آيباد قابل للطي في 2028.. هل تنجح آبل أكثر من الآخرين؟
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
لا تزال آبل تتأنى في لحاقها بركب الأجهزة القابلة للطي رغم نمو القطاع ونضجه بشكل كبير عن الأعوام الماضية، ومع غياب التصريحات الرسمية للشركة، وجدت الشائعات والتسريبات آذانا صاغية لدى محبي الشركة ومتابعي التقنية حول العالم.
اقتصرت الشائعات السنوات الماضية على وجود "آيفون" قابل للطي، ولكن وفق تقرير مارك غورمان المنشور في بلومبيرغ مؤخرا، فإن آبل قد تتبع نهجا مختلفا مع أجهزتها القابلة للطي، ليكون أول هذه الأجهزة مشابها لأجهزة "آيباد" عام 2028.
استطاعت آبل النجاح طيلة الأعوام الماضية لأنها كانت قادرة على التنبؤ باحتياجات المستخدمين في المستقبل وتقديم أجهزة تلبي هذه الاحتياجات، وقد تمكنت من ذلك مع حواسيب "آي ماك" في البداية ثم مع هواتف "آيفون" التي صنعت تاريخا فارقا للشركة.
ومنذ ذاك الوقت، تحاول الشركة جاهدة تكرار "لحظة آيفون" الفارقة التي أوصلت آبل لما هي عليه اليوم، وذلك عبر التنبؤ بمستقبل الحوسبة وتجربة استخدام الحواسيب الشخصية وابتكار جهاز يساهم في تحسين هذه التجربة، لذا كشفت منذ عدة أعوام عن "فيجن برو" التي كانت أمل الشركة في تحديد المستقبل.
ولكن تجربة "فيجن برو" أثبتت أن المستخدمين غير مستعدين لاستخدام خوذ الواقع الافتراضي بشكل كامل، فضلا عن وجود تحديات مستمرة في تجربتها، بدءا من حجم الخوذة الكبير المرهق لبعض المستخدمين وحتى الثمن الباهظ الذي قد يكون حاجزا يمنعهم من اقتنائها.
إعلانلذا كان على حرفيّ آبل البحث عن حلول جديدة مختلفة، وبدلا من ابتكار جهاز جديد تماما، قررت الشركة تحسين أجهزتها اللوحية "آيباد" بما يتواكب مع العصر وذلك عبر تحويل أحد أنجح أجهزة الشركة إلى حاسوب لوحي قابل للطي.
ووفق تقرير غورمان، فإن الشركة تعمل على تطوير جهاز لوحي جديد يحاكي أجهزة "آيباد" في التصميم، ولكنه يأتي بحجم أكبر مقارب لجهازين "آيباد" معا يتم طيه من المنتصف ليصبح في حجم "آيباد" المعتاد، تأمل الشركة أن تطرح هذا الابتكار بالأسواق عام 2028.
التقرير يشير إلى أن الشركة بدأت في الاختبارات الداخلية لهذا الجهاز منذ عدة أعوام، وقد وصلت الآن إلى نماذج أولية لا يظهر بها خط الطي في المنتصف، وهو ما يواكب أحدث صيحات الأجهزة القابلة للطي التي تأتي مع خط طي خفي في منتصف الجهاز.
رغم بزوغ الشائعات عن أجهزة آبل الجديدة القابلة للطي، فإن التفاصيل ما زالت مبهمة حتى الآن، إذ لا توضح التقارير إن كان الجهاز الجديد تحسينا لأجهزة "آيباد" الموجودة بالفعل، أي يصدر كجيل جديد من أجهزة "آيباد برو"، أم سيكون جهازا جديدا بشكل كامل إلى جانب الأجهزة القديمة.
كما أن التقارير تشير إلى تجاهل الشركة في الوقت الحالي لتطوير جهاز "آيفون" قابل للطي، ونظرها بدلا من ذلك إلى الشاشات القابلة للطي مع الأجهزة المخصصة للأعمال مثل "آيباد برو" و"ماك بوك برو".
تتزامن هذه الشائعات مع تسريب مستند -عبر منصة إكس- يوضح خطة الشركة لتبني تقنيات الشاشات الجديدة مستقبلا، وهي تتضمن طرح شاشات قابلة للطي بين عامي 2028 و2030 على أن تكون هذه الشاشات بحجم 18.8، أي أقل قليلا من حجم جهازي "آيباد آير" متصلين معا.
تتناسب فكرة طرح جهاز مختلف تماما مع أسلوب آبل في طرح الأجهزة بالأعوام الماضية، إذ أصبحت الشركة تقدم العديد من الخيارات لكل فئة من فئات الأجهزة المختلفة التي تقدمها، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح مع أجهزة "آيباد" التي تبدأ مع "آيباد" الاقتصادي وتمر على حجمين مختلفين وهما "آيباد ميني" و"آيباد آير" ثم تنتقل إلى الأجهزة الاحترافية باهظة الثمن في حجمين أيضا مع "آيباد برو".
إعلانولكن طرح طراز آخر من أجهزة "آيباد" قد يتسبب في تشتيت القوة الشرائية للشركة، إذ تملك الشركة بالفعل "آيباد برو 13 بوصة" الذي يعد أكبر أجهزتها اللوحية، وإذا طرح الجهاز القابل للطي كطراز منفصل، فإن غالبية المستخدمين الراغبين في حاسوب لوحي ذي شاشة كبيرة تتنقل إلى الأجهزة القابلة للطي تاركة الحجم الأكبر من "آيباد برو".
ليست أول من يفعلهايعكس الجهاز القابل للطي فلسفة جديدة لدى آبل تتلخص في اتباع التوجهات العالمية للشركات الأخرى بدلا من قيادة التطور ودفع الشركات الأخرى لتقليدها، إذ لا تعد آبل أول من يطرح حاسوبا قابل للطي، وقد سبقتها في ذلك منافستها "مايكروسوفت" مع جهاز "نيو" (Neo) عام 2019 قبل إلغائها فضلا عن أجهزة "لينوفو" و"إتش بي" القابلة للطي والتي تباع بسعر يناهز ألفي دولار.
ولا يعني اتباع آبل خطى هذه الشركات أنها لن تقدم جديدا، إذ من المتوقع أن يكون جهاز آبل أغلى ثمنا من أجهزة "لينوفو" فضلا عن تقديمه بشكل مختلف، فبينما تعمل الحواسيب القابلة للطي الموجودة حاليا عبر دمج شاشتين منفصلتين معا عبر مفصلة، فإن التسريبات عن جهاز آبل تشير لكونه قطعة زجاج واحدة كبيرة تنفصل إلى شاشتين، أي أنها شاشة كبيرة بحجم 18 بوصة وتغلق على نفسها، بشكل يحاكي أجهزة "زي فولد" من "سامسونغ".
ومن المتوقع أن يمتد الاختلاف بين أجهزة آبل والمنافسين إلى نظام التشغيل، فبينما تعتمد الحواسيب القابلة للطي حاليا على نظام "ويندوز" المعتاد، فإن أجهزة آبل على الأغلب تعتمد على نسخة معدلة من "آيباد أو إس" تلائم الشاشات القابلة للطي، وهو ما يمثل نقطة قوة في صالح أجهزة "آيباد"، إذ ستكون التجربة مخصصة بشكل كامل للأجهزة القابلة للطي.
كان من المتوقع أن تسعى آبل لطرح "آيفون" قابل للطي قبل النظر إلى أجهزة "آيباد" وذلك في محاولة للحاق بركب الأجهزة القابلة للطي، ولكن عند النظر بشكل محايد إلى ما قامت به آبل، فإن هذا هو الخيار الأنسب تجاريا للشركة.
إعلانتتمتع آبل بسيطرة شبه كاملة على قطاع الحواسيب اللوحية، وهذا يتيح لها المجال للابتكار وتقديم أجهزة جديدة باستمرار، كما أن تجربة استخدام حواسيب "آيباد" تجذب المستخدمين من مختلف القطاعات، سواء كانوا مبدعين يبحثون عن أجهزة تيسر عليهم الرسم الرقمي أو مستخدمين يبحثون عن تجربة حوسبة قوية في وزن خفيف.
تترك هذه الاستخدامات مجالا أمام آبل للابتكار وتجربة التقنيات الجديدة في "آيباد"، وذلك لأنها استخدامات تستفيد من مساحة الشاشة الأكبر، وذلك على عكس أجهزة "آيفون" ومساعي الشركة لجعل تجربة استخدامها بسيطة دون تعقيد، فضلا عن محاولات تنحيف الجهاز قدر الإمكان إذا صدقت الشائعات عن "آيفون 17 آير".
