بين زرقة البحر من شرقا وزرقة المباني غربا توجد حديقة الفنون بالمحرس التي تمتد على طول البصر وتشكل فضاء للراحة والاسترخاء والتمتع بالنسمات البحرية وسط عالم فسيفسائي من شتى الفنون التشكيلية بساحة يوسف الرقيق والتي ستجاورها ساحة اسماعيل حابة الرجل الذي غادرنا مؤخرا وهو الذي يعتبر أحد رموز مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية.

وبالفعل صنعت معتمدية المحرس التميز وطبقت فن الشارع في واجهتها البحرية على طول الطريق الرئيسية وهي حديقة الفنون التي تنتصب فيها مجسمات فنية شتى.

 وأضحى المهرجان الذي تختص به هذه المعتمدية الواقعة جنوب صفاقس سمة مميزة للولاية حيث تزدان حديقتها بشتى المجسمات والأعمال التشكيلية الفنية الرائعة التي صاغتها وصنعتها ونقشتها أنامل فنانين تشكيليين تونسيين وعالميين كانت لهم مساحات حب كبيرة مع المحرس ومهرجانها السنوي واجوائها الساحرة.

وقال الفنان التشكيلي التونسي عمر الغدامسي إنه يسجل حضوره بمهرجان المحرس منذ الدورة التاسعة وإلى الدورة الحالية عدد 35 ولم يتوقف الا في مناسبات قليلة مشيدا بطبيعة المدينة الساحرة والملهمة.

وأيّده في هذا الانطباع الفنان التشكيلي الجزائري مراد عبد اللاوي القادم من مدينة عين البيضاء بالشرق الجزائري وهو الذي يسجل حضوره للمرة الثالثة بمهرجان المحرس الدولي حيث قال أنّه بات مواظبا على تسجيل حضوره كل سنة بالمهرجان لما ينفرد به من خصوصيات ومن أجواء مميزة الى جانب انها فرصة لملاقاة مع عدد من زملائه التشكيليين من تونس ومن دول أخرى شقيقة وصديقة.

بدوره، أكد الفنان التشكيلي الليبي إيهاب الفارسي القادم من بنغازي أنه يسجل حضوره بالمحرس لأول مرة معبّرا عن انبهاره بالأجواء المتوفرة وأنه سيصبح مواظبا على تسجيل حضوره في الدورات القادمة بعد أن أعجب بالمدينة وطبيعتها الخلابة الموحية بكل ما هو جميل ومحفز للفنانين التشكيليين على الابداع.

وتجدر الإشارة الى أن مهرجان المحرس الدولي في دورته الـ35 التي تحمل شعار 'المهرجان على درب مؤسسيه ... في اختراع إمكانات جديدة للعيش ' نجح في المراوحة بين شتى أنواع الفنون وتقديمها إلى الجماهير والزوار بشكل فني رائع حيث ازدان الشارع الرئيسي بمجسمات وجداريات تحمل بصمات عديد الفنانين التشكيليين التونسيين والاجانب الى جانب عدد من الطلبة المرسمين بمعاهد الفنون.

وتضمنت فقرات الدورة 35 ورشات انقسمت إلى ورشات للأطفال واليافعين وأخرى للفنانين المحترفين من داخل تونس وخارجها إلى جانب ورشة الترميم وصيانة الأعمال الموجودة في حديقة الفنون وورشات أخرى للرسم والنحت والحفر والجداريات كما حضرت معارض لأعمال فنية خاصة بالضيوف جلبوها معهم وسيتم في الإختتام عرض الأعمال المنجزة خلال الدورة الحالية من قبل المحترفين والهواة والأطفال.
كما تم تنظيم منابر للمهرجان تخللتها نقاشات بين رموز من المفكرين والنقاد حول مواضيع ومحاور وتجارب فنية مختلفة الى جانب عقد ندوة من تنظيم المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حول مسائل منها واقع الفن التشكيلي وأيضا القانون التونسي وحماية مصنفات الفن التشكيلي إضافة الى حماية مصنفات الفن التشكيلي في الفضاء الرقمي وكذلك ماهية حق التتبع وسبل التطبيق.

