دراسة صادمة.. شرب كمية أكبر من الماء قد لا يعني صحة أفضل
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
بغداد اليوم - متابعة
اختبرت دراسة جديدة مدى صحة نصيحة "شرب المزيد من الماء لتحسين الصحة"، وفحصت الأدلة من الدراسات السابقة لمعرفة ما إذا كانت زيادة كمية الماء التي يتم شربها توفر فوائد صحية بالفعل، بحسب ما نشره موقع "New Atlas" نقلًا عن دورية JAMA Network Open".
يتكون جسم الإنسان من حوالي 60% من الماء، الذي يساهم في عدد من الوظائف الأساسية، مثل تنظيم درجة حرارة الجسم وطرد الفضلات والعمل كممتص للصدمات للدماغ والحبل الشوكي وإنتاج اللعاب وتزييت المفاصل.
ويتم النصح بشكل شائع بشرب كمية معينة من الماء يومياً لتجنب الجفاف الذي ربما يؤثر على قدرة الجسم على أداء هذه الوظائف. لكن ركزت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، على الفوائد التي يحملها شرب الماء ــ على وجه التحديد، شرب كميات أكبر منه ــ على الصحة بشكل عام.
كميات مختلفة من الماء
قال الدكتور بنيامين بريير، رئيس قسم المسالك البولية في جامعة كاليفورنيا والمشرف على الدراسة، إن كميات المياه التي يجب احتساؤها تختلف حسب من يتم سؤاله، لكن الأكاديمية الوطنية الأميركية للطب تقترح تناول حوالي 13 كوبًا من السوائل يوميًا (3 لترات) للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عامًا وتسعة أكواب (2.1 لتر) للنساء من نفس الفئة العمرية. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار استخدام كلمة سائل، والتي تشمل مياه الشرب والمشروبات الأخرى.
فقدان الوزن
في ثلاث دراسات، تم تقسيم البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة إلى مجموعات عشوائية لشرب 1.5 لتر من الماء يوميًا قبل الوجبات لمدة تتراوح من 12 أسبوعًا إلى 12 شهرًا، وكان لديهم خسارة أكبر في الوزن مقارنة بأولئك في مجموعات التحكم، بنسبة 100% و87% و44% مقارنة بمجموعات التحكم. وفي دراسة رابعة أجريت على 38 مشاركًا، لم يرتبط شرب 2 لتر من الماء يوميًا بتغير الوزن على مدى فترة ستة أشهر. كانت هذه الدراسة مختلفة عن الدراسات الثلاث الأخرى حيث كان بعض المشاركين فيها من المراهقين.
السكر في الدم الصائم
في دراسة أجريت على 40 مريضًا بالسكري من النوع 2 تم تشخيصهم مؤخرًا (خلال السنوات الخمس الماضية)، شرب 250 مل من الماء قبل الإفطار، و500 مل قبل الغداء، و250 مل من الماء قبل العشاء لمدة 8 أسابيع. أظهرت نتائج الدراسة حدوث فرقًا كبيرًا في مستويات سكر الدم الصائم (-32.6 مغم / ديسيلتر) عند مقارنتها بمجموعة التحكم (5.3 مغم / ديسيلتر). في المقابل، وجدت دراسة أخرى أجريت على 60 مشاركًا أن شرب 550 مل من الماء خلال ساعتين من الاستيقاظ و550 مل قبل النوم لمدة 12 أسبوعًا أدى في الواقع إلى زيادة مستويات الغلوكوز في الدم الصائم بنحو 0.6 مغم / ديسيلتر.
صداع
أظهرت دراستان أجريتا لتقييم تأثير زيادة تناول الماء بمقدار 1.5 لتر يوميًا لمدة ثلاثة أشهر لدى المرضى الذين يعانون من الصداع المتكرر نتائج متضاربة. كشفت نتائج إحدى الدراسات، التي جندت 102 من البالغين، أن التدخل كان مرتبطًا بتحسن في درجة جودة الحياة الخاصة بالصداع النصفي للمشاركين بمقدار 4.5 نقطة والإبلاغ عن عدد أقل من الأيام التي يعانون فيها من صداع متوسط على الأقل؛ ولكن لم تكن النتائج ذات دلالة إحصائية. وعلاوة على ذلك، لم يكمل التجربة سوى 21% من المشاركين في مجموعة التدخل.
فرط نشاط المثانة
أجرت دراسة على مجموعة عشوائية من 24 بالغًا يعانون من فرط نشاط المثانة، والذي يسبب رغبة مفاجئة لا يمكن السيطرة عليها للتبول، وفحصت تأثير زيادة أو تقليل تناول السوائل على الأعراض. ارتبط انخفاض تناول السوائل بنسبة 25% بانخفاض وتيرة التبول والحاجة الملحة للتبول والتبول الليلي أو التبول المتكرر في الليل.
