كشف تاريخي.. إيجاد مركبات عضوية ترتبط بالحياة في عينات كويكب بينو
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
يعتقد العديد من الفلكيين أن الأجرام الصغيرة التي تسبح في النظام الشمسي، مثل تلك الموجودة في حزام الكويكبات، قد تحمل جزيئات عضوية ربما أسهمت في ظهور بعض أشكال الحياة على الأرض، وذلك عندما كانت هذه الأجرام تسقط على الكوكب قبل مليارات السنين.
وبينما توفر النيازك التي عُثر عليها على الأرض لمحة عن تكوين هذه الأجرام السماوية، فإن تعرضها للغلاف الجوي واختلاطها بالبيئة البيولوجية يجعل من الصعب تفسير تركيبها الأصلي والعودة إلى خصائصها الكيميائية الأولى.
ولتجاوز هذه المعضلة، اتجهت وكالات الفضاء إلى جمع عينات مباشرة من الأجرام السماوية أثناء دورانها في أفلاكها. فعلى عكس النيازك التي تعرضت لتأثيرات بيئة الأرض، توفر العينات المأخوذة من الفضاء موادا نقية غير ملوثة، وذلك يجعلها مثالية للتحليل العلمي.
وحتى الآن، نجحت دولتان فقط في استرجاع مثل هذه العينات، إذ كانت اليابان السباقة في هذا المجال عبر مهمتي "هايابوسا" و"هايابوسا-2″، تلتها وكالة ناسا بإنجاز آخر في مهمة "أوزيريس-ريكس" التي سجلت رقما قياسيا بجمع أكبر عينة استُرجعت من جرم سماوي حتى اليوم.
تمكنت مهمة "أوزيريس-ريكس" من تحقيق إنجاز استثنائي في سبتمبر/أيلول 2023، عندما أعادت عينات من الكويكب "بينو" تزن 121.6 غراما.
إعلانومنذ ذلك الحين، باشر فريق دولي من العلماء تحليل هذه العينات في مركز غودارد للطيران الفضائي التابع لناسا. وقد أكدت النتائج التي نُشرت حديثا في مجلة "نيتشر أسترونومي" أن العينات تحتوي على الأمونيا ومركبات عضوية غنية بالنتروجين، وهي عناصر أساسية في ظهور أشكال الحياة المعروفة.
ومن بين الاكتشافات الأكثر أهمية كان اكتشاف الباحثين اليابانيين القواعد النتروجينية الخمس -الأدينين والغوانين والسايتوسين والثايمين واليوراكايل- وجميعها ضرورية لتكوين الحمض النووي.
وأظهرت التحاليل الطيفية باستخدام تقنية "قياس الطيف الكتلي العالي الدقة" في جامعة كيوشو اليابانية أن كويكب "بينو" يحتوي على تركيز أعلى من المركبات العضوية المحتوية على النتروجين مقارنة بعينات الكويكبات السابقة، بما في ذلك العينات التي جُمعت من كويكب "ريوغو" الذي كان ثاني كويكب تُجمع منه عينات في عام 2018.
وعند المقارنة الكيميائية بين كويكب "بينو" ونيازك عُثر عليها على الأرض مثل نيزك "مورشيسون" و"أورغيل"، لاحظ الباحثون اختلافات جلية في نسب القواعد النتروجينية. ويشير ذلك إلى أن البيئات التي تشكلت فيها هذه الأجرام السماوية وتطورت كانت فريدة من نوعها، كما تشير الوفرة النسبية إلى القواعد البيريميدينية مثل السايتوسين، والثايمين، واليوراكايل في عينة "بينو" إلى احتمال تعرض الكويكب لسُحب جزيئية باردة، وهو عامل قد يكون أثر على تكوينه العضوي كذلك.
تنتمي هذه الدراسات المعقدة إلى مجال "علم الأحياء الفلكي"، وهو العلم الذي يدرس إمكانية وجود الحياة وآثارها في الفضاء الخارجي. وتعوّل وكالات الفضاء على إطلاق مزيد من المهام العلمية المتخصصة ضمن هذا المجال، ومع بعثات جديدة مثل مهمة "دراغون فلاي" المقرر انطلاقها إلى قمر تيتان التابع لكوكب زحل، يدخل البحث عن المركبات العضوية خارج الأرض مرحلة جديدة ومثيرة من الاستكشاف.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
البعثة الأممية تستكمل عضوية الحوار المُهيكل وتطلق أول اجتماعاته في طرابلس
أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا استكمال عضوية الحوار المُهيكل، أحد العناصر الأساسية الثلاثة لخارطة الطريق السياسية التي تيسرها البعثة، والتي جرى الإعلان عنها في 21 أغسطس 2025، إلى جانب اعتماد إطار انتخابي سليم فنيًا وقابل للتطبيق سياسيًا، وتوحيد المؤسسات.
وأوضحت البعثة أن الحوار المُهيكل يهدف إلى توسيع قاعدة المشاركة الليبية في صياغة العملية السياسية، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2796 لسنة 2025، الذي يفوض البعثة بدعم عملية سياسية شاملة تضم مختلف فئات المجتمع.
ومن المقرر أن يعقد الحوار المُهيكل أول اجتماعاته ابتداءً من يوم الأحد 14 ديسمبر في العاصمة طرابلس، ولمدة يومين، على أن يركز على تقديم توصيات عملية تسهم في تهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات، ومعالجة التحديات العاجلة المرتبطة بالسياسات العامة والحوكمة، إضافة إلى معالجة دوافع النزاع والمظالم على المدى المتوسط والطويل، بهدف بناء توافق وطني حول رؤية موحدة لمستقبل ليبيا.
وفي إطار ضمان تمثيل واسع وشامل، طلبت البعثة ترشيحات من البلديات والأحزاب السياسية والجامعات والمؤسسات الفنية والأمنية الوطنية، إلى جانب المكونات الثقافية والكيانات المتخصصة والفئات المجتمعية المختلفة. وأكدت أن غالبية أعضاء الحوار جرى اختيارهم من بين المرشحين، مع استكمال العضوية باختيارات إضافية لضمان التوازن والشمول والخبرة المتخصصة.
وأشارت البعثة إلى أن أكثر من ألف شخص من الرجال والنساء من مختلف مناطق ليبيا أبدوا رغبتهم في الانضمام إلى الحوار المُهيكل عبر ترشيح أنفسهم.
واعتمدت عملية الاختيار على معايير واضحة وموضوعية، تضمنت عدم تورط المرشحين في انتهاكات حقوق الإنسان أو الفساد أو خطاب الكراهية أو أي سلوك غير أخلاقي، إضافة إلى امتلاكهم معرفة أو خبرة في واحد أو أكثر من محاور الحوار، وهي الحوكمة، والاقتصاد، والأمن، والمصالحة الوطنية، وحقوق الإنسان، إلى جانب المصداقية والالتزام بالمصلحة الوطنية العليا.
كما شملت المعايير قدرة المرشحين واستعدادهم للمشاركة البناءة في حوار قائم على التوافق والاستماع لوجهات النظر المتنوعة وبناء جسور التواصل، وتقديم توصيات سياسية وتشريعية قابلة للتنفيذ، مع التأكيد على أهمية تفرغ المشاركين لضمان الاستمرارية طوال فترة الحوار.