حماس تسلم 3 من الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
سلمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اليوم (السبت) ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين ، محتجزين لديها منذ السابع من أكتوبر عام 2023 إلى طواقم الصليب الأحمر الدولي ، ضمن الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وسلمت كتائب القسام الرهائن الإسرائيليين الثلاثة إلياهو داتسون يوسف ، اور ابراهم ليفي ، اوهاد بن عامي إلى الصليب الأحمر الدولي في دير البلح وسط قطاع غزة ، وسط تواجد حشد من السكان الفلسطينيين وانتشار عناصر القسام بلباسهم العسكري وأسلحتهم.
وخلال مراسم التسليم، رفعت صور قادة حماس وكتائب القسام الذين استشهدوا خلال المعارك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، كما رفعت لافتة على منصة التسليم باللغتين العربية والعبرية تحت عنوان "نحن الطوفان..نحن اليوم التالي" .
في المقابل ، من المقرر أن تفرج إسرائيل في وقت لاحق اليوم عن 183 أسيراً فلسطينياً، ضمن الدفعة الخامسة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بينهم 18 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد (مدى الحياة) ، و54 أسيرا من ذوي الأحكام العالية ، و111 أسيرا من أسرى قطاع غزة الذين جرى اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر 2023 .
وتعد عملية التبادل اليوم الأحدث في سلسلة من عمليات التبادل منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في 19 يناير الماضي والتي أعادت حتى الآن 13 رهينة إسرائيلية بالإضافة إلى خمسة عمال تايلانديين ، مقابل إفراج إسرائيل عن 583 سجينا ومعتقلا فلسطينيا، أُبعد العشرات منهم للخارج.
ويتكون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تشمل المرحلة الأولى - في الشق المتعلق بتبادل الأسرى - ، الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات ، مقابل قرابة ألفي أسير فلسطيني.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين.. فيما تركز المرحلة الثالثة على تبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.
استعدادات في قطاع غزة لتنفيذ عملية التبادل الخامسة
بدأت، اليوم السبت، الاستعدادت في قطاع غزة لتسليم 3 أسرى إسرائيليين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وانطلقت مركبات الصليب الأحمر الى موقع استلام الأسرى الإسرائيليين من دير البلح وسط قطاع غزة، بحسب وكالة معا الفلسطينية.
وسيجرى إطلاق سراح 18 أسيراً من المؤبدات و54 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية و111 أسيرًا من أسرى القطاع مقابل 3 أسرى إسرائيليين.
وأعلنت هيئة شئون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، مساء الجمعة، أسماء المعتقلين الذين سيتحررون ضمن الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر بأن مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين قد تبدأ ما بين العاشرة والحادية عشرة صباحا وسط القطاع (دير البلح).
وانتشرت قوات من حركة حماس في منطقتين مختلفتين بقطاع غزة لتنفيذ الدفعة الخامسة من عملية تبادل الأسرى.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم التاسع عشرواصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عدوانه على مدينة (جنين) ومخيمها بالضفة الغربية المحتلة، لليوم التاسع عشر على التوالي مخلفا، 25 شهيدا وعشرات الإصابات.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اقتحام بلدات وقرى محافظة جنين، حيث اعتقلت فجر اليوم ثلاثة فلسطينيين من بلدة اليامون غربا، فيما اقتحمت الليلة الماضية، بلدة يعبد جنوبا واعتقلت شابين.
وفي مدينة (جنين) احتجزت قوات الاحتلال مركبة في محيط دوار الجلبوني واعتدت على من فيها بالضرب بعد تفتيشها، ثم اعتقلتهم.. وهدمت جرافات الاحتلال عددا من منازل وممتلكات الفلسطينيين في حي الهدف وواد برقين.
يشار إلى أن آليات الاحتلال العسكرية مستمرة في حصار مستشفى (جنين) الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيسي الواصل إليه، حيث تعاني أقسام المستشفى من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، فيما تعمل بلدية جنين بالتعاون مع الدفاع المدني على محاولة إيصال المياه للمستشفى عن طريق الجرارات الزراعية الصغيرة؛ بسبب منع الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني من دخول المستشفى.