حصوات الكلى
لفترة طويلة، تم حث الأشخاص الذين يعانون من حصوات الكلى أو المعرضين لتكوينها على شرب كميات كبيرة من الماء إما لمنع تكونها أو مساعدتها على الخروج. نظر الباحثون إلى دراستين بحثتا في العلاقة بين زيادة تناول الماء وخطر الإصابة بحصوات الكلى. أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على بالغين أصحاء تتراوح أعمارهم بين 25 و50 عامًا مقارنة شرب 2 لتر من الماء الإضافي يوميًا بمجموعة التحكم أن خطر تكوين حصوات الكلى انخفض في مجموعة العلاج وزاد في مجموعة التحكم.
فوائد الكميات الأكبر
تبين أن شرب كمية أكبر من الماء يرتبط بنتائج ذات دلالة إحصائية فيما يتعلق بفقدان الوزن وتجنب حصوات الكلى. وأشارت دراسات فردية أخرى إلى أن شرب المزيد من الماء يوفر فوائد تتعلق بالوقاية من الصداع، والتهابات المسالك البولية والسيطرة على مرض السكري، لكنها لم تصل إلى أهمية إحصائية.
أضرار الجفاف
ويقول الباحثون إن التكلفة المنخفضة والاحتمالية المنخفضة للغاية لتسبب الماء في آثار ضارة يجب أن تشجع على إجراء المزيد من الدراسات المصممة بشكل جيد لتقييم الفوائد الصحية المقترحة في الدراسات الفردية التي راجعوها.
وقال الدكتور بريير إن "الجفاف ضار، وخاصة لدى شخص لديه تاريخ من حصوات الكلى أو التهابات المسالك البولية. ومن ناحية أخرى، ربما يستفيد من يعاني من كثرة التبول في بعض الأحيان من شرب كمية أقل من الماء. لكن لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع فيما يتعلق باستهلاك المياه".
المصدر : وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: یعانون من أجریت على من الماء یومی ا
إقرأ أيضاً:
سِفْر العدالة أول ترجمة عربية مباشرة لشريعة حمورابي من أصلها المسماري للباحث نائل حنون
أصدر الأستاذ الدكتور نائل حنون، الباحث في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية بجامعة نزوى، مؤلفًا جديدًا بعنوان "سِفْر العدالة"، الذي يعد أول ترجمة عربية مباشرة لشريعة حمورابي من أصلها المسماري، ويمثل هذا الإصدار خطوة غير مسبوقة في ميدان الدراسات القانونية والمسمارية، حيث يقدم ترجمة علمية موثوقة من اللغة الأكادية، مكتوبة بالخط المسماري، إلى اللغة العربية، دون وسيط لغوي أجنبي، وهو ما غاب طويلًا عن المكتبة العربية، وسيتم تدشين الكتاب في نوفمبر المقبل بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ضمن مشاركة علمية وثقافية تعكس أهمية هذا المشروع في إحياء التراث القانوني للحضارات، وإعادة تقديمه للقارئ العربي بصيغة دقيقة ومعاصرة.
وقد راعى الدكتور نائل حنون في ترجمته للغة المسمارية أن تكون ميسّرة وشاملة، لتناسب جمهور القراء العرب من مثقفين وباحثين وطلبة علم، ملتزماً بمنهجية أكاديمية دقيقة تخدم البعد الثقافي والمعرفي، ومبرزا الجذور اللغوية والتاريخية العميقة التي تربط بين اللغة العربية واللغة الأكادية، بوصفهما تنتميان إلى الأسرة السامية.
وفي تقديمه لهذا العمل، يؤكد المؤلف أن أهمية ترجمة مثل هذا النص لا تقتصر على نقل محتواه، بل تمتد إلى استعادة اللغة العربية لدورها الطبيعي في حقل الدراسات المسمارية، وإبراز صلتها الوثيقة بالأكاديمية، حيث تشترك اللغتان في بنية نحوية وصرفية ومعجمية متقاربة، كما يشير إلى أن العمل لا يخدم الدراسات القانونية فقط، بل يشكل مدخلًا مهمًا لتدريس اللغة الأكادية وفهم آليات الفكر القانوني القديم في الجامعات العربية، بما يسهم في سد فجوة معرفية طالما عانت منها الأوساط الأكاديمية العربية، ويعزز حضور اللغة العربية كمفتاح لفهم تراث حضاري عريق .. كما أن الكتاب في مضمونه ومحتواه يمثل وثيقة حضارية ومعرفية، يعيد من خلالها المؤلف إحياء روح العدالة التي نادى بها حمورابي قبل نحو ٣٧٠٠ عام، ويجدد التذكير بعراقة حضارات الشرق الأدنى، ودور اللغة العربية في حمل هذا الإرث العظيم للأجيال المعاصرة.
وقال الأستاذ الدكتور نائل حنون لـ"عمان": راعيت في ترجمتي أن تكون ميسّرة وشاملة لتناسب جمهور القراء العرب من مثقفين وباحثين وطلبة علم، مع الالتزام بمنهجية أكاديمية دقيقة تخدم البعد الثقافي والمعرفي .. كما حرصت على إبراز الجذور اللغوية والتاريخية العميقة التي تربط بين اللغة العربية واللغة الأكادية، بوصفهما تنتميان إلى الأسرة السامية.
