كتبت" الاخبار": بحسب مصادر معنية، يتصرف الرئيس المكلف نواف سلام وفق برنامج فيه ثوابت رئيسية تتعلق بنظرته إلى دور الحكومة، ومنها: أولاً، أن يكون له حق الفيتو على أي اسم تتقدم به القوى السياسية، وهو ما يفعله منذ اليوم الأول للمفاوضات، إذ رفض لمرتين على الأقل لوائح مرشحين من كل القوى السياسية. ثانياً، يعتقد بأن من حقه أن يكون له مرشحون من كل الطوائف.

وهو، في هذا البند، يريد من الثنائي الشيعي أن يترك له مقعداً وزارياً على أن يختار له شخصية لا تشكّل استفزازاً لحزب الله أو لحركة أمل، كما يريد الأمر نفسه من السنّة والمسيحيين على اختلاف طوائفهم وصولاً إلى المقعدين الدرزييْن. ويبدو أن لدى سلام أفكاراً عن مقايضات يمكن أن يقوم بها مع القوى الرئيسية، كأن يترك له وليد جنبلاط مقعداً درزياً، مقابل أن يختار سلام شخصية مسيحية تكون مقرّبة من جنبلاط (يتردد اسم المرشحة السابقة عن قضاء الشوف حبوبة عون).

ثالثاً، يواصل سلام مساعيه لإقناع الرئيس عون بكسر العرف الخاص بإسناد الحقائب السيادية إلى مذاهب بعينها، وهو لا يزال يأمل بإعادة توزيع هذه الحقائب على جميع الطوائف، لكنّ المشكلة في أن عون أبلغه بأنه متوافق مع القوى السياسية على تمرير هذا العرف في هذه الحكومة على أن يصار إلى إعادة النظر في كل الأعراف بعد الانتخابات النيابية المقبلة. رابعاً، يصرّ سلام على مبدأ أن لا يكون الوزراء محل طعن من قبل العواصم العربية والغربية، خصوصاً الجانبين السعودي والأميركي. ووصل الأمر بأحد العاملين على خط المفاوضات إلى القول إن الرئيس المكلّف يرسل كل سيرة ذاتية إلى وزارة الخزانة الأميركية لمعرفة ما إذا كانت عليها شبهات، كما يسأل الجانب السعودي عن رأيه في مرشحين لحقائب من الطائفة السنّية، علماً أن سلام نفسه يقول إنه خلال اجتماعه مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أبلغه الأخير بأن الرياض غير معنية بهذه التفاصيل، وأن الهاجس لديها محصور في قيام حكومة قادرة على القيام بإصلاحات، ما يسمح للسعودية وغيرها بكسر قرار مقاطعة لبنان.

خامساً، يسعى سلام إلى توفير تجانس على الصعيد الوزاري بما يتيح له المباشرة بتشكيل لجان متخصّصة للخروج سريعاً بتصورات لقانون إعادة الهيكلة المالية مع تشديده على إلغاء السرية المصرفية، وتشكيل لجنة تعمل على وضع تصور لآلية تطبيق اللامركرية الإدارية في كل لبنان، وأخرى لدرس الآليات التطبيقية للبند الدستوري الخاص بإلغاء الطائفية السياسية في الإدارة العامة والدولة. عملياً، تبدو الأمور معقّدة، خصوصاً أن سلام لا يريد مشكلة مع الثنائي أمل وحزب الله، كما لا يريد الخضوع لما يسميه «ابتزاز» بعض الكتل التي سمّته لرئاسة الحكومة، خصوصاً القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. ويقول مقرّبون منه، رغم أنه قد لا يكون موافقاً، إن الرئيس المكلّف قد لا يكون مضطراً إلى مراضاة القوات والتيار، وسيجد رئيس الجمهورية إلى جانبه، خصوصاً أن الأخير يريد أن يطلق برنامجاً للعمل السياسي في المرحلة المقبلة لتشكيل كتلة نيابية وازنة من النواب الموجودين حالياً أو ممن ستأتي بهم الانتخابات النيابية المقبلة.

وكتبت" نداء الوطن": تعتبر المصادر أن الرئيس المكلف يحاول استيعاب "الحزب" ورهطه، بالشراكة مع رئيس الجمهورية، عبر خطاب وطني يسهم في تخفيف حدة الاحتقان، فيما يجري مناورة سياسية بارعة، حيث يظهر رضوخه لشروط "الثنائي التعطيلي"، وفي الوقت نفسه، يفسح الفرصة أمام تشكّل مزاج شعبي رافض، عصبه الأساسي "17 تشرين" وجمهورها. وبالتالي يترك اللعبة السياسية المحلية تستنفد مداها لتصل إلى حائط مسدود نتيجة "الفيتوات" المتبادلة، ريثما تنضج لحظة استيلاد الحكومة على التوقيت الدولي، المرتبط حالياً ببدء فريق وزارة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ممارسة مهماته عملياً.

