الجيش السوداني يتقدم بمواقع جديدة والبرهان يتفقد مدينة شندي
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
حقق الجيش السوداني تقدما في مواقع جديدة -أمس الاثنين- بمنطقة شرق الخرطوم والخرطوم بحري وشرق النيل التي يطوقها من الريف الشرقي، كما قصف مواقع الدعم السريع في ضاحية كافوري. في حين وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الجنرال عبد الفتاح البرهان إلى مدينة شندي وتفقد قواته هناك.
ويأتي هذا التطور بعد يومين من فك الحصار عن القيادة العامة وسط الخرطوم، وسلاح الإشارة، ومقر تابع لجهاز المخابرات يقع بالقرب منه في الخرطوم بحري، ليبدأ الجيش في تنفيذ المرحلة الثالثة من العملية العسكرية التي أطلقها في 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقالت مصادر عسكرية إن الجيش انفتح في أجزاء من شرق الخرطوم قرب كلية الرباط في ضاحية بُري، كما انتشر في الجبهة الجنوبية قبالة القيادة العامة لجسر القوات المسلحة-كوبري كوبر.
وأفادت المصادر بتقدم قوة من الجيش في أجزاء واسعة من أحياء العزبة وكافوري بمحلية شرق النيل بالخرطوم بحري.
وحرك الجيش قوات من مصفاة الجيلي شمالي الخرطوم بعد استعادتها وتأمين محيطها إلى الشرق، نحو محلية شرق النيل في أحياء عد بابكر ورام الله، حيث يتوقع أن تلتحم مع المتحرك الذي ينفتح في أحياء كافوري.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش قصف بالمدافع الثقيلة، من أم درمان الواقعة على الضفة الأخرى لنهر النيل، مواقعَ الدعم السريع في كافوري حيث شُوهد تصاعد أعمدة الدخان في المنطقة.
إعلانوتعد كافوري وشرق النيل معقلين رئيسيين للدعم السريع التي شدد قائدها في الخرطوم بحري الحراسةَ على موقع سكنه في كافوري بعد تقدم الجيش خلال الأيام الماضية.
وتنتشر قوات الاحتياطي المركزي في إدارية أبو صالح التابعة لريف شرق النيل، وذلك لمنع أي تسلل من الدعم السريع التي تحاصرها قوات أخرى شرق الجزيرة.
واستمر الجيش في التقدم البطيء في أحياء المؤسسة والشعبية والصافية بغرض الوصول إلى المحطة الوسطى، تمهيدا لعبور جسر المك نمر لملاقاة القوة المرجح تحركها من القيادة العامة إلى القصر الرئاسي ومؤسسات الدولة والسوق العربي.
وذكرت المصادر أن الجيش أجرى تمشيطا واسعا في أحياء المزاد والشعبية جنوبي الخرطوم، مع تنظيم عمليات إجلاء للسكان المتبقين في هذه الأحياء.
واستطاع الجيش استرداد مواقع واسعة في أم درمان والخرطوم بحري، لكن لا يزال أمامه خطوات مهمة لتطويق الدعم السريع بالخرطوم تتمثل في ربط قواته في المقرن وقاعدة المدرعات وأحياء جنوب العاصمة بالقيادة العامة.
البرهان في شنديبدوره، وصل -اليوم الثلاثاء إلى مدينة شندي- رئيسُ مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، وتفقد الفرقة "3 مشاة" ورافقه مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس سليمان.
وفور وصوله، تدافع المواطنون لاستقبال الجنرال رافعين شعارات "جيش واحد شعب واحد" معبرين عن فرحتهم بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في مختلف المحاور.
وحيا رئيس مجلس السيادة مواطني مدينة شندي مشيدا بوقفتهم الصلبة مع القوات المسلحة وهي تخوض معركة الكرامة.
كما تلقى الجنرال تنويرا من قائد الفرقة الثالثة مشاة بشندي حول الوضع الأمني ومستوى استعداد ضباط وضباط صف وجنود الفرقة في معركة الكرامة الوطنية، مشيدا بالتضحيات التي قدمتها في سبيل بسط الأمن والاستقرار.