وأوضح أن أهمية ترجمة مثل هذا النص لا تقتصر على نقل محتواه، بل تمتد إلى استعادة اللغة العربية لدورها الطبيعي في حقل الدراسات المسمارية، وإبراز صلتها الوثيقة بالأكادية، حيث تشترك اللغتان في بنية نحوية وصرفية ومعجمية متقاربة.
وأكد أن شريعة حمورابي ليست فقط أقدم القوانين المكتوبة وأكثرها اكتمالًا، بل هي إرث إنساني يعكس نضج الفكر القانوني في حضارة وادي الرافدين، من حيث تنظيم الدولة، وضبط العلاقات الاجتماعية، وضمان العدالة واحترام حقوق الإنسان، فالعمل لا يخدم الدراسات القانونية فقط، بل يشكل مدخلًا مهمًا لتدريس اللغة الأكادية وفهم آليات الفكر القانوني القديم في الجامعات العربية، بما يسهم في سد فجوة معرفية طالما عانت منها الأوساط الأكاديمية العربية. كما يعزز حضور اللغة العربية كمفتاح لفهم تراث حضاري عريق.
وأشار إلى أن شريعة حمورابي لم تكن محصورة في زمنها أو مكانها، بل ظل تأثيرها ممتدًا، إذ أخذت منها أحكام كثيرة في "الكتاب المقدس"، ثم انتقلت إلى الإغريق، فالرومان، وصولًا إلى القانون الفرنسي، الذي تأثرت به التشريعات المصرية الحديثة، والتي بدورها أثّرت في قوانين العراق وعدد من بلدان المشرق العربي. ويمكن وصف هذه الرحلة القانونية بأنها دورة كاملة، من بابل إلى أوروبا، ثم عودتها إلى المشرق العربي .. مشيراً إلى أن "سِفْر العدالة" لم يكن مجرد ترجمة، بل تأسيس لبيئة عربية متخصصة في قراءة المسماريات، واستحداث منظومة لغوية دقيقة لفهم النصوص الأكادية، وتعريب المفردات، وتجاوز النظام اللاتيني المستخدم تقليديًا في هذا الحقل، النص الأكادي لشريعة حمورابي ثري لغويًا، ومنضبط نحويًا، ما يجعله نصًا تدريبيًا في الجامعات الغربية، فيما يُحرم الطلاب العرب من دراسته بلغتهم، مما يحدث فجوة علمية لاحقًا في دراساتهم.
وحول الدافع الشخصي الذي جعل نائل حنون يتبنى هذا المشروع رغم صعوبته؟ .. قال: قررت أن أنجز هذا النص بقراءته وترجمته العربية وشرح قواعده وتحليل مفرداته حتى يكون وسيلة بيد المتخصصين وغير المتخصصين للتعرف على مجال مهم في دراسة الحضارة والفكر واللغات القديمة، وما كان هذا بالأمر المقبول في أوساط بعض المتخصصين، ولقد واجهنا اعتراضات على هذا المشروع من بعض الأكاديميين اعترضوا على مشروعي، ووصفوه بأنه غير ذي قيمة، رغم أنهم لا يدرّسون منه إلا مقتطفات محدودة، غالبًا من مراجع أجنبية، مما يضعف من فهم الطلاب للنص الكامل.
وذكر حنون أن كلمة "سِفر" تعني "كتاب" في العربية واللغات السامية، ومنها الأكادية والآرامية، وقد وردت بهذا المعنى في النصوص القديمة، واستخدمت هذا العنوان لأدل على أن الشريعة ليست مجرد نص قانوني، بل "سِفر" كامل، بمحتوى متكامل لغويًا وقانونيًا وفكريًا.
وأكد حنون أن العدالة كانت عنوان حكم حمورابي، وهاجسه، ولم تكن تلك العدالة لخدمة سلطة أو نخبة، بل لجميع الناس، بكل أطيافهم، واستشهد بكلمات من الشريعة، مثل: "ليقد بالعدل سود الرؤوس، ليقضِ قضائهم، ليقرر قراراتهم، ليقتلع الاضطراب والضغينة من بلاده، ليطيب كيان ناسه.، وفي الأسطر الأولى من مقدمة الشريعة يفصح حمورابي عن هدفه، وهو "لإظهار العدالة في البلاد، لمحق الشرير والخبيث، من أجل أن لا يضطهد قوي ضعيفًا".
ورداً على من يشككون في نسبة الشريعة إلى حمورابي .. قال: أرد على بعض المستشرقين الذين شككوا في نسبة الشريعة إلى حمورابي، بأن الأموريين ساهموا في بناء حضارة وادي الرافدين، وأن الأصول البدوية لا تتناقض أبدًا مع القدرة على إنتاج فكر متقدم أو نص قانوني عظيم.