الجزيرة:
2025-07-31@03:11:23 GMT

المغرب وأفريقيا.. إمكانات تجارية واستثمارية واعدة

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

المغرب وأفريقيا.. إمكانات تجارية واستثمارية واعدة

الرباط – انتقلت المبادلات التجارية بين المغرب ودول أفريقيا من 36.3 مليار درهم (3.6 مليارات دولار) سنة 2013 إلى 52.7 مليار درهم (5.2 مليارات دولار) سنة 2023، وتشكل الصادرات المغربية نحو الدول الأفريقية ما نسبته 7.6% من مجموع صادرات المملكة.

ويمثل الفوسفات ومشتقاته أهم الصادرات المغربية نحو أفريقيا، ويأتي بعدها السيارات ثم منتجات الصيد البحري فالمنتجات الجلدية 36%، والمعدات الكهربائية وأخيرا النسيج والملابس.

وكان كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية قد أعلن في البرلمان عن فحوى دراسة تتعلق بالتبادل التجاري بين المغرب وأفريقيا، خلصت إلى إمكانية زيادة الصادرات المغربية نحو دول القارة بنحو 12 مليار درهم (1.2 مليار دولار) إضافية.

ووفق الدراسة، يمكن للصادرات المغربية أن تتعزز بحوالي 4 مليارات درهم (حوالي 400 مليون دولار) وذلك بإضافة 143 منتجا إلى الصادرات الموجهة لدول شمال أفريقيا، ويمكنها أن ترتفع بنحو 6 مليارات درهم (حوالي 600 مليون دولار) في غرب أفريقيا بإضافة 159 منتجا جديدا للصادرات الموجهة نحو هذه المنطقة، كما أظهرت الدراسة أن الصادرات المغربية الموجهة نحو جنوب أفريقيا يمكن أن ترتفع حوالي 1.1 مليار درهم (حوالي 100 مليون دولار) وذلك عبر تصدير 189 منتجا إضافيا.

إعلان

ويتوقع أن تتعزز هذه الأرقام مستقبلا مع إنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية التي تضم 53 دولة ودخلت حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني عام 2021.

من جهة أخرى، تمثل دول أفريقيا الوجهة الرئيسية للاستثمارات المغربية، إذ إن 51% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الخارج في الفترة ما بين 2018 و2022 كانت موجهة نحو القارة الأفريقية، حسب تقرير لمكتب الصرف.

وتتصدر السنغال الدول التي تدفقت إليها هذه الاستثمارات في عام 2022، تليها الكاميرون وبوركينافاسو والغابون ثم ساحل العاج.

ووفقا لمعطيات وزارة الاقتصاد والمالية، فقد ارتفعت الاستثمارات المغربية في أفريقيا من 100 مليون دولار في سنة 2014 إلى أزيد من 800 مليون دولار في سنة 2021، مما يجعل المغرب ثاني مستثمر في القارة.

وكان رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب قد أكد خلال الدورة الأخيرة لمؤتمر ميدايز المنعقد في نوفمبر/تشرين الثاني بطنجة، أن الشراكة الاقتصادية للمغرب مع أفريقيا تعززت أكثر في عام 2024، مشيرا إلى أن استثمارات المملكة في القارة بلغت حوالي مليار دولار إلى اليوم.

أحد مصانع السيارات في طنجة المغربية (أسوشيتد) شراكة في مراحل

وعزا هشام حافظ، أستاذ باحث بمعهد الدراسات الأفريقية في جامعة محمد الخامس بالرباط، ارتفاع حجم المبادلات التجارية بين المغرب وباقي الدول الأفريقية إلى مجموعة من العوامل الداخلية، مشيرا في هذا الصدد إلى السياسة التي تنهجها المملكة في أفريقيا والتي وصفها بأنها "سياسة استشرافية" تتلاءم مع طموحات القارة الأفريقية في إطار أجندة 2063، وكذا خصوصيات المواطن الأفريقي وحاجياته السوسيواقتصادية.

