أهمية دعاء ليلة الجمعة وفضله في تحقيق الفرج والاستجابة
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
ليلة الجمعة من أعظم الليالي في الإسلام، حيث نحرص على اغتنامها بالطاعات، ومن أبرز هذه الطاعات الدعاء، فقد خصّ الله يوم الجمعة بساعة استجابة، جعلها فرصة ثمينة لمن يرفع يديه متضرعًا، سائلًا الله الرحمة والمغفرة وتحقيق الأمنيات.
فضل ليلة الجمعةليلة الجمعة تحمل مكانة خاصة في الإسلام، فهي الليلة التي تسبق يوم الجمعة الذي يُعد خير أيام الأسبوع.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه." (رواه البخاري ومسلم)
يحرص المسلمون على ترديد الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأدعية أخرى وردت في القرآن الكريم، والتي تحمل معاني الرجاء والاستغفار وطلب الفرج.
من الأدعية التي يُستحب ترديدها:
طلب المغفرة والرحمة:
اللهم يا نور السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، اغفر لي، وعافني، واهدني إلى صراطك المستقيم.
طلب الرزق وتيسير الأمور:
اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفقر والدَّين.
دعاء إزالة الهم والكرب:
اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي.
طلب العافية والسلامة:
اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي.
أدعية من القرآن الكريم:
"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ." (البقرة: 201)
"رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا." (البقرة: 286)
من الأمور التي تجعل ليلة الجمعة مميزة أن فيها ساعة استجابة، وهي لحظة لا يردّ فيها الدعاء. وقد وردت عدة أقوال حول توقيت هذه الساعة، ولكن أشهرها أنها في الوقت الأخير من نهار الجمعة، أي قبل غروب الشمس، أو خلال صلاة الجمعة. لذا يُستحب تكثيف الدعاء في هذا التوقيت، والإلحاح في الطلب من الله.
كيف نستعد لليلة الجمعة؟الإكثار من الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.قراءة سورة الكهف، فقد ورد أن من قرأها أضاء الله له نورًا بين الجمعتين.الإكثار من الاستغفار والتسبيح والذكر.قيام الليل، وصلاة ركعتين والدعاء بخشوع.ليلة الجمعة فرصة ذهبية لكل مسلم ومسلمة للتقرب إلى الله بالدعاء والطاعات، فهي ليلة تفيض بالخيرات والبركات، ويُستحب استغلالها في تحقيق الأمنيات، والاستغفار، وطلب المغفرة والرحمة. فليحرص كل مسلم على استثمارها والاستفادة منها، عسى أن تكون ساعة استجابته فيها، وينال الخير والبركة في الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجمعة ليلة الجمعة ساعة الاستجابة أدعية دعاء الأدعية صلى الله علیه وسلم لیلة الجمعة
إقرأ أيضاً:
مش عارف تدعي بإية؟.. كلمات بسيطة علمها النبي للسيدة عائشة
يعاني بعض الناس من حرج داخلي يمنعهم من الدعاء، ظنًا منهم أن الدعاء لا يصح إلا بكلمات منمقة أو عبارات محفوظة تشبه ما يقوله العلماء والدعاة، فيتوقفون عن الدعاء، ويتساءلون في صمت: ماذا نفعل إذا كنا لا نحسن الدعاء؟.
وهوشعور لا أساس له من الصحة، فالدعاء عبادة قلبية قبل أن يكون صياغة لغوية، والله سبحانه وتعالى قريب يجيب من دعاه، ويسمع شكواه مهما كانت بسيطة أو غير مرتبة.
الدعاء الحقيقي هو ما يخرج من القلب بصدق، دون تكلف أو تصنع، وباللغة التي يشعر بها الإنسان ويعبر بها عن ضعفه وافتقاره إلى الله. فليس مطلوبًا من المسلم أن يتحدث مع ربه ببلاغة أو أسلوب معين، بل المطلوب أن يكون صادقًا، حاضر القلب، متأدبًا مع الله.
وقد دلَّت النصوص الشرعية على أن الله يحب من عبده أن يناجيه بضعفه واحتياجه، وأن يقف بين يديه منكسرًا، مهما كانت كلماته بسيطة أو عامية، فالله يعلم السر وأخفى.
«القريب المجيب».. اسم من أسماء الله الحسنى
من أسماء الله الحسنى القريب والمجيب، وهو ما يبعث الطمأنينة في قلب الداعي، ويؤكد أن الله سبحانه لا يحتاج إلى وسطاء، ولا إلى ألفاظ معقدة، بل يقترب من عبده إذا دعاه، كما قال تعالى:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
ولهذا فإن الدعاء أثناء الطواف أو الصلاة أو في أي وقت لا يحتاج إلى كتيب أو نص محفوظ، بل يكفي أن يقول العبد ما في قلبه، وأن يصدق في رجائه.
ومن رحمة النبي ﷺ بأمته أنه علّمهم أدعية جامعة تختصر الخير كله، ومن ذلك الدعاء العظيم الذي علّمه لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، ويجمع خيري الدنيا والآخرة.
روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ علّمها أن تقول:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ ﷺ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ ﷺ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا».
لماذا يُعد هذا الدعاء كنزًا؟
هذا الدعاء يُعد من جوامع الدعاء؛ لأنه:
يشمل خير الدنيا والآخرة
يستعيذ من كل شر ظاهر وخفي
يجمع بين طلب الجنة والبعد عن النار
يفوض الأمر كله إلى الله في كل قضاء وقدر
ولهذا نصح العلماء بالمداومة عليه، خاصة لمن لا يحسن الدعاء أو لا يعرف ماذا يطلب.
الدعاء ليس اختبارًا لغويًا
ويؤكد أهل العلم أن الدعاء لا يُقاس بجمال الألفاظ، وإنما بصدق القلب، فالله سبحانه لا ينظر إلى فصاحة اللسان، وإنما إلى خشوع القلب وحضور النية، وقد يكون دعاء بسيط نابع من القلب أقرب للإجابة من دعاء طويل بلا روح.