أصلى في العمل بحضور الرجال فما الحكم؟.. دار الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
طرحت تساؤلات عديدة حول جواز صلاة المرأة في أماكن العمل أو الأماكن العامة بحضور الرجال، حيث ورج سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، أنا سيدة وأصلى في العمل بحضور الرجال فما الحكم؟
جواز الصلاة مع الالتزام بالستر
أوضح الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، أنه يجوز للمرأة أن تؤدي الصلاة في الأماكن العامة أو في مكان العمل بحضور الرجال، إذا لم يتوافر مكان مخصص للصلاة، وخشيت خروج الوقت.
نصح الشيخ ممدوح بضرورة اتخاذ ساتر عند أداء الصلاة في الأماكن العامة، كأن تستتر خلف جدار أو شجرة أو أي عائق متاح. وأشار إلى أهمية سؤال العاملين بالمكان إذا كان هناك غرفة مخصصة للصلاة. وفي حالة عدم وجود ساتر أو مكان مخصص، يمكن للمرأة الصلاة في مكانها، حتى لو كان أمام الرجال، وهذا جائز شرعًا مع الالتزام باللباس الشرعي.
استشهد الشيخ بحال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كنّ يصلين في أماكن عامة مثل صلاة العيد في المصلى، وهو مكان مفتوح خارج المدينة. وأوضح أن النساء كنّ يصلين خلف الرجال، مع وجود مسافة تفصل بينهما ودون اختلاط مباشر، كما ورد في حديث أم عطية رضي الله عنها: «يخرج العواتق وذوات الخدور...».
من جانبه، أضاف الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الأصل في صلاة المرأة هو تحقيق الستر. فإذا كانت المرأة في مكان عمل أو طريق عام ولا يتوفر لها مكان مخصص للصلاة، فلا حرج أن تؤدي الصلاة مع الالتزام الكامل باللباس الشرعي الساتر. وأشار إلى أن حركات الركوع والسجود قد تحدد هيئة الجسم، ولذلك يُفضل أن تكون الصلاة في مكان بعيد عن أعين الرجال، إن أمكن.
أوضح عبد السميع أيضًا أنه في حال عدم توفر مكان مناسب للصلاة، يجوز للمرأة الجمع بين الصلوات إذا كانت في طريق سفر أو في ظروف تمنعها من أداء الصلاة في وقتها.
يجوز للمرأة أداء الصلاة في أماكن العمل أو الأماكن العامة بحضور الرجال، شريطة الالتزام باللباس الشرعي الساتر. وإذا لم يتوفر ساتر أو مكان مخصص للصلاة، فلا حرج في أدائها أمام الرجال، مع استحباب البحث عن مكان يوفر قدرًا أكبر من الخصوصية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصلاة الإفتاء الأماکن العامة الصلاة فی مکان مخصص فی مکان
إقرأ أيضاً:
حكم نسيان سجود التلاوة في الصلاة.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: كنت أصلي خلف إمام المسجد، وقرأ آية فيها سجدة، لكنه نسي السجود لها، وأتم صلاته، وبعد الصلاة اختلف المصلون؛ فقال بعضهم: لو تذكَّر في الركوع كان عليه أن يعود ويسجد لها، وقال بعضهم الآخر: هي سُنَّة، ولا شيء في تركها؛ فما الصواب في هذه الحالة؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن سجود التلاوة من تمام إظهار العبودية لله تعالى، وسببه تلاوة آية من آيات القرآن الكريم التي تتضمن الدعوة للسجود لله تعالى ولو معنًى، أو عند سماعها، وهو مشروعٌ باتفاقِ الفقهاء.
وذكرت دار الإفتاء أن الأصلُ في ذلكَ: قولُه تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: 107 - 109].
واختلف الفقهاء في تحديد سجدات التلاوة الواردة في القرآن الكريم؛ فمنهم من يرى أنها أربعة عشر موضعًا، ومنهم من يرى أنها أحد عشر موضعًا، ومنهم من يرى أنها خمسة عشر موضعًا، وقد ذكر هذا الاختلاف بعض العلماء.
وكما اختلف الفقهاء في تحديد مواضعها في القرآن الكريم اختلفوا في حكمها، فمنهم من أوجبها كالحنفية، ومنهم من يرى أنها سُنَّةٌ، يثاب فاعلُها، ولا شيء على من تركها، وهذا ما عليه جمهورُ الفقهاء مِن المالكية والشافعية والحنابلة.
أما إذا قرأ الإمام آية فيها سجدة، ثم تذكَّر بعد تَلَبُّسِه بركنٍ بعد القيام كالركوع أو شيءٍ مما بعده كما هي صورة السؤال، فلا يعود إلى السجود، ويجب عليه أن يكمل صلاته، ولا شيء عليه عند الجمهور من المالكية، والشافعية، والحنابلة وهو المختار للفتوى؛ لأنه تلَبَّس بالفرض، فلا يتركه للعَوْد إلى سُنَّة، ولأنه يصير زائدًا ركوعًا عامدًا والزيادة في الأفعال عامدًا تبطل الصلاة.
حكم سجود التلاوةوقال الإمام ابن قُدَامة الحنبلي في "المغني" (2/ 23) عند بيان حكم من ترك شيئًا ليس واجبًا كسجود التلاوة وأنه يلزمه المضي دون العَوْد للسجود: [فإنْ مضى في موضع يلزمه الرجوع، أو رجع في موضع يلزمه المضي، عالمًا بتحريم ذلك، فسدت صلاته؛ لأنه ترك واجبًا في الصلاة عمدًا. وإن فعل ذلك معتقدًا جوازه، لم تبطل؛ لأنه تركه من غير تعمد، أشبه ما لو مضى قبل ذكر المتروك، لكن إذا مضى في موضع يلزمه الرجوع، فسدت الركعة التي ترك ركنها، كما لو لم يذكره إلا بعد شروعه في القراءة. وإن رجع في موضع المضي لم يعتدَّ بما يفعله في الركعة التي تركه منها، لأنها فسدت بشروعه في قراءة غيرها، فلم يعد إلى الصحة بحال] اهـ.
بينما ذهب الحنفية، وابن القاسم من المالكية، إلى أنه إن تلبس بالركوع أو ركنٍ بعده وتذكر سجود التلاوة فإنه يسجد للتلاوة، وللحنفية تفصيلٌ، مُحصَّلُه: أنه يعود إلى ما كان فيه من أفعال الصلاة بعد تداركه لسجدة التلاوة، فيعيده استحبابًا ويسجد للسهو، وعند ابن القاسم يقوم فيبتدئ الركعة فيقرأ شيئًا ويركع.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإذا قرأ الإمام أثناء صلاته بالناس آية فيها سجدة، ولكنه نسي فلم يسجد لها، ثم ركع فلا يعود للإتيان بها، بل عليه أن يتم صلاته، وصلاته صحيحة ولا شيء عليه.