إعلان هجوم على الفاشرومن جانب آخر، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة الهجوم "المروع" على المستشفى الرئيسي بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، والذي أسفر عن مقتل 70 شخصا الجمعة الماضية، حسبما أفاد المتحدث باسمه أمس.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام الأممي إن هذا الهجوم المروع -الذي ضرب المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في أكبر مدينة بدارفور بعد أكثر من 21 شهرا من الحرب- يترك النظام الصحي بالسودان في حالة يُرثى لها.
وأضاف أن الأمين العام يؤكد أنه بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب احترام الجرحى والمرضى، وكذلك العاملين في المجال الطبي والمرافق الطبية، وحمايتهم بشكل دائم، داعيا إلى محاسبة المسؤولين عن مثل هذه الانتهاكات.
وقد أسفر الهجوم الذي استهدف المستشفى السعودي بمدينة الفاشر -التي تحاصرها قوات الدعم السريع- إلى مقتل 70 شخصا وإصابة 19 آخرين بين المرضى ومرافقيهم، وفقا لمدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
ومن جانبه قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أمس إن مكتبه يعتقد أن "جرائم دولية تُرتكب بلا شك في دارفور".
وأضاف كريم خان -لمجلس الأمن الدولي- أنه يتم اتخاذ خطوات لتقديم طلبات لإصدار أوامر اعتقال فيما يتعلق بالجرائم المزعومة في المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الخرطوم بحری الدعم السریع مدینة شندی شرق النیل فی أحیاء
إقرأ أيضاً:
مقتل وإصابة العشرات في الفاشر بقصف من قوات الدعم السريع
أدى قصف نفذته قوات الدعم السريع على مناطق في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور إلى مقتل وإصابة 35 شخصا وفق مصادر محلية.
وقال الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني العقيد أحمد حسين مصطفى للجزيرة إن 14 شخصا قتلوا و21 جرحوا جراء قصف قوات الدعم السريع على سوق نيفاشا الشعبي ومعسكر أبو شوك للنازحين في الفاشر.
من جهتها، دعت الأمانة العامة لحكومة ولاية شمال دارفور المواطنين في الفاشر إلى تجنب التجمعات بالساحات العامة خلال عطلة العيد حفاظا على أرواحهم.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من صدور تقرير جديد أعدته منظمة أطباء بلا حدود جاء فيه أن العنف والجوع يدمران حياة السودانيين في جنوب دارفور، مبينة أن المعاناة تتعاظم جراء انسحاب المنظمات الإنسانية من المنطقة.
وأوضحت المنظمة في التقرير الذي نشر أمس الأربعاء بعنوان "أصوات من جنوب دارفور" أنه رغم توقف المعارك البرية في المنطقة حاليا فإن انعدام الأمن لا يزال قائما، حيث يتعرض الناس "لعنف مروع على الطرقات وفي المزارع والأسواق وفي بيوتهم".
وأشارت المنظمة إلى تقارير عن اعتقالات تعسفية وسرقات ونهب، في حين تتواصل الغارات الجوية والضربات بالطائرات المسيرة على جنوب دارفور.
إعلانكما ذكر التقرير أن العنف الجنسي ينتشر على نطاق واسع، حيث قدّمت أطباء بلا حدود الرعاية لـ659 ناجية وناجيا في الفترة من يناير/كانون الثاني 2024 إلى مارس/آذار 2025، مشيرا إلى أن 56% من الناجين تعرضوا للاعتداء على يد شخص غير مدني.
وأشار التقرير إلى أن جنوب دارفور شهد حرب مدن ضارية في 2023، مما أدى إلى تدمير المستشفيات والبنى التحتية الحيوية، ومع احتدام القتال "انهار حضور المنظمات الإنسانية، والذي كان كبيرا قبل اندلاع الحرب".
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.