حوار خيالى بين هيباتيا وجان دارك
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
المكان: فضاء خيالى، حيث لا حدود للزمن أو الجغرافيا. تجلس هيباتيا، الفيلسوفة والعالمة السكندرية، على طاولة رخامية مزينة بالأدوات العلمية ولفائف المخطوطات. أمامها، تجلس المناضلة الفرنسية، جان دارك، فى درعها وسيفها فى يدها بثبات. بينهما شمعة تضىء المكان.
هيباتيا: أنت، يا جان دارك، قد قدت جيشاً فى سبيل تحرير فرنسا من الاحتلال الإنجليزى، بينما كانت معركتى ضد مراكز التعصب فى الإسكندرية.
جان: نعم، أعدمونى ولم أتجاوز العشرين من عمرى، وأنت قتلوك فى ذروة عطائك العلمى. لكن رغم تشابه نضالنا وعزيمتنا، كانت قضايانا مختلفة فى جوهرها. أنا قدت الرجال لتحرير شعبى. كان موتى بسبب تحديهم لى كامرأة قادت المعركة ضد جيش الاحتلال.
هيباتيا: نضالك كان من أجل الحرية– حرية القيادة وإحداث تأثير فى مسار التاريخ. لكن موتك لم يكن بسبب كونك امرأة، بل لأن تحديك كان تهديداً للمحتلين لأرضك. أما أنا، فلم أقاتل فى الحروب، بل فى ميدان الفكر. وكنت أدرس العلوم والفلسفة، وكنت تهديداً للتعصب المتسلط على عقول الرجال.
جان: أليس غريباً أنك كنت معلمة للرجال. ورغم حكمتك، لم يعترفوا بك؟ كان جنسك يعوق تقديرهم لك.
هيباتيا: كنت محترمة بين الفلاسفة وعلماء الرياضيات فى وقتى، لكن حتى فى الإسكندرية مركز الفكر، كان جنسى ظلاً يرافقنى. وكنت أترأس مدرسة الأفلاطونية الحديثة، لكن كلماتى كانت تقاس من خلال العدسة الجندرية. وفى النهاية، قتلتنى مجموعة من المتعصبين لأن معرفتى كانت تهديداً للعقيدة السائدة.
جان: موتى لم يكن بسبب كونى امرأة، بل لأننى هددت سلطتهم. لقد سعوا لإسكاتى لأننى تحدثت عن رؤاى، لم أخشَ الوقوف ضد العسكر ورجال الدين الذين اتهمونى بالزندقة.
هيباتيا: كنت شهيدة من أجل شعبك، أما أنا فكنت شهيدة من أجل المعرفة وحق المرأة فى أن تفكر.
جان: أعتقد أن هذا هو جوهرنا، هيباتيا. قد نموت فى لحظات، لكن أعمالنا وكلماتنا تستمر فى تحريك المياه الآسنة.
هيباتيا: إرثنا يعتمد على هذا الإيمان، جان: إرثك كرمز للشجاعة والإيمان، وإرثى كرمز لكفاح المرأة المفكرة من أجل المساواة. ورغم عنف موتنا، فإن قصصنا ستظل حية عبر الأجيال.
جان: ربما هذا هو سر القوة فى نساء مثلنا. وليعلم الجميع أننا فى غضون ثمانية أيام، طردنا الإنجليز من جميع الأراضى المحتلة.
هيباتيا: نعم، جان، طالما أن العالم لا يزال يذكرنا، فنحن لم نمت بعد. والهدف الذى ناضلنا من أجله— سواء كان حرية الشعب أو حرية الفكر سيستمر يلهب حماس أولئك الذين يناضلون من أجل حرية الإنسان فى كل مكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتلال الإنجليزي من أجل
إقرأ أيضاً:
أول حوار لوسيلة أمريكية.. عراقجي: لن نستأنف التفاوض تحت القصف.. والتخصيب مسألة كرامة وطنية
أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تشككه في إمكانية استئناف سريع للمفاوضات مع الولايات المتحدة، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن احتمال استئناف المحادثات الدبلوماسية خلال هذا الأسبوع.
وقال عراقجي في في أول مقابلة له مع وسيلة إعلام أمريكية داخل إيران منذ القصف الأخير مع شبكة CBS News عبر مترجم “لا أعتقد أن المفاوضات ستُستأنف بهذه السرعة.”
وأضاف: "لكي نتخذ قرارًا بإعادة الانخراط، علينا أولاً التأكد من أن الولايات المتحدة لن تعود لمهاجمتنا عسكريًا أثناء سير المفاوضات."
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية، تبعتها هدنة أنهت ما وصفه ترامب بـ"الحرب التي استمرت 12 يومًا" بين إيران وإسرائيل.
وأكد عراقجي أن بلاده لا تغلق أبواب الدبلوماسية، قائلاً: "أبواب الدبلوماسية لن تُغلق أبدًا."
وكان الرئيس ترامب قد أعلن في خطاب متلفز أن منشآت "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" النووية الإيرانية قد "دُمّرت كليًا"، بينما أفاد رئيس هيئة الأركان الأمريكية، الجنرال دان كين، بأن تقديرات الأضرار الأولية تشير إلى "دمار بالغ جدًا" في المواقع الثلاثة.
ليبرمان: الحرب مع إيران حتمية ..والحكومة تل أبيب تعيش في فوضى
إيران تدعو لتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد أمريكا وإسرائيل
وفي المقابل، قال رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لـ CBS إن الضربات الأمريكية "سببت أضرارًا جسيمة، لكنها لم تكن تدميرية بالكامل"، مرجحًا قدرة إيران على استئناف تخصيب اليورانيوم خلال بضعة أشهر.
وعلّق عراقجي على ذلك بقوله "لا يمكن محو العلم والتقنية من خلال القصف. وإذا وُجدت الإرادة لدينا، وهي موجودة، فسنتمكن بسرعة من إصلاح الأضرار وتعويض الوقت الضائع."
وفي ما يتعلق بموقف بلاده من التخصيب، قال عراقجي إن البرنامج النووي السلمي أصبح "قضية كرامة وطنية"، مضيفًا "لقد خضنا حربًا مفروضة استمرت 12 يومًا، ولن يتراجع شعبنا بسهولة عن حقه في التخصيب."
وكان المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قد أعلن عقب انتهاء المواجهات مع إسرائيل "الانتصار" عبر منصات التواصل، قائلاً "أبارك لكم النصر على النظام الصهيوني الزائف"، ومضيفًا أن "الحكومة الإسرائيلية سُحقت عمليًا تحت ضربات الجمهورية الإسلامية".
وردّ ترامب على هذه التصريحات واصفًا إعلان خامنئي بـ"الكذبة"، مؤكدًا أن إيران "تحطمت"، وكاشفًا أنه منع الجيشين الأمريكي والإسرائيلي من "اغتيال المرشد الأعلى".
ومن المقرر أن يلتقي ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الإثنين المقبل، وسط ترقب إقليمي واسع لأي قرارات تتعلق بإيران.
وختم عراقجي بالتأكيد على استعداد إيران لأي تصعيد محتمل، قائلاً "لقد أظهرنا خلال هذه الحرب أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا، وسنواصل ذلك إذا ما تعرّضنا لأي عدوان جديد."