الإمارات تدعو لوقف الممارسات القمعية تجاه الفلسطينيين
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أكدت دولة الإمارات أن الأوضاع المتدهورة التي تشهدُها الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنها أحداث الأيام الأخيرة، ما هي إلا نتيجةٌ حتمية لغياب أفُق الحل السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستمرار المواجهات والاقتحامات وأعمال العنف التي أصبحت واقعاً مريراً يعيشه الفلسطينيون يومياً، وتزداد الشواغِل إزاء التداعيات التي قد تصاحب حالة التصعيد الراهنة ليس فقط على أمن واستقرار الشعبين، وإنما المنطقة بمُجمَلِها.
وقالت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة والقائمة بالأعمال بالإنابة، في بيان وفد دولة الإمارات في مجلس الأمن: «ولهذا، ترى دولة الإمارات أنه قد آن الأوان ليضع المجتمع الدولي ثِقله في التعامُل مع المسألة الفلسطينية كملفٍ ذي أولوية، إذ يجب تكثيف الجهود لإعادة بناء الثقة بين الأطراف واستئناف مفاوضات جادة وفعالة، تَستنِد إلى المرجعيات الدولية المُتفق عليها، وفي مقدمتها حل الدولتين».
وأضافت: «ونُؤكد على أن السلام العادل والشامل والدائم لا يمكن تحقيقُه في ظل استمرار التحريض على العُنف وخطاب الكراهية، بل يتطلب إرساء قيم التسامح والتعايش السلمي التي دعونا إليها مراراً في هذه القاعة على وجه الخصوص، بهدف تغيير سرديات العداوة، وخلق مستقبلٍ آمنٍ ومستقرٍ، يَستجيب لآمال الأجيال الحالية والقادمة».
ودعت كذلك إلى وقِف كافة الممارسات غير الشرعية والقمعية تجاه الفلسطينيين وبلداتهِم وقُراهِم، خاصة الاعتداءات المتصاعِدة في الضفة الغربية المحتلة، والتي تشمل الاقتحامات وعمليات التهجير القسري وهدم المنشآت السكنية، حيث تزيد هذه الأعمال من حالة الاحتقان وتقوض جهود السلام.
ووتابعت: «مع عودة الطلاب إلى المدارس، نؤكد على حق الأطفال الفلسطينيين في الحصول على التعليم وبشكلٍ آمن، ويعني هذا وقف الترهيب والعنف الذي يتعرضون له من قبل السلطات الإسرائيلية والمستوطنين أثناء ذهابهم إلى المدراس وتواجدهم فيها وعودتهم إلى منازلهم».
وشددت أيضاً خلال البيان، على ضرورة وقف عمليات هدم المدارس المُجحِفَة، مثلما حدث الأسبوع الماضي في منطقة عين سامية بالضفة الغربية قبل أيامٍ قليلة من بدء العام الدراسي، وكذلك إلغاء اخطارات الهدم الموجهة للعشرات منها، قائلة: «فكما نُؤمن جميعاً، إن للتعليم دورٌ جوهري في بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة، لاسيما تلك المتضررة من النزاعات».
وذكرت: «أما فيما يتعلق بعنف المستوطنين، فلا يخفى عليكم إذكاء نار هجماتهِم إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، واتخاذها أنماطاً خطيرة كما شهدنا هذا العام في رام الله ونابلس والقرى المحيطة بهما والتي أسفرت عن مقتل فلسطينيين ووقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات، في الوقت الذي يتمتع فيه المستوطنون بالحصانة التي تُشجعهُم على مواصلة ارتكاب هذه الجرائم المدانة وغير المقبولة. كما أن استمرار هذه الهجمات يُهدد بحدوث اشتباكات أكثر خطورة وحالة عارمة من الفوضى لن يكون من السهل السيطرة عليها. ولهذا، من الضروري أن تتخِذ إسرائيل خطواتٍ حقيقية لوقف عنف المستوطنين وردع اعتداءاتهم».
وأكدت مجدداً على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها وإنهاء الاقتحامات المُتكررة للمسجد الأقصى وتوفير الحماية الكاملة له، مع احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف في المدينة.
وأوضحت: «نعرِب في هذا السياق، عن قلقِنا إزاء المحاولات المستمرة لإحداث تغيير ديمغرافي في مدينة القدس، حيث تواصل إسرائيل بناء مستوطنات غير شرعية في القدس الشرقية دون توقف، بينما يتعرض الفلسطينيون فيها لمحاولات تهجير مستمرة، وتُفرض عليهم قوانين يجب وقفها».
