الخليج الجديد:
2025-07-07@03:56:40 GMT

اقتصاد إدارة بايدن وأسباب التضخم

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

اقتصاد إدارة بايدن وأسباب التضخم

اقتصاد إدارة بايدن وأسباب التضخم

أدت سلسلة أحداث مناخية متطرفة، زاد احتمالُ حدوثها بسبب تغير المناخ، إلى تعطل الإنتاج الزراعي في أماكن كثيرة.

هناك تحيز سلبي في التصورات عن تضخم سعر المواد الغذائية، وتعطي القفزات الكبيرة انطباعاً أقوى من الانخفاضات الكبيرة.

رغم أن كثيرا من الناس يرغبون في إلقاء اللوم على شخص ما بسبب ارتفاع أسعار البقالة، فإنه من الصعب حقاً العثور على أشرار محليين.

رغم ما يود بعض اليسار تصديقه، لم تفعله أيٌ من الشركات الجشعة، على الأقل الجزء الأكبر منها. وفي بعض الأحيان، هذه الأشياء تحدث وكفى.

هل يمكن إلقاء اللوم على اقتصاد إدارة بايدن، أم أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية هو مثال على «تضخم الجشع»، أي التضخم الناجم عن التلاعب بالأسعار؟!

ربما كان هناك بعض التلاعب في الأسعار، لكنها لا يمكن أن تكون مركزية في القصة. ولو كان الأمر كذلك، لما رأينا أسعار البيض تنخفض بالسرعة التي ارتفعت بها.

نظراً لارتفاع الأسعار العالمية، فكيف يمكن ألا ترتفع الأسعار في أميركا كثيراً؟ فقد كانت هناك ارتفاعات كبيرة في أسعار مواد الغذاء بجميع أنحاء العالم، كما في أوروبا.

لماذا ارتفعت أسعار البقالة وهل يمكن إلقاء اللوم على اقتصاد إدارة بايدن، أم أن ارتفاع أسعار الغذاء مثال على «تضخم الجشع»، أي التضخم الناجم عن التلاعب بالأسعار؟!

روسيا نفسَها مُصدِّر رئيس للأسمدة، وكان الغاز الطبيعي الروسي من المدخلات المهمة في إنتاج الأسمدة في أوروبا. فروسيا الوحيدة القادرة على إحداث تأثير كبير على تضخم الغذاء العالمي.

* * *

أحياناً أتحدث عن التضخم مع أناس حقيقيين لا يدققون في تقارير مكتب إحصاءات العمل أو يجادلون حول المزايا النسبية للتضخم المتوسط المتقلص مقابل اتجاه التضخم الأساسي متعدد المتغيرات.

صحيح أن الناس لا يختلفون بالضرورة مع الافتراض القائل بأن التضخم ينخفض، لكنهم يتحدثون حتماً عن كلفة مواد البقالة. إنها نقطة وجيهة. وهناك تحيز سلبي في التصورات عن تضخم المواد الغذائية، وتعطي القفزات الكبيرة انطباعاً أقوى من الانخفاضات الكبيرة.

وعلى سبيل المثال، حظي التصور التشاؤمي لعام 2022 باهتمام أكبر بكثير من سير الأمور سريعاً نحو الأوضاع الطبيعية لعام 2023. ومن الصحيح أن أسعار البقالة ارتفعت بشكل كبير أكثر من متوسط أسعار المستهلك منذ عشية الجائحة.

لكن لماذا؟ وهل يمكن إلقاء اللوم على اقتصاد إدارة بايدن، أم أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية هو مثال على «تضخم الجشع»، أي التضخم الناجم عن التلاعب بالأسعار!

لا، قطعاً. فربما كان للصعود الاقتصادي في عهد الرئيس جو بايدن بعض التأثير الهامشي على أسعار المواد الغذائية، خاصةً لأنه أدى إلى مكاسب كبيرة في أجور العمال ذوي الأجور المنخفضة، بما في ذلك العمال في متاجر البيع بالتجزئة.

وأنا لا أستبعد احتمال أن بعض اللاعبين الكبار في تجارة المواد الغذائية قد استغلوا التضخمَ العام لاستغلال قوتهم السوقية أكثر من المعتاد.

لكن النقطة الأساسية التي يجب أن نفهمها بشأن تضخم المواد الغذائية هي أنه ظاهرة عالمية، خارجة عن سيطرة أي حكومة واحدة، وتتخطى سياسات التسعير حتى أكبر الشركات.

ونظراً للارتفاع الهائل في الأسعار العالمية، فكيف يمكن ألا ترتفع الأسعار في الولايات المتحدة كثيراً؟ في الواقع، كانت هناك ارتفاعات كبيرة في أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، كما حدث في أوروبا، على سبيل المثال.

والأسعار التي يدفعها المستهلكون الأميركيون الآن مقابل الغذاء لم تتبع عن كثب مؤشر الأسعار العالمي، وبشكل عام ارتفعت بنسبة أقل. لكن هذا ليس مفاجئاً، لأن المؤشرات تقيس أشياءَ مختلفة نوعاً ما.

فالبنك الدولي يقدر أسعار المواد الغذائية الخام، في حين يقدر مكتب إحصاءات العمل أسعار الأطعمة المشتراة. ويؤدي هذا التمييز إلى إحداث فجوة بين الأسعار العالمية والأسعار التي يدفعها المتسوقون، وهذا بدوره يعني أن العوامل غير العالمية قد تلعب دوراً ما في تضخم مواد البقالة.

وعلى سبيل المثال، استشهدت إحدى التدوينات في مدونة البيت الأبيض حول أسعار البقالة، من بين أشياء أخرى، بأن «الجائحة حفّزت على تحول الطلب على الغذاء من المطاعم إلى محلات البقالة». وهذه نسخة من مشكلة ورق دورات المياه.

وكان جزء من المشكلة هو أن ورق دورات المياه الذي يشتريه المرء في المتاجر يختلف عن الورق المباع للشركات والمطاعم، وحين بدأ ملايين الناس فجأةً في البقاء داخل منازلهم، وجدت الصناعة نفسَها مؤقتاً تنتج النوعَ الخاطئَ.

وظهرت مشكلاتٌ مماثلة حين توقف الناسُ عن تناول الطعام في الخارج واشتروا طعاماً أكثر لتناوله في المنزل. ويتضمن إدخال الطعام في عربة التسوق أيضاً كلفةً أخرى بالإضافة إلى سعر السلع الغذائية.

ومن بين هذا كلفة العمالة. ويكسب موظفو متاجر التجزئة في مجال المواد الغذائية أجوراً منخفضة بشكل ملحوظ، لكن أسواق العمل الضيقة أدت إلى مكاسب كبيرة للعمال ذوي الأجور الأسوأ، مما لا بد أن يكون له بعض التأثير على أسعار المستهلك.

وربما كان هناك بعض التلاعب في الأسعار، لكنها لا يمكن أن تكون مركزية في القصة. ولو كان الأمر كذلك، لما رأينا أسعار البيض تنخفض بالسرعة التي ارتفعت بها.

ومن ثم، فإن تضخم أسعار الغذاء هو في الأساس قصة عالمية. لكن ما الذي تسبب في ارتفاع أسعار الغذاء العالمية؟ يبدو أنها كانت عاصفة كاملة من الأحداث المعاكسة (بما في ذلك العواصف الفعلية). وكان على رأس القائمة حرب أوكرانيا.

فبعد سقوط الاتحاد السوفياتي، استعاد حزام «التربة السوداء» الذي يمتد عبر أوكرانيا وروسيا وكازاخستان دورَه التاريخي كأحد أعظم المناطق الزراعية في العالَم، لكنه أصبح الآن منطقة حرب مرة أخرى.

وكانت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أيضاً أحدَ العوامل، وإن لم تكن العامل الوحيد، في الارتفاع غير العادي في أسعار الأسمدة. لماذا؟

لأن روسيا تعتبر نفسَها مُصدِّرا رئيسياً للأسمدة، وكان الغاز الطبيعي الروسي من المدخلات المهمة في إنتاج الأسمدة في أوروبا. ولهذا ربما تدركون السبب الذي دفعني للقول إن روسيا قد تكون الحكومة الوحيدة القادرة على إحداث تأثير كبير على تضخم الغذاء العالمي.

وسنرى بالتأكيد بعض الراحة إذا تراجعت عن عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وأخيراً وليس آخراً، أدت سلسلة من الأحداث المناخية المتطرفة، التي زاد احتمالُ حدوثها بسبب تغير المناخ، إلى تعطل الإنتاج الزراعي في أماكن كثيرة.

وخلاصة القول هي أنه رغم أن كثيرا من الناس يرغبون في إلقاء اللوم على شخص ما بسبب ارتفاع أسعار البقالة، فإنه من الصعب حقاً العثور على أشرار محليين. وعلى الرغم مما يدعيه اليمين الأميركي، فإن بايدن لم يفعل ذلك. ورغم ما يود بعض اليسار تصديقه، لم تفعله أيٌ من الشركات الجشعة، على الأقل الجزء الأكبر منها. وفي بعض الأحيان، هذه الأشياء تحدث وكفى.

*د. بول كروغمان كاتب وأكاديمي أمريكي، حائز على جائز نوبل في الاقتصاد

المصدر | نيويورك تايمز

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا روسيا أسمدة الغذاء التضخم أوكرانيا التلاعب في الأسعار أسعار المواد الغذائیة ارتفاع أسعار فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

كم سجلت الفضة اليوم؟.. الأسعار بالجرام مقابل الجنيه المصري

شهدت أسواق المعادن الثمينة استقرارًا في سعر الفضة اليوم الأحد 6 يوليو 2025، مع استمرار حالة التوازن التي سادت خلال الأيام الماضية، بعد ارتفاع ملحوظ شهده المعدن الأبيض خلال شهر يونيو. 

وسجل سعر أونصة الفضة عالميًا نحو 36.94 دولارًا، ليظل قريبًا من أعلى مستوياته منذ بداية العام.

ويأتي هذا الاستقرار مدعومًا بارتفاع الطلب الصناعي والتجاري، خصوصًا في قطاعات الإلكترونيات والطاقة المتجددة، بالتزامن مع تراجع الإمدادات في بعض الدول المنتجة، وهو ما يدفع الخبراء إلى توقع موجة صعود جديدة خلال النصف الثاني من العام.

 

عوامل تحكم سعر الفضة عالميًا

يتأثر سعر الفضة على المستوى العالمي بعدة متغيرات اقتصادية وجيوسياسية، في مقدمتها:

سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدةأداء الدولار الأمريكي في الأسواق العالميةالوضع الاقتصادي في الصين بوصفها مستهلكًا رئيسيًا للفضةزيادة استخدام الفضة في التطبيقات الصناعية، خصوصًا في الطاقة الشمسية والتكنولوجيااهتمام صناديق التحوط بالفضة كأداة لمواجهة التضخم والتقلبات النقدية

ورغم الاستقرار الحالي، فقد سجلت الفضة زيادة سنوية تتجاوز 20% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، ما يعزز جاذبية المعدن للمستثمرين الباحثين عن استثمارات آمنة في ظل الظروف العالمية الراهنة.

 

سعر الفضة اليوم في مصر

على المستوى المحلي، شهدت أسواق الفضة في مصر حالة من التباين الطفيف، حيث تراوح متوسط سعر أونصة الفضة بين 1،820 جنيهًا و2،020 جنيهًا داخل محلات الصاغة، متأثرًا بسعر الدولار مقابل الجنيه، وتكاليف النقل والجمارك.

أما أسعار الجرام حسب العيارات فجاءت كالتالي:

عيار 999 (الأنقى): 64.80 جنيهًاعيار 925 (الأكثر شيوعًا): 60 جنيهًا

وتختلف أسعار البيع بالتجزئة وفقًا لتكاليف المصنعية، والتي تتراوح في المتوسط بين 20 إلى 30 جنيهًا للجرام، وفقًا للمحل والمنطقة.

 

توقعات السوق المصري للفضة

يرى خبراء محليون أن استمرار ارتفاع الدولار قد يُشكل عامل ضغط إضافيًا على أسعار الفضة محليًا، مما قد يدفعها نحو مستويات تاريخية جديدة، خاصة إذا استمر الطلب على السبائك والمشغولات الفضية في التزايد.

ومع دخول موسم الصيف وعودة النشاط السياحي، من المتوقع أن يشهد السوق طلبًا متناميًا من المستثمرين والمستهلكين، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار تدريجيًا في النصف الثاني من 2025.

 

هل هو الوقت المناسب للاستثمار في الفضة؟

حسب المحللين، فإن الاستقرار الحالي في سعر الفضة يعد فرصة استثمارية جيدة لمن يبحثون عن تنويع محافظهم أو التحوط ضد التضخم. 

وعلى الرغم من الارتفاع الأخير، لا تزال الأسعار بعيدة عن أعلى مستوياتها التاريخية التي تم تسجيلها في عام 2011، حين وصلت الأونصة إلى 49 دولارًا، مما يفتح المجال أمام تحقيق مكاسب مستقبلية محتملة.

 

مقالات مشابهة

  • تراجع في سعر الدولار اليوم أمام الجنيه المصري.. وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم
  • رسميًا.. أسعار البنزين اليوم الإثنين 7 يوليو 2025
  • سعر جرام الذهب عيار 21 الآن بدون مصنعية في مصر الإثنين 7 يوليو 2025
  • 0.81 % متوسط التضخم في عُمان بنهاية مايو
  • 0.81 بالمائة متوسط التضخم في سلطنة عُمان
  • البنك المركزي يجتمع وسط ارتفاع التضخم وتأخير مراجعة صندوق النقد
  • كم سجلت الفضة اليوم؟.. الأسعار بالجرام مقابل الجنيه المصري
  • لاغارد: أسعار الفائدة عند مستوى جيد
  • رئيسة البنك المركزي الأوروبي: المستوى الحالي لأسعار الفائدة مناسب
  • ماذا تعرف عن رواتب موظفي البيت الأبيض؟.. فجوة في الأجور وأعلى من إدارة بايدن