23 يناير خلال 9 أعوام.. 57 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب وإبادة جماعية بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في اليوم الثالث والعشرين من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشية على المدنيين، في منازلهم وأسواقهم ومساجدهم وعلى سياراتهم والطرقات العامة، تركزت هذه المرة على مناطق متفرقة بمحافظة صعدة.
أسفرت عن 32 شهيداً، بينهم أطفال ونساء، و25 جريحاً، وحرمان عشرات الأسر من مأويها، ومعيليها، ومصادر دخلها، ومتفاقم أوضاعها المعيشية، وتدمير مسجدين وسوقين ومحلات تجارية وعشرات السيارات، ومشروع مياه، وأضرار واسعة في الممتلكات والطرقات والشوارع والأحياء السكنية، وترويع الأطفال والنساء، وتقييد حركة التنقل وحرية الذهاب إلى الأعمال والمزارع والأسواق، ومشاهد صادمة، تهز الضمير العالمي، وتنتهك القوانين والمواثيق المتفق عليها.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
23 يناير 2016..15 جريحاً وتدمير مسجد وسوق ومشروع مياه ومنازل وممتلكات المواطنين بغارات العدوان على صعدة:
في الثالث والعشرين من يناير 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، في محافظة صعدة، الأولى باستهداف غارته المباشرة، مسجداً وسوقاً شعبياً ومشروع مياه بمنطقة نشور مديرية الصفراء، أسفرت عن 15 جريحاً، والثانية، بقصف وحشي لطيرانه الحربي على منازل وممتلكات المواطنين بمدينة ضحيان، أسفر عن دمارها بالكامل، ونزوح عشرات الأسر، التي حرمت من مأويها، وفقدت أمنها وحقها في الحياة، والاستقرار.
الصفراء: 15 جريح وتدمير مسجد وسوق ومشروع مياه
ففي مديرية الصفراء، كان الأهالي يقضون حياتهم الطبيعية، وفي لحظة حلق طيران العدوان في سماء منطقة نشور، ملقياً لغاراته الوحشية، وصواريخه المدمرة، وقنابله المتفجرة، على مسجداً يذكر أسم الله فيه، وتقام الصلوات، خمس مرات يومياً، ويتلى كتاب الله، ويرفع فيه شعار الأذان، كالعادة، كما هو حال السوق الشعبي ومشروع المياه في المنطقة نالهما نصيب وافر من غارات لا ترحم، ولا تفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية، ينفذها عدو مجرم يهدف لإبادة الشعب اليمني، وتدمير كل مقومات الحياة.
غارته العدوان أسفرت عن جرح 15 مواطن بريء، دون أي ذنب، وأرعبت الناجين، وأهالي والضحايا، وملئت المنطقة بالخوف والرعب من سماع صوت الطائرات التي تترصد حياة الأطفال والنساء، والكبار والصغار وتحاول الفتك بها.
وسط النهار والشمس في عنان السماء، والأطفال يلعبون بجوار المنازل، حلق طيران العدوان في كبد السماء، وتواصلت الغارات واحدة تلو الأخرى، ما دفع الأهالي بالخروج مسرعين من منازلهم، طلباً للنجاة، وأصوات الغارات المدوية، وسحب الدخان والغبار، تمتد نحو السماء، وتنبعث من جهات عدة، يظهر أطفال يتابعون مواقع الغارات، ويهرعون مع أهاليهم نحو المزارع والساحات المفتوحة خشية البقاء تحت سقوف لم تعد أمنة، وباتت توابيت للموت.
هنا جامع المدينة دمر بالكامل، وبات التراب والاحجار فوق المصاحف والأدراج المخصصة لها، ويبدأ الأهالي برفعها، وأياديهم تمسح منها الغبار والأتربة بقداسة، تعكس مكانة كلان الله في نفوسهم، وهويتهم الإيمانية، وكيف يغضبون ويغارون على كتاب الله.
يقول أحد الأهالي من جوار أنقاض الجامع: “ها هو العدوان يستهدف المساجد ومشاريع المياه والطرقات والمنازل، ومزق المصاحف، وهذا دليل على قبحه، وإفلاسه، وعداءه لله ولرسوله ولكتابه، ولشعب الإيمان والحكمة”.
على مقربة من الجامع المدمر كان هناك مياه كثيرة تجري في الشوارع العامة، وأنابيب مكسرة، ودمار واسع لسقوف وجدران المنازل والمحلات، والأسفلت المبعثر ألواح، ومشقق، ومليء بالحفر العملاقة، التي خلفتها الغارات، ووصلت عليها الصواريخ المباشرة.
أسعف الجرحى إلى المستشفيات، مضرجين بالدماء، وعلى وجوه الرجال غضب الاستنفار، وحمية الجهاد، وعدم الشعور بالرضى على أنفسهم أن يجرحوا في المنازل وعلى الطرقات، متوعدين بألسنة متعبة، بأن تكون الجبهات قبلتهم حال شفائهم.
حيدان: غارات العدوان تدمر منازل وممتلكات المواطنين
وفي اليوم ذاته، كانت مدينة ضحيان، على موعد مع سلسلة غارات وحشية، للعدوان السعودي الأمريكي، استهدفت منازل وممتلكات المواطنين، أسفرت عن دمارها كلياً، ونزوح عشرات الأسر، من مأويها، ومشاهد مؤلمة لأطفال ونساء، يبحثون بين الأنقاض عما يمكن لهم الاستفادة منه، وحمله معهم على الخيام والجبال والمزارع التي أوو إليها.
يقول أحد المواطنين: “تم استهداف منزلنا بـ 4 غارات متتالية، الساعة الثالثة قبل الفجر، والحمد لله خرجنا سالمين، من أول غارة، ولم يحدث إي جروح، تدمرت السيارات والمنازل ونفقت الأغنام، وهذا جزء مما يحصل في مدينة ضحيان منذ بداية العدوان”.
مواطن أخر يقول: “العدوان استهدف المنطقة بعدد من الغارات وهذا دليل على ضعف العدو وانه بعيد عن الإسلام، ولا عندهم دين، ولا عروبة، أبي استشهد قبل أمس، كان أحد المنقذين للجرحى، فعاد الطيران واستهدفهم بغارة ثانيه، واليوم دمر منزلنا، ولكن هذا لن يثنينا عن القيام بواجبنا الجهادي والصمود في مواجهة العدوان الغاشم”.
23 يناير 2017.. 21 شهيداَ وجريحاً في جريمتي حرب لغارات العدوان على صعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، أرتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، بغارته الوحشية، جرائم حرب متفرقة بمحافظة صعدة، تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً سيارتين مواطنين بالخط العام بمديرية حيدان، وسوق العقيق الشعبي بمديرية كتاف، سفرت عن 15 شهيداً و6 جرحى بينهم أطفال ونساء، وتدمير للممتلكات، وترويع للأهالي، ومضاعفة المعاناة.
حيدان: 14 شهيداً وجريحاً في إبادة جماعية
ففي جريمة استهداف طيران العدوان لسيارتي مواطنين بالخط العام في منطقة مران مديرية حيدان، أسفرت الغارات عن جريمة حرب، وإبادة جماعية، بحق 12 شهيداً بينهم طفلان ومرأة، وجريحان، وترويع الأهالي، وتحويل سيارات النقل ورحلتها إلى توابيت متفحمة بالجثث التي عليها، ومشاهد صادمة لجثث مبعثرة في الجبل ومنحدرات، والأشلاء على الحديد المقطع، وتفحم الجثث وتحول بعضها إلى رماد، وصراخ وبكاء الناجين والمارين، وذوي وأهالي الضحايا، ومشاهد رعب لا يمكن السكوت عنها.
فيما كانت السيارة تمشي على الطريق، وعليها رجال وأطفال ونساء، في رحلة، يتبادلون أطراف الحديث، ويفكرون بشراء احتياجاتهم من السوق، لكن طيران العدوان الغادر، كان له رأي آخر حيث، حول الرحلة التسويقية، إلى نهاية محتومة، ورحلة إلى الموت السريع.
حلق طيران العدوان على سماء المنطقة فيما السيارتين في حركتهما الطبيعية، وفي لحظة، وقعت الغارات على رؤوس الركاب، وتفجرت السيارة بمن عليها، وتناثرت الجثث والأشلاء والحديد في كل أتجاه، وعلى منحدرات الجبل ، فمن لم يفارق الحياة بالغارة المباشرة، فارقها في تقلبه من أعلى الجبل نحو هاوية الوادي السحيق ، وبدأ الأهالي في تجميع الجثث والبحث عنها ، والتقاط الأشلاء إلى أكياس الدقيق ، في مشاهد صادمة .
