(1)
الحادي عشر من يناير 2020م يوم فارق فـي حياة العمانيين، يوم تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- مقاليد الحكم فـي البلاد، بعد عهد النهضة الذي أسسه السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه وذكراه-، كان زمنًا فارقًا بين مرحلتين، حيث كان المشهد مهيبًا، وتحولا لم يعتده العمانيون طيلة نصف قرن من عمر النهضة المباركة، وكانت المبايعة الشعبية العفوية، والانتقال السلس، والمنظم للحكم سمة أساسية، أبهرت العالم، لقد كان الشعب حاضرًا ليبايع سلطانًا جديدًا، وعهدًا عظيمًا، حافلا بمواصلة العطاء، لذلك كانت البداية امتدادا لتجديد العهد والولاء.
المجدُ مجُدكَ، والقلوبُ شواهدُ
فامضِ.. فهذا الشعبُ صفٌ واحدُ
«ماضونَ» خلفَ خطاكمُ يا سيّدي
فأمرْ فدتكَ نواظرٌ وسواعدُ
(2)
ولأن ذلك اليوم كان فارقا فـي حياة العمانيين، وساردًا لحكايات متواصلة من العطاء، والولاء، والمحبة، وباعثا للأمل، ومكملا للمسيرة الظافرة للنهضة المباركة، فكان لا بد من استذكار تلك المناسبة الجليلة، بفخر، واعتزاز، متوشحين بهمّة عالية، ومجددين للعهد، ومعاهدين القيادة الحكيمة على مواصلة الطريق الصعب، الذي تعززه روح المثابرة، واللحمة الوطنية:
فـي يومكمْ جاءَ الجميعُ مهنئًا
فاهنأ.. فإنّ عطاءَكمْ لا ينفدُ
جاءتْ عمانُ.. وفـي العيونِ محبةٌ
بولائها ووفائها.. تتجددُ
(3)
لقد كانت السنوات الخمس الماضية من حكم السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- سنوات عمل جاد، وتحولات جوهرية، ولكن كانت الرؤية واضحة المعالم، حيث بدأت تؤتي أُكلها، وتسير فـي الاتجاه الصحيح، وتحاول أن تذلل الصعاب، وتعيد الأمل فـي روح الشعب، وتمهّد الطريق لمشهد جديد، وحياة كريمة للجميع، دون تفريق، أو تهميش، محمَّلين بالعزيمة، وواثقين بالمستقبل.
فـي عهدكمْ يا سيّدي جاد الثنا
فـي نهجكم -يا هيثمٌ- تتوحدُ
«سمعًا على كل الأمورِ وطاعةً»
ولنا مع الأملِ المباركِ موعدُ
(4)
لقد كان الشعب العماني -بمختلف فئاته وأطيافه- على مستوى الحدث، فتحمّلوا مسؤولية التغيير، وضحّوا بالغالي والنفـيس، فـي سبيل تحقيق الهدف الأسمى، فحملوا الأمانة، وكانوا على قدر كبير من الجدية، والعمل الدؤوب، من أجل وطنهم، الذي يستحق من الجميع التضحيات الكبرى، والوقوف صفا واحدا فـي سبيله، متسلحين بأخلاق عالية، ومبادئ راسخة، يدعمها تاريخ عظيم، وحضارة ضاربة بجذورها فـي عمق الزمان.
شعبٌ.. حباهُ اللهُ إرثًا خالدًا.
وعمانُ فـي يومِ العطاءِ ترددُ:
(نحنُ الوفاءُ، وعهدنُا لا ينقضي
نحنُ العهودُ، وكلُّ شيءٍ يشهدُ)
(نحنُ الأُلى.. نحن الحضارةُ والندى
نسلُ الكرامِ.. ونحنُ شعبٌ ماجدُ)
(5)
شكرا لتلك الروح المعنوية العالية التي كانت وقود هذه الإنجازات، وتلك السواعد الوثابة التي أعطت، وما بخلت، وجدّت، واجتهدت، فكان ثمر عطائها يانعًا، ومبشرًا، ورائعًا، وشكرًا لقائد هذه المسيرة المتجددة -أيّده الله-، والذي يعمل بكل طاقاته، من أجل مستقبل مشرق لكل العمانيين.
هذي عمانُ على الولاءِ توحدتْ
ولكم على طولِ الزمان تمجّدُ
........
«شكرًا لكم مولايَ» شكرًا وافـيًا
أنعم بعهدٍ.. أنت فـيهِ القائدُ
يا ربَّ هذا الكونِ باركْ «هيثمًا»..
«آآآآمينَ».. يا ربَّ السماءِ.. الواحدُ
ملاحظة:
(الأبيات من اللوحة الختامية، لذات الكاتب، للمهرجان الطلابي الذي أقيم يوم 11 يناير 2025م).
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ملحمة نارية.. كمين القسام المركب بخان يونس يتصدر منصات التواصل
تصدرت عملية نفذها مقاتلو كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك عقب تنفيذ كمين مركب استهدف قوة إسرائيلية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام استهدافها دبابة ميركافا جنوبي خان يونس باستخدام عبوة "شواظ" وقذيفة "الياسين 105" في منطقة الترخيص القديم، وذلك بعد كمين سابق أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 17 آخرين، الأمر الذي أقرت به وسائل إعلام إسرائيلية.
كما تحدثت وسائل الإعلام العبرية عن جنود مفقودين في موقع الكمين، وأشارت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي كثف من طلعاته لإجلاء الجرحى ومحاولة العثور على العسكريين المفقودين.
وقد لاقت هذه العملية تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف مغردون الكمين بأنه "ملحمة نارية"، مشيرين إلى أن مقاوما واحدا أشعل مركبة "بوما" وقتل 8 جنود بضربة دقيقة؛ وأمام عجز الاحتلال عن التعامل مع المشهد، دفن الآلية بالرمل وسحبها لاحقا بجرافة.
ورأى مغردون آخرون أن عمليات كتائب القسام خلال الأسابيع الأخيرة تميزت بطابع تكتيكي مؤثر في قوات الاحتلال المتوغلة، خاصة بعد كمين مزدوج نفذته المقاومة، استهدف في بدايته قوة اقتحام، أعقبه استدراج محكم لوحدة الإنقاذ إلى فخ ثانٍ.
ناقلة الجند المدرعة التي وقعت في الكمين هي من نوع “بوما” (Puma)، وهي إحدى أقدم وأثقل المركبات القتالية المدرعة المستخدمة ضمن وحدات سلاح الهندسة القتالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تحمل المركبة طاقمًا يصل إلى ثمانية جنود مجهزين تجهيزًا قتاليًا كاملًا، كما أنها مزوّدة بأنظمة… https://t.co/xvlyFVhERJ
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) June 24, 2025
وأوضح مدونون أن "مجاهدي لواء خان يونس" ألحقوا خسائر جسيمة بقوات الاحتلال في هذه العملية المركبة، التي قتل وأُصيب فيها عدد كبير من الجنود، من بينهم عناصر من الفرقة 98 المعروفة بـ"عصبة النار"، التي تضم وحدات النخبة من القوات الخاصة والمظليين والمشاة الآلية والدروع.
عاجل… ورد للتو…
???? رسميا.. الاعلان عن مقـ ـ ـتل ضابط و6 جنود في كمين بخانيونس.
???? تم جر الالية التي تعرضت للكمين وهي تحترق ولم يتم إطفاء النار الا خارج القطاع واستغرق التعرف على الجثث ساعات طويلة لأنها احترقت بشكل كامل.
???? صباح اسود على الاحتلال… pic.twitter.com/RRQvr4GaNL
— مَحْمُودْ سَالِمْ الْجِنْدِي (@DrMahmoudSalemE) June 25, 2025
إعلانوعن تفاصيل الكمين، أضاف المدونون أن الجنود كانوا على متن آلية "بوما" التي تُعد أقل تحصينًا من نظيرتها "النمر"، ويستخدمها جيش الاحتلال عادة في المناطق الأقل تهديدا، لكن المقاومة باغتتهم بنصب كمين متقن في نقطة لم يتوقعوها.
اعترف جيش الاحتلال بمقتل 7 جنود من سلاح الهندسة بينهم قائد الفصيل برتبة ملازم، في كمين خانيونس الذي وقع أمس.
كما أصيب 16 جنديًا آخرين حسب اعتراف الجيش (عادةً العدد الحقيقي أكبر بكثير).
الجنود كانوا في آلية "بوما" وهي أقل حماية وتحصينًا من "النمر"، حيث يستخدمها جيش الاحتلال…
— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) June 25, 2025
ووفقا للروايات المتداولة، فقد اعتمد الكمين على فكرة بسيطة متكررة، لكن جيش الاحتلال وقع مجددًا في الخطأ ذاته، إذ تم زرع عبوة ناسفة أسفل المدرعة، مما أدى إلى احتراق المدرعة بالكامل، وارتفعت أصوات الاستغاثة عبر أجهزة اللاسلكي.
كمين خان يونس | تفاصيل جديدة:
استُهدفت ناقلة جند مصفحة تابعة لسلاح الهندسة بصاروخ مضاد للدروع، ما أدى لاشتعال النيران فيها بينما كان الجنود بداخلها، واحترق بعضهم وهم عالقون داخلها.
■ تشير التقديرات إلى مقتل 8 جنود وإصابة 9 آخرين خلال العملية.
■ تم نقل الجنود المصابين إلى مستشفى… pic.twitter.com/U1WBJjzdRX
— بلال نزار ريان (@BelalNezar) June 24, 2025
تبع ذلك تحرك وحدة إنقاذ إلى المكان، غير أنها سرعان ما وقعت في كمين ثان، وتكبدت خسائر إضافية. وفي ظل نيران المقاومة الكثيفة، عجزت وحدات أخرى عن الوصول حتى انسحب المقاومون بهدوء بعدما أوقعوا أكثر من 20 جنديا وضابطا بين قتيل وجريح، في حين استمرت المدرعة تحترق حتى تفحمت جثث الجنود بداخلها.
صور جنود الجيش الاسرائيلي الذين قتلوا في كمين في #خانيونس أمس pic.twitter.com/sqefbsAmlJ
— شذى العُمري???????? (@jordanrose988) June 25, 2025
وتحدث نشطاء عن أن كمين خان يونس سيكون له تأثير نفسي بالغ على جنود الاحتياط والمجندين الجدد لما شكله من صورة مروعة ومهينة لجيش الاحتلال في ساحة المعركة.
كمين اول للغزاة ثم كمين ثان لمن حاولوا انقاذهم
موقع حدشوت بزمان العبري: الحدث الصعب في قطاع غزة، كمين استهدف قوة عسكرية وكمين آخر استهدف قوة إنقاذ. https://t.co/Zs9jo5EiAc pic.twitter.com/iISEIXHoAY
— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) June 24, 2025
وكتب أحد النشطاء "احترقوا حتى الموت داخل المدرعة في كمين خان يونس.. عندما يتوقف الجميع عن القتال، تطلق غزة رصاصها وتقول: ها أنا ذا، كنت وما زلت وسأبقى".
وأضاف آخر "سيكتب التاريخ بحروف من ذهب عن جماعات مسلحة في غزة أذلت عدوا يفوقها أضعافا في العدد والعتاد، وكسرت جبروته".
بلاغ من القسام
تمكن مجاهدو القسام عصر أمس الثلاثاء من تدمير جرافة عسكرية من نوع "D9" بعبوة "شواظ" معدة مسبقًا واشتعال النيران فيها لمدة ساعة وبعد تقدم جرافة عسكرية أخرى للإنقاذ تم استهدافها بقذيفة "الياسين 105".
في جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع pic.twitter.com/3Z9Eseal9y
— Hanzala (@Hanzpal2) June 25, 2025
إعلانوقد أجمع عدد من النشطاء على أن مقاومة قطاع غزة تؤكد أن المعركة تصنعها الإرادة والعقيدة، لا الأرقام والأسلحة، وأن الصدق في المواجهة أقوى من التضليل الإعلامي، وفق تعبيرهم.
واعتبر مدونون أن الكمين لم يكن مجرد ضربة ميدانية ناجحة، بل رسالة استخباراتية واضحة تؤكد أن المقاومة تسيطر على الأرض وتقرأ تحركات العدو بدقة بعد تنفيذه على ثلاث مراحل متداخلة، استدرجت فيها المقاومة كل قوة إسناد إلى مصيدة نارية محكمة، فتحت فيها النيران من نقطة الصفر، في مشهد أربك القيادة الإسرائيلية وأعاد خلط أوراق الميدان.
فرط صوتي غزاوي ????????
الفرط في غزة و الصوت داخل الكيان .
ثلاثة قتلى وسبعة مصابين من الجنود الإسرائيليين، بعضهم في حالة خطيرة، بعد وقوع قوة عسكرية إسرائيلية وقوة إنقاذ في كمين مركّب نفذته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، احترقت خلاله ثلاث ناقلات جند.#غزة #غزة_الفاضحة pic.twitter.com/sLkJTttZnw
— Abd Lahloh Al Refaie (@Abdella07967637) June 24, 2025
وختم مغردون بالقول إن هذا الكمين لم يكن مجرد ضربة ناجحة، بل رسالة مدروسة تقول إن المقاومة تعرف الأرض شبرا شبرا، وتفكر بعقلية جهاز استخبارات ميداني في مواجهة جيش يملك أدوات الحرب لكنه يفتقر إلى الروح والثقة.