دعت الإدارة الذاتية للأكراد لشمال وشرق سوريا في بيان إلى الرأي العام، اليوم الاثنين، الشعب السوري والقوى والمنظمات الدولية إلى العمل من أجل إيقاف هجمات تركيا والفصائل السورية التابعة لها على سد تشرين، وطالبت بـ"دخول قوات دولية إلى السد" بهدف حمايته.

كما حذرت الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد، عبر هيئة البيئة التابعة لها، من أن انهيار سد تشرين سيؤدي إلى "اختناق أعداد كبيرة من البشر وتدمير العديد من القرى"، ودعت القوى والمنظمات والحركات والأفراد الدولية والإنسانية والبيئية "مرة أخرى" إلى إيصال صوتها إلى الرأي العام لوقف هذه الهجمات.

شاهد.. فصائل كردية تحذر من انهيار سد تشرين في سوريا - موقع 24أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، خروج سد تشرين في منبج عن الخدمة، جراء استهدافه من قبل تركيا والفصائل الموالية لها، محذرة من حدوث فيضانات كبرى، بحسب منشور على "فيسبوك". هجمات تركية

وأدان البيان "اعتداءات الدولة التركية" التي تقوم بـ"مهاجمة سد تشرين بالطائرات المسيرة والطائرات الحربية"، ولفت إلى أن شعب شمال وشرق سوريا قام بـ"إرسال قوافل مدنية إلى السد منذ الثامن من شهر يناير (كانون الثاني) الجاري"، وحمايته بـ"شكل منفرد كدرع بشري".
وأضاف: "رغم ذلك، لم تتوقف الهجمات التركية، وأدت إلى استشهاد العشرات من أعضاء القوافل المدنية"، وأوضح البيان أن هذا النداء "موجه في المقام الأول إلى كل أبناء سوريا من أكراد وعرب وسريان وشراكس وعلويين ودروز ومسلمين وإيزيديين" لوقف الهجمات على سد تشرين، ورفع أصواتهم في المحافل الدولية، لأن تدمير السد سيؤدي إلى كارثة إنسانية".

"قسد" تصد الفصائل الموالية لتركيا.. وتحذر من داعش - موقع 24قالت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد في سوريا، إنها شنت هجوماً مضاداً ضد فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، لاستعادة مناطق بالقرب من الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا. خطر انهيار السد

كما وجهت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبر بيانها، نداءً إلى الحركات البيئية والمنظمات ومؤسسات حقوق الإنسان، محذرة من أن "الخطر الذي يهدد السد يتزايد يوماً بعد يوم، وهذا الخطر من شأنه أن يؤدي إلى كوارث مختلفة، ولا تؤدي هذه الهجمات إلى الإضرار بطبيعة المنطقة فحسب، بل تعرض سكانها أيضاً لخطر الإبادة الجماعية"، وقالت: "يومياً يقع العشرات من الشهداء ويتم تدمير البيئة بشكل يومي، لقد غادرت الطيور والسناجب أعشاشها بالفعل".
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، تشن فصائل مسلحة من "الجيش الوطني" الموالي لتركيا هجوماً ضدّ قوات سوريا الديمقراطية، انتزعت خلاله منطقة تل رفعت ومدينة منبج من قبضة "قسد"، ومنذ ذلك الحين، تتواصل الاشتباكات بين الطرفين في ريف مدينة منبج ومحور سد تشرين الواصل إلى مدينة كوباني، رغم هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة، وأسفرت حتى الآن تلك الاشتباكات حتى الآن عن مقتل 423 شخصاً من الجانبين منذ 12 يناير (كانون الأول) 2024، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبحسب بيان سابق للإدارة الذاتية في 18 يناير (كانون الثاني) الجاري، قُتل 4 مدنيين على الأقل جرّاء استهداف تركي لـ"تجمع مدني" من الأهالي الذين ذهبوا إلى سد تشرين للتنديد بالهجمات التي يتعرض لها.

