الشباب العربي والإعلام الجديد دور ملهم في توظيف منصات التواصل
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
في هذا التحقيق تتقصى «الاتحاد» جوانب من الفرص المتاحة للقيادات الشبابية العربية في الإعلام الجديد، من منطلق رؤية القيادة الرشيدة لتعزيز الريادة وسياساتها الداعمة للشباب العربي، خاصة في مجال الإعلام الجديد، من خلال برامج القيادة الشبابية العربية «أنموذج»، وذلك وعياً بأن هذا النوع من الإعلام يمثل فرصة ذهبية للقيادات الشبابية العربية لإعادة صياغة الواقع واستشراف المستقبل، خاصة أن الإعلام الجديد يتيح أكثر من منصة ملهمة لتحقيق الريادة، وتعزيز التطلعات العربية في مجالات التنمية، والثقافة، والبناء والنماء والتقدم والازدهار.
ولا شك في أن تمكين الشباب وإبراز دورهم في مختلف مجالات الإعلام الجديد سواء في ذلك، وسائل التواصل الاجتماعي والبث المباشر، والمدونات والمنصات الرقمية، ليعبروا عن آرائهم وإسهاماتهم في مختلف الإبداع والابتكار بشكل غير مسبوق ودون حدود أو قيود، وبناء شبكات رقمية قوية تسهم في تحقيق أهدافهم في الوعي بالقضايا المعاصرة المحلية والدولية، فقد أصبح الشباب العربي اليوم قادراً على إطلاق حملات اجتماعية مؤثرة تجمع التمويل والدعم لقضايا مجتمعية، وبناء استراتيجيات رقمية مبتكرة تدعم مجتمعاته وتطلعاته.
مستقبل الإعلام الرقمي
لقد زاد الآن ارتفاع سقف التطلعات المستقبلية والقناعةالراسخة بالدور الرائد للقيادات الشبابية العربية في ظل الإعلام الجديد، إذ إنهم يسعون لمواجهة التحديات والتغلب عليها مستفيدين من الفرص الاستشرافية ومواكبة تحولات الإعلام الرقمي. وهذا ما أكدته الإحصائيات والمقابلات الاستقصائية للخبراء والشباب العرب، من واقع فهمهم للمحتوى الإعلامي، في «اليوتيوب»، وتعزيز تحليل المحتوى على منصات «إنستغرام» و«فيسبوك»، و«تيك توك» و«x»، في مجالات (التعليم- الصحة- الرياضة- حقوق الإنسان). وكذلك التأثيرات المجتمعية لمبادرات الشباب العرب من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد خبراء في علم الاجتماع والإعلام الجديد الآثار الاجتماعية والنفسية لدور الشباب في هذا القطاع من الإعلام، ومدى قيمة توظيف هذا الدور الشبابي لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمعات العربية بصفة عامة. وقد أكد بعض أبرز المتابعين لمحتوى الشباب العرب في الإعلام الجديد خاصة على هذا الدور المتعاظم للشباب في رفع الوعي، وتصحيح بعض المفاهيم، وتقديم وجهات نظر جديدة ومبتكرة، فضلاً عن تناوله لمثل هذه القضايا العامة بقدر من الاهتمام لم يكن معهوداً عادةً لدى منصات الإعلام التقليدي.
تعزيز القيم المشتركة
ويمكن أن تتمثل الاستراتيجية المستقبلية لدور القيادات الإعلاميةالشبابية العربية في ظل الإعلام الجديد في السعي للتأثير إيجاباً، والإسهام في صناعة وبناء مجتمع متوازن لتعزيز القيم المشتركة، ودعم التنمية الاجتماعية، وتعزيز هوية الثقافة في الإعلام العربي، لتعكس الحقائق من خلال تعزيز حرية الصحافة، والتعبير المهني بعيداً عن التضليل، بالاستخدام الأمثل لأدوات التكنولوجيا الحديثة في الإعلام الجديد، فضلاً عن تطوير مهارات الابتكار الإعلامي المختلفة.
كما يمكن لهذه الموجة من الإعلام الجديد أيضاً تعزيز التطلعات المجتمعية والإسهام بنشاط وفعالية في التوعية بالقضايا الاجتماعية العامة، ودعم التعليم والبحوث العلمية والتنمية الاقتصادية، وحماية البيئة والثروات الطبيعية، والمشروعات الريادية للشباب، والتنمية الإنسانية المستدامة بصفة عامة، والسعي لتعزيز التسامح، والارتقاء بالقيم، والإسهام بإيجابية في تعزيز روح التعايش والسلم وحل النزاعات والصراعات التي تشغل البشرية الآن.
