دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت العديد من البلدات الإيطالية المهجورة خططًا لبيع المنازل بسعر بخس في السنوات الأخيرة، غير أنّ مدينة سامبوكا دي سيشيليا في صقلية حقّقت النجاح الأكبر بينها.

وشهدت عمليات بيع المنازل في سامبوكا طلبًا كبيرًا، فسارع المشترون الأمريكيون إلى شراء المنازل المعروضة بسعر مخفض في البلدة الواقعة على التل، لقاء يورو واحد رمزي في عام 2019، و2 يورو في عام 2021.

وبلدة سامبوكا غير المعروفة إلى حد كبير في السابق، حتى بالنسبة لبعض الإيطاليين، رحّبت منذ ذلك الوقت، بالعديد من الأمريكيين لدرجة أنه أُطلق عليها لقب "أمريكا الصغيرة في إيطاليا".

لكن بحسب رئيس بلدية المدينة، جوزيبي كاتشوبّو، فقد تغيرت الصيحة لدى المشترين الأمريكيين أو تباطأت. والآن أصبح الإيطاليون هم من يشترون المنازل المهجورة في البلدة.

"أمريكا الصغيرة في إيطاليا"

أطلق على مدينة سامبوكا لقب "أمريكا الصغيرة في إيطاليا" بسبب عدد الأشخاص الآتين من الولايات المتحدة الذين اشتروا منازل هناك في السنوات الأخيرة.Credit: Simone Padovani/Awakening/Alamy Stock Photo

وأوضح كاتشوبّو لـCNN أنه "قد حدث أمر غريب مع هذه الدفعة الثالثة من المنازل المعروضة للبيع بالمزاد، فاعتقدنا أن المزيد من الأميركيين سيتقدمون بطلبات، لذلك أذهلنا بسبب كون معظم مقدّمي الطلبات من الإيطاليين من جميع أنحاء إيطاليا لأول مرة على الإطلاق". 

وطرحت سامبوكا عشرات المساكن في السوق على مر السنين في محاولة لإعادة إحياء المجتمع الذي عانى من انخفاض بعدد السكان، مع انتقال السكان إلى مدن أكبر.

لذا عندما طرحت البلدة مجموعة جديدة من المنازل للبيع في مزاد مقابل مبلغ رمزي قدره 3 يورو في نوفمبر/ تشرين الثاني، توقع كاتشوبّو أن تصلهم مئات العروض من المشترين الأميركيين مجدّدًا. لكن المفاجأة كانت في انتظاره.

وللمرة الأولى، شكّل الإيطاليون الشريحة الأكبر من المزايدين الذين نجحوا في شراء أحد المنازل. وباستثناء مشتر أميركي واحد، كان الباقون من دول أوروبية أخرى، بينهم ثلاثة إيطاليين.

خطة إعادة الإحياء اشترى مورابيتو وسورفارو هذا المسكن الحجري الذي تبلغ مساحته 35 مترًا مربعًا في المدينة الصقلية.Credit: Paolo Morabito

وأفاد كاتشوبّو أن "الأميركيين بدأوا في إحياء سامبوكا، ولقد اشتروا 18 منزلاً متهالكًا في المزاد العلني في الجولتين الأوليين، وأكثر من 100 عقار جاهز للاستخدام بشكل خاص".

تصدّرت سامبوكا عناوين الأخبار العالمية في العام 2019، عندما نشرت CNN خبر الجولة الأولى من المنازل المعروضة للبيع مقابل يورو واحد، ما أثار موجة من الإقبال على العقارات تتألّف في الغالب من المشترين الأميركيين. 

يعتقد رئيس البلدية كاتشوبّو أن السبب في ذلك يعود إلى اهتمام المشترين الأميركيين، فأدرك الإيطاليون أخيرًا مدى جودة المنازل الرخيصة، وبدأوا بالمشاركة أيضًا.

ولفت رئيس البلدية إلى أنّ "المشترين الإيطاليين جميعهم من الشباب، وهذا أيضًا يشكل مفاجأة كبيرة. إنهم ليسوا متقاعدين، بل أشخاص يمكنهم أيضًا العمل عن بُعد".

