يُعد شهر فبراير من الأوقات المميزة لرصد السماء والاستمتاع بجمال الأجرام السماوية المتألقة خلال ليالي الشتاء، حيث تظهر ثلاثة كواكب لامعة تضيف المزيد من الروعة إلى المشهد الليلي المفعم بالحيوية.

رصد الكواكب الساطعة

يعتبر كوكب الزهرة الأكثر سطوعًا بين الكواكب، حيث يظهر في الأفق الجنوبي الغربي بعد غروب الشمس، ويبقى مرئيًا لفترة كافية قبل أن يختفي مع نهاية الشفق المسائي.

ويعد هذا التوقيت الأفضل لرصد الزهرة عبر التلسكوب، حيث يكون لمعانه متوازنًا مما يسمح بمراقبته بشكل أوضح.

أما كوكب المشتري، فهو يتيح فرصة رائعة لمحبي الفلك لرصد أقماره الأربعة الكبرى، التي تُعرف باسم "أقمار غاليليو"، حيث تظهر كنجوم صغيرة على جانبي الكوكب العملاق، وتغيّر مواقعها باستمرار أثناء دورانها حوله.

كما يمكن رؤية الأشرطة السحابية التي تزين سطح المشتري، وربما حتى البقعة الحمراء العظيمة، وذلك حسب ظروف الطقس ومدى دقة التلسكوب المستخدم.

لكن نظرًا لأن المشتري يدور حول محوره بسرعة، حيث يكمل دورة كاملة كل 10 ساعات تقريبًا، فإن البقعة الحمراء لا تكون دائمًا في مواجهة الأرض.

رصد المريخ من خلال التلسكوب

يظهر المريخ بلونه النحاسي المميز فوق نجوم كوكبة التوأمان بين النجمين الساطعين كاستور وبولوكس.

ويعد النصف الأول من شهر فبراير هو الأنسب لرصد المريخ من خلال التلسكوب، حيث يكون أكثر إشراقًا وحجمًا مقارنةً ببقية الشهر.

ولرصد تفاصيل سطح المريخ مثل الغطاء القطبي الشمالي وبعض الوديان والأحواض، يُفضل استخدام تلسكوب متوسط الحجم.

كما يجب على الراصد التركيز لفترات طويلة عبر العدسة، لأن وضوح الغلاف الجوي للأرض يتغير باستمرار، وقد تختلف جودة الرؤية بين دقيقة وأخرى.

اقترانات سماوية مذهلة

في 9 فبراير، سيشهد الراصدون اقترانًا مذهلًا بين القمر الأحدب المتزايد والمريخ، حيث سيكون المريخ قريبًا من القمر في مشهد رائع يمكن مشاهدته بسهولة بالعين المجردة.

إلى جانب ذلك، هناك كوكبان آخران يمكن رؤيتهما في سماء المساء، وهما زحل وعطارد.

ويُعد النصف الأول من فبراير الأفضل لرؤية زحل، حيث يظهر أسفل يسار كوكب الزهرة.

ومع مرور الأيام، تزداد المسافة بين الزهرة وزحل، ويبدأ الأخير في الظهور في وقت متأخر من الشفق المسائي، حتى يقترب أكثر من الأفق.

كما أن المسافة بين زحل والأرض تزداد خلال هذا الشهر، مما يجعل رؤيته تتطلب ظروفًا مثالية.

يتميز زحل بوجود نظام الحلقات الشهير، لكن خلال هذه الفترة تكون حافته مائلة نحو الأرض، مما يجعل رؤيتها أكثر صعوبة.

أما عطارد، فهو يظهر لفترة قصيرة خلال المراحل الأخيرة من الشفق المسائي في نهاية شهر فبراير، مما يتطلب أفقًا غربيًا مكشوفًا تمامًا وظروفًا جوية مناسبة لرصده، حيث يبدو كنجم متوسط اللمعان.

رؤية جميع كواكب النظام الشمسي في ليلة واحدة

مع اقتراب نهاية فبراير، يصبح بالإمكان رصد جميع كواكب النظام الشمسي في ليلة واحدة.

ويمكن العثور على نبتون بين كوكبي زحل والزهرة، لكنه يتطلب تلسكوبًا صغيرًا لرصده، حيث يظهر كنقطة زرقاء خافتة في سماء المساء.

ومع ذلك، فإن نبتون يمكن رؤيته فقط قبل غروب الشمس في وقت مبكر من المساء، مما يجعله صعب الرصد، إذ يقترب تدريجيًا من الأفق كلما حل الظلام.

أما أورانوس، فيظهر بالقرب من عنقود الثريا، وهو يتألق بلونه الفيروزي المميز، لكن لرصده، يُفضل استخدام المنظار، حيث أنه أقل لمعانًا من بقية الكواكب المرئية بالعين المجردة.

القمر والأجرام السماوية الخافتة

في 12 فبراير، سيكتمل القمر ليصل إلى بدر شهر شعبان، وبعد ذلك سيبدأ في التناقص تدريجيًا، مما يجعل السماء أكثر ظلمة خلال النصف الثاني من الشهر، وهذا الظلام النسبي يساعد في رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل السدم والعناقيد النجمية.

ويعد سديم الجبار (أورايون) من أجمل الأجرام السماوية التي يمكن رؤيتها في شهر فبراير، حيث يقع ضمن كوكبة الجبار، وهو سحابة ضخمة من غاز الهيدروجين تبعد نحو 1300 سنة ضوئية عن الأرض.

ويبلغ قطر هذا السديم نحو 30 سنة ضوئية، ويمكن رؤيته بالعين المجردة كبقعة ضوء باهتة، لكن عند استخدام التلسكوب، تظهر المزيد من التفاصيل المذهلة، بما في ذلك أربعة نجوم مرتبة في شكل شبه منحرف غير متوازن داخل السديم، تُعرف باسم مجموعة "الرباعي".

المجموعات النجمية البارزة في سماء فبراير

إلى جانب الكواكب والسدم، يمكن الاستمتاع بمشاهدة العديد من النجوم والمجموعات النجمية الساطعة.

ومن أبرز هذه النجوم الشعرى اليمانية، وهو ألمع نجم في سماء الليل، حيث يقع ضمن كوكبة الكلب الأكبر على مسافة 8.6 سنة ضوئية من الأرض.

وبالمقارنة، نجد أن النجم "العذرة" الذي يقع في نفس الكوكبة، يبعد مسافة 2000 سنة ضوئية، مما يعني أننا نراه كما كان قبل ألفي عام، وليس كما يبدو في الوقت الحالي.

وهناك أيضًا عنقود الثريا، الذي يضم مجموعة من النجوم الفتية التي تشكلت معًا قبل نحو 100 مليون سنة.

ويُعرف هذا العنقود باسم "الشقيقات السبع" وفقًا للأساطير اليونانية والرومانية، ويمكن رؤية ستة إلى سبعة من نجومه بالعين المجردة، بينما تكشف المناظير والتلسكوبات عن العديد من النجوم الأخرى الأقل لمعانًا.

كوكبة الدب الأكبر

في الأفق الشمالي، يمكن رؤية كوكبة الدب الأكبر، التي تشتهر بوجود نجم الجدي (بولاريس)، وهو نجم الشمال الذي يتلألأ مباشرة فوق القطب الشمالي للأرض.

كما يمكن رصد نجوم كاسيوبيا التي تأخذ شكل حرف "W"، والتي تظهر عالية في السماء خلال ساعات المساء المبكرة.

بداية ظهور علامات الربيع في سماء الليل

مع تقدم فبراير، تبدأ علامات فصل الربيع في الظهور في سماء المساء، حيث يمكن ملاحظة كوكبة الأسد تشرق في الأفق الشرقي. 
وتتميز هذه الكوكبة بنجومها المتراصة في شكل علامة استفهام مقلوبة، وألمع نجومها هو قلب الأسد، الذي يضيء بريقه كواحد من ألمع النجوم في سماء فبراير.

ويعتبر شهر فبراير من أفضل الأوقات لرصد الكواكب والنجوم والمجموعات النجمية، حيث تزين سماء الليل بمشاهد فلكية رائعة تمتد من الكواكب الساطعة مثل الزهرة والمشتري والمريخ إلى السدم والعناقيد النجمية المدهشة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الظواهر الفلكية القمر السديم الأجرام السماوية بالعین المجردة شهر فبرایر سنة ضوئیة فی سماء

إقرأ أيضاً:

ارتفاع سعر الأسمنت بمقدار 1150 جنيها للطن خلال 2025.. تفاصيل

قال محمد عبد الرؤوف أمين صندوق اتحاد مقاولي التشييد والبناء، إن قرار شركات الأسمنت برفع أسعار منتجاتها خلال شهر مايو الجاري بحدود 150جنيها للطن ليتراوح سعر الطن بين 3800 و3950 للمستهلك و في ظل قرارات تسعير بعض التجار لتحقيق مكاسب خيالية سيكبد شركات المقاولات خسائر كبيرة وسيؤثر بشكل سلبي على أسعار الوحدات العقارية النهائية وسيؤدي إلى تراجع نشاط شركات المقاولات  بشكل ملحوظ .

وأكد أنه في ظل عدم وجود ضوابط معينة لتحديد سعر الأسمنت و تكلفته معلنة ستكون هذه الزيادة ليست الأخيرة موضحًا أن بعض الشركات أعلنت عن نيتها الاستمرار في رفع الأسعار خلال الفترة المقبلة.

وأضاف انه بحسبة بسيطة نجد ان سعر طن الأسمنت بداية من يناير ٢٠٢٥ و حتى الان زاد سعر الطن بمقدار 1150 جنيها للطن بسعر المصنع و هذه زيادة مبالغ فيها جدا.

وطالب محمد عبد الرؤوف بتحديد حصص من الإسمنت إلى شركات المقاولات طبقا للعقود المبرمة مع الحكومة للمشاريع القومية.

وأرجع محمد عبد الرؤوف، الزيادة في أسعار الأسمنت خلال الفترة الماضية إلى قرار جهاز حماية المنافسة بالسماح لشركات الأسمنت بخفض طاقتها الإنتاجية منذ عام ٢٠٢١ بناء على طلب قدمته ٢٣ شركة أسمنت وقتها وبالتزامن مع فتح فتح باب التصدير أمام الشركات  فأصبحت أغلب الشركات تصدر قرابة ٦٠٪؜ من انتاجها.

وطالب بضرورة معاملة شركات الاسمنت للبيع بالسوق المحلي مثل التصدير فمن غير المنطقي التصدير بسعر أقل من البيع للسوق المحلي، مؤكدا أن اغلب شركات الإسمنت العاملة في السوق المصرية أجنبية وتصدر لنفسها ولا يوجد عائد مباشر على الاقتصاد المصري من هذا التصدير وتساءل كيف تحصل هذه الشركات على مساندة تصديرية ولابد من مراجعتها.

وأكد أن ميزانيات شركات الإسمنت تحقق ارباحا سنوية كبيرة نتيجة لعدم وجود رؤية واضحة لتحديد سعر الأسمنت بناء على تكلفة انتاج فعلية معلنة.

ودعا محمد عبد الرؤوف إلى ضرورة السماح للشركات بالعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، لأن زيادة المعروض في السوق المحلي من شأنه خفض الأسعار بشكل طبيعي وكذلك ضرورة التصدي للشركات التي ترفع اسعار الأسمنت بشكل غير مبرر مع إعلان التكلفة الفعلية لإنتاج طن الأسمنت حتي يتم احتساب سعر المنتج النهائي للأسمنت بشكل عادل.

ونوه بأنه من غير المنطقي تصدير طن أسمنت بمتوسط سعر 50  دولارا للطن بما يعادل 2500 جنيه في حين أن سعر طن الإسمنت يباع في السوق المصري بقرابة 4 آلاف جنيه للطن خاصة ان سعر التصدير يتم عليه تحميل مصاريف شحن وتعبئة وتغليف لا توجد في السوق المحلي بنفس التكلفة.

وأضاف أن حجم انتاج الأسمنت في مصر بعد قرار خفض المصانع لانتاجها منذ ٢٠٢١ أصبح حاليا في حدود ٨٠ مليون طن بعد أن كان ١٠٠ مليون طن والسوق المصري يستهلك حوالي ٥٠ ٪؜ من حجم الانتاج وفي ظل زيادة الصادرات اصبح هناك عجز في احتياجات السوق المحلي وكذلك زيادة في عمليات البناء سواء في المدن العمرانية الجديدة او منطقة الريف بعد تنفيذ قانون التصالح في مخالفات البناء و وزيادة الطلب على الإسمنت.

وأوضح محمد عبد الرؤوف أن الأسمنت عنصر اساسي من عناصر البناء ويدخل في الكثير من القطاعات منها الهيكل الخرساني و الطوب الأسمنتي وعمليات التشطيب والسيراميك وبمعني أدق نستطيع أن نقول ان الأسمنت يمثل « رغيف العيش » في قطاع البناء والتشييد.

طباعة شارك الأسمنت اسعار الأسمنت سعر الأسمنت

مقالات مشابهة

  • أمانة بغداد تقود أكبر حملة إعمار : نصف مليون متر مربع تحت التنفيذ
  • للمره الثانية في أسبوع.. البحوث الفلكية تكشف تفاصيل زلزال اليوم
  • غزة.. سماء بلا أرض
  • أكبر قضية تزوير في الميراث.. أحكام رادعة للمتهمين بالاستيلاء على ميراث منتج شهير | تفاصيل
  • مفاجأة علمية.. هل تتوقع أشجار التنوب الظواهر الفلكية قبل حدوثها؟
  • قبل اجتماع حسم الفائدة غدًا.. تفاصيل قرارين لـ البنك المركزي خلال 2025
  • روبيو: مطالب أوكرانيا لا يمكن تحقيقها عسكريا
  • تفاصيل اجتماعات البنك المركزي لتحديد أسعار الفائدة خلال 2025
  • سعر الذهب في قطر اليوم الثلاثاء 20 فبراير 2025
  • ارتفاع سعر الأسمنت بمقدار 1150 جنيها للطن خلال 2025.. تفاصيل