بناء استراتيجيات فعّالة
كما يمكن للشباب العربي أيضاً مواجهة العديد من التحديات الراهنة والتغلبعليها، والاستفادة من الفرص الاستشرافية للمستقبل، بمزيد من توظيف الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، وغيرها من جوانب تطورات التكنولوجيا السريعة اليوم، وزيادة المساهمة الإعلامية المهنية في ترشيد خطوط تأثير وسائل التواصل الاجتماعي بالاستغلال الأمثل لأدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير المحتوى المبتكر والتفاعلي، ورفع مهارات العاملين في الإعلام، وبناء استراتيجيات تسويقية فعّالة، وتعزيز الأمن السيبراني، والتكيف السريع مع التغيرات التكنولوجية، وترسيخ التعاون مع القطاع الخاص، وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية لبناء شبكات علاقات دولية، وتطوير الصناعة وآليات العمل المستدامة في مجتمع إعلامي متوازن وملهم.
فارق إيجابي ملموس
وفي هذا الاستقصاء، جاءت نتائج الإحصائيات والمقابلات مع الخبراء والشباب العرب، مؤكدة هذه الأدوار المحورية لدور للإعلام الجديد (اليوتيوب -إنستغرام -فيسبوك إكس -تيك توك -البودكاست «podcast»... إلخ)، في الاستجابة لتطلع محسوس، وصناعة فارق إيجابي ملموس، في مجالات (التعليم -الصحة -الرياضة -حقوق الإنسان.. إلخ)، حيث إن، 70% من الشباب العرب يستخدمون «يوتيوب» مثلاً لتعلم مهارات جديدة، و60% من هؤلاء المستخدمين يفضلون المحتوى التعليمي على منصات التواصل الاجتماعي. و50% من الشباب العرب يستخدمون كذلك «إنستغرام» لتعلم معلومات جديدة. وكذلك «البودكاست» يفضل 40% من المستخدمين العرب الاستماع فيه إلى المحتوى التعليمي، في مجالات المحتوى المطلوبة في العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، وكذلك في الصحة النفسية، والتغذية، والرياضة، وتحليل المباريات، والمساواة، والتسامح.
وتذهب بعض الآراء الإعلامية إلى أن المحتوى التعليمي على «يوتيوب» يمكن أن يغير النظرة العربية التقليدية للتعليم بصفة عامة، كما ذكر بعض آخر أن «البودكاست» يمكن أن يكون هو أيضاً أداة فعالة لتعليم اللغات. وجاء في رأي آخر، أن منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن تساعد في تعزيز الوعي الصحي. كما أكد كثير من الشباب العرب أن «المحتوى التعليمي على يوتيوب ساعدهم في تعلم مهارات جديدة، وأن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت كذلك مصدراً مهماً للمعلومات».
روح الحوار والتفاعل
ومن خلال التأثيرات المجتمعية لمبادرات الشباب العرب في منصات التواصل الاجتماعي، اتضحت إيجابية دورهم في رفع وعي المجتمع بأهمية روح الحوار والتفاعل الاجتماعي البناء، هذا فضلاً عن التأثيرات الاقتصادية لتطوير المشاريع ودعم السياحة والتجارة، وكذلك التأثيرات السياسية التي تعزز ثقافة المشاركة المجتمعية، وثقافة الحوار والتفاوض لحل مختلف القضايا العربية والدولية، والتأثيرات الثقافية من خلال تعزيز الهوية العربية دون إغفال أهمية التبادل الثقافي الدولي ترسيخاً لقيم التسامح والتفاهم، من خلال مبادرات بناءة، كمبادرة (معاً - للمساواة) لتعزيز حقوق المرأة، ومبادرة (شباب - المستقبل) لدعم التعليم والتدريب، ومبادرة (تغيير - الواقع) لتعزيز التغيير الإيجابي، ومبادرة (أنا - شريك) لتعزيز الحقوق المدنية.