أكثر من 100 قتيل في اشتباكات بين فصائل موالية لتركيا و"قسد" - موقع 24أسفرت الاشتباكات المتواصلة بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية، في ريف منبج في شمال سوريا، عن أكثر من 100 قتيل خلال يومين، حتى فجر الأحد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. العواقب المحتملة وتابعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيانها، أن العواقب والمخاطر التي قد تنشأ في حال انهيار سد تشرين، تتلخص فيما يلي:
- "تحيط بالسد مئات القرى ويعيش مئات الآلاف من البشر، وانهيار السد سيؤدي إلى اختناق أعداد كبيرة من البشر وتدمير العديد من القرى".
- "سيجلب معه كارثة بيئية، ويدمر أعشاش ومساكن آلاف الأنواع من الكائنات الحية، وإخلال بالنظام البيئي في تلك المنطقة، كما سيتم تدمير الغطاء النباتي الأخضر والكائنات الحية".
- "يوفر السد الكهرباء لمئات الآلاف من القرى والبلدات، وتدميره يدفع سوريا إلى وضع صعب ومرحلة مظلمة".
- "يعتبر السد جسراً يسهل حركة سكان المنطقة، ولهذا السبب فإن الهجمات التي يتعرض لها تجعل حياة الأهالي صعبة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأكراد الدولة التركية سوريا الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قوات سوريا الديمقراطية قسد سوريا قسد الأكراد تركيا الإدارة الذاتیة سد تشرین

إقرأ أيضاً:

صناديق الاستثمار الخليجية تتجه نحو الهند وشرق إفريقيا (2- 2)

 

محمد بن علي بن حمد العريمي

[email protected]

 

استكمالًا للجزء الأول من المقال، وبالتوازي مع الحراك الخارجي، تشهد سلطنة عُمان نشاطًا داخليًا متناميًا في قطاع التعدين؛ ففي أغسطس 2025، جرى توقيع 3 اتفاقيات في البريمي والوسطى بقيمة 192 مليون ريال عُماني لتطوير مشاريع تعدين ومعالجة تشمل النحاس والكروميت وإنتاج مواد صناعية مثل صودا الكربون والجير المائي.

هذه الاستثمارات لا تعزز فقط الصناعات المحلية وتوفر فرص عمل؛ بل تهيء عُمان لتكون مركزًا إقليميًا لمعالجة وتصدير المعادن، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية إضافية في الأسواق العالمية. كما أطلقت وزارة الطاقة والمعادن في سبتمبر 2025 جولة جديدة للمزايدة على أربع مناطق امتياز تعدينية؛ حيث تشير المؤشرات الأولية إلى وجود الذهب والفضة والنحاس، ما يعكس الرغبة في استكشاف موارد جديدة وتنويع مصادر الدخل.

كل هذه الخطوات تندرج ضمن رؤية استراتيجية أوسع تسعى عُمان ودول الخليج إلى تكريسها: الخروج من أَسر الاقتصاد الريعي النفطي إلى اقتصاد متنوع يستند إلى شراكات عالمية واستثمارات استراتيجية طويلة الأمد. الهند وشرق إفريقيا ليستا مجرد أسواق جديدة؛ بل منصات لتوسيع النفوذ الاقتصادي والسياسي، وضمان الأمن الغذائي والطاقة، والمشاركة في الاقتصاد الأخضر العالمي.

ومن زاوية أوسع، يمكن القول إن ما يحدث اليوم هو إعادة صياغة لدور الخليج في الاقتصاد العالمي. فبعد أن كان دور المنطقة يقتصر لعقود على تصدير النفط، أصبحت اليوم طرفًا فاعلًا في تمويل الابتكار في الهند، وتطوير الزراعة في إفريقيا، واستكشاف المعادن في السلطنة نفسها. ومع أصول تتجاوز مئات المليارات من الدولارات، فإن صناديق الاستثمار الخليجية، وعلى رأسها الصناديق التابعة لجهاز الاستثمار العُماني، تتحرك لتكون ركيزة أساسية في بناء اقتصاد ما بعد النفط.

إن هذه الاستثمارات لا يمكن النظر إليها كأرقام مجردة؛ بل كجزء من مشهد استراتيجي أشمل؛ حيث تلتقي المصالح الاقتصادية مع الاعتبارات الجيوسياسية. فالهند بالنسبة للخليج ليست مجرد شريك اقتصادي؛ بل حليف استراتيجي في ممرات التجارة البحرية والمحيط الهندي. وإفريقيا ليست فقط أرضًا للفرص الزراعية والمعدنية؛ بل أيضًا ساحة نفوذ يتقاطع فيها الخليج مع الصين والهند وأوروبا. لذلك فإن هذه التحركات تحمل في طياتها بعدًا سياسيًا لا يقل أهمية عن بعدها الاقتصادي.

