بوابة الوفد:
2025-12-13@23:53:22 GMT

عندما تحتفى الجمعية التاريخية بالقيمة

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

على الرغم من رحيله منذ نحو سبع سنوات، منحت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، برئاسة المؤرخ والعميد السابق لكلية آداب جامعة القاهرة الاستاذ الدكتور «أحمد الشربينى»، صلاح عيسى عمرا جديدا، وأحيت سيرته بعمل يليق بالجمعية، ذلك الصرح العظيم، الذى يكدح ويقاوم، للحفاظ على ذاكرة الأمة، من رياح التعرية العاصفة التى تعمل بكل أدواتها لمحوها، بعد تشويهها.

وقبل يومين أقامت الجمعية ندوة تحت عنوان «صلاح عيسى بين التاريخ والصحافة والأدب والسياسة شارك فيها نخبة رفيعة من كبار الكتاب والمؤرخين والمثقفين والصحفيين والباحثين والنقاد، ممن قرأوا كتبه وتأملوا كتاباته، وعملوا معه، ودرسوا مشواره النضالى والثقافى والبحثى، الحافل بالتنوع والانجاز. أما المناسبة فهى تدشين افتتاح مكتبة صلاح عيسى بمقر الجمعية.
ولاستقبال الجمعية المصرية لمكتبة «صلاح عيسى» قصة تستحق أن تروى، لما تنطوى عليه من دلالات ودروس. قبل أكثر من عام قادتنى قدماى إلى سور الأزبكية والأماكن المحيطة به من باعة الكتب القديمة، كانت تلك عادة اكتسبتها من صلاح عيسى، أن أذهب إلى السور من حين لآخر لتفقد الجديد الذى يحويه. وجدت حجما هائلا من الكتب المرصوصة بحرص ونظام فى ركن قصى متسع تختلف من حيث ما يحويه من جدة وشكل، عن غيرها من الكتب، وحين سألت، قال لى البائع إنها مكتبة لأحد الأدباء الذين فارقوا الحياة قبل فترة وجيزة، فأصابنى ما قاله البائع بذعر وذهول.
ولحكمة قد لا نعرفها، تلعب الصدفة، التى هى خير من ألف ميعاد، فى بعض الأحيان، دورا لا يستهان به فى مصائر الناس، وهو ما حدث بالفعل. فقد عدت من تلك الجولة بهمٍّ عظيم. هل يمكن فى حالة عدم وجودى، أن يلقى مصير مكتبة صلاح عيسى التى تحوى أكثر من عشرة آلاف كتاب بعضها من الكتب النادرة، نفس مصير مكتبة الأديب الراحل، وترمى هكذا على الأرصفة؟ لم أكن قد فكرت بعد فى مصير تلك المكتبة، لكن تلك الصدفة التى قادتنى لسور الأزبكية، هى ما فرضت على بدء التفكير بعمق، فى البحث عن مكان آمن يتيح كتبها أمام من يحتاجها من القراء والدارسين والمؤرخين. وكانت النصيحة التى أسداها لى الصديق الدكتور «صابر عرب» المؤرخ ووزير الثقافة الأسبق هى الحل الأنسب والأوفق: إهداء المكتبة للجمعية المصرية للدراسات التاريخية.
وخلال أقل من عام، وبجهد مكثف من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ومن فريق العمل الشاب من الباحثين والمعيدين والمدرسين بكلية الآداب قسم تاريخ، تم نقل المكتبة إلى مقرها الجديد، فى الجمعية المصرية، بعد أن قام هذا الفريق خلال عشرة أيام فقط، بجهد علمى رائع فضلا عما اتسم به هذا الجهد من شغف ومحبة، لتنسيق الكتب وتصنيفها وتغليفها، لتنقل محتويات المكتبة بيسر وطرق آمنة، إلى الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بمدينة نصر.
وقبل يومين تم افتتاح المكتبة التى تحمل اسم «صلاح عيسى» بعد تصنيفها فى مقر الجمعية، على هامش الندوة التى أقيمت للاحتفاء بتلك المناسبة، وتضمنت بجانب ذلك توزيع كتيب أنيق، بديع الشكل والاخراج، ينطوى على مؤلفات صلاح عيسى، وموجز لسيرته الذاتية. وما كان لهذه الندوة أن تأتى بهذا القدر من الاتقان والنجاح، لولا الجهد المكثف على مدار أكثر من أسبوعين الذى قامت به الدكتورة «ناصرة عبدالمتجلى»، وفريق العاملين معها فى الجمعية، لتكشف الندوة عن جوانب أخرى من مواهبها الهائلة، غير كتابة التاريخ. فضلا عن جهدها الشاق طوال عام لنقل المكتبة، وتصويرها لفيلم قصير لكل الخطوات التى اتخذت، لكى ترسو المكتبة بين ضفاف الجمعية وفى ظل رعايتها.
وكانت الموافقة السريعة من قبل العالم الجليل الدكتور «أحمد الشربينى» على أن تستقبل الجمعية التاريخية المكتبة، ومن ثم الاحتفاء بها وبصاحبها، قد أعادت لى الثقة، بأن فى مصر عقولا ومؤسسات ما زال فى وسعها أن تعلى من قيم الناس والأشياء وتمنحهم ما يستحقونه من تقدير، ناهيك عن أن تواصل دورها فى مناخ غير مواتٍ فى الحفاظ على هوية مصر، وصونها من جحافل التفاهة والجهل، ومن أعاصير غامضة ترمى لتشويه التاريخ والجغرافيا وحتى اللغة، بترويج بضاعة فاسدة، بات كسادها حتميا بجهود مثل تلك العقول والمؤسسات، وفى ظل وجودها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مكتبة صلاح عيسى على فكرة أمينة النقاش المصریة للدراسات التاریخیة الجمعیة المصریة صلاح عیسى

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تناقش ملف العدالة التاريخية لدعم القضايا الإفريقية غدًا

تنظم كلية الدراسات الإفريقية العليا في جامعة القاهرة، صباح غد الأحد، ندوة علمية بعنوان «العدالة التاريخية والتعويضات: نحو مقاربة شاملة لإنصاف إفريقيا والشعوب ذات الأصول الإفريقية عن حقبة الرق والاستعمار». 

قصر العيني يعتزم تصنيع أول جهاز إيكمو مصري جامعة عين شمس تكشف حقيقة انتماء ضياء العوضي لها المجلس الأعلى للجامعات يناقش الابتكار وريادة الأعمال في التعليم العالي عميد قصر العيني: نسعى لبناء شبكة شراكات دولية رائدة ندوة بآداب عين شمس تناقش "ظاهرة أطفال الشوارع" المجلس الأعلى للأمناء: منهج البرمجة والذكاء الاصطناعي يجهز "جيل المستقبل" مستشفى روجين الصيني: نتعاون مع قصر العيني لتطوير التكنولوجيا الطبية صيدلة القاهرة تحتفل بتخريج الدفعة 196 بكالوريوس رئيس جامعة مدينة السادات يشارك في فعاليات IRC EXPO 2025 خطة جديدة لقصر العيني في توسيع الشراكات الدولية

جاء ذلك تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، وإشراف الدكتور عطية الطنطاوي عميد الكلية.

ويحضر الندوة عدد من نواب رئيس الجامعة، ومساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، ونخبة من السفراء الأفارقة، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والباحثين المتخصصين في الشأن الإفريقي، إلى جانب الطلاب والمهتمين بالقضايا الإفريقية.

وأكد رئيس جامعة القاهرة أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقًا من الدور التاريخي والمحوري الذي تضطلع به الجامعة في دعم القضايا الإفريقية والدفاع عن حقوق شعوبها، إيمانًا بأن العدالة التاريخية ليست مجرد شعار، بل مسئولية أخلاقية وإنسانية، وحق أصيل للشعوب التي عانت من الرق والاستعمار ونهب الموارد.
وأوضح رئيس الجامعة أن جامعة القاهرة تحرص، من خلال منظومتها البحثية والعلمية، على تقديم دراسات معمقة ورؤى واقعية تسهم في ترسيخ مفاهيم العدالة وتحقيق التنمية المستدامة، بما يدعم الجهود الرامية إلى صناعة مستقبل أفضل للقارة الإفريقية.

وأوضح الدكتور عطية الطنطاوي عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا، أن الندوة تتضمن عدة جلسات علمية تناقش عددًا من المحاور المهمة، من بينها: الإطار التاريخي والفكري والأخلاقي للعدالة والتعويضات، وثقافة الاعتذار والتعويض في الفكر والواقع الإفريقي، والأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية لتجارة العبيد، والاستعمار الأوروبي في إفريقيا، وجريمة المذابح الجماعية خلال حقبة الاستعمار.
وأضاف عميد الكلية أن الندوة تتناول كذلك أسس المطالبة بالحقوق التاريخية، والخسائر الاقتصادية المترتبة على الرق والاستعمار، وخيارات التعويض بين التعويض المالي والتنمية المستدامة، إلى جانب الأطر القانونية والمواقف السياسية الدولية، ومواقف القوى الاستعمارية السابقة من قضية التعويضات، فضلًا عن دور الحركات الاجتماعية الإفريقية ومنظمات الشتات، ومواقف كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من هذه القضية.

مقالات مشابهة

  • تداول المعلومات.. تسقط الشائعات
  • زيارة ميسي التاريخية للهند تتحول لشغب جماهيري.. ماذا حدث؟
  • في يوم حقوق الإنسان.. رسائل حب وإنسانية تتصدر ندوة دار الكتب
  • جامعة القاهرة تناقش ملف العدالة التاريخية لدعم القضايا الإفريقية غدًا
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف التى نظمها المجلس القومى للمرأة.. صور
  • مصير صلاح يتصدر المشهد في مواجهة ليفربول وبرايتون
  • ماذا لو جاء معتذراً.. صلاح يودّع جماهير ليفربول في أنفيلد
  • «فخر العرب».. أيقونة لا تغيب شمسها!!
  • بسام راضي : الاكاديمية المصرية للفنون بروما تستضيف الموسيقى العسكرية الإيطالية
  • أشعر بالطمأنينة عندما أراه.. ماذا قال آدم لالانا عن أزمة محمد صلاح؟