التفاعل الاجتماعي والتواصل
أما خبراء علم الاجتماع، فقد جاءت آراؤهم في الإعلام الجديد وآثاره الاجتماعية والنفسية مؤكدة لأهمية وفعالية دور الشباب في كل جهد متصل بتعزيز التفاعل الاجتماعي والتواصل، والوعي الاجتماعي، وترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع، ودعم التغيير الاجتماعي وبناء الهوية الشخصية والاجتماعية، وإن ظهرت أيضاً تحديات مهنية من خلال الحفاظ على الجودة والصدق في المحتوى، ومواجهة الدعاية والتضليل، ودعم السياسات العامة لتنظيم الإعلام الجديد.
تعزيز الابتكار والإبداع
أكد مجموعة من المتابعينلمحتوى الشباب العرب في الإعلام الجديد، أهمية تصحيح بعض المفاهيم، وتقديم وجهات نظر جديدة ومبتكرة، لتعزيز الابتكار والإبداع، وإتاحة الفرص لتعزيز مشاركة الشباب وانخراطهم في الحياة العامة والحوار؛ لأنهم يمتلكون القدرة على تغيير كثير من معطيات الواقع الاجتماعي. ولديهم اهتمام خاص بقضايا لم تحظَ باهتمام كبير في الإعلام التقليدي، مثل بعض المشكلات الاجتماعية، كالعنف الأسري، وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وحقوق المرأة، إضافة للصحة النفسية، وهذا ما يدعو للاستفادة من وسائل للتواصل الاجتماعي والمدونات و«اليوتيوب»، وغيرها من منصات الإعلام الجديد في مواجهة، مثل تلك المشكلات والتحديات الاجتماعية.
مواجهة التهديدات السيبرانية
في هذا المقام، قالت صفية الشحي،إعلامية وصانعة محتوى، إن الشباب العربي اليوم ليس مجرد مستهلك للتكنولوجيا، بل يمثل قوة محورية يمكنها المساهمة بفاعلية في تعزيز الوعي والأمن الرقمي، مع انتشار التكنولوجيا بشكل واسع وسرعة التحولات الرقمية في المنطقة. ويُعتبر الشباب اللاعب الرئيسي في حماية المجتمع الرقمي ودعمه، كما يتمتع أبناء هذا الجيل بمهارات تقنية متزايدة وشغف كبير بالتعلم، ما يجعلهم مؤهلين للعب دور فعّال في هذا المجال، لافتة إلى أن العديد منهم لديهم خلفيات في البرمجة، والذكاء الاصطناعي، وحتى الأمن السيبراني، مما يمنحهم أساساً قوياً لبناء حلول مبتكرة. وتابعت: لكن الواقع يحمل أيضاً تحديات لا يمكن إنكارها، منها: نقص البرامج التدريبية المتخصصة ومحدودية التنسيق أحياناً بين القطاعات الحكومية والخاصة لدعم هذه المواهب. كما أن سرعة تطور التهديدات السيبرانية تتطلب مهارات متجددة باستمرار لمواجهتها، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً للشباب في مواكبة هذا التطور، موضحة أنه طالما أن الفرص كبيرة ومتنوعة، فإنه يمكن للحكومات والمؤسسات الخاصة أن تلعب دوراً حاسماً من خلال توفير برامج تدريبية متقدمة، وتنظيم مسابقات ومبادرات تُحفز الشباب على الابتكار في مجال الأمن الرقمي. كما أن الاستثمار في المحتوى التعليمي باللغة العربية يمكن أن يسد أيضاً فجوة كبيرة في إيصال المعرفة التقنية المتخصصة. ولتعزيز مشاركة الشباب في الأمن الرقمي، لابد من دعم شامل يتضمن التوعية، والتدريب، والتشجيع على تطوير المهارات، لأن بناء بيئة تمكينية لهم ليس رفاهية، بل ضرورة لمواكبة التحديات الرقمية التي تواجه العالم العربي اليوم، حيث إن النجاح المأمول يعتمد على توفير الأدوات الصحيحة والدعم المستمر. ومع وجود هذه المقومات، يمكن أن يصبحوا رواداً في حماية الفضاء الرقمي وتطوير حلول تسهم في أمن واستقرار مجتمعاتهم.
