تصاعدت حدة انقسامات الداخل الإسرائيلي والغضب، بسبب ما وصفته وسائل إعلام عبرية بـ«مشاهد انتصار الفصائل»، والتي بدأت مطلع الأسبوع الجاري، يوم السبت الماضي بـ«استعراض حماس» خلال تسليم الأسيرات الإسرائيليات الأربعة، أعقبها انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم، والذي بات أيقونة لفشل جيش الاحتلال، وحتى عودة آلاف النازحين من الجنوب إلى شمال غزة، وهي المشاهد التي أذلت جنود الاحتلال وكانت سبب في بكائهم .

. فماذا حدث؟

استعراض حماس

ظهر السبت الماضي، سلمت حركة حماس أربع جنديات إسرائيليات كجزء من اتفاق الهدنة، في مشهد استعراضي نظّمته الحركة في مدينة غزة، إذ صعدت الجنديات على منصة أقيمت خصيصًا في ميدان فلسطين، حيث رفعن أيديهن بالتحية وابتسمن وسط حشد جماهيري كبير وانتشار مكثف للمقاتلين الفلسطينيين.

خلال صعود الأسيرات الأربعة، حرصت الحركة على أن يرتدين زيهن العسكري وحملن حقائب خفيفة تحمل شعار «حماس»، والتي كانت تحتوي على «هدايا»، تتضمَّن خريطة غزة وفلسطين، ودبوس عليه العلم الفلسطيني، وشهادة تخرج من غزة، مكتوبة باللغة العربية والعبرية.

المنصة التي صعدت عليها الأسيرات وأعضاء الحركة حملت الكثير من الرسائل، ففيما نشرت شعارات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والتي تتضمَّن الشاباك، والجيش ولواء جفعاتي، وغيرها، وضعت في الأسفل لتكون تحت الأقدام.

بينما رُفعت لافتة كتب عليها بالعبرية: «الصهيونية لن تنتصر».

انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم

ورغم تعنت القيادات السياسية الإسرائيلية في تنفيذ بنود اتفاق وقف الهدنة، بسبب عدم تسليم حركة حماس للأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود، إلا أن بعد جهود من الوسطاء المصريين والقطريين، تم التوصل لاتفاق وانهاء تلك الأزمة.

اتفق الصحفيون والسياسيون الإسرائيليون على أن إسرائيل فقدت هذا الصباح أهم أوراقها ونفوذها في هذه الحرب، في حين تحتفظ المقاومة بورقتها الأهم، وهي “الأسرى”، وتستخدمها حتى النهاية مع تبادل تدريجي.

المحور الذي اعتقد الكثيرون أنه سيكون بداية احتلال غزة ينهار بالكامل.

مشاهد توثق لحظة… pic.twitter.com/diiz1EWFhh

— Tamer تامر (@tamerqdh) January 27, 2025

وبعد انهاء الأزمة انسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم، ووفق المتداول من رواد السوشيال ميديا، ظهر أخر جنود رحلوا من المحور وهم من الكتيبة 50 وهم داخل عربة «نصف نقل»، فيما يبدو على ملامحهم الحزن والقهر.

لحظة تلقي جنود الاحتلال أمر الانسحاب من محور "نتساريم" الذي عملوا على إقامة مواقع عسكرية وتوسيعه بعد تدمير مساحات من بيوت الفلسطينيين وقال قادة الاحتلال عدة مرات إنهم لن ينسحبوا منه قبل أن يخضعوا لمطالب المقاومة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى pic.twitter.com/o4pSivhqbd

— um salim (@SryhSyf42614) January 27, 2025

وقالت القناة 14 العبرية، أن الجنود الإسرئيليين غادروا محور نتساريم وهم يذرفون الدموع ويشعرون بالإحباط، حيث يرون أن جهودهم التي بذلوها لأكثر من عام في قطاع غزة ذهبت بدون فائدة.

عودة النازحين تفجر أزمة في إسرائيل

أما مشهد تجمع آلاف الفلسطينيين في شارع الرشيد، والذين تحركوا لعودتهم إلى شمال القطاع منذ اللحظة الأولى «الساعة 7 صباح أمس الاثنين» فهو من أكثر المشاهد التي تسببت في قهر الاحتلال.

إذ خرج عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، ليتحدث عن مشهد عودة النازحين لشمال غزة قائلا أنه يشعر بـ«القهر»، مؤكدًا أنه يلاقي مصاعب في مشاهدة مقاطع الفيديو القادمة من غزة، لعودة النازحين وهم يسيرون بالسيارات بلا خجل أو رعب نحو شمال غزة، وفق ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حماس استعراض حماس اسرائيل نتيناهو اذلال اسرائيل عودة النازحين شمال غزة العدوان على غزة عودة النازحین محور نتساریم من محور

إقرأ أيضاً:

هيريت ستو.. كاتبة أشعلت حربًا بقلمها

في عام 1852، صدرت رواية صغيرة من 300 صفحة، لامرأة أمريكية لم تكن تعرف خارج الأوساط الدينية والأدبية المحلية، لكنها لم تكن رواية عادية، ولا كانت امرأة عادية. إنها هيريت بيتشر ستو، الكاتبة التي أطلقت شرارة الغضب الأخلاقي في أمريكا ضد مؤسسة العبودية، بقلمها فقط.

 الرواية كانت “كوخ العم توم”، والنتيجة كانت واحدة من أكثر الحركات الاجتماعية زخمًا في تاريخ الولايات المتحدة.

“هذه هي السيدة التي أشعلت حربًا كبيرة!”

بهذه الكلمات استقبلها الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن عندما التقاها في البيت الأبيض عام 1862، أثناء اشتعال الحرب الأهلية الأمريكية. 

لم يكن هذا الإطراء مجازًا سياسيًا، بل اعترافًا حقيقيًا بقوة الأدب في التأثير على المجتمعات وتغيير المسارات التاريخية.

رواية زلزلت الضمير الأمريكي

نشرت ستو روايتها في وقت كانت فيه أمريكا منقسمة بشكل حاد بين الشمال المناهض للعبودية، والجنوب الذي يعتمد على استعباد السود اقتصادياً واجتماعياً. 

جسدت الرواية معاناة العبيد السود من خلال شخصية “العم توم”، الرجل الطيب الذي تمزقه أهوال العبودية ويجبر على تضحيات إنسانية مؤلمة.

الرواية لم تكن فقط قصصية، بل كانت شهادة إنسانية موثقة، استخدمت فيها ستو مصادر حقيقية من شهادات العبيد والناجين، مما أعطاها بعدًا واقعيًا صادمًا في ذلك الوقت.

ردود فعل غاضبة… وانتشار غير مسبوق

حقق الكتاب مبيعات قياسية، إذ بيع منه أكثر من 300 ألف نسخة في عامه الأول فقط بالولايات المتحدة، ووصلت ترجماته إلى أوروبا والشرق الأوسط. في المقابل، أثارت الرواية سخط الجنوبيين الذين اتهموها بتشويه صورة مجتمعهم.

الصحف الموالية للعبودية شنت هجومًا حادًا عليها، لكنها لم تتراجع، بل أصدرت لاحقًا كتابًا بعنوان: “مفتاح إلى كوخ العم توم” لتوثيق المصادر التي استندت إليها في روايتها.

امرأة من قلب الوعظ إلى قلب المعركة

ولدت هيريت في عائلة دينية بروتستانتية صارمة في ولاية كونيتيكت عام 1811، ونشأت على قيم الإصلاح والعدالة. 

عاشت مع زوجها في مدينة سينسيناتي، قرب الحدود بين الولايات الحرة والولايات العبودية، حيث شاهدت بنفسها قصص الفارين من الرق، ما جعلها تؤمن بأن السكوت خيانة.

عبر قلمها، لم تكن ستو مجرد كاتبة، بل مناضلة ضد الظلم الاجتماعي، سبقت عصرها في توظيف الأدب كوسيلة لتغيير الواقع.

إرث لا يزال حاضرًا

رغم مرور أكثر من 170 عامًا على صدور الرواية، لا تزال “كوخ العم توم” تدرس في الجامعات وتناقش في المحافل الأدبية كأحد أهم الأعمال التي غيرت الوعي الجمعي.

كما تم تحويل الرواية إلى مسرحيات وأفلام، وأصبحت شخصية “العم توم” رمزًا للتضحية، وإن كانت أحيانًا مثار جدل حول معنى الخنوع أو الصبر السلبي، ما يعكس تعقيد التلقي الأدبي عبر الأجيال


 

طباعة شارك كوخ العم توم أبراهام لينكولن الحرب الأهلية الأمريكية العم توم هيريت ستو

مقالات مشابهة

  • حماس تُعقّب على استمرار إغلاق المسجد الأقصى لليوم الرابع على التوالي
  • من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟
  • كمين معقد لكتائب القسام في خان يونس يسفر عن قتـ.ـلى وجرحى في صفوف الاحتلال
  • هيريت ستو.. كاتبة أشعلت حربًا بقلمها
  • جيش الاحتلال: نحظى بحرية الحركة في الأجواء من غرب إيران إلى طهران
  • إعلام غربي: طهران لم تتوقع شدة الهجوم الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر
  • غزة - 15 شهيدا بنيران إسرائيلية قرب محور نتساريم
  • حماس : ندعو المجتمع الدولي لعزل كيان الاحتلال وقطع العلاقات معه
  • للرد على الاحتلال الإسرائيلي.. تعرف على الأسلحة التي تملكها إيران في ترسانتها
  • إصابة جنديين بجروح خطيرة في كمين للمقاومة بغزة