أحد شهود العيان وهو يرفع قدم أحد الشهداء ويجمع الأشلاء يقول مبتهلاً إلى الله شاخص ببصرة نحو السماء: “يا أحكم الحاكمين يا رب العالمين، يا الله أحكم بيننا وبين القوم الظالمين، هؤلاء مواطنين أبرياء كانوا سارحين على سيارته نحو السوق يسترزقون الله على أسرهم، فاستهدفهم العدوان على الطريق العام، أين منظمات حقوق الإنسان؟ عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، أين هي منظمات حقوق الإنسان هذه أشلاء طفل، ليل ونهار يقتلون الشعب اليمني “.
أب ثلاثة شهداء بدورة يقول: من عيلي 3 شهداء كنا سارحين نطلب الله في سوق الشعف، استهدفنا الطيران فوق التكسي الأجرة، ولكن لو ما بقي من أحد ما يؤثر فينا، وسنكون من اليوم في الجبهات لمواجهته وأفشال مخططاته”.
مالك السيارة الثانية بدورة يقول: “السيارة هذه لي استهدفها العدوان قبل ما اتحرك وعاد الركاب يتجمعوا عليها، خرجت أشاهد الغارة شاهدت السيارة تحترق بمن عليها، والجثث مبعثرة، ورسالتي للعدوان، لا يمكن أن نتزحزح من أرضنا وباقين صامدين لو ما بقي منا من يخبر القوم، ومصير العدوان ونهايته الفشل والهزيمة، وهذه الجرائم والمجازر الوحشية، دليل على سقوطه، وهزيمته في الجبهات”.
كتاف: 8 شهداء وجرحى في مجزرة سوق العقيق
بالتزامن مع جريمة مران، سجل العدوان السعودي الأمريكي، الغاشم، جريمة أخرى، في مديرية كتاف، مستهدفاً سوق العقيق الشعبي، بسلسلة غارات، أسفرت عن 3 شهداء و5 جرحى، وخسائر كبيرة، في ممتلكات المواطنين، وتدمير المحال التجارية ومخازن الغذاء، ومضاعفة المعاناة، وفقدان عشرات الأسر لمصادر دخلها، وتعزيز الحزن والقهر في نفوس الأطفال والنساء، الذين فقدوا معليهم، ومفاقمة الأوضاع المعيشية، ومشاهد تندى لها جبين الإنسانية.
سوق لم يبقي منه غير الأثر والدمار في كل أتجاه، كل ما في الساحة شاهد على وحشية الغارات، والقوة التدميرية للسلاح المستخدم في ضرب السوق، بضائع مبعثرة، ومتفحمة، وسيارات محطمة، وصنادق مكسرة، وخالية من الحياة، علب الزيت، وأنواع العصائر والمواد الغذائية والكمالية بين الأنقاض.
يقول أحد المتسوقين: “طيران العدوان دمرت محلاتنا، وسياراتنا وبضائعنا، واستشهد 3 وجرح 5 مواطنين، لا ذنب لهم، وأنا إلى الله وأنا إليه راجعون، والله ما عندنا أي حاجة، تستدعي هذه الغارات، مواد غذائية، ومواد بناء، وورش صيانة سيارات، وتغيير زيوت وبوافي، وطاحون، وقمح، هذا ما في السوق”.
23 يناير 2018..18 شهيداً و3 جرحى في جريمة حرب لغارات العدوان على سيارتي مواطنين بصعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2018م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية، ضد الإنسانية في اليمن، مستهدفاً، بغاراته الوحشية، هذه المرة، سيارتي مواطنين عليها ركاب في الطريق العام بمنطقة آل الشيخ مديرية منبه محافظة صعدة، أسفرت عن 18 شهيداً و3 جرحى، وتوريع الأهالي في المناطق المجاورة، والمسافرين، وعابري السبيل، وإعاقة الحركة العامة، والحياة بشكل عام، ومضاعفة معاناة المواطنين، وحزن عميق في نفوس أسر وأطفال ونساء الضحايا.