إيجابية واحترافية
بيّنت الدكتورة لميس أبوحليقة، صانعة محتوى، أنه في ظل وجود الإعلام الجديد وتطوراته السريعة بإمكان المبدع أن يصل بمحتوى رسالته إلى أكبر قدر من الجمهور بأقل وقت ممكن وأقل الإمكانيات والتكلفة، وهذه من الفرص الإيجابية التي يمكن الاستفادة منها. وبالنسبة للتحديات فهناك الكثير من صناع المحتوى، والمنافسة بلا شك كبيرة لإثبات الشخص نفسه، وما يقدمه، وهو يقف خلف هذه الشاشة الصغيرة. فالمجال متسارع في الطرح سواء من خلال مواضيع مستجدة أو «ترندات» تطرأ على الساحة، وعلى المبدع أن يواكبها بإيجابية وذكاء واحترافية فذة تلامس الآخر وتؤثر عليه إيجاباً، مضيفة أن التحديات كثيرة، ومن ضمنها المحتوى نفسه، هل هو مبني على أسس صحيحة أم تتستّر خلفه أجندات وأفكار مضللة، ففي بعض الأحيان ربما لا يقصد صانع المحتوى تضليل الجمهور والمتابعين، ولكن اختياره للمحتوى كان أصلاً غير دقيق، وهذا يعود إلى صانع المحتوى نفسه هل يبذل جهداً على ما يقدمه من بحث وتحرٍّ واطلاع ومتابعة، أم مجرد الاهتمام بسرعة النشر والسبق الإعلامي والانتشار لدى الجمهور على حساب المصداقية.
الوعي بالتحديات الرقمية
قالت الدكتورة صفاء مبارك النقبي، صانعة محتوى، نحن نعيش في عصر يتطلب منا جميعاً، وخاصة الشباب، الوعي بالتحديات الرقمية المتزايدة والقدرة على استثمار الفرص بشكل إيجابي، وهذا ما جعلني أسهم في تقديم ورش عمل وبرامج تدريبية تهدف إلى تمكين الشباب من فهم ديناميكيات الإعلام الجديد، وكيفية تحويل التحديات، مثل التضليل الرقمي والابتزاز الإلكتروني، إلى فرص للتعلم والإبداع. كما عملت على بناء مشاريع ومبادرات تسلط الضوء على أهمية الإعلام الهادف، مثل إنتاج محتوى رقمي يعزز القيم المجتمعية ويساهم في نشر الوعي حول الأمن الرقمي، مختتمة: إذا أردنا أن يقود الشباب الإعلام الجديد بوعي ومسؤولية، فعلينا أن نؤمن بهم، وندعمهم، ونفتح أمامهم أبواب الابتكار والإبداع.
برامج تدريبية
ومن جانب أكد محمد الجابري، إعلامي وصانع محتوى، أن الشباب اليوم هم الأكثر اتصالاً بالعالم الرقمي، مما يمنحهم القدرة على قيادة التغيير والمساهمة في بناء مجتمعات رقمية أكثر وعياً وأماناً. أما بالنسبة للتحديات، فهناك عوامل عدة قد تعيق هذا الدور، منها نقص الوعي بأهمية الأمن الرقمي، ومحدودية الوصول إلى برامج تدريبية متخصصة، وقلة الفرص لدخول الشباب في صناعة القرارات المرتبطة بالسياسات الرقمية.
وعلى الجانب الآخر، فالفرص متاحة وبكثرة، ويمكن استغلال الإمكانيات التقنية المتقدمة التي تتوفر في العديد من الدول العربية، بالإضافة إلى الاستفادة من الحاضنات والمبادرات الشبابية التي تدعم الابتكار الرقمي. كما أن المنصات الإلكترونية وبرامج التوعية باتت أدوات فعالة لتعزيز مشاركة ودور وحضور الشباب في هذا المجال. وبالمجمل، فإن تعزيز الوعي والأمن الرقمي مسؤولية مشتركة تحتاج إلى تكاتف الشباب مع الحكومات والمؤسسات الخاصة. فالاستثمار في الشباب العربي من خلال التعليم، والتدريب، وإتاحة الفرص، هو الطريق الأمثل لزيادة مساهمتهم الفعالة في خدمة مجتمعاتهم عبر انخراطهم في هذا المجال الحيوي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشباب العربي الإعلام الجديد الإمارات الثقافة الإعلام الرقمي منصات التواصل الاجتماعی الابتکار والإبداع فی الإعلام الجدید المحتوى التعلیمی الشبابیة العربیة الشباب العربی برامج تدریبیة الأمن الرقمی الشباب العرب العربیة فی الشباب فی فی مجالات من الفرص من خلال یمکن أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
قمة "بريدج" 2025 تستضيف جيف زوكر وإميلي مايتليس وجاين فيرغسون وتشاك تود في حوارات عالمية حول الثقة والسرد ومستقبل الإعلام
أبوظبي - الرؤية
تستعد قمة "بريدج" 2025، الحدث العالمي الأضخم لقطاعات الإعلام والمحتوى والترفيه، لاستقبال نخبة من كبار مديري التحرير وخبراء هيئات ومحطات البث وصنّاع المحتوى العالميين، من بينهم جيف زوكر، إميلي مايتليس، جاين فيرغسون، وتشاك تود، في حوارات رائدة حول الثقة والتأثير، إلى جانب استشكاف طرق صناعة المعلومات، ومشاركتها وحوكمتها، في عصر يشهد تطورات تكنولوجية وثقافية متسارعة حول العالم.
بناء الثقة والمساءلة والريادة التحريريةوتستضيف قمة "بريدج" 2025 جيف زوكر، الرئيس التنفيذي لـ RedBird IMI والشريك في RedBird Capital Partners، في جلسة بعنوان "أزمة الثقة في الإعلام"، حيث يناقش كيف أسهمت عمليات اندماج الشركات، وتحوّل نماذج الأعمال، وصعود صنّاع المحتوى المستقلين في إعادة تشكيل القيادة التحريرية. كما يتناول السبل التي يمكن لشركات الإعلام من خلالها بناء ثقافات مهنية تعزّز المخاطرة المحسوبة والمرونة الإبداعية في ظل بيئة إعلامية شديدة التحوّل.
وفي جلسة "أجندات خلف القصص"، تبحث الإعلامية ومقدمة الأخبار إيميلي مايتليس في كيفية تأثير الإطار السردي على فهم الجمهور، بالتزامن مع تصاعد المخاوف من المعلومات المضللة والمغلوطة. وتناقش أيضاً المتطلبات الضرورية لاستعادة الوضوح والثقة، ودور السرد المسؤول في إعادة توجيه العلاقة بين المتلقي والقصص الإخبارية.
ويناقش كلٌّ من جاين فيرغسون وتشاك تود، الشريكان في شركة "نوزفير" الصحفية Noosphere، في جلسة "بناء أسس جديدة للصحافة"، تأثير الخوارزميات، والاستقطاب، والرقابة على التغطيات الصحفية السياسية، إضافة إلى استراتيجيات تعزيز المصداقية في بيئة تتسارع فيها الأخبار وتتزايد فيها عوامل تشتيت الانتباه.
سرديات تحفز الأسواق والسياسات والتصورات العامةويقدم خبير الاقتصاد السياسي المخضرم الدكتور فوك فوكوفيتش جلسة بعنوان "القصص كقوة مؤثرة في صناعة التغيير"، مسلطاً الضوء على تأثير المعتقدات الشعبية السائدة في السلوك الاقتصادي والنتائج السياسية، إضافة إلى أهمية فهم القادة لخطوات صناعة السرديات وكيفية انتشارها.
الهوية والمجتمع وصعود الإعلام المستقلويطل فيصل العقل ومنيرة الشريفي على جمهور قمة "بريدج" 2025 في جلسة بعنوان "الغاية قبل الإنتاج… سرّ تأثير الإعلام المستقل"، لاستعراض كيفية تطور البودكاست الشعبي إلى حراك ثقافي، وتوضيح إسهام الأصالة والمحتوى الهادف والقائم على القيم النبيلة في التأثير على الطريقة التي يبني بها الجمهور العربي الثقة مع وسائل الإعلام.
ويقدّم كلٌّ من جوستينا جوليك وبريان هانلي من شركة "فيديو نيست" VideoNest جلسة بعنوان "الميمز كصناعة إعلامية"، حيث يستعرضان تطوّر ثقافة الميمز لتصبح إحدى لغات التواصل الرقمي المؤثرة، ويناقشان دورها في تشكيل الهوية والسياسات وسلوك العلامات التجارية، إضافة إلى بحث الأشكال الجديدة للملكية الفكرية المرتبطة بهذا النوع من المحتوى.