ومع استمرار هذا التوجه، من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تزايدًا في حجم الاستثمارات الخليجية في الهند وشرق إفريقيا، مع دخول قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي والطاقة الهيدروجينية. أما بالنسبة لعُمان، فإن نجاحها في موازنة استثماراتها بين الداخل والخارج، وخاصة في مجالات التعدين والذهب والزراعة، يجعلها في موقع يسمح لها بتعزيز مكانتها الاقتصادية إقليميًا وعالميًا، ويمنحها فرصة للمشاركة بفعالية في صياغة مستقبل الاقتصاد الخليجي بعد النفط.

إنَّ النجاح اللافت لصناديق الاستثمار الخليجية في اختيار أسواق الهند وشرق إفريقيا يبرهن على رؤية اقتصادية بعيدة المدى ومهارة فائقة في إدارة الموارد المالية. فقد ارتفعت صادرات دول الخليج إلى إفريقيا من 30 مليار دولار عام 2016 إلى 65 مليار دولار عام 2022، مما يعكس توسعًا ملموسًا في الروابط التجارية والثقة المتبادلة. وفي نفس الإطار، تجاوزت إجمالي الاستثمارات الخليجية في القارة 100 مليار دولار عام 2023، موزعة بين الإمارات 59.4 مليار، السعودية 25.6 مليار، قطر 7.2 مليار، وعُمان ضمن استثماراتها نحو 3.3 مليار ريال عُماني في قطاعات الطاقة والبنية الأساسية.

وفي قلب هذا النجاح يبرز جهاز الاستثمار العُماني كفاعل استراتيجي محوري؛ إذ تجاوزت أصوله 53 مليار دولار عام 2024، مُحققًا أرباحًا صافية بلغت 4.12 مليار دولار، ما يعكس قدرة الجهاز على توظيف رؤوس الأموال بذكاء في قطاعات الابتكار والطاقة والبنية الأساسية، وتعزيز الشراكات مع صناديق الثروة السيادية العالمية.

وتُجسّد هذه التحركات الاستثمارية الخليجية نموذجًا متقدمًا للإدارة الاقتصادية الذكية؛ حيث يجتمع التخطيط الاستراتيجي مع التنفيذ الدقيق، فتتحول الاتفاقيات إلى أدوات حقيقية لتعزيز النمو والتنويع الاقتصادي وتستند هذه الاستثمارات إلى دوافع استراتيجية واضحة: تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط والغاز، والاستفادة من النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة، واستثمار الموقع الاستراتيجي والعلاقات التاريخية لتعزيز الثقة، وتوسيع النفوذ الإقليمي من خلال شراكات اقتصادية وسياسية.

وكل هذه العوامل مجتمعة تؤكد أن الاتفاقيات الخليجية، وبالأخص العُمانية، ليست مجرد صفقات مالية؛ بل خارطة طريق نحو اقتصاد مستدام، ومتوازن، ومزدهر، يجمع بين الرؤية الذكية والتنفيذ الدقيق والقدرة على خلق قيمة حقيقية للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • ما هي السدة الشتوية التي ستبدأ يوم 31 ديسمبر؟
  • زمن الخوف الفني.. كيف أصبحت صناعة الإبداع رهينة الرقابة الذاتية وصوت الجمهور الغاضب؟
  • الشيباني: الهجمات الإسرائيلية على سوريا تحديا خطيرا للسلام الإقليمي
  • سوريا تطالب بوقف خروقات إسرائيل وساعر يستبعد اتفاقا قريبا
  • الإدارة التي تقيس كل شيء.. ولا تُدرك شيئًا
  • القاضية عون تؤكد أن الأموال المحولة خلال وبعد 17 تشرين غير شرعية ويجب استعادتها
  • "التعليم" و"نزاهة" تفتحان ملفات حماية المبلغين والرقابة الذاتية
  • صناديق الاستثمار الخليجية تتجه نحو الهند وشرق إفريقيا (2- 2)
  • روبيو يشيد بالخطوات التي اتخذتها حكومة الشرع في سوريا
  • روبيو: ندعم سوريا السلمية المزدهرة التي تنعم بسلام