قبل الغارات كان العمال يتجمعون على سيارة قديمة، وأخرى بجوارها، وحين زاد عددهم كان طيران العدوان يرصد الحركة، فباغتهم بهجوم غاراته المفاجئة، فدمرت حياتهم ومزقت أشلائهم وسفكت دمائهم، ومن حاول الاقتراب من مكان الغارات لإسعاف الجرحى، عاود الطيران بقصف الهدف ذاته، وزهقت أرواح جرحى كان من الممكن إنقاذها، لكن امام وحشية العدوان لم تجدي المحاولات، وتحولت قوائم الجرحى، إلى قوائم الشهداء، وعجز الأهالي عن فعل شيء”.
يقول أحد الأهالي: “هؤلاء عمال كانوا في الطريق إلى أعمالهم يقصدون الله على أسرهم، شاقيين على أطفالهم، جاء العدوان، وكل ما اقتربنا لإنقاذهم يضرب علينا الطيران، مرة تلو أخرى، من أمس الليل إلى اليوم فجر، وهذه هي الأشلاء التي تم تجميعها من مكان الجريمة، وها هي دمائهم لا تزل جارية فوق السيارة، هذه الجرائم ليست الأولى ، ولن تكون الأخيرة ، وسيستمر العدوان في جرائمه حتى يتحرك الشعب اليمني إلى الجبهات، وهذا هو الحل ، وندعو أبناء شعبنا للتحرك إلى الجبهات ، وعدم البقاء مع الأطفال والنساء، فيقتلون بهذا الشكل، وفي هذه الأماكن الفاقدة للقيمة “.
جرائم العدوان في الثالث والعشرين من يناير، خلال 9 أعوام، أكثر مما تم توثيقه، وهي جرام حرب وإبادة جماعية، تمثل وصمة عار في جبين الإنسانية، والأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، وانتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية، وتوجب على العالم التحرك الجاد والفوري، لوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني، ومحاسبة مرتكبيها، وتحقيق العدالة لأسر وذوي الضحايا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی وممتلکات المواطنین الأطفال والنساء طیران العدوان غارات العدوان وإبادة جماعیة الشعب الیمنی عشرات الأسر ومشروع میاه العدوان على العدوان فی یقول أحد فی الیوم أسفرت عن
إقرأ أيضاً:
اليمن صمام أمان المنطقة أمام أطماع الكيان الصهيوني
يشهد التاريخ أن هناك شعوبًا ومواقِعَ جغرافية تفرض نفسها كصمامات أمان في وجه الأطماع الكبرى، واليمن اليوم يجسد هذا الدور بامتيَاز في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة.
لم يعد اليمن مُجَـرّد دولة على الخارطة، بل تحول بفعل صموده وتماسكه الداخلي إلى قوة إقليمية رادعة تُقَضُّ مضاجع الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الغربيين.. إن هذا التحول العميق والمنظم هو نتاج التفاف شعبي عظيم خلف قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، وتوحيد الجبهة الداخلية، مما ولّد قوةً لم تكن متوقعة في حسابات الأعداء.
الرؤية الصهيونية وخطر تحرّر القرار اليمني
لم يكن خوف الكيان الصهيوني من اليمن وليد اللحظة.. فبعد نجاح المشروع القرآني في ثورة 21 سبتمبر عام 2014م وتحرّر القرار اليمني من الوصاية الأمريكية، خرج مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بتصريحات تؤكّـد هذا القلق الوجودي.. لقد أشار نتنياهو بوضوح إلى أن تحرّر القرار اليمني يُشكل تهديدًا حقيقيًّا للكيان الإسرائيلي، مرجعًا ذلك إلى الموقع الاستراتيجي والسيادي لليمن على مضيق باب المندب والبحر الأحمر والعربي.. هذا الإدراك الصهيوني للمكانة الجيوستراتيجية لليمن وقدرته على التحكم بشريان التجارة والملاحة العالمية يؤكّـد أن المعركة لم تكن يومًا معركة حدود، بل معركة قرار وسيادة.
فشل العدوان وحصاد الخسران
ردًا على هذا التحرّر، شهد اليمن عدوانًا وحصارًا شاملين امتدّا لأكثر من ثماني سنوات، خططت له ومولته ودعمته الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأدواتهما الإقليمية..