وأوضح حافظ للجزيرة نت أن الشراكة الاقتصادية والمالية المغربية الأفريقية مرت بـ3 مراحل في العقدين الأخيرين، تمتد المرحلة الأولى من سنة 2000 إلى 2016 أي قبل عودة المملكة إلى الاتحاد الأفريقي، وتسمى "الشراكة الاقتصادية الثنائية المتمركزة في الدول الفرنكوفونية".

إعلان

وأشار الباحث إلى أن هذه المرحلة تميزت بارتفاع ملحوظ في المبادلات التجارية بين المغرب وباقي الدول الأفريقية بما يقارب 38.3 مليار درهم (3.8 مليارات دولار) سنة 2016، مقابل 8.6 مليارات درهم (حوالي 850 مليون دولار) سنة 2000، أي بارتفاع 21.6% كمعدل سنوي.

وأضاف أن جل الصادرات كانت تتكون من المواد الغذائية والفوسفات ومشتقاته وبعض المواد المصنعة، أما بالنسبة للمبادلات المالية أو الاستثمارات المغربية داخل القارة الأفريقية فكانت متمركزة بالأساس على قطاع البنوك والتأمين والبناء والمواصلات.

وأطلق حافظ على المرحلة الثانية التي امتدت ما بين 2016 و2021 اسم "مرحلة الشراكة الإقليمية المتعددة الأبعاد"، وهي التي تلت عودة المغرب للاتحاد الأفريقي، وحينها قرر التوجه نحو أفريقيا الإنجلوفونية متحديا العراقيل الجغرافية واللغوية، مما نتج عن ذلك إبرام مجموعة من الاتفاقيات الإستراتيجية في مجال الأمن الغذائي.

كما تميزت تلك المرحلة -يوضح حافظ- بانخراط المغرب في مشروع منطقة التبادل الحر القارية الأفريقية التي من شأنها تعزيز المبادلات التجارية والتكامل الاقتصادي مع جل باقي الدول الأفريقية، وهذا ما يؤكد بحسبه، الارتفاع المهم في المبادلات التجارية من 38.3 مليار درهم (3.8 مليارات دولار) سنة 2016 إلى حوالي 52.7 (5.2 مليارات دولار) سنة 2023، أي ما يقارب زيادة بمعدل 38%.

أما المرحلة الثالثة فهي "مرحلة الشراكة القارية الإستراتيجية"، ويقول الباحث إن من شأنها تعزيز التنمية في أفريقيا عن طريق الاستثمار في البنيات التحتية وخلق منصات صناعية لتحويل الموارد الطبيعية داخل أفريقيا في إطار التعاون الأفريقي-الأفريقي، عن طريق تعزيز الاستثمارات في الأقاليم الجنوبية للمغرب لتخفيف الضغط الاقتصادي والاجتماعي للدول المنفتحة على المحيط الأطلسي.

ويشير الباحث هشام حافظ إلى وجود عوامل خارجية ساهمت في ارتفاع المبادلات التجارية والاستثمارات ويتعلق الأمر بالثقة والمصداقية التي تحظى بها المملكة، سواء من طرف الشركاء التقليديين أو الشركاء الجدد، إلى جانب التراكمات في مجال التجارب والخبرات التي حصل عليها المغرب في هذه السنوات الأخيرة في مجموعة من الميادين الحيوية التي تعتبر رهن إشارة باقي الدول الأفريقية للاستفادة منها من أجل خلق فرص الشغل والاندماج في سلاسل القيمة الإقليمية والدولية.

المغرب وسع علاقاته لتشمل الصين وروسيا ودول أفريقيا رغبة منه في الانفتاح على أسواق جديدة (رويترز)

توسيع الشركاء

إعلان

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي رشيد ساري أن تنامي الحضور المغربي في عمقه الأفريقي، يدخل ضمن إستراتيجية المغرب لتوسيع الشركاء، إذ لم يعد يعتمد على الشركاء التقليديين فقط بل وسع علاقاته لتشمل الصين وروسيا ودول أفريقيا، رغبة منه في الانفتاح على أسواق جديدة.

وأشار المتحدث في تصريح للجزيرة نت إلى استخدام المغرب ما أسماه "الدبلوماسية الفوسفاتية" كأداة لتعزيز العلاقات مع دول أفريقيا، وذلك من خلال المكتب الشريف للفوسفات، لافتا إلى أن هذا الأخير أنشأ مكتبا خاصا بأفريقيا ولديه فروع في 12 دولة أفريقية، وأبرم اتفاقات مع العديد من الدول الأفريقية، من بينها إثيوبيا ونيجيريا وغانا، لبناء منشآت تصنيع الأسمدة.

وأوضح رشيد ساري أن التوجهات الاستثمارية للمغرب في أفريقيا لا تنحو إلى استغلال الموارد الطبيعية لهذه الدول، بل تقوم على نقل الخبرات في مجالات الزراعة والأسمدة واستصلاح الأراضي والبنوك، مما يعزز التنمية المشتركة القائمة.

ولفت إلى عدد من المشاريع الإستراتيجية التي أطلقها المغرب مع الشركاء في الدول الأفريقية، مثل المبادرة الأطلسية التي تهدف إلى تمكين دول منطقة الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، ومشروع أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي، مشيرا إلى أن هذه المشاريع الكبرى من شأنها المساهمة في بناء أفريقيا موحدة ومتكاملة اقتصاديا.

تحديات وسوق مغرية

وتضم القارة الأفريقية حوالي 1.3 مليار مستهلك، ويناهز الناتج الداخلي لدولها 3.4 تريليونات دولار، مما يجعلها سوقا واعدة ومغرية للشركات المغربية وأيضا للمصدرين لتعزيز صادراتهم نحو هذه السوق.

ورغم التوسع الملحوظ للاستثمارات المغربية في أفريقيا والارتفاع المطرد في المبادلات التجارية، فإنها لا تزال محدودة وتواجه عدة تحديات أهمها التحديات السياسية، خاصة ما يتعلق بعدم الاستقرار السياسي في بعض الدول كما أوضح الخبير الاقتصادي رشيد ساري، وهو الأمر الذي يعرقل تنفيذ المشاريع الاستثمارية والشراكات الاقتصادية والمالية القائمة.

إعلان

ويرى ساري أن طي ملف الصحراء الغربية بشكل نهائي داخل أفريقيا من شأنه تحقيق نهضة مغربية أفريقية وتقوية العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بلدانها وتحقيق تنمية ذات بعد قاري قائمة على مبدأ "رابح-رابح".

أما هشام حافظ فيعتقد أن السياسة الاقتصادية المغربية في أفريقيا تواجه تحديات مرتبطة بتنويع وتوفير عرض الصادرات المغربية تجاه القارة الأفريقية، إذ إن معظم المنتوجات المغربية الموجهة إلى القارة الأفريقية هي منتوجات ذات قيمة مضافة متوسطة أو ضعيفة، زيادة على أن العرض الموجه للصادرات يبقى ضعيفا وغير كاف مقارنة مع طلب باقي الدول الأفريقية، يضاف إلى ذلك، وفق قوله، تحد آخر له علاقة بالشركات الصغرى والمتوسطة التي تعاني من مجموعة من المشاكل الاقتصادية كالولوج إلى التمويل والمواكبة الفعلية لمواجهة بعض أشكال المنافسة غير الشريفة.

وفي سياق عالمي يتسم بالتحول الرقمي وتطاحن القوى الاقتصادية العالمية حول القارة الأفريقية، يؤكد هشام حافظ أن المملكة المغربية مطالبة اليوم قبل الغد بتنويع منظومة الإنتاج الموجهة إلى القارة الأفريقية والاستثمار في بعض القطاعات الحيوية ذات القيمة المضافة العالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المبادلات التجاریة الصادرات المغربیة القارة الأفریقیة الدول الأفریقیة ملیارات دولار ملیون دولار دول أفریقیا بین المغرب ملیار درهم فی أفریقیا مجموعة من هشام حافظ إلى أن

إقرأ أيضاً:

لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً

روتردام-سانا

أدرجت هولندا إسرائيل لأول مرة على قائمتها الدول الأجنبية التي تشكل تهديداً للبلاد، مشيرة إلى المحاولات الإسرائيلية للتأثير على السياسة والرأي العام الهولندي من خلال التضليل.

