إن ٢٥ يناير ليس عيدًا «للشُّرطة» فحسب، بل هو نقطة تحول حقيقية فى نظرة لا يستهان بها من الرأى العام العالمى، لرِجَالٌ «الشُّرطة البواسل» الذين أظهروا شجاعة وجُرأة واقدام على خوض معركة الكرامة، فى الدفاع عن مَرْكَزُ ثُكْنَاتٌهم وَمقَرُّهم الذى إليه انتماؤهم فى مبنى دار محافظة الإسماعيلية، بعد أن حاصرتهم قوة عسكرية كبيرة من قوات جيش الاحتلال الإنجليزى، تعززهم المدافع والبوارج الحربية العتيقة والدبابات والأسلحة الثقيلة الحديثة، وكان جيش المستعمر البغيض، مؤلفاً من فرقة عددية تزيد عن ٨٠٠٠ سفاح هالك من جنوده، أمام ٣٠٠ روح جهادية طاهرة من أفراد رِجَالٌ «الشُّرطة»، تم توزيعهم على مَرْكَزُ الثُكْنَاتٌ الذين يَعِيشُونَ فِيهِ، ثم ٨٠٠ فرد من تلك الروح الذكية فى مبنى دار المحافظة، متسلحين بالإيمان بالله والجهاد فى سبيله، وأسلحة عبارة عن بنادق وذخائر بدائية الصنع، دون مقارنة تذكر لقوة البغى والعدوان الأخرى لقوات جيش الاحتلال البريطانى، الذى عرض قائدها بأن تنسحب جميع قوات «الشُّرطة الْمُصِرِّيَّة»، عن مَرْكَزُ الثُكْنَاتٌ ومبنى المحافظة وتسليم أسلحتهم، بهذا العرض من الخزى والهوس والعار، وخطة ذات مكر وغدر وخداع من جانب هذا المستعمر البغيض، وهو مساومة البواسل الأحرار من رِجَالٌ «الشُّرطة» مقابل الفرار بحياتهم من الموت، فعندما وصل هذا القرار إلى وزير داخلية حكومة «الوفد الوطنية»، الزعيم خالد الذكر «فؤاد سراج الدين باشا»، رفض التسليم بل أصر على موقفه وموقف جنوده، بأن يضحوا بدمائهم دون الخنوع والاستسلام، وكانت المواجهة لهؤلاء الأبطال تنم عن وعى وحماس ووطنية وإيمان، ونية لله صادقة فى أن يحرزوا نصراً مؤزراً، دون مَهابَةً من لقاء العدو أو فى مواجهة الحرب معه، لَأَنَّهُمْ فى ثَّبَاتُ عَلَى الْحَقَّ وعقيدة وطنية راسخة لا تنهزم أبدا، وهذه هى مطالبهم بثَّبَاتُ وجهاد وهذا التثبيت يأتى بعد نَصْرُ اللّهِ الْحَقُّ الْمُبِينُ، بقوله تعالى: «إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» الآية رقم (٧) من سورة محمد، وانطلقت معركة الإسماعيلية وأصبح تفوق قوات العدو، أمرا طبيعياً لا يقارن بقوة قوتنا الأبطال الأحرار من رجال الشرطة الأشداء الأقوياء، الذين ظفروا بالشهادة منهم ٥٠ بَطُّلاً شجَاعَا شَجاعةِ الفُرْسانِ الشّجْعانِ، وجرح ٨٠ آخرون، والأحياء منهم الباقون وقعوا أسرى فى يد العدو أثناء المعركة، وكانت أصداء هذه المعركة المدوية، هو ايذانا بانهيار «الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس»، لأن الضمير العالمى تباكى على مجزرة الشهداء، وطغيان وإرهاب دولة الاحتلال التى أفِلَ نَّجمُها وغاب، ووصلت لحالة من الضعف التدريجيّ لينتهى استعبادها للشعب للأبد وترحل باتفاقية الجلاء عام ١٩٥٤م.