لقد قدم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية كافة أشكال الدعم العسكري واللوجستي لتحالف العدوان السعوديّ في محاولة لكسر إرادَة الشعب اليمني وإعادة فرض الوصاية.. ومع ذلك، لم يجنِ هذا التحالف على مدار سنين عدوانه سوى الخسران والفشل الذريع.. في المقابل، سطّر الشعب اليمني أروع ملاحم الصمود والجهاد العظيم في معركة الدفاع عن اليمن.. وقد تصدّى اليمنيون لهذا العدوان الشامل مدعومًا أمريكيًّا وإسرائيليًّا برًا وبحرًا وجوًا، تجاوزت المعركة حدود الدفاع، حَيثُ نجح اليمن في قصف عمق دول تحالف العدوان بالصواريخ والطائرات المسيرة، وفي محاولة لقطع “الضرع الحلوب” للأمريكي والغرب.
اليمن ينهض شامخًا بقوة الردع الاستراتيجي.
المذهل في المشهد اليمني اليوم هو خروجه من بين ركام عدوان 8 سنوات شامخًا، منتصرًا، وقويًّا.. لم يخرج اليمن منهكًا، بل خرج يمتلك جيشًا عظيمًا وسلاح ردع استراتيجي طويل المدى ودقيق الإصابة.. وهذه القدرات النوعية التي طوّرها اليمن محليًّا، من تقنيات متطورة في صناعة أسلحة الردع الاستراتيجية، أرعبت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأدواتهما في المنطقة، ووضعتهم في حالة من الخوف والقلق الدائم. وقد أثبت اليمن أنه لا يمكن قهره وأنه أصبح لاعبًا إقليميًّا بوزن حقيقي.
لقد تجسّد الدور اليمني كصمام أمان للمنطقة بشكل لا لبس فيه في معركة ” (طوفان الأقصى) “، حَيثُ انخرط اليمن بشكل مباشر رسميًّا وشعبيًّا وعسكريًّا لإسناد المقاومة الفلسطينية. ولم يكتفِ اليمن بالدعم السياسي، بل فرض حصارًا بحريًّا فعالًا على كيان العدوّ، مانعًا الملاحة المتّجهة إليه في البحرين الأحمر والعربي وحتى المحيط الهندي. والأهم هو عملية قصف الأهداف الحيوية والمطارات والموانئ في العمق الإسرائيلي باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية، التي حقّقت إصابات مباشرة.. وكان رد فعل المستوطنين في كُـلّ عملية استهداف هو هروع الملايين منهم إلى الملاجئ، مما كشف هشاشة الجبهة الداخلية للكيان وعمق تأثير الضربات اليمنية.
وفي محاولة لحماية الكيان الصهيوني، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية تحالف “حارس الازدهار”. لكن هذا التحالف مُني بفشل وهزيمة مدويين أمام الضربات اليمنية والحصار البحري. وقد أصبح الجميع هدفًا مشروعًا وسهلًا أمام ضربات القوات المسلحة اليمنية، حَيثُ تلقت البحرية الأمريكية هزيمة نكراء لم تتعرّض لها في تاريخها الحديث، ولم تستطع الصمود أمام الضربات اليمنية سوى لفترة وجيزة. هذا الفشل أَدَّى إلى إعلان الولايات المتحدة وتحالف الازدهار الهزيمة والانسحاب من المنطقة، وترك الكيان الصهيوني يواجه مصيره أمام بأس الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية.
يمتد الموقف اليمني كصمام أمان ليشمل المنطقة بأسرها..، حَيثُ كان موقف اليمن صريحًا ومعلنًا تجاه العدوان الإسرائيلي والأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حَيثُ أكّـد انخراطه المباشر في العمل العسكري المساند للجمهورية الإسلامية إيران في مواجهة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.. وكذلك كان موقفه ثابتًا وقويًّا ومساندًا خلال العدوان الصهيوني على لبنان وسوريا. إن هذا التبني الواضح لمحور المقاومة يؤكّـد أن اليمن يضع ثقله لحماية أمن المنطقة من أي عدوان خارجي ويقف سدًا منيعًا أمام أطماع الكيان الصهيوني واستباحته للأُمَّـة العربية والإسلامية.
إن هذه المواقف المشرفة والصادقة التي جسدها الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية في كُـلّ جولة من الصراع مع العدوّ الصهيوني، سواء رسميًّا أَو شعبيًّا، وانخراطه العسكري إسنادًا لأي طرف عربي وإسلامي، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن اليمن هو بالفعل صمام أمان المنطقة أمام أطماع الوحش الصهيوني الهائج الذي تقف خلفه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الكافر.. وبالتوكل على الله، يثبت اليمن أنه قادر على سحق هذا العدوّ وهزيمته واقتلاعه من المنطقة.