دُمّرت الأسواق، وأصبحت مرافق المياه والكهرباء غير صالحة للعمل، مما زاد من تعقيد حياة السكان الذين بدأوا بالعودة تدريجيًا إلى مناطقهم رغم خطر الذخائر غير المنفجرة التي تنتشر في العديد من الأحياء.

كمبالا: التغيير

لقي خمسة أطفال مصرعهم جراء انفجارات ناجمة عن الذخائر غير المنفجرة في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، حيث سقط ثلاثة منهم في منطقة الشريف يعقوب، بينما لقي اثنان آخران حتفهم في منطقة الكمر

وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تحديث عاجل الخميس، عن تسجيل حوادث عنف قائم على النوع الاجتماعي في ود مدني.

وأشار إلى أن 30% فقط من سكان المدينة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، لا يزالون فيها، بينما نزح الباقون نتيجة الصراع.

وأعلنت الجيش في 11 يناير 2025 استعادة السيطرة على ود مدني بعد أن كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ ديسمبر 2023، مما فتح الباب أمام المنظمات الإنسانية للوصول إلى المدينة لأول مرة منذ اندلاع الصراع.

إلى جانب الخسائر البشرية، تسببت الاشتباكات في دمار واسع للبنية التحتية. المستشفى الرئيسي في المدينة تعرض لأضرار كبيرة، في حين نُهبت الصيدليات، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية الأساسية.

كما دُمّرت الأسواق، وأصبحت مرافق المياه والكهرباء غير صالحة للعمل، مما زاد من تعقيد حياة السكان الذين بدأوا بالعودة تدريجيًا إلى مناطقهم رغم خطر الذخائر غير المنفجرة التي تنتشر في العديد من الأحياء.

ووسط هذه الأوضاع، أوضح تقرير( أوتشا) أن سكان ود مدني بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة تشمل الغذاء والمياه والصرف الصحي، إضافة إلى خدمات الصحة والتغذية والحماية.

ومع تصاعد هذه الاحتياجات، تعمل فرق تنسيق القطاعات بالتعاون مع الشركاء على الأرض لإجراء تقييم سريع وتقديم استجابات مناسبة.

كما يجري التخطيط لإرسال قافلة مشتركة بين الوكالات، تضم فريقًا فنيًا وخبراء حماية، بهدف تقديم المساعدات الأولية وتقييم الوضع عن كثب.

في إطار الجهود الإنسانية، أُنشئت مطابخ مجتمعية لتوفير الطعام للفئات الضعيفة، بينما بدأ برنامج التلقيح الموسع بتقييم الأضرار التي لحقت بمخازن اللقاحات ووضع خطط للتعافي.

وفي الوقت نفسه، تكثف دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تدخلاتها لإزالة الذخائر غير المنفجرة التي تمثل خطرًا كبيرًا على حياة السكان والعاملين في المجال الإنساني.

تعتبر ود مدني مركزًا زراعيًا واقتصاديًا رئيسيًا يشتهر بإنتاج محاصيل مثل القطن والقمح والذرة والخضروات، لكن النزاع منع المزارعين في العديد من المناطق من موسم الزراعة.

في أكتوبر 2024، أدى تجدد النزاع إلى نزوح واسع النطاق، بما في ذلك نزوح ثانوي من الخرطوم، وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية، وبحلول نهاية عام 2024، تم تهجير 434 ألف شخص من ود مدني إلى 15 ولاية في السودان، مع لجوء معظمهم إلى القضارف ونهر النيل وكسلا وأجزاء أخرى من الجزيرة.

بحلول 8 يناير 2025، استضافت ولاية الجزيرة حوالي 275 ألف نازح في ثماني محليات، وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية.

الوسومآثار الحرب في السودان الألغام حرب الجيش والدعم السريع مدينة ود مدني ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الألغام حرب الجيش والدعم السريع مدينة ود مدني ولاية الجزيرة الذخائر غیر المنفجرة ود مدنی

إقرأ أيضاً:

السودان: مقتل 40 مدنياً في هجوم على مخيم أبو شوك.. واتهامات بـإعدامات ميدانية

تشهد مدينة الفاشر انهياراً إنسانياً غير مسبوق. فقد توفي 63 شخصاً على الأقل خلال الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية، وفق مصادر طبية محلية. اعلان

ارتفع منسوب المأساة الإنسانية في إقليم دارفور، إثر سقوط 40 قتيلاً على الأقل، الاثنين، في هجوم مسلح نفذته قوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين، جنوب غربي مدينة الفاشر، وفق ما أعلنت غرفة طوارئ المخيم.