وحضرت كذلك العروض الثقافية بأمسيات شعرية أثثها الشاعر الهادي القمري مع تكريم الشاعر نور الدين بوجلبان الى جانب توقيع كتاب لأميرة مطيمط والدكتور إبراهيم الحيسن والدكتور بن يونس عميروش وسهرات فنية لاقت الاستحسان بالهواء الطلق على ضفاف البحر منها سهرة لمجموعة إليكن النسوية الموسيقية وسهرة أخرى لمجموعة غجر.

 

 

فتحي بوجناح  

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: الى جانب

إقرأ أيضاً:

علماء: إنسان نياندرتال كانت لديه قدرات فنية

إسبانيا – أفادت قناة NBC أن فريقا إسبانيا اكتشف أقدم دليل فني معروف لإنسان نياندرتال حتى الآن، حيث عثروا على حجر منقوش عليه رسومات في أحد مواقع استيطان إنسان نياندرتال الأثرية.

كشف الباحثون عن تفاصيل مذهلة للرسم المكتشف، حيث وُجد منقوشا على حجر ذي انحناءات طبيعية تشكّل ملامح تشبه الوجه البشري. وفي مركز هذه “القطعة الفنية البدائية”، لاحظ الفريق وجود نقطة حمراء داكنة وضعت بدقة في موضع الأنف. وأظهر التحليل المخبري أن هذه النقطة صُممت باستخدام أصبع مغموس بالمغرة (صبغة أرضية طبيعية كانت شائعة في عصور ما قبل التاريخ)، وهو ما يستبعد أي احتمال لتشكلها بشكل عشوائي أو طبيعي.

وباستخدام تقنيات تحليل البصمات الدقيقة، استنتج الباحثون أن الفنان النياندرتالي كان على الأرجح ذكرا بالغا. ويفترض الفريق العلمي أن هذا الإنسان القديم قد لاحظ التشابه بين شكل الحجر والوجه البشري، مما ألهمه لإضافة لمسة فنية متعمدة تكمل التشابه. وقد وصف الخبراء هذه القطعة بأنها تمثل “أحد أقدم الأمثلة المعروفة على التجريد الفني والتعبير الرمزي في السجل الأثري”، مما يقدم دليلا جديدا على التطور المعرفي والمعقد لإنسان نياندرتال.

يقلب هذا الاكتشاف المفاهيم السائدة عن تاريخ الفن البشري رأسا على عقب، حيث يُفند الفرضية القائلة بأن الإنسان العاقل (Homo sapiens) كان أول من أبدع أعمالًا فنية. كما يشير إلى وجود قدرات تجريدية متطورة لدى إنسان نياندرتال، مما يدفعنا لإعادة تقييم التطور المعرفي للإنسان القديم.

في سياق متصل، كشفت بحوث أثرية حديثة النقاب عن أدوات عظمية يعود تاريخها إلى 1.5 مليون سنة، تم اكتشافها في الخامس من مارس الماضي. هذا الاكتشاف يؤخر زمن بداية استخدام الأدوات العظمية بمليون سنة عن التقديرات العلمية السابقة، مما يوسع آفاق فهمنا لتطور المهارات التقنية للإنسان البدائي.

المصدر: صحيفة “إزفيستيا”

مقالات مشابهة

  • بين الجوع والموت | الاحتلال يُنفذ خطة إبادة جماعية علنية .. وخبير: غزة تعيش أزمة خانقة
  • علماء: إنسان نياندرتال كانت لديه قدرات فنية
  • ظلال سايغون.. كيف تعيش فيتنام حربها بعد نصف قرن؟
  • مي محمد كامل مديراً للمكتب الصحفي لمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي
  • إلغاء حفل محمد عدوية فى الإسكندرية بسبب سوء الطقس
  • ايمان كريم: المرأة تعيش عصرها الذهبي منذ تولي الرئيس السيسي رئاسة البلاد
  • دبي تفوز باستضافة وتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026
  • دبي تفوز بتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026
  • «جماليات الهوية في الفن التشكيلي».. أمسية أدبية وفنية بنادي الأدب ببنها
  • ألتراس الفيصلي يعلن حضوره مباراة النشامى في عُمان