وحسب وكالة أنباء الأناضول التركية جاء ذلك في وثيقة صادرة عن وكالة مكافحة الإرهاب الرئيسية في هولندا، التي تعد المنسق الوطني الهولندي للأمن ومكافحة الإرهاب (NCTV).

وتشير الوثيقة التي تحمل عنوان “تقييم التهديدات من الجهات الفاعلة في الدولة” إلى جهود إسرائيل التلاعب بالرأي العام الهولندي والتأثير على صنع القرار السياسي من خلال حملات التضليل.

وتتعلق إحدى الحوادث المذكورة في التقرير بوثيقة وزعتها وزارة إسرائيلية العام الماضي على صحفيين وسياسيين هولنديين عبر قنوات غير رسمية “تحتوي تفاصيل شخصية غير مألوفة وغير مرغوب فيها عن مواطنين هولنديين، وذلك في أعقاب توترات خلال تجمع لمشجعي فريق “مكابي تل أبيب” لكرة القدم في أمستردام”.

وأعربت وكالة مكافحة الإرهاب الرئيسية في هولندا عن قلق متزايد بشأن التهديدات المتزايدة من كل من إسرائيل والولايات المتحدة الموجهة ضد المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، محذراً من أن مثل هذا الضغط يهدد بإضعاف عمل المحكمة.

وأوضحت أن هولندا باعتبارها الدولة المضيفة للهيئات القانونية الدولية الرئيسية، تتحمل “مسؤولية خاصة” لحماية عملها من التدخل الخارجي.

 

إسرائيل هولندا 2025-07-28bdrossmanسابق قافلة مساعدات جديدة تتوجه إلى السويداء انظر ايضاً وقفة احتجاجية لأبناء الجالية السورية في هولندا تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية

لاهاي-سانا نظّم أبناء الجالية السورية في هولندا اليوم، وقفة احتجاجية تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على …

آخر الأخبار 2025-07-28لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً 2025-07-28قافلة مساعدات جديدة تتوجه إلى السويداء 2025-07-28وزير الإعلام: نأمل ألا تُعرقل الجهة الخارجة عن القانون وصول قوافل المساعدات إلى السويداء 2025-07-28وزير الطاقة يصل الدمام لزيارة منشآت إستراتيجية في قطاع الطاقة 2025-07-28ارتفاع أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي 2025-07-28ندوة توعوية في حلب حول مخاطر المخدرات وضرورة التكاتف المجتمعي لمكافحتها 2025-07-28أردوغان: تركيا في حالة تأهب دائمة لحماية الغابات من الحرائق 2025-07-27مصرع ثلاثة أشخاص في حادث قطار غرب ألمانيا 2025-07-27الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتوصلان لاتفاق تجاري بشأن الرسوم الجمركية 2025-07-27منظمة الصحة العالمية تحذر من معدلات مقلقة لسوء التغذية في غزة

صور من سورية منوعات اختفاء غامض لعشرات الطواويس من فندق تاريخي في كاليفورنيا 2025-07-27 أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • أبرز الانتقالات الصيفية التي شهدتها القارة الأوروبية
  • دراسة: ارتفاع بنسبة 60% بوفيات عنف الجماعات المتطرفة في القارة الأفريقية
  • فيزا تفتتح أول مركز بيانات في أفريقيا باستثمار 57 مليون دولار
  • الملك محمد السادس يطالب نتنياهو بفتح معبر المساعدات المغربية لغزة
  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • «سبيس 42» و«مايكروسوفت» و «إزري» توقع اتفاقية لدعم مبادرة «خريطة أفريقيا» الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • المغرب أول الواصلين للمشاركة بكأس أفريقيا للمحليين ويسعى لثلاثية تاريخية
  • لأول مرة.. هولندا تدرج الاحتلال الاسرئيلي ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • وفد صناعة الملابس الصيني: مصر الوجهة الأولى في القارة الأفريقية لتعزيز استثماراتنا
  • لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً