لماذا قد يصبح عبد القادر مؤمن زعيمًا لتنظيم داعش العالمي ؟
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هناك جدل كبير حول زعيم تنظيم داعش في الصومال عبد القادر مؤمن، وأنه قد يصبح ويكون زعيم التنظيم العالمي، وذلك لأسباب عدة منها:
التحكم في الشبكة العالميةوفقًا للمحللين، يعتبر مؤمن أحد أبرز القيادات في التنظيم ويُعتقد أنه يسيطر على شبكة "داعش" العالمية، ما يمنحه تأثيرًا كبيرًا في توجيه العمليات والاستراتيجيات.
في ظل مقتل العديد من قادة "داعش"، تمكن مؤمن من البقاء حيًا، مما يعكس قوته وملاءمته للقيادة في بيئة مليئة بالمخاطر.
وهذا البقاء الطويل يعزز من مكانته في صفوف التنظيم.
التأثير المالييُعتقد أن مؤمن يدير شؤون التنظيم المالية، حيث يقوم بتحويل الأموال إلى عدة دول ويشرف على تدفق الموارد المالية عبر أفريقيا والشرق الأوسط، مما يعزز استمرارية العمليات الإرهابية ويضمن تمويل التنظيم.
الجذب والقيادة في أفريقيامؤمن يمتلك تأثيرًا كبيرًا في أفريقيا، حيث يموّل ويدير العمليات الإرهابية في دول مثل الصومال، الكونغو، وموزمبيق.
ومع تزايد أهمية القارة في استراتيجية "داعش"، قد يعزز هذا من مكانته كقائد عالمي.
القدرة على تجميع العناصريُعتبر مؤمن شخصية جذابة للمتطرفين، وقدرة على جذب المتطوعين من مختلف الجنسيات لدعم أهداف "داعش". وهذا يعكس القوة القيادية التي يمكن أن تسمح له بتوسيع نفوذه إلى مستوى عالمي.
التحدي للمعايير التقليديةبينما قد لا يتوافق مع المعايير التقليدية لخلافة "داعش" (مثل أن يكون من أصل عربي)، فإن القيادات المرتبطة بالتنظيم في مناطق مثل "ولاية خراسان" و"ولاية غرب أفريقيا" قد تفتح المجال لتولي شخصيات مثل مؤمن دورًا قياديًا عالميًا.
كل هذه العوامل تجعل من عبد القادر مؤمن شخصية محورية في تنظيم "داعش"، وقد تعزز من احتمالية أن يصبح زعيمًا عالميًا للتنظيم في المستقبل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عبد القادر مؤمن تنظيم داعش الصومال الارهاب التنظيم الإرهابي عالمی ا
إقرأ أيضاً:
صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟
صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟
حينما نتحدث عن إن جدلية الهامش والمركز هي اطروحة عفى عليها الزمن لتفسير الحروب والصراعات في السودان وخاصة تلك التي المندلعة في دارفور يعتقد محدودي المعرفة اننا نتحرك بعصبية سياسية أو مناطقية ولكننا نحاول الإجابة على سؤال واحد وهو لماذا ومنذ المهدية كان مواطن دارفور الأكثر قابلية للتطويع العسكري و الانخراط في الأعمال العنيفة من القتل والنخب والسلب؟. الإجابة أعمق و اشمل من إن القول بأن الدافع هو عمل ممنهج من اقلية شايقية وجعلية ودنقلاوية تعمل بتناغم ولديها محفل سري لضمان استمرار تفوقها والاقتصادي والإداري.
ان المشكلة الأساسية التي تغذي وترفد الصراع العسكري في دارفور هو التغير المناخي خلال ال200 عاما الماضية والذي ازداد حدة في السنوات العشرين الأخيرة فالتغير المناخي ادى إلى ارتفاع درجات الحرارة وتذبذب الامطار والجفاف في اغلب مناطق دارفور وكردفان. فمنذ ستينيات القرن المنصرم وحتى العقد الأول من الألفية شهد اقليم دارفور انخفاضا حادا في معدلات الامطار مما زاد الصراع بين المزارعين والرعاة وهو السبب الرئيسي اندلاع الصراع في العام ٢٠٠٣. وقد عرفه العلماء وقتها بأنه أول صراع في التاريخ نجم عن التغير المناخي ولن يكون الاخير.
أيضا فيضانات 2020،2022 و2024 في شمال وجنوب دارفور أدت إلى نزوح حوالي 100 الف مواطن
كما ادى التغير المناخي لانعدام الامن الغذائي والمجاعة وذلك لتسببه في فشل المحاصيل ونفوق الماشية ففي العام 2023 انخفض إنتاج الحبوب في دارفور وكردفان بنسبة 80٪ عن المتوسط مما فاقم من سوء التغذية في هذين الاقليمين.
حتى كتابة هذا المقال نزح أكثر من 2.5 مليون شخص من دارفور ليعيشوا في مخيمات في دول مجاورة أو داخل السودان مثال معسكر زمزم الذي أعلنت فيه المجاعة منتصف 2024.
إن استمرار تبسيط أزمة السودان من المجموعات الحاكمة والمعارضة المسلحة في إنها ازمات عرقية مناطقية وصراع مركز وهامش وتحول ديمقراطي وغيرها هو تبسيط مخل عواقبه كارثية. السودان وبقية إفريقيا سيكونون الأكثر تأثرا بالتغير المناخي في العالم بين عامي 2050 و2100 ستختفي مدن وستجف انهار موسمية وستخرج أراضي كثيرة من النطاق الزراعي وسترتفع درجات الحرارة في مناطق بما يستحيل معها العيش البشري وستنتشر المجاعة وتحتدم الصراعات وحاليا الصراع الخفي وراء حرب ال دقلو عل الحكومة هو الذهب والموارد المتبقية في الشمال ولذلك لا ينامون الانفصال لأنو دارفور ببساطة لم يعد بها شيء.
ولذلك كان هجوم الجنجويد شرسا وبشعا وجشعا وتم افراغ نصف السودان من كل رأسماله في مشهد هوليودي مرعب لأن الغزاة من كل غرب إفريقيا اندفعوا بدوافع الجوع والفاقة التي يرزخون تحتها منذ عقود وحين استقروا في البيوت ماتت عزيمة القتال لديهم فقد شبعت البطون وارتوت العروق وتمدنت النفس.
ولذلك أيضا تسلح الشمال في تحول جذري في هذا الصراع البيئي فقد اختبرت فيه هذة الاجيال بشاعة القادمين من الجحيم وخطورتهم على مناطقهم واراضيهم ولن يتوقف هذا التسلح فهو بداية مرحلة جديدة في الصراع من أجل البقاء.
العالم كله يتحرك لمحاولة إنقاذ ما يمكن انقاذه، فمصر تبني ١٦ مدينة في الصحراء لأنها تعلم إن الدلتا والإسكندرية ودمياط وغيرها ستختفي. وسيتم ترحيل من 80 إلى 90٪ من المصريين لهذة المدن الجديدة لأنهم يستعدون لنتائج التغير المناخي الحتمية .
ومازلنا نحن نحوض والصراعات المبنية على الجهل وندور في حلقة مفرغة من الانفاق على الحروب التي يغذيها ويفاقمها التحول المناخي كما ننفق على حكومات تتكون على طرفي الصراع واحدة في بورتسودان التي قد تختفي يوما بفعل ارتفاع مياه البحر دارفور التي تجاوزت الخطوط الحمراء في التغير المناخي منذ عقود وأصبحت جل اراضيها لا تصلح للعيش البشري فعلى ماذا يتصارعون.
واود ان الفت الانتباه هنا إلى أن السيد الصادق المهدي قد اشار في خطابه الاخير (اعتقد في صلاة عيد الأضحى) إلى قضية التغير المناخي ورغم كبر سن الرجل وقتها إلا إنه كان أكثر وعيا من كل من سخروا منه واعتبروا ان افراد فقرة في حديثه للتنبيه لخطورة التحول المناخي هي من باب الرفاهية الثقافية ولكنه كان يعلم إنه التحدي الاكبر والوجودي للسودان وهو المحرك الخفي لكل ما نعيشه من صراعات دامية
رحم الله الامام.
د. سبنا امام