الذي تجلى في نظراتها وتعبيراتها الجسدية.
هذا الجمود أثر سلبا على الديناميكية الحوارية، التي تعد عنصرًا أساسيًّا لجذب انتباه المشاهد، مما جعل بعض اللحظات في الفيلم تفتقر إلى التشويق المطلوب لدعم السرد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سينما ماریا کالاس
إقرأ أيضاً:
غدا.. مدحت صالح وعمرو سليم على المسرح الكبير بالأوبرا
ضمن فعاليات وزارة الثقافة تحتضن دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام حفلاً للنجم مدحت صالح بمشاركة الموزع الموسيقى وعازف البيانو عمرو سليم ومصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر وذلك فى التاسعة مساء الجمعة ٢٧ يونيو على المسرح الكبير .
يتضمن البرنامج باقة من أعمال مدحت صالح التى حققت قاعدة جماهيرية ضخمة منها زى ما هى حبها، بحلم على قدى حبيبى يا عاشق، المليونيرات، النور مكانه في القلوب ، وعدى، وغيرها إلى جانب مختارات من روائع الطرب التى إعتاد تقديمها بأسلوبه المميز .
يخصص دخل الحفل لدعم صندوق تأمين العاملين بالأوبرا وذلك تجسيداً لجهود وزارة الثقافة الهادفة إلى دعم أبناءها فى مختلف القطاعات .