صيغ جديدة في مستقبل جديد: تحول السرد القصصي العالميوتنظم القمة جلسة بعنوان "مستقبل محتوى السرد القصصي"، يناقش فيها غريغوري لافروف، نائب رئيس التسويق والعلامات التجارية المحلية وإدارة الأسماء التجارية في "وارنر براذرز ديسكفري" Warner Bros. Discovery لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، كيف تعيد شركات الترفيه العالمية تفسير الملكية الفكرية لتناسب جماهير متنوعة من خلال استراتيجية إبداعية قائمة على البيانات.
وتستعرض كلٌّ من موييرا فوربس وستيفاني ميهتا، في جلسة بعنوان "مستقبل الصيغة الطويلة للمحتوى الإعلامي"، كيف تنجح الصيغة الصحفية الطويلة في جذب جماهير جديدة عبر منصات مثل "يوتيوب" والبودكاست وخدمات الاشتراك في النشرات، وما الذي يجعل هذا النوع من المحتوى قادراً على الاستمرار والتوسع في البيئة الرقمية الحالية.
حوكمة المنصات وتغير بيئة المعلوماتوتستعرض كلٌّ من كارول هاوس وكريستين وود، في جلسة "نماذج حوكمة الخطاب الرقمي"، الفجوات التي ظهرت في حوكمة المنصات خلال السنوات الأخيرة، كما تناقشان التحديات المرتبطة بتحقيق توازن دقيق بين السلامة والدقة وحرية التعبير مع استمرار تطوّر المنصات الرقمية واتساع تأثيرها.
كما تبحث الكاتبة والصحفية بلستيا العقاد كيف يسهم التشفير، والتوثيق عبر الهواتف المحمولة، والتقارير المواطنية في تغطية النزاعات في البيئات عالية المخاطر، ضمن جلسة "من يراقب الصحفيين".
وتقدّم نجاة عبد الهادي، رئيسة الإعلام والاتصال في "لينكدإن" للأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط، جلسة بعنوان "قائمة الوظائف المعرّضة للاندثار في قطاع الإعلام"، حيث تسلّط الضوء على تأثير الأتمتة على الأدوار الإعلامية بحلول عام 2035، وتستعرض المهارات المهنية التي يجب تطويرها لمواكبة التحولات المستقبلية في هذا القطاع.
وفي جلسة "ريادة لينكدإن.. كيف تحولت كل شركة إلى منصة إعلامية"، تبحث كاتي كارول دور الاتصال المؤسسي في تعزيز هوية العلامات التجارية وبناء حضورها، وتوضح كيف يقود تطوير القدرات التحريرية داخل المؤسسات إلى تحويل الشركات نفسها إلى منصات إعلامية تمتلك صوتها وروايتها الخاصة.
وتُعقد القمة، التي ينظمها تحالف "بريدج"، المنظمة العالمية المستقلة غير الربحية التي تهدف إلى تطوير منظومة الإعلام والمحتوى والترفيه العالمي، والمرتكزة على ترسيخ المصداقية وتعزيز الثقة ودعم الابتكار المسؤول في هذه القطاعات، في الفترة 8-10 ديسمبر المقبل، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك).
وتستقبل قمة "بريدج" 2025 أكثر من 60 ألف مشارك من 132 دولة، إلى جانب 430 متحدثاً في برنامج شامل يتضمن أكثر من 300 جلسة تستكشف كيف تتقاطع صناعات الإعلام والمحتوى والترفيه مع التكنولوجيا والتمويل والثقافة والصناعات الإبداعية.
وبوصفها منصة محورية وأولى مبادرات تحالف "بريدج"، تجمع القمة قادة الصناعات الإبداعية والإعلامية والترفيهية، إلى جانب صناع القرار والمبتكرين والجهات المعنية بهذه الصناعات، لبحث التحديات العالمية المشتركة، وتبادل الأفكار والرؤى ووجهات النظر، فضلاً عن بحث سبل التعاون، بما يتسق مع رسالة التحالف في بناء منظومة إعلامية عالمية أكثر ترابطاً واستدامة، تقوم على المعرفة المشتركة والمعايير الموثوقة وتعزيز الثقة بين الجهات الفاعلة حول العالم، ودعم تطوير مستقبل أكثر مرونة وترابطاً لاقتصاد المحتوى العالمي.