يخطط الزوجان لإنفاق نحو 30 ألف يورو (حوالي 30810 دولارا أمريكيا) لتحويل العقار إلى ملاذ لقضاء العطل والتأجير.Credit: Paolo Morabito

وعلّق رئيس البلدية "لقد أدركوا أخيرًا جمال وجاذبية صقلية، بكل ما فيها من مزايا". 

المستشار المالي باولو مورابيتو، 25 عامًا، من ميسينا في شمال شرق صقلية، وصديقه المهندس المعماري برونو سورفارو، 28 عامًا، من منطقة كالابريا في جنوب إيطاليا، من بين هؤلاء.

الثنائي، اللذان عرضا حوالي 2،281 دولارًا، أصبحا الآن مالكين لمسكن حجري صغير مساحته 35 مترًا مربعًا مع شرفة بانورامية.

وهما يُخطّطان لإنفاق حوالي 30،810 دولارًا لتحويل العقار إلى ملاذ لقضاء العطل والإيجار.

وقال مورابيتو، الذي يعشق المدن القديمة، إنه لم يزر سامبوكا أبدًا حتى علم بشعبيتها الأخيرة.

وأفاد: "لذا عندما قمت بذلك، فكّرت، ’لماذا نترك مثل هذه الفرص للأجانب‘؟ يجب علينا نحن الإيطاليين، الذين غالبًا ما نكون كسالى للغاية، أن نستيقظ ونشتري هذه العقارات أيضًا".

"كنا غافلين" دفع الإيطالي كريستيان سالوتشي 1,000 يورو (حوالي 1027 دولارًا) لهذا المنزل الذي تبلغ مساحته 70 مترًا مربعًا، والمخططات. Credit: Giuseppe Cacioppo

ولفت مورابيتو إلى "أننا كنا غافلين حتى الآن عن أماكن مثل سامبوكا، المليئة بالمنازل الفارغة المهجورة".

أنفق كريستيان سالوتشي، 47 عامًا، وهو مزايد إيطالي من منطقة إميليا رومانيا، حوالي 1،027 دولارًا على منزل مساحته 70 مترًا مربعًا، ويخطط لإنفاق حوالي 102،700 دولارًا لإعادة تصميمه.

وقال: "لقد رأيت فرصة للاستثمار، وملاذًا قريبًا لقضاء العطل العائلية مع زوجتي وابني".

وأعرب سالوتشي عن عدم اعتقاده "بأن الإيطاليين يدركون إمكانات شراء ومنح حياة جديدة للمنازل التي يبلغ سعرها يورو واحد".

وكان بول كانيترا، موظف حكومي يبلغ من العمر 45 عاماً من نيوجيرسي، المشتري الأميركي الوحيد في المزاد الثالث.

.كان بول كانيترا (أقصى اليمين)، في الصورة مع رئيس بلدية المدينة جوزيبي كاتشوبو (أقصى اليسار) واثنين آخرين من الحضور، المزايد الوحيد الفائز من الولايات المتحدة هذه المرة.Credit: Paul Kanitra

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: العقارات رحلات عقارات مشاريع متر ا مربع ا دولار ا

إقرأ أيضاً:

صحوة ضمير غربي متأخرة: هل تصبح إسرائيل كيانا منبوذا؟

تُعبّر التطورات المتسارعة التي شهدناها مؤخراً وبشكل غير مسبوق عن المأزق السياسي والأخلاقي الذي دفعت إليه سياسات ومواقف حكومة نتنياهو الأكثر تطرفا بتاريخ كيان الاحتلال. يعمّق التخبط ويقود إلى مخالفات صريحة للقانون الدولي، ويجعل إسرائيل كيانا منبوذا ومارقا.

قدمت مؤخراً عدة حلقات في قناتي في «يوتيوب» وكنت ضيفا في عدة برامج على قناة «الجزيرة» في قطر، بالتعليق على حزمة التطورات التي تٌعرّي كيان الاحتلال وتفضح حجم الغضب الشعبي والرسمي في صحوة ضمير غربية ولو متأخرة وانتقائية ضد ممارسات عدوان إسرائيل وحرب إبادتها المستمرة بكل فصولها وجرائمها وخرق القانون الدولي والتصعيد باستخدام سلاح التجويع ومنع دخول المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء وحتى حليب الأطفال منذ 2 آذار/مارس الماضي، ما يتسبب بمجاعة حقيقية من صنع البشر وذلك للمرة الأولى في التاريخ المعاصر.

