نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن مخاوف سكان منطقة شمال إسرائيل من العودة إلى مُستوطناتهم المُحاذية للحدود مع لبنان لاسيما بعد إنتهاء مهلة وقف إطلاق النار القائم بين البلدين والمُحددة لغاية 18 شباط 2025. وفي التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24"، دعا موشيه دافيدوفيتش، رئيس مجلس منتدى بلدات خط المواجهة مع لبنان، الجيش الإسرائيلي إلى البقاء في جنوب لبنان، وأضاف: "لا يمكننا أن نطلب من السكان العودة إلى منازلهم بأمان وذلك في أعقاب نشاط حزب الله".
وأكد دافيدوفيتش أن المطلوب هو حفاظ إسرائيل على تفوقها العسكري، وقال: "لا نستطيع الطلب من السكان العودة إلى منازلهم بأمان، فبعد عام و 4 أشهر من الإجلاء والنزوح، يفقد الكثيرون الثقة. كيف يمكننا أن نتحدث عن العودة إلى الشمال في ظل الوضع الهش واستمرار حزب
الله في اختبار صبرنا وجمع المعلومات الاستخباراتية وتحليل سلوك قواتنا على الأرض؟". وأوضح دافيدوفيتش أنه ما من أحد يستطيع أن يحدد ما إذا كانت الأمور التي تحصل هي مجرد استفزاز أو تحضيرٍ لـ"هجوم"، وقال: "يجب على الجيش الإسرائيلي أن يضع خطة واضحة وسياسية جديدة أساسها الرد على أي انتهاك من قبل حزب الله بردّ حاسم، وآمل أن يكون هذا بالضبط ما نراه الآن". بدورها، قالت قيادة "القتال من أجل الشمال" التي تمثل مئات عائلات السكان والنازحين من شمال إسرائيل إنه "إذا سمحت إسرائيل لطائرة من دون طيار استخباراتية لحزب الله من الدخول إلى أجوائها ومن دون رد مناسب، فسيكون ذلك بمثابة أمر خطير قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وبالتالي سيساهم ذلك في مزيدٍ من الانتهاكات والتضييق من قبل الحزب". وأكملت: "إن الأمر يتطلب ردا غير متناسب يوضح للحزب أن المساس بأمن دولة إسرائيل لن يمر دون أن يلاحظه أحد. لا يجب أن نعود إلى سياسة الاحتواء التي طبقناها قبل أحداث 7 تشرين الأول 2023". أيضاً، تشير يائيل معاد، وهي من سكان مُستوطنة يفتاح في الجليل الأعلى، إلى إطلاق حزب الله للطائرة من دون طيار، الخميس، وتعرب عن إحباطها من الوضع، وتقول: "أتوقع أن أرى رداً ساحقاً في جنوب لبنان. إن السماح للمدنيين اللبنانيين بالاقتراب من دبابات الجيش الإسرائيلي يشكل هزيمة في حد ذاته، وإذا لم يخشوا الوصول إلى هذه النقطة، فإن هذا يشكل فشلاً، والجيش يسمح بذلك". وأكملت: "يجب على سكان جنوب لبنان أن يخافوا حتى الإقتراب من الدبابة الإسرائيلية، وإذا لم يخافوا فهذه علامة على أن قدرتنا على الردع قد تعرضت للتقويض". وأردفت: "الشيء نفسه ينطبق على الطائرة من دون طيار، وحقيقة أنه تم إطلاقها وتمكنها من الصعود إلى الهواء يكشف أن الأمور غير جيدة. ينبغي على حزب الله أن يخاف حتى من محاولة إطلاق طائرته، والوضع الحالي يعزز شعوراً لدى التنظيم بأنه قادر على التصرُّف من دون خوف. إن الحزب يدرس استجابتنا التي ظهرت على أنها غير كافية". من ناحيته، حذر آفي ناديف، نائب رئيس مجلس المطلة وأحد سكان المستوطنة، من "سياسة ضبط النفس التي تعتمدها إسرائيل" خصوصاً إزاء الأحداث الأخيرة التي شهدها جنوب لبنان، وقال: "إذا استمرت الأمور على ما هو عليه، فإننا سنجد أنفسنا نعود إلى الوضع الذي شهدناه في السادس من تشرين الأول 2023. ما يحصل هو انتهاك صارخ ولا يوجد أي إشارة إلى التزام حزب الله بالقرار 1701"، كما يزعم. وتابع: "لا ينبغي على إسرائيل أن تبقى صامتة، بل يجبُ أن تردّ وتضرب الحديد وهو ساخن. لا أسمع من المطلة أن الأرض في لبنان تحترق ولا أسمع عن إصابات في صفوف حزب الله. ما يحدث في جنوب لبنان هو نشاط يهددنا بكل ما للكلمة من معنى، وهذا يذكرنا باستفزازات حزب الله قبل 6 تشرين الأول 2023 ويطرح سؤالاً أساسياً وهو: كيف يمكن لسكان الشمال العودة إلى هنا؟". المصدر: ترجمة "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
جنوب لبنان
العودة إلى
حزب الله
من دون
إقرأ أيضاً:
صحيفة قبرصية تكشف عن موجة نزوح استيطاني إلى الجزيرة عقب هجمات إيران على “إسرائيل”
الجديد برس| كشفت صحيفة “بوليتس” القبرصية عن تصاعد ظاهرة شراء “إسرائيليين” لأراضٍ ومنازل في جزيرة قبرص، بالتزامن مع تداعيات المواجهة العسكرية الأخيرة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، والتي تسببت في أضرار هائلة ونزوح واسع داخل الكيان المحتل. وبحسب تقرير الصحيفة، فإن عدد “الإسرائيليين” في قبرص بلغ نحو 15 ألف شخص، في ظل نشاط محموم تقوده حركة “حباد” اليهودية، والتي باتت تعمل على تهيئة بنية اجتماعية ودينية لاستقبال المستوطنين القادمين من الكيان، وسط مؤشرات على تشكل نواة مدينة إسرائيلية مصغّرة داخل الأراضي القبرصية. وأكدت الصحيفة أن الطلب المتزايد على شراء العقارات من قبل الإسرائيليين بلغ مستويات غير مسبوقة، في سياق ما يُشبه الهروب الجماعي لعائلات المستوطنين، بعد تصاعد المخاوف الأمنية من تجدد الهجمات الإيرانية. وفي سياق متصل، أفاد موقع “غلوبس” الاقتصادي الإسرائيلي بأن كل صاروخ إيراني سقط في الأراضي المحتلة خلال المواجهة الأخيرة تسبب في نحو ٤٠٠٠ مطالبة تعويض من المواطنين، فيما تم إجلاء أكثر من ١٨ ألف مستوطن خلال ١٠ أيام فقط، نُقل ١٢ ألفًا منهم إلى فنادق، بينما تم تسكين البقية في منازل مؤقتة أو مستأجرة. وبحسب تصريحات نقلتها صحيفة “معاريف” عن أمير دهان، مدير قسم التعويضات في سلطة الضرائب الإسرائيلية، فقد تجاوز عدد دعاوى التعويض المقدمة منذ بدء المواجهات مع إيران ٤٠ ألف دعوى، متوقعاً أن يصل الرقم إلى ٥٠ ألفاً في حال استمرار الأزمة، موضحًا أن حجم التعويضات المصروفة حتى الآن بلغ نحو 2.5 مليار شيكل، مع توقعات أن يصل المبلغ الإجمالي إلى 5 مليارات شيكل (حوالي 1.5 مليار دولار). ويأتي هذا النزوح باتجاه قبرص في ظل قلق متزايد لدى شريحة واسعة من الإسرائيليين من تكرار سيناريو الحرب والتصعيد الإقليمي، ما يعزز من اتجاهات الهروب والاستثمار في الملاذات الآمنة، وأبرزها جزيرة قبرص ذات الموقع القريب جغرافيًا، والمناخ السياسي المستقر نسبيًا.