ويستمر نسف المنازل وحرقها في مخيم (جنين) لليوم التاسع عشر على التوالي، فيما يواصل الاحتلال دفع تعزيزاته العسكرية مترافقة مع الجرافات إلى المدنية والمخيم.
كما يتواصل انقطاع التيار الكهربائي عن عدة أحياء من المخيم ومحيطه وانقطاع المياه؛ بسبب تدمير البنية التحتية ومنع فرق عمل البلدية من إصلاح شبكة المياه وخطوط الكهرباء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حماس صفقة تبادل الأسرى اتفاق وقف إطلاق النار الاحتلال الإسرائیلی الدفعة الخامسة من وتبادل الأسرى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تحت المطر والنار.. يوم فلسطيني ثقيل من المعاناة والانتظار
غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:
في يومٍ شتويّ ثقيل، تداخلت فيه أصوات المطر مع أصداء القصف، استيقظ الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية، اليوم ، على مشهدٍ مركّب من المأساة الإنسانية، والقلق الأمني، والانتظار السياسي. فبين منخفضٍ قطبيٍّ كشف هشاشة الإيواء، وخروقات عسكرية لاتفاق وقف إطلاق النار، وأزمة صحية تتفاقم بصمت، ظلّت حياة المدنيين معلّقة بين السماء والأرض.
لم يكن المنخفض القطبي «بيرون» مجرد حالة طقس عابرة، بل تحوّل في غزة إلى عامل قتلٍ جديد، حين هطلت الأمطار الغزيرة على أحياء سبق أن حُوّلت إلى ركام بالقصف، فانهارت مبانٍ متصدّعة، وغرقت خيام لا تقي بردًا ولا مطرًا. ومع كل ساعة، كانت تتكشّف طبقات جديدة من الكارثة، خصوصًا في مناطق النزوح شمالي القطاع وجنوبه.
في الوقت ذاته، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته الميدانية، عبر إطلاق نار وغارات وعمليات نسف، ما بدّد آمال السكان بهدوءٍ مستقرّ بعد الهدنة، وكرّس شعورًا بأن وقف إطلاق النار لا يزال هشًّا، وقابلًا للانهيار في أي لحظة.
أما في الضفة الغربية، فقد اتّخذ العنف شكلًا آخر، تمثّل في اعتداءات المستوطنين المتواصلة، وتجريف الأراضي، واقتحام القرى، في مشهدٍ يوميٍّ يعمّق الإحساس بانعدام الحماية، ويقوّض أسس الحياة الزراعية والاجتماعية للفلسطينيين.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان صحفي، اليوم، إن المنخفض القطبي «بيرون» فاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، متسببًا بخسائر بشرية ومادية واسعة، في ظل أوضاع إيواء هشة ناجمة عن الدمار الواسع والحصار المستمر. وأوضح أن الأحوال الجوية القاسية ضربت مناطق سبق استهدافها بالقصف، ما حوّل المنخفض إلى تهديد مباشر لحياة المدنيين، ولا سيما النازحين.
وبحسب البيان، أسفر انهيار منازل وبنايات متضررة سابقًا عن استشهاد 11 فلسطينيًا، مع استمرار البحث عن مفقودين، إضافة إلى انهيار ما لا يقل عن 13 منزلًا في محافظات القطاع. كما أدّت الأمطار والرياح إلى انجراف وغرق أكثر من 27 ألف خيمة، وتضرر نحو 53 ألف خيمة بشكل كلي أو جزئي، ما أثّر على أوضاع أكثر من 250 ألف نازح يعيشون في مراكز إيواء وخيام تفتقر لأدنى مقومات الحماية.
وقدّر المكتب الإعلامي الحكومي الخسائر المادية الأولية بنحو 4 ملايين دولار، تركزت في قطاع الإيواء، نتيجة تلف الخيام ومواد العزل والفرشات والمستلزمات الأساسية، إلى جانب أضرار واسعة في الطرق المؤقتة والبنية التحتية، وتعطّل شبكات المياه والصرف الصحي، الأمر الذي صعّب وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني، ورفع مخاطر التلوث وانتشار الأمراض.
وأضاف البيان أن الأضرار امتدت إلى تلف مواد غذائية ومساعدات وُزّعت مؤخرًا، وغرق أراضٍ زراعية ودفيئات يعتمد عليها نازحون كمصدر دخل، فضلًا عن تضرر نقاط طبية متنقلة، وفقدان أدوية ومستلزمات إسعاف، وتعطّل وسائل إنارة وطاقة بديلة في مراكز النزوح.
وحمّل المكتب الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة، معتبرًا أن منع إدخال الخيام والبيوت المتنقلة ومواد الطوارئ يشكّل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، داعيًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل للضغط من أجل فتح المعابر، وتوفير إيواء وحماية فورية، تفاديًا لتكرار المأساة مع أي منخفضات جوية قادمة.
ويروي أحمد الزعانين، أحد أفراد الدفاع المدني الفلسطيني، تفاصيل الساعات الثقيلة التي أعقبت انهيار منزل عائلة بدران في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، جراء العاصفة. قائلًا إن أصوات المطر لم تكن الأعلى في ذلك المكان، بل صرخة طفل محاصر تحت الخرسانة والحديد.
يوضح الزعانين لـ«عُمان»: «كنا نعمل بمعدات بسيطة جدًا، والمكان كان شبه غارق بالمياه، والركام غير مستقر. فجأة سمعنا صوت طفل يصرخ من خلف الأسياخ الحديدية: «فين أبوي؟». حاولنا طمأنته، كنا نكرر عليه: «أبوك بخير، إحنا معك»، بينما كنّا نعلم جيدًا أن والده قد استُشهد تحت الأنقاض».
ويضيف أن الطفل وسام بدران كان الناجي الوحيد بعد انهيار المنزل، الذي كان متضررًا بشكل كبير جرّاء القصف السابق. «وسام كان محاصرًا بين الجدران الخرسانية وحديد التسليح لفترة طويلة، ومع استمرار الأمطار كان الخطر يتضاعف. ورغم شحّ المعدات ووعورة المكان، تمكّنت طواقم الدفاع المدني والخدمات الطبية من انتشاله حيًّا، فيما جرى انتشال خمسة شهداء من أفراد عائلته».
هدنة مثقوبة.. خروقات لا تتوقف
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، شهد اليوم، خروقات ميدانية متواصلة من قبل جيش الاحتلال. فقد ارتقى الشاب محمد صبري الأدهم (18 عامًا) برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة جباليا النزلة شمالي قطاع غزة.
كما أطلقت مروحيات إسرائيلية النار شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، بالتزامن مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية نسف ضخمة في المنطقة ذاتها، وسلسلة غارات جوية على مدينة رفح جنوبًا، إضافة إلى إطلاق نار من الآليات العسكرية شرقي خان يونس.
يقول فروانة لـ«عُمان»: «الأوضاع الحالية تؤكد هشاشة الهدنة بشكل واضح، فاستمرار خروقات الاحتلال يعكس عدم وجود إرادة حقيقية للالتزام بالاتفاقيات، ويجعل أي استقرار مرحلي هشًا وسريع الزوال».
ويضيف: «هذا الواقع يضع الفلسطينيين أمام معادلة صعبة، بين الصمود تحت القصف والمطر، وبين الضغوط الدولية المحدودة التي لم تُفرِض على الاحتلال أي التزام فعلي».
إلى ذلك أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في تقريرها الإحصائي الصادر اليوم، بوصول 3 شهداء إلى مستشفيات القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية، بينهم شهيدان جديدان، وشهيد واحد جرى انتشاله من تحت الأنقاض، إضافة إلى 16 إصابة.
ومنذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر2025، بلغ إجمالي الشهداء 386، والإصابات 1018، فيما وصل عدد المنتشلين إلى 628. أما الحصيلة التراكمية منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، فقد ارتفعت إلى 70,654 شهيدًا، و171,095 إصابة.
وأشارت الوزارة إلى أن انهيارات المباني الناتجة عن البرد القارس والمنخفض الجوي أسفرت عن وفاة 10 أشخاص خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر، كما جرى اعتماد وإضافة 277 شهيدًا إلى الإحصائية التراكمية بعد استكمال بياناتهم.