وكم دُهشت بحجم التفاعل والتعليقات الناقدة بشدة لحرب إسرائيل الدامية بلا هوادة على الشعب الأعزل الذي يُباد في غزة يوميا وأمام مرأى ومسمع العالم بأسره. ومما يصدم هذا الصمت والتواطؤ والخذلان العربي والدولي، وخاصة من الدول الفاعلة والمؤثرة وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا الشركاء في الجريمة والقتل. ولكن بدأ يلوح مؤخرا تغيرات لافتة يجب رصدها وشرحها. خاصة أن نتنياهو وحكومته يفاخرون بخطتهم السيطرة على قطاع غزة بخمسة فرق من نتساريم إلى معبر أريتز في الشمال وفي الوسط والجنوب عبر عملية عسكرية وحشية وغزو بري واحتلال والبقاء بعلمية «مركبات أو عربات جدعون» تقسم غزة بحجة توزيع المساعدات من شركات أمريكية خاصة، وليس منظمات الأمم المتحدة والأونروا التي مُنع عملها، لدفع السكان للنزوح قسرا إلى الجنوب ـ بهدف تحقيق أهداف هلامية، على رأسها القضاء على حماس والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ـ وتدمير البنى التحتية والمستشفيات والطرق والمدارس والمساجد ـ وتهجير الفلسطينيين قسرا إلى خارج غزة لدول قريبة وبعيدة.

ويعلن وزير المالية بكل عنصرية وعجرفة مدانة ترقى لجريمة حرب، «سنغير التاريخ وندمر قطاع غزة ونهجّر سكانه (طوعياً بعد تحويل حياتهم لجحيم)…. تمهيدا لترحيلهم خارج القطاع. وبذلك يصبح هذا الموقف العنصري بالإضافة لكونه جريمة حرب مدانة، سياسة رسمية لحكومة نتنياهو.

يرافق ذلك تأكيد نتنياهو على المضي بمخططه برفض وقف الحرب مهما كان الثمن لخدمة مصالحه ومصالح المتطرفين في حكومته برغم جميع الضغوط. بات يخرج في مقاطع فيديو يخاطب الإسرائيليين الذين يعانون من أزمة نفسية داخلية بفعل صواريخ الحوثيين الفرط صوتية اليومية التي تثير الهلع والخوف والإسراع والاندفاع نحو الملاجئ.. وفي الخارج بسبب سياساته، فقد قتل إلياس رودريغيز ناشط يساري أمريكي من أصول لاتينية دبلوماسيين إسرائيليين قبل أيام في واشنطن. استغله نتنياهو الحدث للتكسب ووصفه بالعمل الإرهابي ومعادٍ للسامية.
هل يشكل انقلاب ترامب والأوروبيين على تعنت نتنياهو وحرب إبادته المتصاعدة على غزة بداية تحول يسقط حكومة نتنياهو وينهي سياسات التصعيد والحروب؟!

بقلب للحقائق ورفض الإقرار بأن موجة الغضب والاستياء العربي الإسلامي والغربي، ليست عداء للسامية، بل ضد استمرار الحرب وتفاقم الوضع المأساوي. وقد يتكرر ذلك المشهد ما لم توقف حرب الإبادة الدموية. وهناك اليوم مخاوف حقيقية من استهداف الدبلوماسيين وحتى السياح الإسرائيليين خاصة وأن جميع المدنيين الإسرائيليين هم جنود احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

لكن الانقلاب الأكثر تأثيرا ونفوذا على نتنياهو وحكومته هو موقف ترامب نقلا عن مقربين منه يؤكدون أن استمرار نتنياهو بالحرب على غزة سيهدد العلاقة مع الرئيس ترامب. مع التأكيد على أن الخلاف هو بسبب تصادم مشروعين ورؤيتين. رؤية ترامب لشرق أوسط مستقر وآمن يسمح بالتطور والتقدم الاقتصادي والاستثمارات، خاصة بعد زيارة ترامب الخليجية وتوقيع اتفاقيات بتريليونات الدولارات. والدفع في اتجاه التهدئة والتطوير والاستثمارات وتحقيق رؤى الدول الخليجية الجديدة 2030 السعودية والقطرية والإماراتية و2035 رؤية الكويت 2025 الجديدة، ورؤية سلطنة عمان 2040.

وهذا لن يتحقق إذا استمرت سياسات نتنياهو التصعيدية من غزة وفلسطين إلى اليمن ومن سوريا ولبنان إلى إيران. وخاصة الإصرار على ضرب منشآت إيران النووية ما سيدفع المنطقة نحو الهاوية بتداعيات تضرر أمن دولنا وأمن الطاقة والاقتصاد العالمي!

وبين رؤية وإصرار نتنياهو وحكومته على تشكيل شرق أوسط جديد ينصب فيها إسرائيل الطرف الأكثر نفوذا وهيمنة على المنطقة ما يهدد مصالح الولايات المتحدة والحلفاء العرب معاً. مع التأكيد أن ترامب والحلفاء الأوروبيين يفرّقون بين سياسات ومواقف نتنياهو ويطالبون بوقف الحرب وتبادل الأسرى وإنهاء المجاعة وإدخال المساعدات، وبين الالتزام بأمن وتفوق إسرائيل العسكري والنوعي والتقني في المنطقة.

لذلك بدأ نتنياهو بتراجع تكتيكي يلوح باستعداده لهدنة ووقف الحرب مؤقتا للتوصل لصفقة إفراج عن الأسرى وإدخال المساعدات ولو بشكل مؤقت لمنع المجاعة التي تفتك بأهالي غزة بعد خرقه اتفاق وقف إطلاق النار وعودته لاستئناف حرب الإبادة في 18 مارس الماضي ـ اضطر نتنياهو السماح على إدخال مساعدات رمزية بعد 80 يوما من التجويع المتعمد ومنع دخول أي مساعدات. فيما كانت تدخل حوالي 600 شاحنة أثناء الهدنة.

ويبقى هل تدفع سياسات نتنياهو وحكومته إسرائيل نحو العزلة كما يتهمه يائير غولان زعيم الحزب الديمقراطي أنه يجعل إسرائيل دولة منبوذة؟! وأن الجنود الإسرائيليين يقتلون أطفال غزة للتسلية؟
وهل سيقود ذلك لانقلاب غربي وتصاعد المطالبات لعزل إسرائيل ووصفها بالدولة المارقة، في انقلاب غاضب من حلفائها ورفض إرهاب الدولة. وهل يشكل انقلاب ترامب والأوروبيين على تعنت نتنياهو وحرب إبادته المتصاعدة والمستمرة على غزة المحاصرة والنازفة والنازحة والجائعة بداية تحول يسقط حكومة نتنياهو وينهي سياسات التصعيد والحروب؟!!

مقالات مشابهة

  • ميليباند: هناك شعورٌ بوجود الإمكانات لأول مرة في سوريا منذ 13 عاماً
  • «دبي لصناعات الطيران» توقع اتفاقيات نهائية لبيع حوالي 75 طائرة
  • المغرب كما لم تره من قبل.. مصور يوثق الألوان المذهلة في البلاد
  • انخفاض أسهم ترامب ميديا بأكثر من 10% بعد إعلانها جمع 2.5 مليار دولار لشراء بتكوين
  • بسعر يورو واحد في صقلية.. شقيقان يعيدان الحياة إلى منازل إيطاليا المهجورة
  • صحوة أوروبية في مواجهة تعنت نتنياهو.. أم ماذا؟
  • مجموعة ترامب ميديا تخطط لجمع 3 مليارات دولار لشراء عملات مشفرة
  • هل هناك انقلاب قادم في تركيا؟
  • صحوة ضمير غربي متأخرة: هل تصبح إسرائيل كيانا منبوذا؟
  • 1.4 مليار دولار خسائر موانئ الحديدة نتيجة القصف الأميركي والإسرائيلي