إذّاك تعود كاسحة الألغام الدولية، كما حصل إبّان انتخاب رئيس الجمهورية، لتعبيد الطريق أمام حكومة مغايرة تماماً لكل ما يُتداول به، يحتفظ الرئيس المكلّف بجيبه، وبكتمان شديد، بأسماء الوزراء الأساسيين فيها من اختصاصيين "مسيّسين"، مهمّتها إحداث تحوّل نوعي في الحياة السياسية، والتخلّص من هيمنة السلاح حكومياً ولغويّاً.

وتستدل المصادر بتصريحات سلام و"لاءاته"، ومعياره القاسي للتمثيل السني، والذي ينسحب على الجميع، ودعم التغييريين المطلق له، رغم أن موقفهم كان يجب أن يكون مغايراً بالنظر إلى المناخ السائد حيال مسار العملية التفاوضية.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية خاصة جنوب سوريا ويؤكد السيطرة على نقاط رئيسية

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تنفيذ عملية للقوات الخاصة في جنوب سوريا، أسفرت عن القبض على خلية إيرانية من المخربين في منطقتي أم اللوقس وعين البصلي.

وذكر الجيش أن القوات عثرت على أسلحة وقنابل يدوية خلال العملية، مؤكداً استمرار جهوده لمنع استقرار أي جهة إرهابية في سوريا وحماية مواطني إسرائيل، وخاصة سكان هضبة الجولان.

وجاء ذلك فيما أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، جولة ميدانية في الأراضي السورية، أكد خلالها أن سوريا تشهد تفككاً وأن إسرائيل تسيطر على نقاط رئيسية داخل سوريا، مشدداً على مواصلة العمل خارج الحدود للدفاع عن أمن بلاده.

وأشار زامير إلى أن المعركة متعددة الجبهات مع إيران ومحورها في المنطقة بلغت ذروتها مؤخراً، مع توجيه ضربات قوية إلى مكونات المحور الإيراني، معتبراً النظام الإيراني والحرس الثوري رأس هذا المحور.

في سياق متصل، لم يستبعد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر احتمال تطبيع العلاقات مع سوريا، مشدداً على أن ذلك لن يحدث إلا في حال بقاء هضبة الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية، وسط تقارير عن توقيع اتفاقية سلام محتملة بين البلدين قبل نهاية 2025.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع في مايو الماضي، وأعلن خلال اللقاء رفع العقوبات عن سوريا، مع تأكيد ضرورة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

يُذكر أن إسرائيل تحتل هضبة الجولان السورية منذ حرب عام 1967، فيما شهدت سوريا تغيرات سياسية عميقة بعد رحيل حكومة بشار الأسد، وتوغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح بالجولان.

הרמטכ״ל בסוריה: ״יש לשמור על דריכות גבוהה ולהיות עם עיניים פקוחות כל הזמן. ההגנה שלנו בגזרת רמת הגולן היא במרחב ההגנה הקדמי, מממשים פעילות יזומה למניעת איומים. נתקוף היכן שנדרש נגד כל איום ממשי או בהתהוות״

הרמטכ״ל, רב-אלוף אייל זמיר, קיים סיור שטח והערכת מצב היום (ג׳) בסוריה עם… pic.twitter.com/RD3qpCHRfl

— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) July 1, 2025

الأمن الداخلي السوري يعتقل أحد معاوني مدير سجن صيدنايا في طرطوس

أعلنت وزارة الداخلية السورية أن قيادة الأمن الداخلي في محافظة طرطوس تمكنت من إلقاء القبض على العقيد الركن ثائر حسين، أحد معاوني مدير سجن صيدنايا، خلال عملية أمنية نوعية ودقيقة.

وذكرت الوزارة عبر حسابها في “تلغرام” أن حسين كان مختبئاً في إحدى المناطق النائية بريف طرطوس، وتم تحويله إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.

ويعد سجن صيدنايا من أبرز السجون التابعة للنظام السوري، حيث وثقت منظمات حقوقية ومصادر متعددة ممارسات تعذيب وقتل وانتهاكات جسيمة بحق المعتقلين داخله.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية خاصة جنوب سوريا ويؤكد السيطرة على نقاط رئيسية
  • كامل إدريس: لقاء جامع يضم مختلف القوى السياسية والمجتمعية.. قريبا
  • كامل إدريس يعلن عزمه عقد لقاء جامع يضم مختلف القوى السياسية والمجتمعية قريباً
  • رئيس الحكومة اللبنانية: انسحاب إسرائيل أساس تحقيق الاستقرار الكامل في الجنوب
  • مصدر مطلع:تأجيل الانتخابات المقبلة بدعوة من بعض القوى السياسية
  • الرئيس اليمني يقول إن لقاءاته بالأحزاب السياسية ليست منصة دعائية
  • الرئيس السيسي يؤكد ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته واستقراره
  • الرئيس السيسي يؤكد لـالبرهان على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان
  • الرئيس اللبناني يطالب بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس خلال الرد على الطلب الأمريكي
  • الرئيس السيسي: لا سلام في الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية على حدود 1967