وأفاد بيان للغرفة بأن القوات اقتحمت المخيم من الجهة الشمالية، ما أسفر عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 19 آخرين، بينهم من سقطوا برصاص طائش، ومن تم "تصفيتهم مباشرة"، في مشهد وصفه ناشطون بأنه يعكس تصعيداً خطيراً في الانتهاكات ضد النازحين.

وأكدت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر"، وهي كيان مدني مناهض للانقلاب، سقوط الضحايا، مشيرة إلى وقوع "إعدامات ميدانية" بحق نازحين عُزّل، ووصفتها بـ"الجريمة البشعة التي تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين".

ويأتي الهجوم في ظل حصار مفروض من قبل قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ مايو 2024، والتي تُعد القاعدة العسكرية الأخيرة الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني في إقليم دارفور، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على غالبية مناطق الإقليم.

ومنذ خسارة السيطرة على العاصمة الخرطوم في مارس الماضي، أعادت قوات الدعم السريع ترتيب أولوياتها العسكرية، ونقلت تركيز عملياتها إلى غرب السودان، في مسعى لفرض توازن استراتيجي عبر بسط النفوذ على دارفور وكردفان.

وتحولت الفاشر، مع المخيمات المحيطة بها، إلى بؤرة متصاعدة للصراع، وسط تفاقم حاد في الأوضاع الإنسانية. ففي ديسمبر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة نشوء حالة مجاعة في ثلاثة من أكبر مخيمات النازحين في المنطقة: زمزم، وأبو شوك، والسلام.

Related منظمة الصحة العالمية: نحو 100 ألف إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو الماضيالسودان: الفاشر تُنذر بكارثة إنسانية وسكان يعيشون على العلف والنفاياتمجددًا الدعوة لنزع السلاح من الخرطوم.. قائد الجيش السوداني يعلن شروطه لوقف القتال

وفي أبريل الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم المجاور، ما أدى إلى فرار نحو 400 ألف نازح، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، في عملية أفقدت المخيم أغلب سكانه، وأعادت تشكيل الوضع السكاني في المنطقة.

وفي موازاة التصعيد العسكري، تشهد المدينة انهياراً إنسانياً غير مسبوق. فقد توفي 63 شخصاً على الأقل خلال الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية، وفق مصادر طبية محلية، في حين كشف ناشطون أن بعض الأسر باتت تعتمد على علف الحيوانات أو بقايا الطعام للبقاء على قيد الحياة.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يعاني نحو 25 مليون شخص في السودان من انعدام الأمن الغذائي، أي ما يقارب نصف السكان، بينما تصف المنظمات الدولية الوضع في دارفور بـ"الكارثة الإنسانية البطيئة" التي توشك على الانفجار.

وتستمر الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، في ما تُعد أكبر أزمة نزوح داخلي وخارجي في العالم، وفق التوصيف الأممي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في بلدة دير ميماس
  • مقتل شخصين في هجوم بمسيرة استهدف احتفالًا عسكريًا وسط السودان
  • مقتل قائد ميداني في “الدعم السريع” سخر من أطفال الفاشر الجوعى
  • قصف لا يهدأ وجوع مستفحل.. مقتل وإصابة العشرات بينهم أطفال في غارات إسرائيلية على غزة
  • ولاية البحر الأحمر تشهد كرنفال تخريج عدد (500) دارسة من النساء النازحات في مجالات حرفية
  • هولندا تطالب إسرائيل بتوضيح عاجل حول مقتل صحفيي "الجزيرة" في غزة
  • السودان.. مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو للتحقيق في مقتل صحفيي الجزيرة في غزة
  • السودان: مقتل 40 مدنياً في هجوم على مخيم أبو شوك.. واتهامات بـإعدامات ميدانية
  • "أونروا": الاحتلال يواصل إسكات الأصوات التي تبلغ عن الفظائع في غزة