وختمت قائلة: «تُؤكد دولة الإمارات على أنها ستواصل مسانَدَة الشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك عبر تلبية احتياجاته الإنسانية والتخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للاجئين، كما نُواصل التضامن مع حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ألف وتسعمائة وسبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعترافٍ متبادل».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
منظمة سويسرية تدعو للتحقيق في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ستوزع المساعدات بسبب شكوك في حيادها
طالبت منظمة "ترايال إنترناشيونال" غير الحكومية، في سويسرا، السلطات الفيدرالية بفتح تحقيق رسمي في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، وهي منظمة أمريكية حديثة النشأة بدعم مباشر من واشنطن، تخطط لتولي إدارة توزيع المساعدات في غزة، رغم اعتراض الأمم المتحدة التي قالت إنها لا تستوفي شروط الحياد والنزاهة اعلان
وأعلنت المنظمة السويسرية أنها قدّمت في 20 أيار/مايو طلبًا إلى هيئة الرقابة الفيدرالية على المؤسسات، أعقبته في 21 أيار/مايو بطلب آخر إلى وزارة الخارجية السويسرية، للتحقق مما إذا كانت مؤسسة GHF تمتثل للقانون السويسري والقانون الإنساني الدولي، ولا سيما في ظل استخدامها المرتقب لشركتين أمنيتين أمريكيتين ضمن عملياتها الميدانية.
وقال فيليب غرانت، المدير التنفيذي لمنظمة ترايال إنترناشيونال، في تصريح لوكالة رويترز: "نحن نطلب من سويسرا أن تمارس التزامها الخاص بموجب اتفاقيات جنيف باحترام القانون الإنساني الدولي... هناك قضايا خطيرة للغاية على المحك".
كما طالبت المنظمة وزارة الخارجية السويسرية بتوضيح ما إذا كانت مؤسسة GHF قد حصلت على تصريح لاستخدام شركات أمن خاصة لتوزيع المساعدات، وما إذا كانت السلطات وافقت على هذه الإجراءات غير المسبوقة ضمن السياق الإنساني السويسري.
تواجه مؤسسة GHF انتقادات حادة من منظمات دولية، إذ أعربت الأمم المتحدة عن رفضها الخطة المعلنة لتوزيع المساعدات، معتبرة أنها "لا تستوفي شروط الحياد والنزاهة الإنسانية"، محذّرة من أنها "ستؤدي إلى مزيد من النزوح وتعرض آلاف المدنيين للخطر".
ورغم ذلك، تؤكد مؤسسة GHF أنها "تلتزم بصرامة بالمبادئ الإنسانية"، وتنفي أي نية في دعم عمليات نقل قسري للمدنيين. وذكرت المؤسسة أنها تأمل في بدء عملياتها في غزة قبل نهاية أيار/مايو الجاري، عقب محادثات مع مسؤولين إسرائيليين سمحت مؤقتًا باستئناف إدخال المساعدات، بانتظار إنشاء "مواقع توزيع آمنة" تشرف عليها فرق المؤسسة.
Relatedبينهم رضيع عمره أيام وطفل لم يتجاوز السنتين.. غارات إسرائيلية تقتل العشرات في غزةخطة المساعدات الأمريكية لغزة: ماذا نعرف عنها؟ ومن يتولى تنفيذها؟لا ماء ولا طعام.. آلاف الفلسطينيين يصارعون الجوع والعطش والخوف في قطاع غزةوبحسب وثائق رسمية صادرة عنها، تستهدف المرحلة الأولى من خطة GHF إيصال المساعدات إلى 1.2 مليون فلسطيني، مع توسيع القدرة لاحقًا لتصل إلى أكثر من مليوني شخص.
وتشمل الخطة توزيع 300 مليون وجبة معلبة خلال التسعين يومًا الأولى، بتكلفة تُقدّر بـ1.30 دولار أمريكي للوجبة الواحدة، تغطي خدمات النقل والتخزين والتوزيع والأمن. كما تتضمن توفير مستلزمات النظافة والإمدادات الطبية عبر آليات مراقبة صارمة.
مساعدات "بالقطّارة"تأتي هذه التطورات فيما لا تزال غزة تخوض معركة يومية من أجل البقاء، وسط تحذيرات متصاعدة من خطر المجاعة الواسعة النطاق. ورغم أن السلطات الإسرائيلية استأنفت مؤخرًا إدخال المساعدات إلى غزة بعد حصار دام 11 أسبوعًا، إلا أن الإمدادات تدخل إلى القطاع بـ"القطّارة"، فتبقى عاجزة بذلك عن تلبية الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة لسكان القطاع.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد وجّه انتقادات لاذعة إلى إسرائيل، مؤكدًا أن "شعب غزة يواجه خطر المجاعة والعالم يتفرّج"، داعيًا الدولة العبرية إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق.
وأفاد غوتيريش بأن إسرائيل سمحت فقط بدخول 50 شاحنة مساعدات، في وقت تنتظر فيه 400 شاحنة أخرى العبور إلى القطاع. وأكد أن هذا الرقم "ضئيل للغاية" ولا يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات، مشددًا على ضرورة "تدفق كبير وثابت للإمدادات الإنسانية" لتفادي كارثة وشيكة.
ويحذر مسؤولون أمميون ومنظمات إغاثية من أن القطاع المحاصر يقف على مشارف "موت جماعي صامت"، ما لم يُسمح بدخول كميات كافية من الغذاء والدواء والوقود خلال الأيام المقبلة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة