شكك محللون -في حديثهم لبرنامج "مسار الأحداث"- في نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنهم أكدوا أن هناك عوامل تجعله يلتزم هذه المرة بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومن أبرزها أن الضغوط تمارَس عليه داخليا وخارجيا.

وبينما أقر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والمنتظر أن تدخل حيز التنفيذ غدا الأحد، كشفت مصادر للجزيرة عن أن الوسطاء مارسوا ضغطا على نتنياهو بضرورة الانتهاء من موافقات الحكومة الإسرائيلية اليوم.

وكان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري قال -في مقابلة خاصة مع قناة الجزيرة- إنه يأمل بأن يصدُر قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي لتنفيذ الاتفاق، مؤكدا أهمية حشد الدعم الدولي لغزة ووضع الآليات لدعم الأسر المنكوبة في القطاع.

ضغوط داخلية وخارجية

وفي تعليقه على مسألة الالتزام باتفاق صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي إنه لا يثق بالجانب الإسرائيلي، ووصف نتنياهو بأنه "نصّاب ومتلاعب".

لكنه أوضح أن العوامل التي جعلت إسرائيل توافق على الصفقة هي نفسها التي ستجعلها تلتزم بتنفيذها، وتتمثل في الخسائر الاقتصادية والبشرية التي مني بها الاحتلال جراء حرب غزة، وبفشله في تحقيق أهداف الحرب، فضلا عن العزلة الدولية التي وضع نفسه فيها.

إعلان

أما العامل الآخر- بحسب البرغوثي- فيتعلق بالضغط الذي مارسه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على نتنياهو من أجل الموافقة على الصفقة. والسبب أن ترامب لا يريد إنفاق مزيد من الأموال على إسرائيل، حسبما يقول البرغوثي.

وأشار أيضا إلى الضغوط الداخلية التي قال إن حدتها ستزيد مع تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، إذ سيوجه الإسرائيليون انتقادات للمسؤولين عن سبب إطالة أمد الحرب من دون أن يتم تحقيق الأهداف التي وُضعت.

وفي السياق نفسه، ركز الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- على موقف الحريديم (اليهود المتشددين)، الذين قال إنهم يضغطون باتجاه تنفيذ الاتفاق ووقف الحرب على غزة، لأن استمرار هذه الحرب ستعني إمكانية تجنيدهم.

ويرى جبارين أن نتنياهو في حالة ضعف حاليا، لأن أهداف الحرب التي شنها على قطاع غزة لم تتحقق، وسيكون تحت طائلة ضغوط متزايدة بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، لأن الشارع الإسرائيلي سيسأل المستوى السياسي والجيش عن القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا في غزة.

وأكد أن موضوع الأسرى سيكون ورقة ضاغطة هذه المرة على نتنياهو، بعدما تلاعب بها الشهور الماضية.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أعلن الأربعاء الماضي التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة.

خارج نطاق التوقعات

وحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية البرغوثي، فإن موضوع الأسرى له حساسية كبيرة لدى الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن هجوم "طوفان الأقصى" كان يهدف لتبييض السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين.

وقال إن الحديث في المرحلة الأولى من الاتفاق يدور حول الإفراج عن 1700 أسير أو أكثر، ومنهم 300 من المحكومين أحكاما مؤبدة، كما سيتم الإفراج عن معظم الأسيرات الفلسطينيات، وهذا الرقم سيشكل صدمة كبيرة للإسرائيليين الذين كانوا يعارضون الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

إعلان

وأشار البرغوثي إلى أن إسرائيل تتعنت في موضوع الأسماء الكبيرة، مثل مروان البرغوثي وأحمد سعادات وعبد الله البرغوثي، لكن المفاوضات ستجري حول هذا الموضوع.

وعما بعد انتهاء الحرب، أوضح البرغوثي أن هذا الأمر يخص الفلسطينيين وحدهم، مشددا على ضرورة تنفيذ اتفاق بكين وبشكل فوري، والذي يقضي بتشكيل حكومة وفاق وطني.

وبخصوص الموقف الدولي من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، أوضح الكاتب والباحث في الشؤون الدولية، حسام شاكر، أن الدول تراقب المشهد في ظلال الموقف الأميركي، لكنه أشار إلى تراجع النبرة التي تتهجم على المقاومة الفلسطينية.

وعن كيفية تعاطي إدارة ترامب مع الاتفاق، لفت شاكر إلى أن الإدارات الأميركية لم تكن شريكا موثوقا به، وإدارة ترامب يصعب تقدير سلوكها، لأن رئيسها خارج نطاق التوقعات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

"المجاهدين": الاحتلال يواصل جرائمه بغزة رغم التزام الفصائل بوقف النار

غزة - صفا

قالت حركة المجاهدين الفلسطينية،
إن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تضاف الى سلسلة المجازر ضد المدنيين، مؤكداً أنها انتهاك لاتفاق وقف اطلاق النار الذي التزمت به فصائل المقاومة الفلسطينية ولم يلتزم به الاحتلال.

وأضافت المجاهدين في بيان لها، أن "الاحتلال يواصل يسوق ذرائع واهية وادعاءات سخيفة لمواصلة جرائمه ضد شعبنا تنفيذا لرغبة اليمين الصهيوني المجرم بمواصلة حرب الابادة ويكشف ذلك عن نوايا العدو في تقويض الاتفاق". 

وحملت المجاهدين الإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن انتهاكات العدو وجرائمه وعليها أن تلجمه، لا ان توفر الغطاء لجرائمه.

ودعت الوسطاء الى تحمل دورهم في اتخاذ موقف واضح تجاه الخروفات الإسرائيلية والعدوان الهمجي على شعبنا وضمان تنفيذ بنود الاتفاق حيث استمرار جرائم العدو الجبانة يهدد الاتفاق ويعرضه للانهيار.

مقالات مشابهة

  • "المجاهدين": الاحتلال يواصل جرائمه بغزة رغم التزام الفصائل بوقف النار
  • "الشعبية": الاحتلال يرتكب جريمة حرب جديدة في غزة ويقوض اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس تحمل الاحتلال مسؤولية تداعيات خرقه اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • هجوم على نتنياهو بعد فيديو يُظهر أسرى إسرائيليين قبل مقتلهم بغزة
  • رفض مصري قطري لـسلوك إسرائيل تجاه وقف إطلاق النار بغزة.. الاتفاق متعثر
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • وزير خارجية تركيا: نتعاون مع مصر لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • عاجل | وزير الخارجية التركي للجزيرة: مستعدون لإرسال قوات بهدف التوصل إلى سلام في المنطقة إذا لزم الأمر
  • صحيفة: تخوفات للوسطاء من "تغييرات ديموغرافية" تهدد "اتفاق غزة"
  • شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة