إن فن المحادثة والمجالسة والمفاكهة والمؤانسة بين الأصدقاء والخلان هو فن عريق ، وجانب أصيل من تراثنا الأدبي وثقافتنا، وقد ألف فيه الكثيرون لما فيه من توارث الحكمة ، وتبادل الخبرة، وفطرية الحياة والاستعانة على أعبائها، وما عساه أن يكون فيها من مشاكل وأزمات ، ورب كلمة حكمة ، أو لمحة من فطنة، أو مثل سائر، أو إبداع لشاعر، أو كلمة خطيب نائر، أو نصيحة أب لولده ، أو أم لابنتها، تكون بركة على مستمعها، ونعمة على من يخص بها، خبرة ومتعة وعبرة وعظة، وهذا الكتاب"روضة الأديب ونزهة الخطيب" لمؤلفه الداعية الإسلامى الدكتور عادل المراغي، الصادر عن"الدار العالمية للنشر والتوزيع" –كما يقول مؤلفه-_هو زاد للداعية الأريب ودليل للإعلامى اللبيب، ودوحة دانية القطاف لكل محبي الشعر العربي، يرتع في رياضه ويقطف من ثماره، وقد جمعت هذا الكتاب من محفوظاتى وهى أبيات يتمثل بها الأدباء في منتدياتهم والخطبارء على أعواد منابرهم، واحتوى الكتاب على 1200 بيت شعر هو بيت القصيد، وكنز من جواهر شعر الحكم والأمثال وغرر الشعر ودرره، شملت شتى مناحى الحياة، ومختلف قضاياها، وهى أبيات تطرب السامع وتشنف المسامع، جاءت كالسحر الحلال وأعذب من الماء الزلال.
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه ليس خليقُا أن يقال له شعر.
ويضيف"المراغى" : وقد جمعتها من أكثر من ثلاثمائة ديوان من دواروين الشعر عبر العصور والدهو، وقد رتبتها حسب الحروف الأبجدية لا حسب القافية لتسهل على القاطف من ثمارها الدانية، وقد قدمت كل بيت يشرح موجز مبينا شاهد الحكمة والمثل والدلالة في البيت ، ووضحت الكلمات الغريبة في كل بيت من أبيات الشعر، فهذا الكتاب يحتاج إليه عشاق لغة الضاد وكل من له اهتمام بالشعر العربي.
قدم لهذا المؤلف فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعى رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور صابرعبدالدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر الشريف والأستاذ الدكتور علاء جانب عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الشريف.
ويقول المفكر الإسلامى الكبير الدكتور حسن الشافعي إن هذا الكتاب له مزايا أخرى منها: أنه يضم مجموعة منتقاة من الحكم الزواهر، وشوارد الخواطر، اختارها قلب سليم، وعقل حكيم، ومجرد الاختبار والانتقاء فن وموهبة كما قال قائلهم:
قد عرفناك باختيارك إذا كا ن دليلًا على اللبيب اختياره.
ومزية أخرى أن دقة الاختيار وجاله لم تكن قصرًا على التراث القديم، والشعر الرفيع لأدباء الجاهلية، وصدر الإسلام، بل شملت كل العصور، وامتدت إلى العصر الحديث، فنجد لأحمد شوقى وإخوانه من أعلام الشعر الحديث والمعاصر حضورًا ملموسًا وأثرًا بارزًا. وميزة ثالثة تناسب جمهورالقراء من كل المستويات الثقافية في عالمنا العربي المنعاصر وهى ضبط الكلمات بالشكل الكامل، أو عند الضرورة اللازمة ، وتلك ميزة تخلو منها أكثر الكتب والإصدارات الأدبية وغير الأدبية، برغم حاجة أكثر القراء إلى هذا الضبط حتى يحسنوا القراءة ولتحقيق الفهم والإفهام، كما أن للمؤلف معرفة طيبة واضحة بالنحو وقواعد اللغة العربية ، ويقول الدكتور صابر عبد الدايم : وفق المؤلف فى تدبيج هذا السفر الفنى من الأشعار المختارة واختار له هذا العنوان الرائع، وهذا الاختيارات تنبئ عن إدراك المؤلف لوظيفة الشعر الرسالة الجمالية في تهذيب السلوك الإنسانى وتشريح الرغبات النفسية، واستكشاف أجمل ما تكنه نفوس الشعراء من رؤي عميقة،ويقول الدكتور علاء جانب: من دون شك حقق هذا الكتاب نسبة كبيرة من المتعة ودل على محفوظ كاتبه، وأرشد إلى عقله وقلبه، وسيجد القارئ فيه متعة ومادة لغوية وأدبية وثراء وجدانيًا وجدته أنا فيه رغم حفظى لمعظم شواهده لكن جمعها متجاورة كان مثل الحديقم التى تضم ألوان وروائج الزهر فى مكان واحد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: من مكتبة اقرأ المحادثة و هذا الکتاب
إقرأ أيضاً:
الشعر للناس… أمسية شعرية شبابية تُعيد نبض الكلمة إلى ساحات حلب
حلب-سانا
في خطوة تعد سابقة ثقافية منذ عقود، عادت الكلمة الشعرية لتصدح في قلب المدينة، حيث نظّمت جمعية “الشعريان للثقافة والفنون” أمسية شعرية مفتوحة بعنوان “الشعر للناس” في ساحة محطة بغداد التاريخية بمدينة حلب، بمشاركة سبعة شعراء من فئة الشباب، وسط حضور لافت من أهالي المدينة ومحبي الشعر.
وتمثل الأمسية نقلة نوعية في المشهد الثقافي السوري، إذ أعادت الشعر إلى فضائه الطبيعي المفتوح، بعيداً عن القاعات المغلقة، وربطته مجدداً بجمهوره المتنوع من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية.
وأوضح رئيس الجمعية، الشاعر أحمد زياد غنايمي، في تصريح لـ سانا، أن المبادرة تهدف إلى إعادة الشعر إلى الناس في حياتهم اليومية، وجعله أداة تواصل إنساني ومجتمعي حي. وأضاف أن الشعر يصبح أكثر تأثيراً عندما يُلقى في الساحات العامة، حيث يلامس الإحساس الجمعي، ويستعيد حضوره التاريخي كجزء من الحياة العامة.
وقدّم غنايمي خلال الأمسية قصيدتين، الأولى غزلية ذات طابع إنساني، والثانية بعنوان “قصيدة المنبر” من البحر الخفيف، التي تناولت المنبر كرمز لتنوع الأصوات بين الدين والسياسة والشعر.
وشهدت الأمسية عودة الشاعرة تسنيم حومد سلطان بصوت شعري أنثوي مميز، قدمت من خلاله نصّين شعريين ناقشا التناقضات الإنسانية والتسامح، فيما فاجأ الموسيقار أحمد نشار الحضور بقصيدة نثرية سرد فيها موقفاً شخصياً، مؤكدًا أن الشعر لا يحتاج تدريباً حين يأتي من القلب.
واعتبر الباحث في التراث اللامادي، حازم بابي، هذه العودة خطوة مهمة لإحياء تقاليد الشعر الشعبي، قائلاً: “القصائد تنبض عندما تغادر الورق وتصل إلى الشارع”، مشيداً بقدرة الشباب على خلق حراك ثقافي أصيل.
وتُعد جمعية “الشعريان”، التي تأسست عام 2024، أول كيان ثقافي في سوريا يُدار بالكامل من قبل فئة الشباب، وتضم تحت مظلتها أنشطة أدبية وفنية وعلمية، وتهدف إلى إحياء التراث الثقافي السوري بأساليب معاصرة.
الجمهور الحاضر وصف الأمسية بأنها “حدث شعري تاريخي يُعيد للثقافة روحها الشعبية”، مؤكدين تطلعهم لمزيد من هذه الفعاليات في ساحات حلب ومختلف المدن السورية.
تابعوا أخبار سانا على