عربي21:
2025-10-13@00:31:20 GMT

الانتصار.. الانتصار

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

يؤكد الإعلان الصادر في 15/1/2025، انتصار المقاومة والشعب في الحربين العدوانيتين، اللتين شنهما الجيش الصهيوني، بقيادة بنيامين نتنياهو وبايدن، بعد الانتصار العسكري الاستثنائي لعملية المقاومة الكبرى "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

هذا الانتصار العسكري والسياسي الذي لا جدال فيه من قِبَل المقاومة والشعب في قطاع غزة، وكل من ناصرهم وساندهم وتعاطف معهم، من فلسطينيين وعرب ومسلمين وشعوب العالم (التي تتسّم بالضمير الحر، وبالدفاع عن القِيَم العليا للانسان والإنسانية).



إن من يرفضون اعتباره انتصاراً، يتوزعون على عدة اتجاهات: البعض يسيئهم أن تنتصر المقاومة على الكيان الصهيوني. والبعض، ربما، عن حسن نيّة، لا يستطيع أن يتصوّر إمكان الانتصار العسكري على جيش متفوّق متوحش، مدعوم من أمريكا، دعماً كاملاً. والبعض يخطئ في المعيار الذي يحكم فيه على هذا الانتصار، بسبب ما يتعرض له قطاع غزة من جرائم بشرية، وتدمير شبه كامل. فكيف يعتبر أن ثمة انتصاراً، مع ضخامة ما ارتقى من شهداء، وأصيب من جرحى ومعوّقين جسدياً.

هذه الاعتبارات كلها تتساقط، لتهافتها أمام فشل جيش الكيان الصهيوني، وأمريكا في تحقيق أي هدف من الأهداف الرئيسة، في إعلان تلك الحرب وهي:

 1 ـ القضاء على حماس (المقاومة في غزة من كتائب عز الدين القسام، وسرايا القدس).
2 ـ إطلاق الأسرى بالقوّة.
3 ـ تهجير مئات الألوف إلى سيناء.

فالشيء الوحيد الذي حققه الجيش الصهيوني هو الإبادة الانسانية، والتدمير الشامل الفظيعين والإجراميين.

بل من المعيب حتى حدود العيب القصوى، اعتبار هذا البُعد، يشكل "انتصاراً" عسكرياً أو "إنجازاً"، لنتنياهو. وذلك بالرغم مما سبّبه من ضحايا وعذابات، لا مثيل لهما في العصر الحديث.

قطعاً، إن ما تضمنه الاتفاق من بنود يناقض، كل ما طرحه نتنياهو من أهداف للحرب، بما في ذلك، ما سبق وأُسمي باليوم التالي الذي تشكل، على ضوء ما توقف عنده، يوم الخامس عشر من شهر كانون الثاني في 2025، وعبّر عنه الاتفاق.

وكان هذا فشلاً آخر لنتنياهو وبايدن، في ما سعيا إليه من حرب عدوانية، دامت 464 يوماً، بساعاتها، ولياليها، وأيامها، القاسية على الاحتمال البشري، بما يفوق قسوة، كل قسوة أخرى. وهو أن تطلق الكلاب الجائعة لتنهش أجسام الشهداء والجرحى.

إن اليوم الأخير القادم، يوم الأحد في 19/1/2025، يسجل أولاً، هزيمة عسكرية وسياسية، لما وضعه نتنياهو وبايدن، لحرب الإبادة في قطاع غزة، من أهداف، ويسجّل انتصاراً لمقاومة تقاتل في جباليا (شمالي غزة). كأنها ما زالت في أيامها الأولى بعد السابع من أكتوبر 2023. وتستقبل "اتفاقاً" فرضته عسكرياً، قبل أن تفرضه سياسياً وأخلاقياً وإنسانياً.وهنا لا يجب أن يُسجّل كفشل لنتنياهو، ومن شاركه وسانده فحسب، وإنما أيضاً، كجريمة أخلاقية وإنسانية من جهة. ولكنها من جهة أخرى، مثلت انتصاراً للحق الفلسطيني المطلق في فلسطين، كما للشر الصهيوني المطلق في الوجود على أرض فلسطين.

نعم، مرة أخرى، إنه انتصار للمقاومة والشعب والإنسانية جمعاء، حين يذهب نتنياهو وشركاه إلى التوقيع على هذا الاتفاق، مجبرين غير مخيّرين. وهو ما كان ليحدث، لولا خوفهم من ترامب الذي أصرّ عليه. بل أمر نتنياهو على الرضوخ له. وهذه حقيقة أخرى، تؤكد بأن نتنياهو خرج من هذا الاتفاق مهزوماً ذليلاً، بالرغم مما يحاول أن يظهر به عكس ذلك.