ويظل السؤال، هل تستطيع آبل جعل الحواسيب اللوحية القابلة للطي تقنية رائجة؟ أم يكون مصيرها مماثلا لمصير "فيجن برو" مقتصرة على نخبة المستخدمين؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأجهزة القابلة للطی آیباد برو قابل للطی من أجهزة فضلا عن
إقرأ أيضاً:
شرطة دبي تكشف عن استراتيجية رقمية مستقبلية شاملة تمتد لعام 2028
دبي: «الخليج»
كشفت القيادة العامة لشرطة دبي، خلال القمة الشرطية العالمية 2025 التي نظمتها في دبي، عن استراتيجيتها للتحول الرقمي الشامل، والتي تمتد حتى العام 2028، في خطوة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في منظومة العمل الشرطي، ورفع جاهزيتها نحو المستقبل، وتعزيز حضورها الريادي في المجال الأمني والتقني عالمياً.
وتسعى الاستراتيجية الجديدة إلى جعل شرطة دبي القوة الأكثر مرونة وابتكاراً بحلول عام 2028، من خلال تسخير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، ومنظومات الأمن السيبراني المتقدمة، إلى جانب الابتكارات الأمنية، لتقديم تجربة شرطية متكاملة وآمنة وسلسة للمتعاملين.
كما تركز الاستراتيجية على دعم منظومة حماية المجتمع ضمن بيئة آمنة وعادلة في العالمين الواقعي والافتراضي، بما يعزز الاستباقية ويرفع منسوب التفاعل والثقة المجتمعية.
وتأتي هذه الاستراتيجية في إطار التوجهات الاستراتيجية لحكومة دبي لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، وترسيخ مكانة الإمارة كعاصمة عالمية للاقتصاد الرقمي والمدن الذكية. وضمن رؤية متكاملة تهدف إلى توفير تجربة مدينة رقمية آمنة ومُمكّنة، تضمن التفاعل المجتمعي الفعّال، وتُقدم خدمات شرطية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلبية الاحتياجات الحالية واستباق تطلعات المجتمع، بما يُسهم في رفع مستوى السعادة في إمارة دبي.
من جهته، صرّح اللواء خالد ناصر الرزوقي، مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي، أن هذا الإطلاق يأتي بتوجيهات من الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، ويؤكد التزامنا الراسخ في التوجّه نحو تقديم خدمات شرطية ذكية، واستباقية، ومدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأضاف: «تمثل الاستراتيجية الجديدة نقلة نوعية في مسيرة شرطة دبي نحو التحول الذكي، وتجسد جاهزيتها لتبني أحدث التطبيقات، بما يعزز الأمن والخدمة، ويواكب تطلعات المدينة الذكية».
وأضاف: «سيتم تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال حوكمة دقيقة يقودها مجلس التحول الرقمي الذي يتولى الإشراف الاستراتيجي العام، بالتنسيق مع مكتب إدارة المشاريع الرقمية الذي يتولى مسؤولية تنفيذ المبادرات الرقمية، ومتابعة تقدّم المشاريع، لضمان تحقيق أفضل مؤشرات الأداء ومواءمة التوجهات الحكومية مع الاحتياجات الأمنية المستقبلية».
وتتضمن الاستراتيجية تنفيذ 86 مشروعاً رقمياً ومبادرة مبتكرة تهدف إلى بناء عمليات شرطية متصلة وذاتية الاستجابة تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، قادرة على حماية المجتمعات والتعامل بمرونة مع التحديات. كما تسعى شرطة دبي إلى تطوير قدراتها في مجال التحليل والتنبؤ بالجرائم والاستجابة الفعالة لها، من خلال منظومات تحليلية ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُسهم في تسريع اتخاذ القرار ورفع كفاءة العمل الشرطي. ومن أبرز هذه المشاريع، مشروع التنبؤ الذكي بالجرائم الذي يوظف تحليلات البيانات للتوقع الاستباقي للجرائم، ومشروع مركز العمليات الرقمية الموحد (Next Gen OCC) الذي يعزز التكامل وسرعة الاستجابة الأمنية، إضافة إلى تطوير مراكز الشرطة الذكية ومنصات المرور الرقمية.
وتعزز الاستراتيجية من جاهزية شرطة دبي لمواجهة التحديات السيبرانية المتنامية، عبر بناء مجتمع رقمي آمن ومحصّن يتمتع بمنظومة سيبرانية مبتكرة ومرنة، تُرسّخ مكانة شرطة دبي كواحدة من أكثر الجهات الأمنية تطوراً عالمياً ويعزز ريادتها كنموذج عالمي في العمل الشرطي الذكي والمستقبل المستدام. كما تدعم الاستراتيجية تحفيز الابتكار وتسريع النضج الرقمي، بما في ذلك تنمية القدرات المؤسسية في مجال الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى ترسيخ أسس مؤسسة مرنة، جاهزة للمستقبل، وتتمتع بتنافسية عالية على المستوى العالمي.