25 يناير، 2025
بغداد/المسلة:
رياض الفرطوسي
في مجتمعات تُكرّس التطابق الفكري وترفض كل صوت مختلف، يواجه المثقف النقدي تحدياً مزدوجاً: تحدي مواجهة السلطة الاجتماعية التي تخشى التغيير، وتحدي تقديم خطاب فكري جديد في زمن تُصادر فيه شرعية الاختلاف. السؤال الذي طرحه أنطونيو غرامشي: “ما المشكلة لو كنت مختلفاً؟” يلخص جوهر الصراع.
لكن في بيئة تُقدّس الاستنساخ، يتحول الاختلاف إلى تهمة. وهنا يبرز دور التربية في تعزيز ثقافة الحوار. فالأنظمة التعليمية لدينا غالباً ما تُنتج التكرار بدل الإبداع، مما يعمق أزمة التفكير النقدي ويزيد من هيمنة السلطة الاجتماعية على العقول. في واقع يسيطر عليه التجهيل، يبدو المثقف المختلف كصوت نادر في مواجهة تيار الاستنساخ الفكري. دوره لا يقتصر على النقد، بل يمتد إلى إعادة ترتيب الفوضى الفكرية، وطرح بدائل تُعيد تعريف علاقتنا بالواقع. هذا المثقف هو “الصوت الأخير”، كما وصفته الأفكار المطروحة، يكتب في لحظات التحدي، محاولًا كنس غبار الجهل والتكرار، وإعادة بناء الأمل.
المجتمعات لا تزدهر إلا بقبول شرعية الاختلاف. المثقف المختلف ليس مجرد ناقد، بل هو ركيزة أساسية لبناء وعي جماعي قادر على التغيير. ورغم هيمنة سلطة التكرار، تبقى أصوات هؤلاء المثقفين شموعاً تُضيء الطريق في عتمة الجمود الفكري. إن التحدي الحقيقي ليس في بقاء المثقف أو غيابه، بل في استمرار رسالته: أن نتأمل معاً في قوارب النجاة، لا خوفاً من الغرق، بل أملًا في رسم ملامح جديدة للمستقبل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
خبير: استهداف إيران للقواعد الأمريكية قد يكون جزءًا من رد رمزي لحفظ ماء الوجه
قال الدكتور محمد الهمشري، أستاذ إدارة الأزمات والمخاطر بجامعة القاهرة، أن الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في إيران فجر اليوم لم تكن مفاجئة، بل جاءت نتيجة تخطيط وإعداد مسبق، مشيرًا إلى أن العملية كانت قوية ومؤثرة ووصلت إلى المواقع النووية الإيرانية الحساسة.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفى بكري في برنامج 'حقائق وأسرار' المذاع على قناة صدى البلد، أوضح الهمشري أن الهجوم العسكري الإسرائيلي شمل استهداف عدد من القادة العسكريين الإيرانيين البارزين، مؤكدًا أن هذه الضربة تمثل حلقة ضمن سلسلة عمليات إسرائيلية تهدف إلى تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.
رد فعل إيراني محدود ضد إسرائيلوأشار الهمشري إلى أن السيناريو الأقرب يتمثل في رد فعل إيراني محدود ضد إسرائيل، معتبرًا أن صمت طهران السابق رغم تصاعد المؤشرات الخارجية للهجوم يعكس حسابات دقيقة.
وأضاف أن استهداف إيران لقواعد عسكرية أمريكية في المنطقة قد يكون جزءًا من رد رمزي لحفظ ماء الوجه، دون التورط في تصعيد شامل قد يخرج الأمور عن السيطرة.