إِنْ حَقَّ الْإِنْسانِ فى اِلْأَمِنّ يعد من أبرز الحقوق المنشودة، بل هو أسماها وأعظمها وأغلاها فى صيانة حياة الشعوب والأمم، هو «قُدْسُ الأَقْدَاسِ» فى تأسيس قيام شريعة دولة الحق والعدل، والحِفاظِ على سِيادَةِ القانُونِ، وهذا ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، بأن تكرس «الشُّرطة الْمُصِرِّيَّة» المكلَّفة جهودها، بالسَّهر لخدمة الوَطَنُ وَالأُمَّةُ، وحمايتهم ضد الأخطار التى تهدد كيانهم، سواءً كان تَهْدِيدٌ داخليًّا أو خارجيًّا، وتلك التضحيات الكبيرة والخدمات الوطنية الجليلة، اقتضت ضروريات وحاجيات حياة المجتمع، أن يتم تنظيمها بضوابط قانونية، وتقوم بتنفيذها طبقا لصحيح القانون هيئة «الشُّرطة المدنية»، وهذا يعتبر نِظامًا قَانُونيا أخلاقيًا أصيلاً، ينظم حركة حياة المجتمع دون تأثير على الحقوق والحريات العامة للآخرين من أفراده... إن للأمن منزلة سامية وتَقديسا عَظِيمَا، مرتبطا بقوة الدولة ونفوذها اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسِيَاسِيَّا، وما تبرزه وتحققه من تَّنمية شَّاملة لكلّ فئات المجتمع، وعظمة أعمالها المجيدة المزدهرة يسود فيها العدل والإنصاف والمساواة بين الناس، مع إعطاء كل ذى حَقا حقه، وتكفل لهم حياة آمنة مطمئنة من الهدوء والاستقرار والأمان، تتقيد فيها الفوضى والقصد العمدى للجرائم، يَأَمُّنّ فيها الناس، على حَيَاتهُم وارواحهم واعْرَاضُهُمْ ومُمْتَلَكَاتهم وَأَمْوَالَهُم، ويعم العدل فى جميع أرجائها، وفى نهاية المقال أقدم كل التحية لشهداء الشرطة والجيش بمناسبة الاحتفاء بعيد الشرطة الـ٧٣.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العام العالم

إقرأ أيضاً:

منال عوض تبحث دعم برامج الحوكمة والتحول الرقمي مع وزير التنمية الإدارية الأسبق

استقبلت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية ، اليوم الدكتور أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية الأسبق بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة .

منال عوض : تسليم 4 مجازر بالبحر الأحمر والدقهلية وتشغيلها قبل عيد الأضحيمنال عوض تستعرض مع محافظ جنوب سيناء استعدادات عيد الأضحى المباركمنال عوض: تشغيل مشروعات حياة كريمة المنتهية ودخولها الخدمة بالصف

وفى بداية اللقاء رحبت وزيرة التنمية المحلية ، بالدكتور أحمد درويش خلال زيارته للوزارة ، مشيدة بالخبرات والتجارب الناجحة له فى العديد من مجالات العمل التى تولها سواء فى التنمية الإدارية والحوكمة والتنمية الاقتصادية والبنية المعلوماتية .

التحول الرقمي

وأشاد وزير الدولة للتنمية الادارية الأسبق بجهود د.منال عوض خلال الفترة الماضية فيما يخص مجالات بناء القدرات للكوادر المحلية بالوزارة والمحافظات فى إطار خطة الدولة للميكنة والتحول الرقمى وكذا الزيارات التفقدية المفاجئة التى قامت بها مؤخراً فى عدد من المراكز التكنولوجية لمتابعة مستوي تقديم الخدمات للمواطنين فى الملفات التى تمس حياتهم اليومية بالإدارة المحلية .

وشهد اللقاء استعراض عدد من برامج وملفات عمل وزارة التنمية المحلية ضمن برنامج عمل الحكومة المصرية وكيفية تحسين حياة المواطنين والاستثمار فى رأس المال البشري بالمحافظات والتوسع فى التحول الرقمى ودفع جهود التنمية ، ومواجهة بعض التحديات والقضايا الحيوية التى تواجه عمل الإدارة المحلية.

كما تطرق اللقاء إلى بحث عدد من مجالات عمل برنامج الدعم الفنى لوزارة التنمية المحلية المنفذ من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائى لوضع عدد من الاستراتيجيات والتشريعات التى تساهم فى تسريع العمل فى ملفات الإدارة المحلية بما يحقق رؤية مصر 2030 وتوطين أهداف التنمية المستدامة .
 

طباعة شارك التنمية المحلية منال عوض احمد درويش

مقالات مشابهة

  • استشاري يكشف اسباب رائحة الفم
  • الطرق والجسور -ترقيع وتشييد
  • منال عوض تبحث دعم برامج الحوكمة والتحول الرقمي مع وزير التنمية الإدارية الأسبق
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • النقيب محمد مختار دوشان كان من المجموعة التى تحركت من كرري الى سلاح المدرعات
  • سياسات التشغيل.. شروط جديدة يقرها القانون للقطاع الخاص
  • حماس ترد على المقترح.. وهذا أول تعليق لـويتكوف
  • إذاعة مطروح تنظم احتفالية بمناسبة عيد الإذاعة المصرية
  • طريقة جديدة للإعلان عن الوظائف بالقطاع الخاص.. تفاصيل
  • اعتداء على عنصر من قوى الأمن في طرابلس.. وهذا ما حصل