الطائفية الوطنية والطائفية الذيلية
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
آخر تحديث: 2 يوليوز 2025 - 9:55 ص بقلم: جمعة عبدالله فرق شاسع وخلاف واسع بين الجانبين , بل أحدهما يناقض الآخر على طول الخط , وليس بينهما سمات مشتركة بينهما , سوى اسم الطائفة فقط , الطائفية الوطنية : تضع المصالح الوطن وسيادته واستقلاله في المركز الأول , بينما الطائفية الذيلية , تضع مصالح الوطن وسيادته في جيب الدولة الاجنبية , وهذه توسع أطماعها ونفوذها حتى تكون في المركز الأول , ويكون البلد تحت وصايتها في تحديد مصيره ومستقبله , وحتى وادارة شؤونه الداخلية وكل شيء ( الجمل بما حمل ) يكون حديقة خلفية للطامع الأجنبي , فهو السيد الأول أو الرب الاعلى , وأهل البلد هم , خدم وعبيد ومطيعين بالطاعة العمياء , وما على الطائفة الذيلية , سوى تلبي فروض الطاعة والخضوع الذليل , ومثال الصارخ بين الجانبين , هو شيعة العراق ( اغلبهم وليس كلهم ) وضعوا العراق في جيب إيران من خلال المليشيات المسلحة التابعة الى المرشد والحرس الثوري الايراني , ان يجعلوا ايران تتصرف في حرية مطلقة في مصير ومستقبل العراق , من الالف الى الياء , حتى في قرار الحرب والسلم , كأن العراق محافظة او ولاية ضمن جغرافية داخل ايران , حتى اصبح النفوذ الإيراني هو الوصي الأول , والعراق تحت وصايته , حتى في رسم سياسة العراق في الداخل والخارج .
… ومثال الطائفة الوطنية , كما هو الحال في دولة أذربيجان , الشيعة هناك أكثر نسبة في السكان , بل يمثلون النسبة الساحقة في بلدهم اذربيجان , حاولت ايران بكل السبل تطويعهم بكل المغريات المالية بالغة الثمن والدفع العالي , حاولت ان تجند في تشكيل مليشيات , واحزاب . وحركات تدعم إيران كما فعلت بالعراق , لكنها فشلت فشلاً ذريعاً , فتحولت علاقاتها الى عداء وكراهية , كما حاولت ايران تخريب الشؤون الداخلية في أذربيجان , لكن وجدت الباب موصوداً في وجهها , فتحولت الى تجميد العلاقات الدولية بين الجارتين الشيعتين , حتى ادى عدة مرات الى غلق الحدود بين الجانبين , عكس ما نجحت إيران في العراق , نجاحاً باهراً في كل ميادين الحياة , بل حتى اعتبر إيران هي الراعي والمنفذ والحاكم الفعلي في العراق , وكل ما يصيب ايران يصيب العراق ايضاً , وحتى اعتبر العراق سوق ايرانية محلية بامتياز ,وكذلك تحديد سياسة العراق مع دول الجوار والمنطقة , حتى انسلخ العراق من حاضنته العربية , في سبيل المحافظة على مصالح ايران …….. وقد وصل العداء الشرس بين اذربيجان وايران , بأن إيران وقفت بقوة والدعم بالسلاح والعتاد في الحرب , التي دارت بين ارمينيا المسيحية مع اذربيجان الشيعية ’ لكن هذه انتصرت انتصاراً ساحقاً على أرمينيا واحتلت كامل منطقة ( قره باخ ) ………. . وفي الحرب الاخيرة بين العدو الاسرائيلي وإيران , والتي دامت 12 يوماً وكل منهما يدعي انه انتصر على الآخر , لكن هذه كانت الجولة الأولى , وحتماً تتبعها جولات حربية مدمرة , لذا على إيران ان تختار الحرب , وستقف بقوة امريكا بكل امكانياتها الهائلة , وإما اذا اختارت طريق التفاوض ,وهذا يحرمها او ينزع عنها السلاح النووي والصواريخ الباليستية …… لقد بلغت ذروة العداء بين ايران واذربيجان , ان تتهم الاولى أذربيجان بالسماح للطائرات الحربية والطائرات المسيرات الحربية الإسرائيلية , ودخول أفواج من العملاء والجواسيس الموساد من الاراضي الاذربيجانية , ان تضرب اهدافا داخل إيران , لضرب أهداف عسكرية حساسة في إيران , لذلك طلب رئيس جمهورية ايران , الحكومة الاذربيجانية , بأن تفتح تحقيق في الاتهامات الإيرانية , هذا يدل بأن العامل الديني ليس له دور في الحروب والعلاقات الدولية , بل تتحدد وفق المصالح الوطنية , واقتبس من احدى مقالات الكاتب الوطني الكبير الأستاذ مهدي قاسم , في احدى مقالاته اليومية في صوت العراق . بقوله : ( أن الرب لا يتدخل في حروب البشر ) ويضيف أكثر ( اتضح حتى الآن في تاريخ البشرية , رب الأرباب لا تتدخل في حروب البشر , و لا تقف الى جانب أحد الأطراف المتحاربة ) و ( نقول هذا لمن ينظر الى السياسة من منظور عاطفي وتمنِ, وليس عبر رؤية عقلية منطقية , تنطلق من وقائع العنيدة على الأرض ) .
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
كهرباء العراق رهينة السياسة: الطاقة بين قبضة إيران وطموح أمريكا
2 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: يتفاقم الوضع الكهربائي في العراق مع بدء موسم الصيف الحار، حيث تسبب تراجع إمدادات الغاز الإيراني في خسارة 4000 ميغاواط من الطاقة، مما أدى إلى إطفاء محطات توليد وانخفاض ساعات التغذية الكهربائية في محافظات مثل بغداد والفرات الأوسط.
وأرجع المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، هذا التراجع إلى تقليص إيران لصادراتها بنسبة 50%، مشيراً إلى تشكيل غرفة عمليات لإدارة الأزمة وتأمين زيت الغاز كوقود بديل.
و تتجذر الأزمة الكهربائية في العراق في التوترات السياسية بين إيران والولايات المتحدة، حيث تعتمد بغداد بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطاتها الكهربائية.
وتسعى واشنطن، من خلال إلغاء إعفاءات استيراد الغاز في مارس 2025، إلى الحد من النفوذ الإيراني في العراق عبر الضغط الاقتصادي، مما يفاقم أزمة الطاقة.
وتواجه إيران، بدورها، تحديات في تلبية الطلب العراقي بسبب العقوبات الأمريكية التي تعيق صادراتها.
ويبرز هذا الصراع كجزء من استراتيجية أمريكية أوسع لتقليص الاعتماد العراقي على إيران، دافعة بغداد نحو تنويع مصادر الطاقة عبر مشاريع مع دول الخليج.
ويبقى العراق محاصراً بين ضغوط واشنطن واعتماده على طهران، مما يعقد حل الأزمة.
وأكدت الوزارة حرصها على استقرار المنظومة الكهربائية، رغم الاعتماد الحتمي على الغاز المستورد لتشغيل المحطات في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ووقع العراق عقودا مع شركتي “توتال إنرجي” الفرنسية وشركة بريطانية لتطوير حقول الغاز الوطني، مع توقعات بضخ كميات كبيرة بحلول 2027، لكن هذه المشاريع قد تستغرق عقوداً للوصول إلى مرحلة التصدير.
ويبرز في هذا السياق سعي العراق لتقليل اعتماده على إيران من خلال مشاريع ربط كهربائي مع دول الخليج، مثل السعودية، واستيراد الغاز المسال عبر منصات بحرية في خور الزبير.
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن خطط لنقل الغاز الخليجي كبديل، فيما تستمر المحادثات مع إيران لتأمين إمدادات مؤقتة عبر مقايضة النفط بالغاز.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts