تشهد العلاقات الثنائية بين المملكة وجمهورية ألمانيا الاتحادية تطوراً ملموساً، أكده التواصل المستمر واللقاءات بين قيادتي ومسؤولي البلدين، والتي كان أبرزها لقاء خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مع دولة المستشارة الألمانية السابقة في فبراير 2019م، وزيارة دولة المستشار الاتحادي الألماني للمملكة ولقائه بسمو ولي العهد -حفظه الله- في سبتمبر من عام 2022م.

تأكيد مكانة المملكة السياسية والاقتصاديةتعكس زيارة فخامة الرئيس الاتحادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية للمملكة تقدير الحكومة الألمانية لسمو ولي العهد -حفظه الله- ومكانة المملكة السياسية والاقتصادية وثقلها ودورها المحوري على المستوى الدولي، وحرص قيادات الدول الكبرى على التشاور مع القيادة الرشيدة -حفظها الله- حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً.
تكمن أهمية زيارة فخامة الرئيس الاتحادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية للمملكة ولقائه بسمو ولي العهد -حفظه الله- في تزامنها مع ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية وأمنية، مما يستوجب التشاور وتنسيق الجهود بين قيادتي البلدين بما يعزز أمن واستقرار المنطقة.
أخبار متعلقة التأمينات الاجتماعية: 28 فبراير آخر يوم للاستفادة من مبادرة الإعفاء من الغرامات والمخالفات19 ألف مشارك و553 متحدثًا في أكبر تجمع صيدلاني بالمملكة.. غداًيتطلع البلدان لأن تسهم زيارة فخامة الرئيس الاتحادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية للمملكة ولقائه بسمو ولي العهد -حفظه الله- في تعزيز وتطوير العلاقات بينهما في مختلف المجالات، والاستفادة من فرص التعاون والشراكة التي تتيحها رؤية 2030 والمشروعات الكبرى التي أطلقتها المملكة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المملكة العربية السعودية تطوير العلاقات الثنائيةيحرص البلدان على تطوير العلاقات الثنائية بينهما في كافة المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويدعم جهود المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 ومبادراتها التنفيذية، وتتشاور قيادتا البلدين حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، حيث أكدت الحكومة الألمانية حرصها على تعزيز علاقاتها مع المملكة، نظراً لدورها المحوري في إيجاد حلول للأزمات في المنطقة.
ويبحث البلدان فرص تعزيز التعاون وتطوير العلاقات الثنائية بشكل منتظم من خلال اجتماعات اللجنة السعودية الألمانية المشتركة التي يرأسها من الجانب السعودي معالي وزير المالية، ومن الجانب الألماني وزير الاقتصاد وحماية المناخ، وتعقد اجتماعات دورية بهدف تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص في البلدين.إقامة الدولة الفلسطينيةتتوافق المملكة مع جمهورية ألمانيا الاتحادية حول ضرورة إقامة دولة فلسطينية كمتطلب أساسي لحل الأزمة في الشرق الأوسط وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، والعيش في سلام وازدهار وكرامة، في دولته المستقلة، وإحلال السلام والأمن في المنطقة بأسرها، وضرورة السماح الفوري للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى السكان في قطاع غزة، وامتناع إسرائيل عن المزيد من التصعيد في رفح.تعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجارييهدف البلدان لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وزيادة التبادل التجاري بينهما من خلال عقد منتدى الأعمال السعودي الألماني بشكل دوري، إذ يُعد اقتصاد المملكة الأكبر على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما يعد اقتصاد جمهورية ألمانيا الاتحادية الأكبر في الاتحاد الأوروبي، كما أن البلدين عضوان مؤثران في مجموعة العشرين، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 7.585 مليار دولار، وذلك حتى الربع الثالث من 2024، كما بلغ 9.899 مليار دولار خلال العام 2023م.
تسعى المملكة وجمهورية ألمانيا الاتحادية لتطوير التعاون المشترك في مجال الطاقة النظيفة، حيث وقع البلدان مذكرة تعاون في مجال توليد وقود الهيدروجين النظيف، ومعالجته، واستخدامه، ونقله، وتسويقه بشكل مشترك، وتأسيس صندوق ثنائي للابتكار بهدف تعزيز تقنيات الهيدروجين النظيف.
شهد التعاون الاقتصادي بين البلدين تطوراً كبيراً، حيث تستضيف الهيئة السعودية للمدن الصناعية "مدن" مصانع لمستثمرين ألمان مع شركاء سعوديين، كما أقام البلدان شراكات استراتيجية في مجالات التعدين والصناعة وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة منظومة الطاقة، بما يدعم تقدم مركز المملكة عالمياً في مقياس (Global AI Index).تقنيات النقل الحديثةفي إطار التعاون السعودي الألماني في مجال تقنيات النقل الحديثة، وقّعت (مجموعة السعودية) صفقة شراء 100 طائرة كهربائية مع شركة "ليليوم" الألمانية، لتوفر حلولًا ومسارات جوية جديدة لربط ضيوف الرحمن بمكة المكرمة خلال موسمي الحج والعمرة، وتمكين زوار المملكة من الوصول السريع إلى الفعاليات الرياضية والترفيهية والمواقع السياحية، إلى جانب الاستفادة منها في ربط مشاريع المملكة الكبرى ضمن رؤية 2030.
تتجه المؤسسات الاستثمارية في المملكة نحو الاستحواذ على شركات ألمانية واعدة، مثل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالشراكة مع شركة "بنتلر إنترناشونال" النمساوية، على شركة "هولون" الألمانية للمركبات الكهربائية ذاتية القيادة، واستحواذ صندوق "أرش المالية" للبتروكيمياويات، على مصنع متخصص في إنتاج البوليمر المكثف في ألمانيا، وسعيه لنقل المصنع إلى مدينة الجبيل الصناعية في السعودية، وغيرها.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: اليوم الدمام العلاقات الثنائية المملكة جمهورية ألمانيا الاتحادية ألمانيا خادم الحرمين الشريفين الرئيس الاتحادي الحكومة الألمانية سمو ولي العهد رؤية 2030 القضايا الإقليمية تطوير العلاقات الثنائية العلاقات الاقتصادية اقتصاد ألمانيا الطاقة النظيفة الهيئة السعودية ألمانیا الاتحادیة حفظه الله ولی العهد

إقرأ أيضاً:

إيران وإعادة ترتيب نسق العلاقات الدولية

 

 

تعتبر العلاقات بين الدول – بعد تشكل الدول القومية – علما قائما بذاته اليوم, وهو جزء من العلوم السياسية ,وقد تعددت المفاهيم العامة للعلاقات الدولية تبعا لتعدد المدارس الفكرية وتشعبها في القرن العشرين وما تلاه، ومعيار العلاقات عند المدرسة الواقعية هو القوة، لذلك يحصرون تعريفها في قولهم : ” علاقات صراع قوة من أجل القوة ” أما النظرية السياسية التكاملية فتقول بأنها علاقات تكاملية بين الدول في حين يذهب آخرون إلى القول إلى أنها ” علاقات سيطرة وتبعية، سيطرة دول المركز على دول المحيط، وتبعية هذه الأخيرة لدول المركز ” أما التعريف الأقرب إلى الواقع هو أنها : ” مجموعة من الأنشطة والتفاعلات والأفعال وردود الأفعال بين مختلف دول العالم وعبر الحدود الإقليمية، ترتبط ارتباطا وثيقا بأمور الحياة الإنسانية وتؤثر تأثيرا مباشرا على أمن العالم واستقراره، حيث أن العلاقات المبنية على أسس من التعاون والتفاهم تؤدي إلى ازدهار حياة الشعوب وتقدم الدول، على العكس العلاقات التي تعج بتفاعلات الصراع، والتي تستند لسياسة مركز القوة في العلاقات الدولية، فإنها تكون مصدرا لإثارة المنازعات الدولية، معرضة العالم لويلات الحروب ومعيقة لمسيرة الشعوب في طريق تقدمها وازدهارها “.

لذلك فان الأزمات وما ينتج عنها من آثار سلبية تعكر صفو الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي مما يترك أثرا غير محمود على المصالح العليا للدول في ظل صراع دولي محموم، من أهدافه فرض ثنائية الهيمنة والخضوع على الأمم والثقافات المتغايرة، في مقدرات الدول ومصالحها .

العلاقات بين ايران والعالم غير مستقرة وقد شابها التربص والخوف، والغالب في عوامل القطيعة هو البعد الآيديولوجي واستغلال النظام الدولي لذلك التفاوت حتى يحقق التوازن السياسي والاقتصادي ولعل الفكرة الأهم هي قطع الطريق أمام التكامل السياسي والاقتصادي بين البلدان، وقد اشتغل النظام الدولي على فكرة التباعد مستغلا البعد الطائفي في المنطقة في توسيع دائرة الشقاق وبما يكفل له إدارة المنطقة من خلال ملء الفراغات بمخاوف الهيمنة والتحكم بالمسارات من خلال الوصول إلى مراتب الدولة المركزية التي تتحكم بمصالح الإقليم وتدير مصالحه.

وبالعودة إلى المرجعيات الاستراتيجية للنظام الدولي في عقد السبعينيات من القرن العشرين نلاحظ أنه بدأ الاشتغال الأمريكي على الشرق الأوسط وعلى المسلمين منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي وقد تضمن كتاب (بين عصرين) لبريجنسكي رؤية إحياء الأصوليات الدينية ودفعها للصدام مع الشيوعية والاشتراكية وحركات التحرر ورأى أن ذلك سيعمل على هزيمة الشيوعية ويوفر للرأسمالية فرصا استراتيجية كبرى لإعادة تنظيم العالم تحت قيادتها.

وقد تبنت الإدارة الأمريكية خطة دعم الأصوليات الدينية منذ عهد كارتر(1977-1981م) ليس حبا في الدين وإنما خوفا من الشيوعية وحركات التحرر ورغبة في المصالح الاستراتيجية للاستعمار الغربي وهي اليوم تشتغل على ذات البعد لكن من خلال توسيع دائرة الخلاف الطائفي في دول المنطقة العربية والإسلامية بعد أن تمكنت من القضاء على المد الشيوعي وتهديداته في الزمن القديم حتى تستمر سيطرتها أعادت توظيف الممكنات والاشتغال عليها ليسهل عليها فرض ثنائية السيطرة والخضوع.

اليوم بدأت المعركة بشكل مباشر بين ايران وإسرائيل بعد أن كان الصراع خفيا ويدار من خلف الكواليس وهو صراع على القوة وعلى الدولة المركزية في باطنه وفي ظاهره المعلن القضاء على التهديدات التي تمس الأمن القومي الإسرائيلي ومنع ايران من امتلاك السلاح النووي وإسرائيل تعلن بكل وضوح أن معركتها مع ايران اليوم هي معركة وجود وتأمل من خلال عملياتها العسكرية القضاء على مفردات القوة الإيرانية التي تهدد وجودها وفاعليتها في المنطقة حتى يخلو لها الجو فتبيض كما تشاء وتفرخ.

إيران ليست طارئة على الجغرافيا ولكنها دولة ذات عمق تاريخي وحضاري وثقافي ممتد في أعماق التاريخ وصراعها مع الرومان قديم ولذلك من المستحيل على إسرائيل تحقيق غاياتها وأهدافها حتى لو اجتمع العالم وتضامن مع إسرائيل فالعامل التاريخي سيكون له دور فاعل في الوجود وفي الصراع وفي حسم المعركة كون إسرائيل دولة طارئة ومغتصبة وبدون تاريخ.

ما يحدث اليوم من تناوش بالنار بين إيران وإسرائيل سيعيد ترتيب نسق العلاقات بين دول المنطقة والعالم وسيكون له آثار عميقة على النظام الدولي في قابل الأيام، ومثل ذلك من النتائج المتوقعة، ورب ضارة – كما يقال – يكون لها نفع عميم ومن منافع هذا الضرر هو فقدان النظام الدولي مفردات قوته وخروجه من أطره القديمة القائمة على واحدية القطب إلى تعدد الأقطاب وهو أمر كائن وإن بدا مستحيلا في حاضرنا لكن مؤشرات ذلك قابلة للتحقق في ظرف زمني لن يكون بعيدا.

لم تشهد إسرائيل دمارا في مدنها ومستعمراتها — منذ نشأت كيانها الغاصب منتصف القرن العشرين – كما تشهده اليوم منذ بدأت معركة طوفان الأقصى إلى الزمن الذي تدير فيه حربا وجودية مع إيران ومحور الممانعة، هناك متغيرات عميقة بنيوية في كل الانساق، ولعل تكسر الصورة النمطية للكيان كقوة كبرى لا تهزم ولا تقهر قد تحطمت، ومثل ذلك سيكون له آثار عميقة على مستقبل المنطقة وعلى مستوى العلاقات القائمة على القوة والتفوق التقني.

ايران ستخرج من هذه الموجة من الحرب أقوى شكيمة وأشد عودا وسيبقى برنامجها النووي وسيضطر العالم إلى الاعتراف بحقها في استخدام البرنامج النووي للأغراض السلمية، في حين ستظهر إسرائيل في هذه الحرب كقوة متوحشة تهدد استقرار الدول وتضرب أهدافا مدنية التي يتضرر منها جموع البشر دون غايات عسكرية فهي تحاصر غزة وتمنع عنها الماء والغذاء والدواء في خروج سافر عن النظام الدولي وعهود حقوق الإنسان، وتمارس ذات المنهج في حربها مع محور الممانعة ففي اليمن دمر طيرانها المصانع والموانئ والمنشآت الاقتصادية ونفس النهج تمارسه اليوم في ايران لم يسلم منها حتى المؤسسات الإعلامية .

إيران كدولة كبرى ذات عمق تاريخي وسياسي ستحدث من خلال هذه الحرب متغيرا في نسق العلاقات الدولية وتعيد ترتيبه بما يحفظ حقوق الكل ومصالح الكل إذا اشتغل العقل السياسي العربي والإسلامي كما يجب أن يكون عليه الحال حاضرا ومستقبلا.

( د أحمد عباس عبد البديع – العلاقات الدولية – القاهرة – مكتبة عين شمس – 1998م)

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • مصر و جواتيمالا تبحثان تعزيز العلاقات بين البلدين في مجال الصحة
  • بغداد تبحث مع دمشق تعزيز العلاقات وتداعيات خطيرة على المنطقة
  • إعلان العيون يؤسس لشراكة فاعلة وتنمية مشتركة بين المملكة المغربية ودول سيماك
  • تعيين جوزاف إبراهيم محفوض رئيسًا للجنة العلاقات العامة في المرشدية العامة للسجون
  • وزير الدولة للإنتاج الحربي يستقبل رئيس وزراء صربيا لبحث آليات تعزيز التعاون المشترك
  • توطين أحدث التكنولوجيا.. تعاون مشترك بين الإنتاج الحربي والشركات الصربية
  • إيران وإعادة ترتيب نسق العلاقات الدولية
  • «أورلاندو» يصل ألمانيا لحضور اجتماع لجنة المتابعة الدولية لعملية برلين بشأن ليبيا
  • السفير الإيطالي في سوريا: تعزيز الربط المصرفي يفتح الأبواب لاستئناف الحركة التجارية بين البلدين
  • سعود بن صقر يرحّب بسفير ماليزيا ويبحثان تعزيز العلاقات