إن المقاومة والشعب في قطاع غزة، وعلى مستوى شعب فلسطين والقضية الفلسطينية، لهم أن يرفعوا شارات النصر، بقوّة، أمام هزيمة نتنياهو، وهو يوقّع على الاتفاق.

الأمر الذي يشكل لنتنياهو صفعة تاريخية، فيما هو يُهدّد بتغيير خرائط ما يسمّونه (زوراً) "الشرق الأوسط". وقد جرّ وراءه من راحوا يبشرون بعصر أمريكي- صهيوني قادم، من خلال حملة إعلامية ودعائية، تفتقر إلى موازين القوى التي تسمح بها (الاحتلال العسكري في عام 1917).

ومرّة أخرى، وأخرى، إن اليوم الأخير القادم، يوم الأحد في 19/1/2025، يسجل أولاً، هزيمة عسكرية وسياسية، لما وضعه نتنياهو وبايدن، لحرب الإبادة في قطاع غزة، من أهداف، ويسجّل انتصاراً لمقاومة تقاتل في جباليا (شمالي غزة). كأنها ما زالت في أيامها الأولى بعد السابع من أكتوبر 2023. وتستقبل "اتفاقاً" فرضته عسكرياً، قبل أن تفرضه سياسياً وأخلاقياً وإنسانياً.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطينيين الاحتلال احتلال فلسطين غزة رأي وقف اطلاق نار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نتنیاهو وبایدن فی قطاع غزة ة أخرى

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: نفذت وعدي بإعادة الأسرى الإسرائيليين

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه وعد عائلات المحتجزين في قطاع غزة بإعادة الجميع دون استثناء، مضيفا "نحن ننفذ وعدنا".

وتابع أن "الأمر لم يكن سهلا ووقفت أمام ضغوط كبيرة من الداخل والخارج"، قائلا "كان نصب عيني طوال الوقت أمن إسرائيل وإعادة المختطفين ومواجهة صواريخ إيران وذراعها حماس"، وفق وصفه.

وأردف نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية أنه قال "دائما إنه لا يمكن إعادة المختطفين دون الوقوف بوجه حركة حماس"، مضيفا أن إسرائيل تضغط على حماس للتوصل إلى المراحل المقبلة من الاتفاق "ولتجريدها من سلاحها"، على حد قوله.

وزعم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم توافق سابقا على إعادة المحتجزين ووافقت على الصفقات حينما أحست أن الخناق يضيق عليها، وفق ادعائه.

وقال إنه يتذكر من وصفهم بـ"الأبطال" في الجيش والأجهزة الأمنية، موجها التحية لعائلات القتلى معلنا الوقوف إلى جانبها.

لم تكن على الطاولة

وفي الوقت نفسه، قال نتنياهو إن "كل شخص يقول إن هذه الصفقة كانت موجودة على الطاولة سابقا هو يكذب ببساطة".

ونقلت صحيفة تايمز البريطانية اليوم الجمعة عن المفاوض الإسرائيلي المستقل غيرشون باسكين أن الاتفاق الذي أُعلن عنه أمس بين حماس وإسرائيل كان مطروحا بالصيغة نفسها منذ أكثر من عام، ووافقت عليه حماس في حين رفضه نتنياهو.

وشهد قطاع غزة منذ ساعات الصباح الأولى حالة من الترقب والهدوء الحذر إثر موافقة إسرائيل التصديق على وقف إطلاق ودخوله حيز التنفيذ.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ فورا مع موافقة حكومة إسرائيل على الاتفاق.

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة "وافقت على الخطوط العريضة لإطلاق سراح جميع المحتجزين".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعلن الانتصار في الحرب على غزة
  • احذروا من نتنياهو فهو لم يوقع الاتفاق إلا لمصلحة شخصية
  • ما الذي يفهم من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن الأنفاق؟
  • ناشط مغربي: اتفاق غزة ثمرة صمود المقاومة والجبهة اليمنية التي أربكت العدو الصهيوني
  • غارديان: نتنياهو قبل وقف إطلاق النار لكن الحذر واجب
  • من هو مروان البرغوثي؟ .. الزعيم الفلسطيني الذي ترفض إسرائيل الإفراج عنه
  • مهندس صفقة شاليط: هكذا أفشل نتنياهو الصفقة قبل عام
  • ترامب يكشف تفاصيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. «أبرزها أزمة سلاح المقاومة»
  • نتنياهو: نفذت وعدي بإعادة الأسرى الإسرائيليين
  • قيادي في حركة “الجهاد”:المقاومة انتصرت العدو الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه