رفض فلسطيني لإلغاء ترامب معاقبة مستوطنين ارتكبوا جرائم في الضفة
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
أثار قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإلغاء العقوبات على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة موجة من ردود الفعل المتباينة، حيث نددت السلطة الفلسطينية بالخطوة، معتبرةً أنها تشجيع على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين، بينما رحبت بها أوساط سياسية إسرائيلية واعتبرتها تصحيحًا لما وصفته بـ"ظلم استمر سنوات".
الرئاسة الفلسطينية: خطوة تشجع على الجريمة
وصفت الرئاسة الفلسطينية القرار بأنه بمثابة "تشجيع للمستوطنين على ارتكاب المزيد من الجرائم"، مستنكرةً تصاعد اعتداءاتهم في الضفة الغربية، خاصة في بلدات الفندق وجينصافوط وإماتين.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: "هذه الاعتداءات تندرج ضمن حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، مستهدفةً مقدساته وممتلكاته، في ظل تواطؤ الحكومة الإسرائيلية المتطرفة."
وطالب أبو ردينة الإدارة الأمريكية الجديدة بالتدخل لوقف هذه السياسات، مشددًا على أن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو "تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية".
هجمات عنيفة وتصعيد في الضفة
تزامن القرار مع تصاعد عنف المستوطنين، حيث أصيب 21 فلسطينيًا في هجمات على بلدتي الفندق وجينصافوط شمال الضفة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن الإصابات تراوحت بين ضرب مبرح واستنشاق غاز مسيل للدموع، بينما أفادت إذاعة صوت فلسطين بأن المستوطنين أحرقوا منازل ومركبات ومحال تجارية.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، شهد عام 2024 أكثر من 2971 اعتداء من قبل المستوطنين، أسفرت عن مقتل 10 فلسطينيين وتدمير أكثر من 14 ألف شجرة.
إسرائيل تحتفي بالقرار
على الجانب الآخر، رحبت الأوساط الإسرائيلية بالخطوة، حيث شكر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ترامب على قراره، واعتبره تأكيدًا على "الارتباط العميق بحقوق اليهود في أرضهم".
بدوره، وصف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير القرار بأنه "تاريخي"، قائلاً:"هذا تصحيح لظلم استمر سنوات، ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح."
كما أصدر مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية بيانًا قال فيه: "إلغاء ترامب العقوبات هو رسالة سياسية واضحة بأن واشنطن عادت لتكون صديقة لنا."
وأضاف المجلس أن هذه الخطوة توفر فرصة للحكومة الإسرائيلية لتحقيق "إنجازات كبرى في يهودا والسامرة"، في إشارة إلى الضفة الغربية المحتلة.
ترامب يلغي قرارات بايدن في أولى تحركاته
جاء قرار ترامب ضمن سلسلة من المراسيم الرئاسية التي وقعها في أول أيام توليه إدارة الولايات المتحدة، ليُلغي مرسومًا وقّعه الرئيس السابق جو بايدن في فبراير 2024، والذي فرض عقوبات على مستوطنين متطرفين بسبب اعتداءاتهم العنيفة على الفلسطينيين.
وكانت إدارة بايدن قد اتخذت إجراءات عقابية ضد بعض المستوطنين المتهمين بارتكاب أعمال عنف، في إطار محاولة للحد من التصعيد في الضفة الغربية، لكن قرار ترامب بإلغائها يعكس تغيرًا واضحًا في سياسة واشنطن تجاه ملف الاستيطان.
هل يشعل القرار مزيدًا من التوتر؟
يُخشى أن يؤدي رفع العقوبات إلى تصعيد أكبر في الضفة الغربية، خاصة في ظل تنامي هجمات المستوطنين. ومع استمرار التحولات في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، تبقى تداعيات هذا القرار على الأرض مرهونة بردود فعل الأطراف المختلفة ومدى تصاعد العنف في الفترة المقبلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ترامب الضفة الغربية الفلسطينية فلسطين الضفة الغربية ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
سلفيت سلة العنب الفلسطينية
مدينة فلسطينية كنعانية، سكنها الرومان والمسلمون، لذلك فهي تزخر بآثار متنوعة. تعد مركز محافظة سلفيت وتتبع الضفة الغربية، وتشتهر بزراعة الزيتون، وقيل إن معنى اسمها "سلة العنب"، وفي رواية أخرى "سلة الخبز"، وهي دلالة على أنها أرض الخير والبركة.
الموقع والجغرافياتقع المدينة في الجزء الشمالي الغربي من الضفة الغربية، وتتوسط محافظتي نابلس وقلقيلية، وتعد مركز محافظة سلفيت وتقع في الناحية الشرقية الجنوبية منها على تلة، وتبعد نحو 20 كيلومترا عن رام الله، ونحو 17 كيلومترا عن الخط الأخضر، ونحو 42 كيلومترا عن ساحل فلسطين.
تطل المدينة على وادي المطوي من الغرب، وعلى وادي الشاعر من الجهة الشرقية، وترتفع عن سطح البحر ما بين 500 متر و570 مترا.
وتبلغ مساحة المدينة نحو 30 كيلومترا مربعا، أما المحافظة فمساحتها 204 كيلومترات مربعة، وتستحوذ على 3.6% من مساحة الضفة الغربية.
السكانقَدّر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد سكان المدينة عام 2017 بنحو 12 ألفا، وسكان المحافظة بـ74 ألفا.
التاريختقع مدينة سلفيت فوق تلة، وتعاقبت عليها حضارات متعددة، من الكنعانيين إلى الرومان فالمسلمين في فترات لاحقة. وتنتشر في أراضيها العديد من الخِرَب الأثرية التي تشهد على تاريخها الطويل.
وفي فترة الحكم العثماني، كانت سلفيت تابعة لولاية شرق بيروت، وضمّت حينئذ عددا من القرى والبلدات المجاورة. وفي عام 1882، أصبحت مركزا لقضاء يمتد من أطراف الغور شرقا حتى البحر غربا، وأدار شؤونه قائم مقام تابع لمتصرف نابلس. وشملت تلك المرحلة إنشاء دوائر حكومية، ومركزا للشرطة ومسجدا.
إعلانوفيما بعد أصبحت سلفيت "ناحية" من جديد، واستمرت كذلك طوال عهد الانتداب البريطاني، الذي شهد اقتطاع قرى منها مثل كفر قاسم غربا وقراوة بني زيد جنوبا وحوارة وعينبوس شرقا. ثم في عام 1965، استعادت سلفيت مكانتها مركزا لقضاء يضم إداريا 23 بلدة وقرية.
ومع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، صدر قرار عن المجلس الوطني الفلسطيني برفع سلفيت إلى مستوى محافظة، مما أدى إلى افتتاح عدد من المديريات الحكومية فيها لخدمة سكان المحافظة.
العمليات الفدائيةوفي مارس/آذار 2019 قتل جندي إسرائيلي ومستوطن وحاخام إسرائيلي متأثرا بجراحه، في هجوم نفذه شاب فلسطيني قرب مستوطنة أرئيل.
وفي أغسطس/آب 2024 أطلقت قوات الاحتلال النار على فلسطيني عند مستوطنة في الضفة الغربية بدعوى تنفيذه عملية دهس، وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل منفذ العملية.
وفي الشهر نفسه ارتقى شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة سلفيت أثناء اقتحامها، ومنع الاحتلال المواطنين وطواقم الإسعاف من الوصول إلى الشابين، واحتجز جثامينهما.
وفي فبراير/شباط 2024 داهم مستوطنون مقامات دينية إسلامية في بلدة كفل حارس شمال محافظة سلفيت، وأدّوا فيها طقوسا تلمودية، ورقصوا فيها وغنوا تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
أحرق مستوطنون إسرائيليون في ديسمبر/كانون الأول 2024 مسجد "بر الوالدين" في بلدة مردا قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه.
وفي 14 مايو/أيار 2025 أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة إسرائيلية بجراح خطيرة في إطلاق نار استهدف سيارتها قرب مستوطنة بروخين غرب سلفيت.
الاقتصادالزراعة هي النشاط الاقتصادي الأساسي في سلفيت، التي تُعتبر من أبرز المدن الفلسطينية في إنتاج زيت الزيتون، إذ تغطي بساتين الزيتون ما نسبته 90٪ من أراضيها المزروعة.
وتُزرع فيها الخضروات وأشجار الفاكهة كالعنب والتين واللوز والمشمش والتفاح. وتبلغ المساحة الزراعية في المدينة نحو 23117 دونما، مما يعكس مكانتها مركزا زراعيا محوريا في المنطقة.
إعلانويحتل القطاع التجاري مساحة ملحوظة من النشاط الاقتصادي، خاصة في مجالات الاتصالات والتجارة العامة والنقل، مما يعزز من حركة السوق المحلي ويوفر فرص عمل لأبناء المدينة.
المعالمتضم سلفيت ومحيطها عددا من المعالم الأثرية المهمة أبرزها:
البرك الرومانية الثلاث: وتقع وسط قرية سنيريا، وتُعد من المعالم الأثرية البارزة التي تعود إلى العهد الروماني. خربة أبو البدوي (منطقة الدير): وهو موقع أثري يضم مجموعة من الكهوف القديمة، ويُعتقد أنه كان مأهولا في فترات تاريخية مختلفة. مقام ذو الكفل: ويقع في قرية كفل حارس، وهو عبارة عن غرفة تحتوي على قبر يُنسب إلى النبي ذو الكفل بحسب الروايات الشعبية. ويدّعي اليهود أن هذا الموقع يضم رفات أحد الجواسيس الذين أرسلهم النبي موسى عليه السلام إلى "الأرض الموعودة". ويقال أيضا إنه يضم قبر يشوع بن نون، بحسب ما تشير إليه مخطوطات سامرية قديمة. خربة الشجرة: وتقع شمال مدينة سلفيت، وتضم بقايا أبنية مدمّرة، وبرجا أثريا بنوافذ مطلة نحو الغرب، إضافة إلى عدد من الصهاريج المنحوتة في الصخر. خربة اللوز: وتحتوي على صهاريج ومدافن أثرية، وما تزال جدرانها القديمة المدمّرة قائمة وشاهدة على تاريخها. خربة بنت الحبس: وتقع غرب سلفيت، وتضم أنقاض غرفة قديمة وبقايا جدران وأكوام حجارة تشير إلى أنها كانت جزءا من مستوطنة أو منشأة قديمة.