قال رئيس حزب الأمة القومي السوداني المكلف، فضل الله ناصر، اليوم الاثنين، في رسالة إلى قادة الجيش وقوات الدعم السريع إنه “لا يوجد منتصرون” في الحرب الدائرة في البلاد.
وأضاف ناصر في رسالته، التي نشرها الحزب على فيسبوك، أن “الموت والدمار والوحشية والتشريد التي رسمتها هذه الحرب تتطلب تحكيم صوت العقل والحكمة والمنطق”.


وأردف “أذكركم بأن هذه الحرب خلقت أعباء اقتصادية كبيرة على المواطن السوداني إلى جانب التدمير المستمر للبنية التحتية وإن تطاول أمدها سيفاقم الرعب والمعاناة الإنسانية والتهجير”، مؤكدا ضرورة العمل “بإرادة صادقة للحيلولة دون تمدد الحرب للولايات الآمنة وإيقاف انتشارها السريع”.
وناشد رئيس الحزب الوسطاء بمنبر جدة ومنظمة الايغاد والاتحاد الإفريقي ودول الجوار “بذل كل جهد ممكن لإيقاف حرب السودان العبثية والضغط لتحقيق الوقف الشامل لإطلاق النار” بالسودان.
وانزلق السودان إلى الحرب بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منتصف أبريل نيسان الماضي عقب أسابيع من التوتر بين الجانبين.
وبعد مرور أكثر من 126 يوما على اندلاع القتال، تتواصل العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاثنين، موقعة المزيد من المدنيين، في العديد من المناطق بالسودان.
وأفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بتجدد المعارك في سلاح المدرعات في الخرطوم بكل أنواع الأسلحة بما فيها المدفعية، وتحليق للطائرات الحربية وسماع دوى الانفجارات في المنطقة.
وقبلها، أعلن الجيش السوداني عن تمكنه من التصدي لهجمات قوات الدعم السريع بمنطقة الشجرة العسكرية. وأكد الجيش السوداني أنه نجح في إلحاق خسائر فادحة بقوات الدعم السريع، بإسقاط مئات القتلى والجرحى وتدمير عدد كبير من مركباته العسكرية.
هذا وأفاد الجيش السوداني أنه لاحظ توظيف قوات الدعم عددا كبيرا من القصّر وصغار السن.
واتهم الجيش أيضا قوات الدعم بإطلاق قذائف هاون أدت إلى مقتل ستة مواطنين، وخلفت عددا من الجرحى.
وكان مسؤول كبير في الهيئة الحكومية للتنمية “الإيغاد” حذر، أمس الأحد، من تحول السودان إلى ملاذ “للإرهابيين”، وحث الدول الأعضاء على العمل معا للتوصل إلى حلول لمواجهة أخطار الإرهاب والصراعات في المنطقة.
وقال أبيبي مولونيه، قائد برنامج القطاع الأمني في “الإيغاد”، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، إن منطقة القرن الإفريقي غنية بالموارد الطبيعية لكن عدم الاستقرار وخطر الإرهاب والتغير المناخي تمثل تحديات كبرى.

الحدث

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

وقف إطلاق النار.. هدنة بلا حسم في حرب بلا منتصر!

دخل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ اليوم لتبدأ بعد ذلك التصريحات المتضاربة حول حسابات النصر والخسارة؛ من كسب الحرب ومن حقق بها انتصارات استراتيجية. لكن خلف هذه التصريحات، تظل الحقيقة الأوضح أن هذه الحرب، رغم توقف نيرانها، لم تُنهِ الأسباب التي سبقتها، ولا التهديدات التي ستتبعها، ما دام المجتمع الدولي عاجزًا عن ردع إسرائيل عن خرق القانون الدولي.. وبالتالي فإن الحرب لم تنتج شرقا أوسطا جديدا أكثر أمنا كما تدعي كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.. بل إن الحقيقة الأصعب الآن أن قواعد الاشتباك التي كان يحترمها الجميع قد انتهت إلى غير رجعة.

ومنذ الساعات الأولى للهجوم الإسرائيلي المفاجئ على المنشآت النووية الإيرانية، بدا أن الهدف كان يتجاوز مجرد الردع الذي تدعيه إسرائيل إلى محاولة إحداث قطيعة دائمة في قدرات إيران التخصيبية. ورغم أن تصريحات ترامب وصور الأقمار الصناعية وتحليلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير جميعها إلى دمار واسع لحق بمنشآت نطنز وفوردو وأصفهان إلا أن كل هذا لا يعني نهاية الملف النووي الذي ما زالت إيران تصر أنه سلمي.

والمفارقة المهمة الناتجة عن هذه الحرب أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت أمس إنها لم تعد قادرة على تعقب مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية تكفي، حسب الوكالة، لتصنيع ما يصل إلى 10 رؤوس نووية إذا تم تخصيبها بنسبة 90%. هذا التطور، حسب ما أشار إليه خبراء منع الانتشار النووي، يُعد أسوأ سيناريو استراتيجي؛ حيث تغيب كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب عن رقابة الوكالة! ما يشير إلى أن الحرب لم تُنهِ الملف النووي، بل زادت تعقيده وخطورته.

الأمر الآخر المهم أن الضربات الإسرائيلية، التي جاءت بموافقة أمريكية ضمنية ولاحقا مشاركة أساسية، لم تحقق مكاسب سياسية واضحة، ورغم التأييد الغربي، فإن أكثر دول العالم نظرت إلى ما أقدم عليه نتنياهو باعتباره إمعانا في التهور والتخبط السياسي الذي كاد يقود العالم إلى كارثة وجودية.

أما بالنسبة لإيران، فرغم الضربات، لم يظهر النظام مؤشرات على اهتزاز داخلي أو ضعف بنيوي، بل استعاد توازنه سريعا، وجاء رده الصاروخي كرسالة مفادها أن معادلة الردع ما زالت قائمة وأن الحرب فرضت قواعد جديدة ومفتوحة للاشتباك.

كشفت هذه الحرب أيضا، عن هشاشة متزايدة في أدوات الضبط الدولية. فقد بدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم دورها الرقابي، عاجزة عن مواكبة التحولات الميدانية السريعة، وفقدت قدرتها على تتبع مواد نووية خطرة. أما مجلس الأمن، الغائب فعليا عن مجريات التصعيد، فقد كرس شعورا عالميا بأن آليات الردع القانونية لم تعد صالحة لإدارة أزمات بهذا التعقيد. وفي غياب أدوات دولية فعّالة، فإن القرارات تُتخذ اليوم خارج المؤسسات الأممية، ما يفتح الباب أمام ممارسات أحادية تُبرر ذاتها بالقوة، لا بالقانون.

أما بالنسبة للمنطقة فإن الأهم الآن ليس من أعلن النصر، ولكن ما إذا كانت هذه الحرب ستُقرأ باعتبارها نهاية لمرحلة، أم مقدّمة لسباق تسلح جديد خاصة وأن الأوراق والسيناريوهات بالنسبة للطرفين كشفت بشكل كامل، كما كشفت المواقف العالمية سواء على المستوى العسكري أم المستوى السياسي. ما جرى قد يُقنع القيادة الإيرانية، على المدى المتوسط، بأن الردع النووي هو الخيار الوحيد لحماية الدولة من الهجوم الخارجي، وهي نتيجة ـ إن تأكدت ـ تمثل خسارة كبيرة وانتكاسة لإسرائيل في المقام الأول وللغرب في المقام الثاني وهي تأكيد أن الحرب لا يمكن أن تحل موضوع الملف النووي الإيراني.

بهذا المعنى، لا يمكن اعتبار وقف إطلاق النار نهاية لصراع معقّد بقدر ما هو استراحة مؤقتة في حرب مفتوحة على كل الاحتمالات، تتشابك فيها الأبعاد النووية بالجيوسياسية، وتغيب فيها الحلول المستدامة. والأخطر أن الحروب التي تبدأ بادعاء نزع السلاح، قد تنتهي بتسويغ سباق جديد نحوه.

مقالات مشابهة

  • نزوح جماعي بشمال كردفان والجيش السوداني يستعيد أراضي في النيل الأزرق
  • الجيش السوداني يحقق انتصارات جديدة ويلحق بقوات الدعم السريع هزائم موجعة
  • الجيش السوداني يواصل التقدم ويسيطر على منطقة جديدة بالنيل الأزرق
  • السودان.. تطورات ميدانية في النيل الأزرق وتحالف «صمود» يطرح مبادرة شاملة لإنهاء الحرب
  • طيران الجيش السوداني يقصف مواقع عدة
  • تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك
  • الجيش السوداني يعلن استعادة "بالدقو" ومحيطها بولاية النيل الأزرق
  • الجيش السوداني يعلن استعادة بالدقو ومحيطها بولاية النيل الأزرق
  • الجيش السوداني يستولي على مسيرات ودانات تابعة للدعم السريع
  • وقف إطلاق النار.. هدنة بلا حسم في حرب بلا منتصر!